تزعم تقارير إعلامية روسية أن العراق مهتم بشراء أنظمة دفاع جوي من طراز S-400 و S-300 بالإضافة إلى مقاتلات Sukhoi Su-57 ، لكن الخبراء يقولون إن موسكو تواجه منافسة بسبب زيادة التعاون بين العراق وقوتين إقليميتين: الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
قال نورمان ريكلفس رئيس مجموعة NAMEA للاستشارات الجيوسياسية والمستشار السابق لوزير الداخلية العراقي والأمين العام لوزارة الدفاع : "بينما كان هناك بعض النقاش في البرلمان [العراقي] قبل عام لست على علم بأي اهتمام حقيقي بهذه الأنظمة آنذاك أو حاليًا في [وزارة الدفاع].
"لم تكن هناك أيضًا مناقشة حديثة حول شراء مثل هذه العناصر في البرلمان منذ أوائل العام الماضي".
وأخبر موقع Defense News أنه لا يبدو أن هناك مفاوضات لشراء طائرات S-300 أو Sukhoi على الرغم من أن وزارة الدفاع قد نظرت سابقًا في المنصتين.
وقال: "من الواضح أن نظام S-400 هو خط أحمر للولايات المتحدة" في إشارة إلى فرض أمريكا عقوبات على تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي لشرائها النظام. "لكن من المحتمل أن يتم فحص أي مشتريات لنظام أسلحة روسي آخر على أساس كل حالة على حدة مع الإشارة إلى أن القصد الرئيسي للولايات المتحدة هو أن يبني العراق القدرة على الدفاع عن نفسه ".
عقدت محادثات افتراضية بين وزير الخارجية الامريكي أنطوني بلينكين ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في أبريل و اتفق خلالها البلدان على الشروع في محادثات فنية تهدف إلى وضع جدول زمني لانسحاب القوات الامريكية المقاتلة من البلاد.
القوات الامريكية دخلت العراق في مارس 2003 لتدمير أسلحة دمار شامل يُزعم أنها مملوكة لبغداد وأطاحت القوات الأمريكية بزعيم البلاد صدام حسين.
بعد 17 عامًا من الصراع : مهمة الولايات المتحدة و قوات التحالف قد انتقلت إلى مهام تركز على التدريب والمهام الاستشارية مما يسمح بإعادة انتشار أي قوات مقاتلة متبقية من العراق وفقًا لبيان صدر في 7 أبريل / نيسان بعد المحادثات الثنائية مشيرًا إلى "زيادة قدرة قوات الأمن العراقية .
الجنرال البحري فرانك ماكنزي قائد القيادة المركزية الامريكية قال : بينما تقلل الولايات المتحدة من تواجدها العسكري في الشرق الأوسط ستسعى القوتان العالميتان المتنافستان ، روسيا والصين ، إلى توسيع نفوذهما الإقليمي. يعتبر الشرق الأوسط بشكل عام منطقة تنافس شديد بين القوى العظمى. وأعتقد أنه بينما نقوم بتعديل وضعنا في المنطقة ، ستنظر روسيا والصين عن كثب لمعرفة ما إذا كان هناك فراغ يمكن استغلاله ".
إن محاولات العراق للعثور على مصادر جديدة للعتاد الدفاعي ليست جديدة ، وهو يشغل بالفعل أنظمة عسكرية روسية.
"في الواقع ، كان هناك حديث في الماضي عن قيام وزارة الدفاع بشراء طائرات Mirage من فرنسا. إن وزارة الدفاع العراقية تمتلك حاليًا نظام الدفاع الجوي الروسي المتنقل Pantsir-S1 وهي راضية عن ذلك. كما كان هناك حديث عن شراء المزيد من طائرات الهليكوبتر الروسية Mi-24 Hind لطيران الجيش. ... لا أعتقد أن هذا قد وصل إلى مرحلة المفاوضات الجادة ".
قال آرام نركيزيان كبير المستشارين في برنامج العلاقات المدنية العسكرية في الدول العربية في مركز كارنيغي للشرق الأوسط أن بإمكان روسيا بالتأكيد أن تلعب دورًا في تحديث أو استبدال بعض أنظمة العراق القديمة.
يواصل العراق تشغيل مروحيات هجومية روسية المصدر. لقد باعت روسيا بالفعل دبابة القتال الرئيسية T-90S لكن السؤال الأكبر هو كيف يمكن للعراق أن يحافظ بشكل فعال على أسطول مختلط من الدروع الروسية والامريكية يبدو هذا غير واضح.
يمكن لروسيا أيضًا أن تحاول بيع أنظمة العراق التي يمكنها زيادة التنقل المدرع والطائرات متعددة المهام ثابتة الجناحين - طائرات من الجيل 4.5 مثل Su-35 ومشتقاتها - ومواصلة استكشاف طرق لتقديم خيارات للعراق لأنظمة الدفاع الجوي متعددة الطبقات ".
إحدى القضايا التي يتصارع معها العراق حاليًا هي صيانة أسطول مقاتلاته من طراز F-16 بعد إعلان شركة لوكهيد مارتن أنها تسحب فرق الصيانة لأسباب أمنية وسط الهجمات الصاروخية من قبل الميليشيات.
قال ريكلفس: "لا أعرف ما الذي ستفعله شركة لوكهيد مارتن".
وأشار ريكلفس إلى أن العراق يريد توسيع علاقته مع السعودية والإمارات ، ويبدو أن الجهود تتطور بشكل جيد.
في كانون الثاني (يناير) 2021 زار وفد عراقي برئاسة وزير الدفاع في البلاد ، جمعة عناد سعدون الإمارات العربية المتحدة لتعزيز التعاون الثنائي مع التركيز على التعاون العسكري.
في 31 مارس 2021 اتفقت السعودية والعراق على تعزيز التعاون الأمني بعد أن التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي واتفقا على مواصلة تنسيق جهود مكافحة الإرهاب.
كما كشف بيان مشترك صدر عقب الاجتماع عن اتفاق لتعزيز التعاون الاقتصادي يبدأ بإنشاء صندوق مشترك بقيمة 3 مليارات دولار.
بالإضافة إلى ذلك ، قال ريكلفس في 31 مايو 2021 "سافر وزير الدفاع العراقي للتو إلى [المملكة العربية السعودية] في الأيام القليلة الماضية. لم يتم توقيع أي عقود ، لكن المناقشات حول توسيع العلاقة الدفاعية ستستمر ".
لدى وزارة الدفاع العراقية نظام احترافي لتقييم المتطلبات العسكرية ، وسوف يقومون عادة بفحص عدد من الخيارات لأي مطلب. في كثير من الأحيان تكون هناك خيارات روسية مطروحة على الطاولة ".
لكن ثيودور كاراسيك كبير المستشارين في مركز الأبحاث Gulf State Analytics على النقطة الأولى: "قبل كل شيء يجب تسوية أمرين : أولاً يجب إعادة هيكلة عملية المشتريات الدفاعية لوضع حد للفساد في هذه العملية ولزيادة الشفافية والإشراف.
ثانيًا ، يجب على العراق تقييم احتياجات بيئته الأمنية لتصور مستقبل ساحة المعركة ".
كما لا يتوقع كاراسيك أن يشتري العراق صواريخ S-300 الروسية لكنه يعتقد أن البلدين قد يتعاونان في مجال تكنولوجيا مكافحة الطائرات بدون طيار.
عانى الاقتصاد العراقي من انخفاض قيمة عملته منذ بداية العام.
وردا على سؤال حول قدرة البلاد على دفع تكاليف أنظمة دفاع جديدة قال ريكلفس إن ذلك سيكون مبالغا فيه.
"من الممكن أن تعقد صفقة لتبادل موارد الطاقة مثل النفط الخام أو الغاز بمعدات دفاعية كجزء من اتفاقية شراء مسبقة. ومع ذلك ، كافح العراق للتوصل إلى اتفاق مماثل مع الصين ، وليس لدى روسيا متطلبات تذكر سواء من النفط العراقي أو الغاز ، مضيفا أن العراق بحاجة إلى توسيع قواته البحرية لحماية المنشآت النفطية في الخليج العربي.
"ولكن هناك فرصة كبيرة لأن الولايات المتحدة ستستمر في توفير مظلة أمنية لمحطات النفط البحرية حتى يكون لدى العراق القدرة على القيام بذلك. ومعظم البنى التحتية النفطية المتبقية في العراق تقع في المحافظات الجنوبية حيث الأمن جيد بشكل معقول.
"بسبب أزمة الميزانية في العراق ، والتي بدأت بالفعل بانهيار أسعار النفط في عام 2014 ثم تفاقمت بشكل كبير بسبب [COVID-19] ، لا يملك العراق الأموال الرأسمالية المتاحة للمشتريات الرئيسية في هذا الوقت. إذا ارتفع سعر النفط في العام أو العامين المقبلين ، فأعتقد أن العراق سوف يفكر بجدية في تحديث أسطوله من ناقلات الجند المدرعة وعربات المشاة القتالية والتي لا تزال تمثل فجوة كبيرة في القدرات التي يتم سدها حاليًا عن طريق BMP القديمة و M113 المعدلة وربما تحتاج أيضًا إلى تحديث أسطول طائرات الهليكوبتر لدعم عمليات مكافحة التمرد ".
أشار ألكسندر جليل ، المحلل في جلف ستيت أناليتيكس ، إلى أن الأسلحة الروسية عادة ما تكون أرخص من الأسلحة الأمريكية ، مما يساعد في قضية التحول نحو الأسلحة الروسية.
ستتعرض الحكومة العراقية لضغط كبير لاستخدام الأموال الموجودة لتحسين المستوى المعيشي لمواطنيها. لذلك لا ينصح بصفقة أسلحة أخرى.
في رأيي المخصصات الدفاعية العراقية كبيرة للغاية بالنسبة لاقتصادهم المتعثر و شراء المزيد من الأسلحة ليس ضروريًا فيما يتعلق بالتهديدات الحالية.
وقال جليل : "إن طائرات Sukhoi المقاتلة وأنظمة S-300 ليست ضرورية بالنظر إلى المشاكل المالية الداخلية التي يواجهها العراق".
في يناير 2020 ، أفادت وسائل إعلام روسية أن المشرعين العراقيين كانوا يضغطون لشراء S-400.
وفي أغسطس من ذلك العام قال المفتش العسكري في وزارة الدفاع العراقية عماد الزهيري إن الحكومة مهتمة بشراء طائرات Su-57.
"تستخدم روسيا صادراتها من الأسلحة كلعبة بصريات مع كل حلفاء الولايات المتحدة حيث تسرع موسكو في التوجه إلى وسائل الإعلام كلما كانت هناك محادثات أولية حول أي نوع من تصدير الأسلحة إلى اي حليف للولايات المتحدة.
وأضاف أن هناك احتمالًا حقيقيًا لتمرير هذه الصفقات ، في المقام الأول بسبب الإرادة السياسية في الحكومة العراقية - بشكل أساسي من الأفراد المرتبطين بإيران - لتنويع واردات الأسلحة من الشركات الغربية إلى الشركات الروسية والصينية.
قال ريكلفس : إن بغداد تحاول جاهدة مكافحة الفساد المتضمن في برامج المشتريات الدفاعية ، وهذا هو السبب في أن عملية المبيعات العسكرية الخارجية للبنتاغون جذابة للغاية.
وقال: "الجانب السلبي هو أن برنامج مبيعات الأسلحة الى الخارج FMS أغلى قليلاً بشكل عام ، لكن شفافيتها وسهولة استخدامها للعملاء ما زالت تجعلها جذابة".
defensenews
موضوع: تتطلع روسيا إلى بيع أسلحة للعراق ، لكن الخبراء يقولون إن هناك منافسة تنتظر الكرملين 
السبت 5 يونيو 2021 - 19:26
