ملاحظة : الموضوع ادناه تم نشره منذ اسبوعين اي قبل انتهاء حرب كرباخ الثانية لذا وجب التنويه
نفذت طائرات مسيرة تركية عمليات استطلاعية وهجومية ضد حزب العمال الكردستاني وأتباعه في كردستان العراق. ونجحت في تنفيذ اغتيالات جوية ضد شخصيات بارزة في الحزب الكردي المعارض الذي يقاتل تركيا منذ سنوات متخذا من كردستان العراق وسوريا ملاذا له.
واستهدفت الطائرات التركية دون طيار مقاتلي داعش والمقاتلين الأكراد السوريين. وفي فبراير ومارس 2020، استهدفت طائرات “بيرقدار تي بي 2″ و”أنكا-أس” قوات النظام السوري البرية في محافظة إدلب الشمالية الغربية.
وفي ليبيا، ساعدت طائرة بيرقدار حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج التي تدعمها تركيا في طرابلس، على قلب الموازين ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، بسلسلة من الضربات الفعالة.
وفي أحدث استخدام لها، شاركت الطائرة التركية المسيرة في الصراع في قره باغ في الصفوف الأذرية. فقد أبدت باكو اهتمامها بشراء هذه الطائرات في الصيف الماضي. وتفاخرت بأدائها القتالي ضد القوات الأرمينية البرية. يذكر أن السرب الجوي الأذري يشمل طائرات بيرقدار تي بي 2 إلى جانب الطائرات دون طيار إسرائيلية الصنع.
وعبر جاستين برونك، المتخصص في التكنولوجيا والقوة القتالية الجوية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، عن اعتقاده أن سلسلة بيرقدار (وسلسلة أنكا-أس) حققت أداء مثيرا في قره باغ، وكذلك في سوريا والعراق عبر مختلف أدوارها.
لكنه شدد على أهمية ملاحظة السمة الرئيسية في هذه الصراعات، والتي تكمن في”الافتقار العام إلى الدفاعات الجوية الحديثة والمنسقة على الجانب الآخر”.
ويعزو الكاتب بول إيدن في تقرير له بموقع أحوال تركية، نجاح الطائرات التركية إلى عدم تدخل القوات الروسية لمنع تدمير دروع قوات الرئيس السوري بشار الأسد حيال الضربات التركية، كما أن منظومة أس-300 الصاروخية الروسية بعيدة المدى التي يمتلكها الجيش الأرميني، لم تزود بمجموعة واسعة من أجهزة الاستشعار، وكانت مجهزة برادارات لاعتراض الطائرات والصواريخ السريعة، وليس البطيئة، والطائرات دون طيار الأصغر مثل بيرقدار.
ويقول إيدن “لم تعد الذخائر الذكية صغيرة الحجم من طراز “أم إيه أم” التي تطلقها تركيا جزءا مهما من هذا النجاح لأنها تمكن طائرات بيرقدار من تدمير أنظمة الدفاع الجوي الدفاعية مثل “بانتسير-أس1″ روسية الصنع”.
وقال سيم تاك كبير المحللين العسكريين في “فورس أناليسيس آند غلوبال آناليست لستراتفور”، “يمكننا أن نقول من التقارير الواردة من ساحة المعركة إن طائرات بيرقدار فعالة في تحديد المواقع الأرمينية وضربها، بما في ذلك الدفاعات الجوية”.
لكنه أشار إلى أنه من الصعوبة مقارنة أدائها بالأنظمة الأخرى، لأن المعلومات المتاحة ليست كاملة.
ومع ذلك، أظهرت تي بي 2 “بالتأكيد” نتائج جيدة في سوريا وليبيا ضد أنظمة الدفاع الجوي الروسية الصنع مثل بانتسير-أس1.
وأضاف “أثبتت الطائرات دون طيار فعاليتها في تقويض الدفاعات البرية والجوية ومن المرجح أن تزداد شهرةً بسبب هذا. ففي هذه المسارح، ساهمت الطائرات في خسائر مادية كبيرة”.
وعزا محللون من مجموعة بلوميلانج البحثية المستقلة التابعة لموقع “ديفينس نيوز” الإخباري التركي، نجاح بيرقدار تي بي 2 إلى تجربتها القتالية والاستخبارات والمراقبة واكتساب الهدف والاستطلاع في ليبيا وسوريا والعراق وبحر إيجه وتضاريس تركيا.
وقال المحللون لموقع أحوال تركية إنها فعالة ضد المدرعات والمستودعات ووحدات المشاة الأرمينية والعديد من الأصول المهمة في نظام أسلحة حظر الوصول إلى مزيج من التكتيكات وأنظمة الدفاع الجوي الروسية التقليدية في أرمينيا.
واتفق محللون عسكريون على أن جزءا من نجاح هذه الطائرات ضد الأنظمة الروسية يرجع إلى حقيقة أن هذه الأنظمة غير قادرة على اكتشاف الطائرات دون طيار التي تحلق ببطء على ارتفاعات منخفضة وتتبعها.
وقالوا “يستحيل اشتباك نظام صاروخ أرض-جو “أو أس إيه- أيه كيه أم” مع أي هدف يطير بسرعة أقل من 360 كيلومترا في الساعة وعلى مدى أبعد من 6.5 كيلومتر. ويبلغ مدى الذخيرة من طراز “أم أيه أم-أل” حوالي 8 كيلومترات. ويبقى سقف ارتفاع أو أس إيه أقل من تي بي 2″.
وأضاف المحللون أن أداء بيرقدار تي بي 2 في قره باغ كان “مثيرا للإعجاب”، مستشهدين بإحصائيات من حساب “كلاش ريبورت” الأمني التركي والذي قدر أن هذه الطائرات دمرت ما قيمته مليار دولار من المعدات الأرمينية، من الرادارات والدبابات وأنظمة الدفاع الجوي.
وتعتمد أذربيجان على أسطول أكبر من الطائرات دون طيار الإسرائيلية الصنع والتي خاضت قتالا مكثفا في هذه الحرب الأخيرة. تختلف هذه الطائرات عن بيرقدار تي بي 2 لأنها في الغالب أنظمة “استخبارات ومراقبة واكتساب الهدف والاستطلاع”.
وأدرج مركز أوريكس المستقل جميع الخسائر من كلا الجانبين، وكشف أن إجمالي الخسائر الأرمينية يزيد مرتين أو ثلاثة أضعاف عن بيانات مركز كلاش ريبورت. لذلك، يمكننا أن نستنتج فعالية النظامين التركي والإسرائيلي عند اعتمادهما معا.
كما أجرى سيم تاك تقييما مشابها، مشيرا إلى أن بيرقدار تي بي 2 التركية تخدم غرضا مختلفا عن هاروب إسرائيلية الصنع. وأكد أنهما “نظامان فعالان، لكنهما فقط يعززان كقوة متعددة اللاعبين ضمن نطاق أوسع من العمليات”.
وسعى تحليل لمجموعة أبحاث “بلوميلانج” التي تتخذ من أنقرة مقرا لها، إلى تحديد عدد الطائرات التركية التي دمّرت في ساحات القتال المختلفة.
وذكر التقرير: حسب المعطيات المتوفّرة: تدمير 20 طائرة بشكل نهائي تقريبا (بنسبة 99 في المئة) واحتمال تدمير 4 طائرات (بنسبة 90 في المئة) وإمكانية تدمير 3 طائرات (بنسبة 75 في المئة) و7 طائرات (بنسبة 50 في المئة)، أي 34 طائرة على أقصى تقدير (وربما 24 على أدنى تقدير) قد فُقدت في حرب ليبيا”.
وأشارت المجموعة إلى أن هذا الرقم محدود مقارنة بقصة نجاح هذه الطائرات التي أثبتت نجاحها في القتال وعمليات المراقبة وإصابة الهدف والاستطلاع ومكافحة التمرد. لكن، يمكن إعاقة نجاح هذه الطائرات بالدفاعات الجوية الأكثر فعالية وعدد من العوامل الأخرى.
وقال محللو بلوميلانج إن “وصول نظام أسلحة حظر الوصول الروسية (تور أم 2/3، بوك أم 2/3، أس-350، أس-300 في 4، و بانتسير المطورة)، أنظمة الحرب الإلكترونية المتقدمة، إلى ساحة المعركة وظروف الشتاء شديد الغيوم، سوف تحد من قدرات الطائرات دون طيار”. ومع ذلك، فإن الطائرات التركية من دون طيار “حققت قصة نجاح وسجلت علامة فارقة في الحرب الحديثة”.
مصدر