سألني أحدهم قائلا ماذا تعرف عن الصداقة ؟
قلت الصداقة ليست كأسا نتذوق ما بداخله و نشعر بطعمه الحقيقي إن كان حلوا أم مُرًّا، و إنما الصداقة الحقة هي شعور نتبادله، فإن مرض أحدنا نمرض معه، و نقف في محنته
ردّ عليَّ و قال، أنت مخطئ و يبدوا أنك غير مجربٍ، قد يكون من تتحدث عنه هو العدوّ الذي لا تراه من الداخل، فالعدوّ قد يجلس معك، يشاركك الطاولة ، يشرب معك فنجان قهوة أو شاي، يجاريك في الكلام لياخذ منك أكثر ما يعطيك، يمعنى أنه يعطيك القشور و يأخذ منك اللب، و أنت غافل لا تعلم أن الغدر يسكن قلبه العدو لا يحب أن تسبقه لشيئ ما، لا يحب أن يراك ناجحا، يحب ان يكون وحده في الريادة، يحب أن يكون وحده الآمر الناهي، المتسلط، صانع القرار، يريد أن تكون دائما خلفه، لا تسير أمامه و لا بجانبه، لأنه لا يحب "الندية" يرى أنه على صواب و أنت على خطأ، يسدي لك التعليمات دون أن تناقش أو يكون لك رأيٌ، لا يحب ان تكون سيد نفسك، أو تقرر مصيرك بنفسك، يبتسم لك و شرارة الحقد تنبعث من نظراته، و لذا هو يضع نظارات سوداء قاتمة اللون، ليس بالضرورة أن يكون العدو دكتاتورا أو متعجرفا متغطرسا، لأن هؤلاء يملأهم الغرو و لا يشكلون خطرا (في بعض الأحيان) العدوّ صنف آخر لا تعرفه على حقيقته حتى يقضي عليك ماديا و معنويا، و يزيحك من الطريق، تكتشفه على حقيقته متأخرا بعدما يكون الوقت قد فات، لا أتكلم طبعا عن المستعمر الفرنسي، و لكن عن أذياله ، هم أعداء الشمس و النور، أولئك الذين يعشقون الظلام، أمّا عن نفسي أقول لمحدثي ما قاله ديغول:
لقد فهمتك je vous ai compris
و سقط القناع
و كما قال سميح القاسم:
ربما أعرض للبيع ثيابي وفراشي
ربما أعمل حجارا وعتالا وكناس شوارع
ربما أخمد عريانا وجائع
ياعدوّ الشمس، لكن لن أساوم
وإلى آخر نبض في عروقي …….. سأقاوم
ربما تسلبني اخر شبر من ترابي
ربما تطعن للسجن شبابي
ربما تسطو على ميراث جدي
من اثاث واوان وخــــــــــــواب
ربما تحرق اشعاري وكتــــــــبي
ربما تطعم لحـــــــــــمي للكلاب
ربما تبقي على قريتنا كـابوس رعب
ياعدو الشمس، لكن……… لن اساوم
والى اخر نبض في عروقي ساقاوم