كانت المدمرة إتش إم إس زيلوس مدمرة من الفئة (زد) تابعة للبحرية الملكية البريطانية في عام 1944.
حيث شاركت في عمليات بحر الشمال وقبالة الساحل النرويجي، قبل أن تشارك في بعض القوافل القطبية.
ظلت في خدمة البحرية الملكية عشر سنوات أخرى بعد انتهاء الحرب، قبل أن تُباع إلى البحرية الإسرائيلية تحت اسم إيلات
شاركت في بعض العمليات خلال العدوان الثلاثي عام 1956، مُهاجمةً السفن المصرية وكانت لا تزال نشطة عند اندلاع حرب 1967.
غرقت بعد عدة أشهر من الحرب بصواريخ أطلقتها عدة زوارق صواريخ مصرية صغيرة.
جاعلةً منها أول سفينة تغرق بواسطة زوارق صواريخ خلال زمن الحرب.
لقد كان ذلك حدثاً هاماً في حرب السطح البحرية، أثار اهتماماً كبيراً في جميع أنحاء العالم في تطوير زوارق الصواريخ الصغيرة.
خدمتها خلال الحرب العالمية الثانية :
كانت المدمرة زيلوس واحدة من أربع مدمرات بريطانية من الأسطول المحلي اللواتي أنقذن 525 نرويجياً.
كانوا يختبئون من الدوريات الألمانية في كهوف الجبال المغطاة بالثلوج في جزيرة سورويا بالنرويج لمدة ثلاثة أشهر.
ورطت عملية الإنقاذ المدمرات في سباق جسور على بعد 60 ميلاً خلف خطوط العدو. وأُجليّ النرويجيين بأمان إلى ميناء غوروك البريطاني.
ذهبت المدمرة في رحلتين من المملكة المتحدة إلى روسيا كجزء من القوافل القطبية التي تنقل الإمدادات إلى شبه جزيرة كولا.
في 5 أبريل 1945، شاركت في هجوم على قافلة دخلت بوغاز يوسينفيورد على ساحل النرويج. كان من نتائجه إغراق سفينة تجارية وتضرر اثنتان.
خدمتها في البحرية الإسرائيلية :
— من عام 1947 حتى عام 1950 وضعت في الاحتياط في ديفونبورت.
— وبين عامي 1950 و 1951 خضعت لعملية إصلاح في كارديف.
— وبين عامي 1953 و1954 وضعت في الاحتياط في بينارث.
— وفي عام 1955، باعتها المملكة المتحدة لإسرائيل، التي دشنتها في البحرية الإسرائيلية تحت اسم إيلات.
المدمرة المصرية إبراهيم الأول :
— وفي يوم 31 أكتوبر، في خضم حرب السويس، قامت المدمرة المصرية إبراهيم الأول بقصف ميناء حيفا.
ولكن أجبرها هجوم مضاد قادته المدمرة الفرنسية كيرسانت والمدمرتان الإسرائيليتان يافو وإيلات على العودة .
— وفي الطريق العودة تعرضت لهجوم آخر من طائرتي “أوراجان” و”داكوتا” تابعتين للقوات الجوية الإسرائيلية.
— وفي النهاية، استسلم طاقم السفينة التي تضررت بشدة، وقَطَرّ الإسرائيليون السفينة إلى حيفا.
— وخدمت المدمرة لاحقاً في البحرية الإسرائيلية باسم حيفا.
غرق المدمرة إيلات :
غرقت إيلات في يوم 21 أكتوبر 1967 في المياه الدولية للبحر المتوسط قبالة مدينة بورسعيد، حيث ضُربّت بثلاثة صواريخ من طراز ستيكس سوفيتية الصنع أطلقتها زوارق صواريخ مصرية.
— كان زورق صواريخ مصري من فئة كومار.
— لم يُظهر رادار إيلات أي أنشطة أو تحركات مريبة.
— أمر قبطان إيلات باتخاذ إجراءات مراوغة عندما كُشفّ عن الصاروخين، لكن الصاروخ الأول أصاب السفينة فوق سطح الماء في تمام الساعة 5:32 مساءً. وبعد دقيقتين، أصابها الصاروخ الثاني، مما تسبب في مزيد من الإصابات.
— وفي الوقت الذي بدأت فيه إيلات بالانحراف بشدة، كان الطاقم يعتني بالجرحى ويشارك في عمليات الإنقاذ والإصلاح في انتظار وصول سفن إضافية تابعة للبحرية الإسرائيلية لإنقاذهم.
— ولكن بعد حوالي ساعة، أطلق زورق صواريخ آخر من فئة كومار صاروخين آخرين من طراز ستيكس باتجاه إيلات.
— أصاب الصاروخ الثالث إيلات، مما تسبب في مزيد من الأضرار والحرائق الأخرى، في حين حاد الصاروخ الرابع عن هدفه وتحطم في المياه القريبة. وغرقت إيلات بعد دقيقتين.
— ومن بين طاقمها المكون من 199 بحاراً، قُتلّ 47 وجُرحّ أكثر من مائة آخرين.
تداعيات غرق إيلات :
أدى غرق إيلات بصواريخ سطح-سطح إلى فتح حقبة جديدة في تطوير الأسلحة البحرية وصياغة استراتيجية بحرية في جميع أنحاء العالم.
وعلى الرغم من عدم الترويج لها على نطاق واسع في ذلك الوقت، إلا إن عملية إغراق إيلات كان لها أثر كبير على البحرية الإسرائيلية.
فبدأت إسرائيل بتطوير خطط لتصاميم السفن ذات السمات الألمانية لكي تتلائم بشكل أفضل مع القتال بالصواريخ، خاصة الزوارق الصغيرة ذات الفاعلية والمسلحة بالصواريخ، القادرة على القيام بدوريات في الشواطئ الإسرائيلية والقيام بعمليات بحرية بسرعة عالية.
وفي نفس الوقت قادرة على تفادي تعقب العدو والصواريخ. ونتجّ عن هذا التركيز زوارق جديدة أكثر مرونة ومسلحة بالصواريخ ستحقق فوائد كبيرة للبحرية الإسرائيلية بعد ست سنوات خلال حرب أكتوبر.
مصدر المقال : موقع الامن والدفاع المصري (( sdegy.com ))