هناك عدد من النقاط يجب أن تؤخذ في الحسبان
- هناك ضغط شعبي كبير في ايطاليا على الحكومة الايطالية للضغط على الحكومة المصرية لتكون أكثر مرونة في التحقيقات.
- الاقتصاد الايطالي تواجهه تحديات كبيرة، هذه المشاكل كانت بالأصل موجودة منذ عدة سنوات تسبق الجائحة و أتت الجائحة لتزيد الطينة بلة.
- هناك استثمارات ضخمة لايطاليا في ابار الغاز المصرية و أهمها في الوقت الحالي حقل ظهر، و أعلن في عام 2018 عن اكتشاف حقل نور و المقدر أن احتياطيات الغاز فيه قد تصل إلى ثلاثة أضعاف احتياطيات حقل ظهر و تتمتع شركة ايني الايطالية بالنسبة الأكبر في امتياز الحقل.
- صفقة فرقاطتي البيرجاميني التي قررت ايطاليا بيعها بعد أن أدخلتها الخدمة (و هو مؤشر اخر على وضعهم الاقتصادي) أتت بعد مقتل ريجيني و لكن المتغير الوحيد أن القضية كانت شبه منسية من جانب الرأي العام الايطالي.
- وصول بايدن إلى السلطة في أمريكا و تصريحاته بشأن ربط الملفات الحقوقية بعقود التسليح و التكهنات بتشابه سياساته مع سياسات أوباما تضع ورقة ضغط اضافية على أوربا متزامنة مع ضغط الرأي العام الايطالي مما أسهم في نتيجة اجتماع البرلمان الأوربي الذي خرج علينا باستنكار لوضع حقوق الانسان في مصر.
- سبق ذلك بفترة ليست كبيرة زيارة الرئيس المصري لفرنسا و عودة الدفئ للعلاقات المصرية الفرنسية و تصريح الرئيس الفرنسي بوضوح أنه لن تفرض أي قيود على عقود التسليح مع مصر، بالاضافة إلى ذلك فقد أظهرت فرنسا مرونة كبيرة في صفقة الرافال مع اليونان لفرض ضغط على تركيا و هي تعادي مصر أيضا، مما قد يعني أن فرنسا ربما تكون مستعدة بشكل أكبر الان إلى تقديم تسهيلات إلى مصر في أي صفقة قادمة.
- ألمانيا و في ظل ضغوط أوباما على الحكومة المصرية مصاحبة بالضغط الاسرائيلي لعدم تصدير غواصات لمصر قامت بتصدير أربع غواصات لمصر، و في وقت لاحق عندما رفضت فرنسا تمويل صفقة جويند اضافية لمصر انتهزت ألمانيا الفرصة مجددا و قامت ببيع الميكو لمصر و بتسهيلات مادية كبيرة.
فأخيرا نستنتج الاتي: ايطاليا تجد في مصر وجهة جذابة للاستثمار بعائد محترم، و هناك تنافس كبير على عقود التسليح المصرية، و الخاسر الأكبر إذا قررت ايطاليا عدم بيع ال4 فرقاطات بيرجاميني (المعلن التفاوض عليهم) ربما لن تكون مصر بل ايطاليا نفسها، لذا ستراجع ايطاليا نفسها ألف مرة قبل أن تقرر تجميد صفقات السلاح مع مصر، السيناريو الوحيد الذي من الممكن أن أتخيل فيه أن ايطاليا ستجمد الصفقات بدون الكثير من التردد هو إذا نجحت ضغوطها و ضغوط بايدن في تكوين موقف أوربي موحد معادي لمصر و هو مستبعد للأسباب المذكورة أعلاه.