|
الصواريخ البالستية |
أوضحت خبرات الحروب قصور المدفعية التقليدية في التعامل مع الأهداف الحيوية في الأعماق البعيدة للعدو التي تتميز بممانعة كبيرة ضد هذا النوع من وسائل الهجوم. أدى ذلك الى أهمية ظهور الصواريخ بعيدة المدى واستخدامها على المستوى التكتيكي والتعبوى في العمليات الحربية وعلى المستوى الاستراتيجي كأساس ردع للقوى المعادية.إن الصواريخ المضادة للدبابات والمضادة للطائرات تعتبر أسلحة ذات طابع دفاعى لمقابلة الدبابة والطائرة لتحقيق الاستقرار في الصراعات الإقليمية والردع ضد النوايا العدوانية أما الصواريخ الباليستيكية فلها الطابع الهجومى الفعال مع جميع الأهداف التكتيكية والتعبوية والاستراتيجية.
وقد ظهرت الصواريخ الباليستيكية بعد الحرب العالمية الثانية وتطورت وما زالت تتطور حتى الآن في ثلاث اتجاهات رئيسية هى المدى والدقة والقوة التدميرية. ونظرا لما تتطلبه من اقتصاديات أو تكاليف باهظة فقد اقتصر إنتاجها وامتلاكها على الدول العظمى في تلك الآونة.ولكن في بداية السبعينيات من القرن العشرين بدأت تلك الدول في الأفواج أو الموافقة لبعض دول العالم الثالث على اقتناء بعض من هذة الصواريخ واتسعت مساحة انتشارها وأصبحت الصواريخ الباليستيكية الآن هى العنصر الأساسي للهجوم الجوى على أي خصم مما يستدعي الجدية في الدراسة والتحليل والبحث لركب هذا المضمار ثم البحث والتحليل في كيفية التصدى لها أيضا ولإمكانية الدفاع ضد هجوم الصواريخ الباليستيكية يجب التعرف على طبيعة وخواص وحركة ومعدلات أداء الصاروخ الباليستيكي ثم اقتناء الصاروخ المضاد القادر على اعتراضه وتدميره بعيدا عن الأهداف الصديقة أو المدافع عنها.
ويعتمد توجيه الصواريخ الباليستيكية بصفة عامة على استغلال خواص ذات طبيعة معروفة بوضع أجهزة استشعار تعمل وفق هذه الخواص للحصول على بيانات حركة الصاروخ الفعلية وبيانات حركة أو مكان الهدف. ويتم استخراج المعلومات اللازمة لتوجية الصاروخ نحو الهدف باستخراج تلك البيانات.
ويتم إرسال تلك الأخطاء أو أوامر التوجية الى نظام التحكم والسيطرة والزعانف لتغيير وضع الصاروخ لينطبق على المسار المحسوب ما أمكن بحدود أخطاء مقبولة وذلك لتحقيق تدمير الهدف بدقة.
ويتم تحديد المسار المطلوب أو المحسوب من خلال حل المعدلات التفاضلية التى تصف حركة الصاروخ مع قانون التوجيه وعند تطبيق أوامر التوجيه يوضع في الإعتبار إمكانية الصاروخ وخصائص أجهزة التحكم لتفادي تفاقم الأخطاء وما يترتب عليها.
في الصاروخ الباليستيكي يتم تصميم نظام التوجيه بحيث يصمم نظام المسار المحسوب ويخزن داخل الذاكرة أو الحاسب الآلي بالصاروخ وتحدد بعد ذلك أوامر التوجيه بناء على قياس بارامترات المسار الحقيقي بواسطة وحدة القياس الملاحية ثم مقارنتها ببارامترات المسار المحسوب في المرحلة النهائية من المسار وهى مرحلة الدخول مرة ثانية في الغلاف الجوى. أما أن يترك الصاروخ للانقضاض على الهدف كقذيفة بفعل الجاذبية أو يتم استخدام نظام توجيه ذاتى لزيادة دقة إصابة الهدف والملاحة المستخدمة. أما أن تكون ملاحة بالقصور الذاتي أو ملاحة بالأقمار الصناعية.
ويعتبر نظام الملاحة بالقصور الذاتى نظاماً مستقلاً لايتطلب معلومات خارجية أثناء الطيران حيث يحتوى على أجهزة ملاحية ( جيروسكوبات ومجلات ) تقوم بقياس العجلة ومعدلات الدوران للصاروخ في الاتجاهات الثلاث بطريقة مستمرة حتى الالتقاء بالهدف.
أما نظام الملاحة بالأقمار الصناعية فإنه يقوم بتحديد إحداثيات الصاروخ المطلوب لحظة بلحظة أثناء الطيران بالاستعانة بالأقمار الصناعية ومن أنظمة الصواريخ الباليستيكية الصاروخ " لانس الأمريكى " والصاروخ " سكراب السوفيتي " والصاروخ " سكود السوفيتى " والصاروخ " سكود بي السوفيتى " والصاروخ الصينى.
وفي مطلع السبعينيات في القرن العشرين اتجة الفكر الى إنتاج صواريخ طويلة المدى يصعب كشفها راداريا لطيرانها على ارتفاعات منخفضة جدا من سطح الأرض وهى ما أطلق عليها الصواريخ الطوافة ويوجد منها ثلاثة أنواع طبقا لمكان الانطلاق ( أرضية - جوية - بحرية ) ويصل مدى تلك الصواريخ الى حوالى 2000 كم وارتفاع 30 - 100 المجتمع فقط من الهيئات الأرضية التى تطير فوقها حيث يقوم نظام الملاحة بمقارنة الهيئات الأرضية بما هو مخزون بذاكرته ثم ترسل الأخطاء الى نظام التحكم لتصحيح مسار الصاروخ حتى التقائه بالهدف.
والمهام الرئيسية للصواريخ الطوافة هي تدمير الأهداف في عمق العدو التى تعجز الطائرات عن الوصول إليها وسد الفجوة أو الثغرة بين الصواريخ الاستراتيجية وتتميز الصواريخ الطوافة بالآتى :
1- خط مرور منخفض جدا يمكنها من اختراق نظم الدفاع الجوى المعادية.
2- صغر مساحة المقطع الراداري مما يصعب عملية اكتشافها راداريا.
3- مدى كبير مما يصعب عملية الاكتشاف والإنذار المبكر.
4- تعدد نظم الإطلاق وتعدد أشكال المسارات المحتملة مما يصعب عملية تخمين المسار أو الهدف المنشود.
5- نظم توجيه وملاحة وتحكم متطورة ممايعطيه دقة إصابة عالية.
استخدام الصواريخ الباليستيكية
أصبحت الآن هناك ضرورة ملحة للتوسع في دراسة وتحليل واقتفاء وتصنيع الصواريخ الباليستيكية لما لها من خصائص تكتيكية وقدرات تدميرية متميزة في ظل التحديات والاستراتيجيات الحالية.ومن الخصائص التكتيكية والتدميرية للصواريخ الباليستيكية: القدرة على تحقيق المفاجأة ليلا أو نهارا والوصول الى جميع الأهداف الحيوية داخل الأعماق البعيدة للعدو مع إمكانية توفير رءوس حربية متعددة الأغراض ذات قدرات تدميرية عالية تحقق إمكانية استخدام الصواريخ الباليستيكية في مهام كثيرة ومتعددة. لذلك يمكن تلخيص بعض الدوافع والحيثيات الملحة وراء أهمية استخدام الصواريخ الباليستيكية كأدلة ردع كما يلي :
1- إن أمتلاك تلك الصواريخ الى جانب قوات جوية متطورة وقوات خاصة مدربة يعطى قوة ردع استراتيجية قادرة على الصمود والتحدى في عصرنا الحاضر حيث تتسم بضمانات ردع العدو والمحافظة على الاستقرار والسلام2-إن امتلاك تلك الصواريخ يؤدى الى كمالية الاستعداد والقدرة على رد الفعل السريع والمؤثر.3- الظروف الدولية الحالية التى تتم بالسباق السريع في هذا النوع من التسليح مما يؤدى الى عدم الاستقرار والتوتر الخفي غير الواضح الملامح هذا الى جانب تقليل حجم القوات العاملة في الجيوش.
4- إن امتلاك الصواريخ الباليستيكية يعوض التفوق الجوى حيث يمكن استخدامها لتحقيق المهام التى يصعب على القوات الجوية تحقيقها وتوفير قوة نيرانية مؤثرة على أهداف العدو في الأعماق التكتيكية والتعبوية والاستراتيجيةأقسام الصواريخ الباليستيكية *من حيث محرك الدفع :تنقسم الصواريخ الى صواريخ تعمل بمحرك صاروخي وأخرى تعمل بمحرك نفاث يستخدم الهواء الجوي:*من حيث نوع الوقود :
قد يكون الوقود سائلاً أو صلباً وكل منهما له مميزاته وله عيوبه*من حيث التوجيه :
1- غير موجهة : حيث يتم إطلاقه على البيانات الابتدائية للهدف ( اتجاه ومسافة ) مثل الصاروخ لونا السوفيتى.
2-موجهة بالقصور الذاتي : حيث يوجد وحدة القياس الملاحة التى تقوم بتحديد انحراف الصاروخ عن محاور دورانه الثلاثة ثم تغذية تلك الأنحرافات الى حاسب الصاروخ ليقوم بتصحيحها طبقا للبرنامج المعد مسبقا لخط سير الصاروخ وذلك عن طريق أجهزة التوجية والتحكم بة وتتوقف درجة الدقة هنا على مدى التقدم التكنولوجى المستخدم وأمثلة ذلك الصاروخ سكود بي السوفيتي.
3- موجهة بمسارات ملاحية : مثل الصواريخ الطوافة التى تطلق بشكل يساعدها على أخذ مسار معين محافظة على ارتفاع ثابت من سطح الأرض طوال طيرانها حتى الاقتراب من الهدف.
4- موجهة بمعاونة الأقمار الصناعية : حيث تعتمد هذة الصواريخ على الأقمار الصناعية في تصحيح مسارها وعادة ماتكون صواريخ ذات رؤوس نووية أو نووية حرارية من حيث التأثير أو الرأس المدمرة.1- رءوس تقليدية وهى رءوس شديدة اللانفجار وأهم أنواعها الرءوس المدمرة من إنتاج الشظايا أو المنتجة للدخان أو الأضاءة.2- رءوس تقليدية متطورة : وهى الرءوس الحاملة للذخائر من ألغام وقنابل مضادة للأفراد أو المدرعات.
3- رءوس غير تقليدية : وهى رءوس نووية وكيميائية تحتوى على الغازات الحربية والغازات المتفجرة والحارقة والأرتجاجية أو البكتريولوجية.*من حيث نوع القاذف :إما أن يكون أرضيا متحركا أو ثابتا بحريا من قطعة بحرية ( سفينة أو غواصة ) أو جوا من الطائرات كما يحدث مع الصواريخ الطوافة.