وكيل الخارجية الأمريكية: مصر شريك أصيل في ضمان الأمن الإقليمي ودولة رائدة.. جاهزون للمساعدة في بناء الجيل الخامس للشبكات على وجه السرعة
أكد كيث ****، وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للنمو الاقتصادي والطاقة والبيئة، أن واشنطن حذرت العديد من الشركات والحكومات من التعامل مع الشركات الصينية بسبب الاختراقات التي تقوم بها بعض الشركات، مشيرا إلى أنه قام بزيارة 8 دول أوروبية خلال هذه الجولة، كما زار مقر حلف الناتو والتقى مفوض الاتحاد الأوروبي بــ العاصمة البلجيكية بروكسل للحديث عن نفس الموضوع.
وتابع وكيل وزارة الخارجية الأمريكية، خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر السفارة الأمريكية بالقاهرة، مساء أمس الخميس، على هامش زيارته للقاهرة والتي بدأت الأربعاء وتنتهي مساء اليوم الجمعة، أنه أكد لشركاء واشنطن في حلف الناتو أن الأمن المعلوماتي هام جدا سواء خلال أوقات الحرب أو أوقات السلم، وأن عدم الاعتماد على شبكات نظيفة يشكل تهديدا للأمن القومي الوطني والعالمي بشكل عام.
ولفت **** إلى أنه عند حديثه مع مفوض الاتحاد الأوروبي حول ضرورة تجنب الحكومات للشبكات الصينية، أجابه المسؤول الأوروبي بأن مجالس إدارة الشركات الأوروبية هي التي تقرر وضعية التعامل مع الشركات الصينية، وتراعي أهمية الشبكات النظيفة، وليس الحكومات بشكل أساسي.
وذكر المسؤول الأمريكي أن الشبكة النظيفة ضرورة ملحة وأمر هام جدا بالنسبة لــ مصر، والعديد من الشركات المصرية تهتم بذلك، موضحا أن دولا صديقة مثل سنغافورة وفيتنام وأستراليا، بالفعل اتخذت قرارات بالاستغناء عن الشبكات الصينية، وكل هذه الدول يمكن أن تساعد مصر لكي تقوم بذلك أيضا، وترشد المعنيين بالبدائل، وليس بالضرورة أن تكون منتجات أمريكية فهناك دول اسكندنافية لديها شركات رائعة أيضا وكذلك شركات في كوريا الجنوبية مثل سامسونج.
وعن اختياره القاهرة كي تكون محطته الأولى في الشرق الأوسط ، أكد كيث **** أن مصر لديها موقع قيادي في المنطقة وتستحق هذه المكانة في هذا الإقليم بحكم أنها دولة رائدة، ولابد أن تكون في المقدمة.
وشدد **** على أن واشنطن معنية بشكل كبير بالأمن القومي المصري، بحكم أن القاهرة شريك أصيل في ضمان الأمن الإقليمي، ولذلك تأتي زيارته في توقيت مثالي، مضيفا أن الولايات المتحدة شريك قوي لــ مصر في قطاعات الأمن والمعلومات بما يؤدي للأمن الاقتصادي والاحتفاظ بخصوصية التكنولوجيات التي يتم تطويرها في مصر.
وأضاف أن الشركات الصينية، تعرض أسعار رخيصة جدا قد تصل إلى المجانية، ولكن على المدى البعيد ستكون التكلفة باهظة، لأن الأمر يتعلق بحماية البيانات، حتى وإن وفرت هذه الشركات المعدات المطلوبة لتقنية الجيل الخامس، إلا أن التكلفة ليست هذه المعدات فالثمن قد يكون بيانات تهدد الأمن القومي لأي دولة،
وبين وكيل وزارة الخارجية الأمريكية على أن خمسين شركة عالمية رفضت الاعتماد على شبكات صينية وتريد الاعتماد على شبكات نظيفة، وأعلنت نيتها الابتعاد عن المنتجات الصينية في هذا المجال، بعد تقييمها لمستوى حماية البيانات، قائلا إن الرئيس الصيني الحالي أظهر درجة كبيرة من العدوانية فيما يتعلق بأمن المعلومات.
وطالب **** بضرورة وجود شركات أمن معلومات يعتمد عليها لحماية الأمن القومي للبلاد، واختيار أطراف لا يلعبون وفقا لقواعد الشفافية والمحاسبة والمعايير المختلفة التي لا يمكن أن نراها في الصين، مشيرا إلى ان قواعد التجارة في السوق الحرة لا تعني استغلال الحرية في نقل البيانات وتهديد الأمن القومي للدول الوطنية، مشددا على أن دول مثل المملكة المتحدة قررت بعناية اختيار موردين لــ شبكات الجيل الخامس.
وأشار المسؤول الأمريكي إلى أنه عمل بوادي السيلكون في الولايات المتحدة لمدة 30 عاما، ويرى أن القرار المتعلق باستخدام شبكات الجيل الخامس يعتمد على موردين ثقات وينتمون لدول يحكمها القانون.
وشرح المسؤول الأمريكي ما يقصده بــ مصطلح الشبكة النظيفة، مؤكدا أنه يقصد ائتلاف بين مجموعة من الدول لضمان أقصى مستويات الأمان للبيانات الحساسة، وحمايتها من اختراق الأطراف الخبيثة مثل الحزب الشيوعي الصيني، ومن خلال بيانات موثوق بها ومتوافق عليها، مشيرا إلى أن الشبكة النظيفة هي الطريقة التي اتفقت عليها العديد من اقتصادات العالم، وأيضا تتفق مع رؤية الحكومة المصرية لضمان بنية تحتية يمكن الاعتماد عليها في تلبية طموحات الجيل القادم من المصريين، وأنه من الضروري أن يكون الاعتماد على شبكات موثوق بها من خلال موردين يعتمد عليهم، حيث تؤثر هذه الشبكات على كافة مناحي الحياة مثل السيارات حتى مبردات الطعام في المنزل وسفن الفضاء خارج الغلاف الجوي.
وحذر **** من شركة صينية، مؤكدا أنها ذراع للحكومة الصينية، وهناك شركات مصرية تعمل على تكنولوجيات حديثة، وهناك بيانات خاصة بالمواطنين قد تتعرض للتسرب من خلال أجهزة الشبكات الصينية، التي سو تقوم بتسريب هذه البيانات.
وقال إن الحكومة الصينية تفرض عقوبات على المواطنين الصينين الذين لا يستخدمون المعدات والأجهزة الصينية، وعلى الجانب الآخر تكافئ من يستخدمون هذه المنتجات داخل الصين من خلال تقييم اجتماعي وائتمان لكل مواطن.
وشدد على أن الحكومة الأمريكية تحترم الشعب الصيني بشكل عام ولكن الحزب الشيوعي الصيني قد يستولي على البيانات الخاصة بعملاء الشركات المصرية التي تستخدم الأجهزة الصينية مما يعرض الأمن القومي المصري لعواقب خطيرة، فهناك قانون صيني يفرض على الشركات الصينية عند الطلب توفير البيانات الخاصة بــ عملائهم بما يعني وصولها للحزب الشيوعي الصيني.
وحول الحوافز التي يمكن أن تقدمها الحكومة الأمريكية للشركات المصرية كي تستخدم الأنظمة النظيفة- بحسب كلام المسؤول الأمريكي- قال كلارك إن الحكومة الأمريكية ستساعد في توفير البنية التحتية النظيفة، من خلال مضاعفة استثمارات التمويل والمشروعات للشركات الأمريكية بــ مصر، تمويل نظيف وديون نظيفة، وشبكات جيل خامس نظيفة، وتعامل نقدي نظيف، قطاع تعدين نظيف، وتوفير تطبيقات نظيفة وسحابة إليكترونية نظيفة وستساهم أمريكا في المساعدة أن تصبح مصر مركز إقليمي للطاقة أيضا.
وأكد **** أنه حاليا رئيس مؤسسة التمويل التنموي، والتمويل الأمريكي متوفر لمساعدة دول مثل مصر على بناء الجيل الخامس للشبكات، وأي طلب من الجانب المصري سيتم النظر له بعين الاعتبار وعلى وجه السرعة، خاصة وانه سيساهم في تطوير التنمية البشرية في مصر ودفعة في اتجاه الإصلاحات الاقتصادية وتطوير البنية الأساسية، مشيرا إلى أن الشركات الأمريكية العاملة في مصر في هذا المجال عبرت عن رغبتها في خلق تفاهمات مع الحكومة المصرية لاتخاذ مثل هذا القرار الخاص بالتعامل مع الشبكة النظيفة مثل شركة" آي بي إم" و "سيسكو" و"جوجل" و"مايكروسوفت".
وأضاف فرص نجاح التعاون بين الجانب الأمريكي والمصري لا حصر لها، وخاصة بالنسبة للشباب المصري وحاضنات الأعمال، ولذلك لابد من تنفيذ شبكات الجيل الخامس بالشكل الصحيح، وهناك 40 دولة و 60 شركة أعربت عن رغبتها الشديدة في الانضمان للشبكة النظيفة، في حين أن شركات عالمية كبرى بدأت بالفعل في الخروج من السوق الصينية، بسبب الانتهاكات لحقوق الإنسان وغياب الديمقراطية، فهناك أكثر من مليون مسلم يتعرضون لاضطهاد في غرب الصين، كما أن هناك انتهاكات لحرية الصحافة مثل قانون حرية الإعلام في هونج كونج، بما يحجم من قدرة الصحفيين للكتابة عن هذه القضايا وإيصال الحقائق للمواطنين، موجها شكره للصحفيين المصريين، ومؤكدا احترام أمريكا لحرية الصحافة والإعلام، وأنه كان يتمنى أن يكون كاتبا جيدا.
وعرض المسؤول الأمريكي لما تم خلال السنوات الثلاث الماضية في ارتقاء مستوى العلاقات التجارية بين مصر والولايات المتحدة، حيث حقق نموا بزيادة قيمتها أكثر من 75% خاصة في قطاعات المستقبل التي تعتمد على الإبداع والابتكار.
ووعد بضخ المزيد من الاستثمارات في مصر بما يمثل فرصة كبيرة لمؤسسات الأعمال المصرية للاستفادة من الاتجاه الحالي لتنويع سلاسل التوريد والارتقاء بها لجذب المزيد من الاستثمارات لتوجيهها نحو الأسواق المصرية.
واختتم المسؤول الأمريكي المؤتمر الصحفي بالحديث عن لقائه بمسؤولين حكوميين في مصر، ووجد رد فعل عظيم جدا على مقترحاته، خاصة وأن هناك شراكات بين واشنطن والقاهرة امتدت عبر سنوات في الماضي والحاضر وستستمر في المستقبل، حيث ركزت على ثلاثة محاور رئيسية منها تحسين مناخ الاستثمار وتحسين كفاءة الخدمات، والتنمية البشرية ورأس المال البشري حيث هناك الكثير من الشباب خريجين لجامعات مرموقة وفي تخصصات رائعة.
وقال إنه التقى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، المهندس عمرو طلعت، الذي عرض له الاستراتيجية الهرمية لتنمية ثروة مصر البشرية، والتي لا تحتاج لرؤوس أموال كبيرة، حيث يمكن الابتكار من أي مكان في العالم، من خلال التكنولوجيات عن بعد، تساهم في تمكين المرأة وزيادة الأمن ووضع لوائح وقوانين مناسبة.
واستشهد **** بدولة استونيا التي أصبحت من أكثر البلاد تقدما في رقمنة الهوية الإليكترونية لجميع المواطنين، ذاكرا أنه عند لقائه بالرئيسة الاستونية كريستي كاليولايد على العشاء، أخبرته بتخصيص 2 % من ميزانية الدولة لتطوير القطاع الرقمي، ولا يمكن للولايات المتحدة أن تكون مديرا للمشروع ولكن المواطنين هم من يديرون هذه الأعمال الابتكارية.
وقال إنه خلال زيارته لــ مصر قام بزيارة أهرامات الجيزة، حيث تفقد أيضا تمثال أبو الهول بعد أن ساهمت الولايات المتحدة بإزالة المياه الجوفيه حول جسم التمثال، لافتا إلى أنه أرسل الصور لأبنائه التوأمين، ولد وفتاة، عبر برنامج فيس تايم، وكانت فرصة رائعة لمشاهدة عجيبة من عجائب العالم، بعد أن قام بجولة لــ ثمان دول أوروبية ضمن هذه الجولة.
وأضاف كيث **** وكيل وزارة الخارجية الأمريكية أن مصر بلد غني بتاريخه ومستقبله مبهر، وهناك إبداعات في مختلف قطاعات الأعمال، وعدد كبير من الشركات الأمريكية الموجودة في مصر قدمت قصص نمو ونجاح رائعة، مثل سيسكو ومايكروسوفت وجوجل وآي بي إم، مشيرا إلى أنه تعرف إلى هذه الشركات التكنولوجية في مصر، التي تقوم باسثمارات ضخمة، وأنه شجعهم على الاستثمار مرة أخرى وبزيادات أكبر.
وذكر أن الوكالة الأمريكية استثمرت في مصر ما يزيد على 30 مليار دولار عبر السنوات الماضية بما عزز من العلاقات المتميزة بين البلدين وكان هناك مساعدات أمريكية للقضاء على شلل الأطفال وتوفير مياه الشرب النظيفة للملايين ومشروعات الصرف الصحي وحفظ الآثار، وهو ما يمهد للشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
مصدر