قوة الغواصات الصينية أصبحت تقلق الأمريكيين رغم أنها تقليدياً متأخرة عن منافستيها الأمريكية والروسية.
نعم، قوة الغواصات البحرية الصينية لا تكبر كثيراً، لكنها تتحسن كثيراً. هذا هو استنتاج تقرير لخدمة أبحاث الكونغرس الأمريكي الأخير عن القوة العسكرية الصينية.
ونقلت مجلة The National Interest الأمريكية عن تقرير خدمة أبحاث الكونغرس الأمريكي، قولها: “تعمل بكين باستمرار على تحديث قوتها البحرية، ومعظم غواصاتها مبنيةٌ الآن وفقاً للتصاميم الصينية والروسية الحديثة نسبياً”.
ولكن فيما يتعلق بأعداد الغواصات، فإن القوة الكلية للصين تحت سطح البحر في الواقع لا تنمو بسرعة كبيرة.
نمو قوة الغواصات الصينية ليس متسارعاً، فلماذا تقلق أمريكا؟
قد ينمو الأسطول الفرعي الصيني من 66 غواصة في عام 2020 إلى 76 غواصة في عام 2030، وفقاً لتقديرات CRS، نقلاً عن أرقام من مكتب المخابرات البحرية الأمريكي.
ومع ذلك، فإن التغييرات في مزيج السفن يمكن أن تعزز قدرة القوة البحرية الصينية.
ويتضمن الأسطول الصيني للغواصات في عام 2020 أربع غواصات للصواريخ الباليستية تعمل بالطاقة النووية ، وسبع غواصات هجومية تعمل بالطاقة النووية، و55 غواصة هجومية تعمل بالديزل والكهرباء.
استناداً إلى اتجاهات الإنتاج الحديثة، يمكن أن تشمل قوة عام 2030 ثماني غواصات للصواريخ الباليستية و13 غواصة هجوم نووي، والعدد نفسه من غواصات الديزل: 55.
من الواضح أن هذا التغيير النوعي يوسع الردع النووي الصيني.
وبالنسبة للحرب التقليدية، فإن مضاعفة قوات الغواصات الهجومية النووية أكثر أهمية. بإمكان غواصات SSN (غواصة هجومية للأغراض العامة تعمل بالطاقة النووية)، الإبحار لمسافة أبعد والبقاء في المحطة فترة أطول من القوارب الصغيرة SSK التي تعمل بالديزل والكهرباء.
وبينما من المرجح أن تظل قوة SSK الصينية بالحجم نفسه خلال العقد القادم، فمن المحتمل أن يضاف لها مزيد من الأنواع الحديثة.
لدى البحرية الصينية في عام 2020 نحو 34 من أحدث طراز 039 SSK، مع دخول مزيد من غواصات SSK الإضافية إلى الأسطول، فإنها تحل محل القوارب القديمة من النوع 035 والتي هي في الأساس نسخ من قوارب سوفييتية من طراز روميو يعود تاريخها إلى أوائل الستينيات.
ما زالت متأخرة من الناحية النوعية، ولكن
وضح تقرير خدمات الكونغرس، أنه “من الناحية النوعية، قد لا تكون أحدث غواصات الصين لها قدرات أحدث الغواصات الروسية نفسها، ولكن بالمقارنة مع الغواصات الصينية السابقة، والتي تم تصميمها وفقاً لتصميمات قديمة، فإن غواصاتها الأحدث أكثر قدرة بكثير”.
المشكلة ليست في تقدُّم الصين المتواتر (ولكن ليس سريعاً)، حسب التقرير.
ولكن المشكلة تظهر بالنسبة للأمريكيين عند المقارنة بين بين التحديث والنمو البطيء لأسطول الغواصات الصيني مع انكماش الأسطول الأمريكي تحت سطح البحر.
تقوم بكين ببناء عدد من الغواصات أكثر من تلك التي يتم الاستغناء عنها. بينما واشنطن تبني عدداً أقل من الغواصات من تلك التي يجرى إخراجها من الخدمة.
أمريكا تخسر التوازن العددي
نعم، لا تزال الغواصات الأمريكية أكثر تطوراً من الغواصات الصينية. لكن التوازن العددي بين الجانبين يتحسن لصالح الصين بشكل متزايد، ويبدو أن التفوق العددي الأمريكي ينتهي تدريجياً.
ويمتلك الأسطول الأمريكي في عام 2020، 56 غواصة هجومية من طراز لوس أنجلوس وسي وولف وفيرجينيا وغواصات صواريخ كروز من فئة أوهايو، إضافة إلى 14 غواصة من طراز أوهايو (مقابل نحو 70 غواصة للصين مع الفارق النوعي لصالح أمريكا).
ولكن بموجب أحدث مخطط، سينخفض هذا الرقم إلى 42 غواصة هجوم، و13 غواصة في عام 2028، قبل أن يعود إلى المستويات الحالية في وقت ما بثلاثينيات القرن الحالي.
يمكن أن تسوء الأحوال بالنسبة للأمريكيين مع طلب إدارة دونالد ترامب في عرض ميزانية عام 2021، غواصة من نوع فرجينيا جديدة واحدة فقط بدلاً من الاثنتين اللتين توقعتهما البحرية، مما يعني أن قوة غواصات SSN الأمريكية يمكن أن تصل إلى 41 غواصة فقط، في الوقت نفسه تقريباً الذي تصل فيه قوة SSN الصينية إلى ذروة جديدة تبلغ 68 غواصة.
مصدر