بالتاكيد هو قرار جيد لكن يوجد بعض الاسئله
١- هل ايران ستوافق علي مرور خط غاز يقلل مبيعاتها من سوريا بالاخذ في الاعتبار العلاقات السورية الايرانيه ؟
٢- آين الغاز القطري الاقرب من المعادله
٣- آين الغاز السعودي و الاماراتي ؟
٤- هل البيع مقابل دولار ام بترول علي العقد المصري السوري ؟
٥- ما هي استفاده سوريا من العمليه ؟

نقل الغاز المصري إلى العراق عبر سوريا سيؤسس بنية تحتية تسمح بنقل الغاز من مصر إلى تركيا عبر سوريا و من هناك إلى أوروبا (قد يصدم البعض مما أقول لكن هذه هي رغبة روسيا_ و هي من أكبر المستفيدين من أتفاقية الحدود المائية بين تركيا و السراج لمن لا يعلم لإنها أربكت بواسطتها مشاريغ الغاز الأسرايلية اليونانية ), أنبوب غاز مصري سوري تركي لروسيا حقوق تشغيله هو غاية روسية لمنع أستقلال أوروبا الطاقوي.

fulcrum77 كتب:

نقل الغاز المصري إلى العراق عبر سوريا سيؤسس بنية تحتية تسمح بنقل الغاز من مصر إلى تركيا عبر سوريا و من هناك إلى أوروبا (قد يصدم البعض مما أقول لكن هذه هي رغبة روسيا_ و هي من أكبر المستفيدين من أتفاقية الحدود المائية بين تركيا و السراج لمن لا يعلم لإنها أربكت بواسطتها مشاريغ الغاز الأسرايلية اليونانية ), أنبوب غاز مصري سوري تركي لروسيا حقوق تشغيله هو غاية روسية لمنع أستقلال أوروبا 

هل وصول الغاز المصري الي اوروبا هدف روسي ؟ كيف يا اخي الفاضل حصول اوروبا علي بديل الغاز الروسي يكون هدفهم ؟

king tito كتب:

هل وصول الغاز المصري الي اوروبا هدف روسي ؟ كيف يا اخي الفاضل حصول اوروبا علي بديل الغاز الروسي يكون هدفهم ؟

أخي الغالي
لا أعتقد أن الروسي يفكر بحرمان أوروبا من أي غاز غير روسي ليبقي غازه الوحيد في أوروبا (فكرة غير واقعية و قد تنهي سوق الغاز الروسي في القارة العجوز على المديين المتوسط و البعيد), الحل الواقعي و الأفضل هو التحكم و لو بنسبة ما في غاز شرق المتوسط و بيعه في أوروبا مع نسبة ربح مضمونة لروسيا فيه مع التنسيق السياسي المشترك مع منتجيه و دول عبوره.

عبد المنعم رياض كتب:

مرحباً أخي fulcrum77
روسيا تستفيد من اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التركية مع السراج، هذا الحقيقة لاخلاف عليها.
أما عن إحياء مشروع خط الغاز العربي والذي تم العمل عليه منذ العشرية الأولى من هذا القرن، فهذا الأمر يلزمه توافقات كبيرة بين أطراف عدة، ولن يحيه فقط أن من قام بإرسال الإرهابيين إلى سيناء لتفجير أنابيب الغاز قد اكتشف فجأة أنه قد فقأ عينه بإصبعه، فقرر التوقف عن معاداة جيرانه ومد يد التصالح إلى الدول الفاعلة في المنطقة.

قد تسمح الظروف أحياناً للمراهقة السياسية أن تمتد يدها بمعول هدم يعمل في يدها عاماً أو أعوام، ولكن عند اكتشاف أن خسائر المراهقين فاقت خسائر من استعدوهم، فإن الإصلاح يحتاج لزمن أطول بكثير من زمن الهدم.

إحياء خط الغاز العربي يمثل طوق نجاة لتركيا، خاصة وأن اتفاقية الحدود البحرية مع السراج، تتهددها حقائق الجغرافيا والقانون الدولي.

أما عن الموقف المصري، فكلما تعددت البدائل، تعددت الفرص، وتحسنت شروط كل اتفاق.
وعن الموقف السوري، فإن إحياء خط الغاز العربي، سيجبر جارتها الشمالية على مد يد التعاون (أو طلب الصفح)، وسيفتح المجال أمام لاعبين دوليين للاستفادة من الاستقرار في سوريا، مما سيزيد من اتساع دائرة اصدقاء سوريا في الغرب.
والسلوك التركي في هذا الشأن، ينطبق عليه المثل العربي الشائع: اليد التي لاتستطيع قطعها قبلها.

روسيا
كل مشاريع تصدير الغاز من شرق المتوسط مزعجة لروسيا، سواء كانت بخطوط التحالف التجاري المصري اليوناني القبرصي الإسرائيلي، أو كانت بإحياء واستكمال خط الغاز العربي، أو بتصديره مسالاً من الموانيء المصرية بناقلات الغاز المسال LNG carrier. وربما كان الأخير، هو الخيار الأقل منافسة للغاز الروسي، وخاصة لإتجاهه شرقاً.
وبناءً عليه، فإن فكرة وجود خط مصري سوري تركي تتحكم فيه روسيا، تعد بالنسبة لي فكرة غير واقعية، إلا إذا ذكرت الطرف الذي سيخضع لروسيا في هذا الثلاثي، وكيف سيقبل الطرفان الآخران هذا النوع من التحكم الروسي؟

تحياتي لك مجدداً أخي الفاضل.

مرحباً بالغالي عبد المنعم رياض
لا يحتاج الروس للتحكم في مصر و تركيا في هذه المقاربة, الروس لديهم الكثير لإغراء مصر و تركيا بدل محاولة التحكم و السيطرة. البراعة هنا هي في جعل غاز شرق المتوسط يأخذ ما أمكن من حصة خصومك في سوق الغاز الأوروبي أكثر مما يأخذ من حصتك في تلك السوق.
بخصوص الخصومة التركية مع مصر و سوريا و التي وصلت حد النذالة !!!! فأنا أتفق معك نصاً و روحاً في أن التركي أضر بنفسه قبل أي دولة أخرى (و إن كانت أضرار الأتراك في سوريا و العراق و ليبيا وصلت لمستويات خيالية).
في الفيديو الذي تفضلت بوضعه يمكننا ملاحظة كيف أضر (الربيع العربي) بخطوط الغاز بالذات, و كذلك كيف أضرت الحرب الأمريكية في العراق بالجزء العراقي من خط الغاز العربي (الذي يمكن عبره نقل الغاز الأيراني لو أمكن).
على فكرة قبل أيام تحدث السيد ناصر قنديل و هو أحد المقربين من مطابخ صنع القرار في حزب الله و حركة أمل و دمشق عن موافقة روسية على مد أنبوب الغاز القطري إلى سوريا ضمن الواقع الذي فرضه الروس هناك, هذا يعني أن هناك أكثر من مسار غازي تعمل روسيا على ((ترويضهم)) بطريقتها قبل تمريرهم إلى السوق الأوروبية.
و للعلم حرب 2006 كان لها علاقة بمسار غازي يعبر قبالة السواحل اللبنانية و يكون لأسرائيل فيه نصيب مهم (و المسار برعاية ألمانية_ الرجاء لاحظ أن لألمانيا دور مهم في قضية الحريري يتجاوز جنسية ميليس المحقق في أغتيال الحريري بل أن هناك من يقول أن أنصهار ساعة اليد الذهبية في يد الحريري بينما ياقة قميصه سليمة تماماً تدل على مصدر حراري وميضي, و عندما يقترن ذلك بأرتفاع الفاعلية الأشعاعية في موقع الأغتيال فالأستنتاج كان أن هناك متفجرة نووية نانوية أستخدمت و لم يكن يمتلك تلك التقنية اللازمة لتصنيعها وقتها سوى ألمانيا).
مما ذكر سابقاً يمكننا ملاحظة أن الغرب من جعلنا ندفع أثمان هائلة من أمننا المباشر و ناتجنا الأقتصادي القومي و روابطنا الأجتماعية لأجل مسارات غازه و نفطه, و هو ثمن لن يجعلنا الروس ندفعه لأسباب ثقافية و أستراتيجية.
المؤلم هنا أن التركي (و هو مستفيد خالص من أي مشروع نقل غازي يمر عبر أراضيه, قد تورط في أطلاق النار على رأسه و ليس رجله فقط, و حتى هنا لألمانيا نصيب حيث أجتمع أحد كبار خبرائها مع عمالقة الأعمال في تركيا ليريهم خريطة حقول الغاز لدى سواحل الجار السوري و طلب منهم تخيل ما يمكن فعله لأجل تركيا في حال ساعدت تركيا في السيطرة عليها؟!).
في تركيا هناك جناح سياسي (قوي جداً في الجيش و الخارجية بينما هو ضعيف في بقية الوزارات) يسمى بالجناح الأتاتوركي اليساري (و البعض يحب تسميته بالجناح الأوراسي), هذا الجناح يميل لرؤية مستقبل تركيا مع روسيا و الصين و ليس مع الغرب (و هذا الجناح هو من حضر لصفقة الS-400 مع روسيا, و هي ليست مجرد صفقة صواريخ دفاع جوي بل هي أرتباط مع شبكة تمتد عبر روسيا فتركيا فسوريا و تمكن الروسي من ضبط أجواء منطقة تزداد أهميتها لروسيا بشكل مضطرد, لاحظ أن أيران تشغل الS-300 و قد تستمر بتشغيله رغم تصنيعها لمنظوماتها الخاصة و لكن تلك المنظومات تكفي لربط نطاق جغرافي ما بمراكز الدفاع الجوي الروسي في سيبيريا).
التركي لحد اللحظة قد يقترب حجم الغاز المكتشف لديه من الصفر (دعونا من مسرحية غاز البحر الأسود الذي أكتشف في لحظة أيمانية أردوغانية أقرب للنكتة السمجة منها للحقائق).
و هذا يعني أن أقتصاد تركيا (البلد الذي جاوز سكانه ال80 مليون و يزدادون بأضطراد مع مستوى دخل متوسط بالمعايير العالمية سيحتاجون لأستمرار نموهم و رفاهيتهم لكميات هائلة من الطاقة و سيستهلكون جزء كبير من الغاز المار عبر أراضيهم خصوصاً مع مستوى مساهمة الصناعات الثقيلة المتزايد في الأقتصاد التركي و هي المعروفة بشراهتها للطاقة).
بالنسبة لمصر, سيكون من المجدي (من الناحية الروسية) تطوير صناعتها المستهلكة للطاقة (صناعة الأسمدة_ الحديد و الصلب _ الألمنيوم _ الصناعات الهندسية_صناعة الأسمنت) و الأستثمار في شراكات روسية و صينية تزيد من نفوذ العملاقين في مصر, و تقلل من سيطرة الدول الغربية على قطاع التكنولوجيا الجاهزة فيها, بينما سيتكفل النمو السكاني المصري و مشاريع تعمير الصحراء و الأستيطان خارج وادي النيل و الدلتا في أستهلاك كمية أخرى لا يستهان بها من أنتاج الطاقة المصري داخل مصر نفسها , و إذا كان هذا لا يكفي فأن مشاريع مصر لأعادة تكريس نفسها قوة أفريقية عظمى ستضطرها لأقتحام أفريقيا عبر جارها الجنوبي السودان حيث سيكون لورقة الطاقة المصرية أستخدامات متعددة يمكن للروسي و الصيني الأستثمار فيها بما يحقق عائد أقتصادي و أستراتيجي و أمني تحتاجه مصر (و أعيد تذكيرها فيه بعنف على وقع أزمة سد النهضة و الذي تبنيه أثيوبيا بحجة.........الطاقة الكهربائية).
يمكن لروسيا عرض صفقة ما على مصر و هي بيع جزء مهم من غازها في السوقين السوري و التركي بأسعار مجزية نسبياً (لكن أرخص من سعر البيع في أوروبا) مقابل ضخ الغاز السوري و اللبناني و جزء من الغاز المصري إلى أوروبا عبر تركيا و من خلال ضمانات روسية لجميع الأطراف المشاركة في العملية, هنا روسيا لا تتحكم في الغاز المصري مباشرة و لكنها تتحكم بدلاً منه في الغازين السوري و اللبناني (سوريا أصبحت جزء من المنظومة السياسية و العسكرية و الثقافية و الأقتصادية الروسية على المستوى العالمي, و لبنان سينضم إلى هذه المنظومة إن عاجلاً أم اّجلاً عبر قوى 8 اّذار و المتحالفين معه), و هو ما لا يمكن أن يسبب حساسية شديدة لمصر كونها تبيع غازها بالمحصلة و ضمن سلة مغريات و وقائع هي الأفضل.
بخصوص أيران فكلنا نعلم عن الصفقة الصينية الأيرانية و التي ترتكز على منتجات الطاقة الأيرانية, فضلاً عن ذلك تطوير الأقتصاد الباكستاني (و هو ما يجب أن يكون أولوية صينية روسية) سيخلق طلب هائل على الطاقة في بلد تعداده 200 مليون نسمة و يزيدون ب2 مليون نسمة كل سنة و ليس لديهم من مصدر طاقوي وافر سوى الفحم!!! و هذا لوحده سيخلق طلب على منتجات الطاقة الأيرانية يدر المليارات مع فوائد أمنية عبر التنسيق المشترك في بلوشستان و وسط اّسيا.
بخصوص دول الخليج فيمكنها تلبية حاجة السوق الهندي نظراً للقرب الجغرافي و هو سوق ملياري يتوقع له نمو متسارع مستقبلاً و يمكن لتلك الدول تصدير طاقتها عبر سوريا إلى تركيا بشروط يسيطر عليها الروسي (كما ذكرنا أعلاه بخصوص قطر), و مع ذلك لن تكون تلك الدول خاسرة بل رابحة فعلياً لإنها ستضمن الروسي كطرف وسيط و راعي أمام أيران و غيرها و من دون ربط مبيعاتها الطاقوية بعملة أحتياط لا غطاء ذهبي أو أنتاجي لها (كما هو حال الدولار) و دون صفقات أسلحة و عقود أستهلاكية مضخمة الأسعار كثمن فعلي للحماية و الرعاية و بمعاملة تحترم قيم تلك الدول (كلنا نتذكر كيف صب الرئيس الروسي الشاي بنفسه للملك السعودي في الكرملين في حفاوة و أحترام له رمزيته لدى الشرقيين بينما كيف تحدث ترامب بالمقابل و بطريقة لا تليق عن ملوك و أمراء دول المنطقة).
ختاماً, هل تحتاج مصر لتجاوز الملفات المؤلمة مع تركيا (و مصر صاحبة حق بينما تركيا هي المخطئة ), الجواب سيكون نعم و بالذات لو واكب ذلك أصلاح الكوارث التركية في ليبيا و أفريقيا و اليمن  و تراجعها المطلق عن جرائمها في سوريا و العراق و بالذات لو وصل الأوراسيون للسلطة لأنه ساعتها سيكون في أنقرة من يتناغم مع المزاج السائد في المنطقة و العالم. 
ملاحظة: كلنا نتذكر خبر أفتتاح كلية طيران يشرف عليها الأسرائيليون في اليونان, هذا الخبر ليس مجرد خبر و لا المؤسسة المذكورة مجرد مؤسسة تعليمية و السلام. ما حصل خطير و خطير جداً جداً جداً و لم تفعله تركيا في عز علاقتها مع أسرائيل (و هي المعادية لبلدين عربيين مهمين هما سوريا و العراق_ أحداهما و هي سوريا تعتبر دولة مواجهة) و لا فعلته صديقات أسرائيل في أوروبا مثل هولندا و التشيك و بلجيكا . ما حصل يعني تخريج ضباط سيصبحون قادة و مخططين لبلدهم على مدى عقود و بعقيدة أسرائيلية , السؤال ما حاجة اليونان من ذلك؟
هل توقفت أسرائيل عن أن تصبح عدو لمصر فضلاً عن سوريا و العراق و ما سيكون موقفنا من الخطوة اليونانية (التنسيقية على مستوى فوق أسترتيجي).؟
نعم لمصر مصالح طاقوية مع أسرائيل ضمن تحالف يوناني قبرصي أسرائيلي مصري, و لكن هل هذا التحالف يلغي ماهية أسرائيل لمصر؟ هل نسينا أن الربيع العربي و الذي دفعت مصر ثمنه من أمنها القومي  جاء لخدمة أسرائيل (رغم أن مصر حجر أساس في أي عملية سلمية لأسرائيل مع العرب!!), هل نسينا أن تركيا عندما أنغمست في الخطيئة لأعلى رأسها كانت تنسق مع أسرائيل؟ إن أستطعنا تحييد تركيا بإنتظار صعود الأوراسيين إلى السلطة الذين ما إن يصلوا إلى قصر الحكم في أنقرة علينا بقراءة مواقعنا بطريقة تفرض على مصر تموضع أستراتيجي مختلف تماماً فمصالح مصر كانت دائماً حيث تجتمع مع توأم روحيها السوري و العراقي و هذا سيكون عبر المظلة الأوراسية فقط و غير ذلك سراب فقط. 
 




رابط_سيارة الحريري
رابط أغتيال الحريري

عبد المنعم رياض كتب:

الموضوع تشعب كثيراً أخي الفاضل، ولكن سأحاول أن ألتقط طرف خيط واحد وأتتبعه.

لايمكننا أن نفترض أن أوروبا بلاعبيها الكبار والصغار سيتخذون مواقع المتفرجين، بينما روسيا "تروض" مسارات الغاز إلى أوروبا وفقاً لمصالحها.
يمكن لروسيا أن تحاول، ولكن دول أوروبا ستتخذ العديد من السياسات المضادة، وعلينا أن نعترف أنهم يملكون القدرة والفاعلية.
فإن أمكن للروس أن يقدموا مغريات اقتصادية، أو باقات تحفيزية لدول المنطقة، فدول أوروبا -وبقدراتها في هذا المجال- يمكنها أن تقدم إغراءات أكبر. وإن كان لأوروبا سمعة سيئة في التخلي عن الحلفاء وفقاً للمصالح، فإن الروس ملطخي السمعة في هذا الشأن.

وإن كانت أوروبا لن تقف مكتوفة الأيدي أمام المحاولات الروسية لإدارة لعبة الغاز وفقا لمصالحها، فإن اللاعبين من الجهة الأخرى -مصدري الغاز ودول المرور- لهم بالطبع مصالح قد لاتتفق مع المصالح الروسية أحياناً، ولا تتماهى مع المصالح الأوروبية أحياناً أخرى.
وهناك المصالح الأمريكية التي تسعى لتحرير أوروبا من هيمنة روسية على مسارات الغاز لها.
كما أن هناك تضارب بمصالح الدول المصدرة للغاز، وتنافس فيما بينها.

من حق روسيا أن تحلم بتحقيق مصالحها، ومن المنطقي أن تحاول تركيا تصحيح مسار سياسات تخريبية أدمتها أكثر مما أدمت من قامت باستعدائهم. ولكن هناك أوروبا، وإيران، وقطر، وسوريا، ولبنان، ومصر، واليونان، وإسرائيل، وغيرهم ممن يحاولون الخروج بأفضل نتائج لتحقيق مصالحهم.

بقي هناك أمر واحد وددت الإشارة إليه
ذكرت في مساهمتك الآتي:"يمكن لروسيا عرض صفقة ما على مصر و هي بيع جزء مهم من غازها في السوقين السوري و التركي بأسعار مجزية نسبياً (لكن أرخص من سعر البيع في أوروبا) مقابل ضخ الغاز السوري و اللبناني و جزء من الغاز المصري إلى أوروبا عبر تركيا و من خلال ضمانات روسية لجميع الأطراف المشاركة في العملية"

وهنا يُثار تساؤل، مالذي يمكن أن يغري مصر في هذا المشروع؟ وعد الرئيس السيسي بتحويل مصر إلى "مركز لتصدير الطاقة"، ربما ينجح في مسعاه، وربما يواجه بمشاريع مضادة تمنعه من تحقيق هذا الهدف. ولكن قبول مصر لعرض كهذا يحكم على مشروع "مركز الطاقة" المصري بالموت.
صحيح أن الغاز ليس العنصر الوحيد الذي يستند عليه المشروع، وقد قمنا بتناول موضوع الكابل البحري لتصدير الكهرباء من مصر إلى قبرص هنا بالمنتدى قبل فترة، ولكن هناك فارق بين أن تربط شبكة الكهرباء المصرية بالشبكة الأوروبية بغرض تصدير الكهرباء، أو أن تكون مصدراً لأكثر من شكل من أشكال الطاقة.

أعلم أنك تتحدث هنا -في ما أقتبسته عنك- حول مشروع افتراضي، ولكنني أهدف من ردي هذا، التأكيد على ما أسلفت ذكره عن تضارب المصالح.

تحياتي لك دائماً..

أخي الكريم 
لقد قمت فعلاً برد أدى لتشعب الموضوع و لكن لإن موضوع الغاز مرتبط بأشياء و أحداث كثيرة في المنطقة ( و خسائر ذلك كانت مهولة على مستوى العالمين العربي و الأسلامي بأكمله و بما يضمه من مئات الملايين من البشر و أقتصاديات ذات مجموع مهول و أمكانيات كامنة هائلة).
بخصوص جملتي التي لونتها بالأزرق فليكن معلوماً أن خط غاز مصري أسرائيلي قبرصي يوناني يغذي أوروبا يحتاج إلى كميات غاز معينة و أستقرار سياسي كي يكون مجدياً و يسترد تكاليفه. خط الغاز العربي المار بسوريا (عبر الأردن) و من ثم تركيا فأوروبا أرخص و يمكن أن يكون أكثر أمناً في حال أستعادة الأوضاع قبل 2011.
لو كان ممكناً لقطر أن تتجاوز العقدة السورية في مسار الغاز لم تكن لتتورط بالحرب السورية و تبعاتها (بل ربما لم يكن ليتورط التركي نفسه بهذا الشكل), الاّن لو رضيت قطر بالشروط الروسية و أنضمت إلى خط غاز يمر في سوريا وفق الضوابط الروسية فأنت تتكلم عن حجم مهول من الغاز سيعطي ربحية لأي خط يستخدمه (بالذات لو أنضم الأيرانيون و العراقيون فضلاً عن أنضمام السوريين و اللبنانيين بأحتياطياتهم  الهائلة و التي لم يستغل أغلبها بعد) و كون الخط سيكون برياً فهذا يجعل تكلفة وحدة الطول فيه أقل, هذا الخط لو أنضم أليه المصريين فسيصبح أكثر ربحية و يجعله منافساً بشكل لا يقاوم, الاّن حتى لو تحصلت مصر على سعر لغازها أقل من سعر بيعه لأوروبا لكن ربحها قد لا يتأثر كثيراً كونها تتكلف أقل في حال باعت في سوق أقرب و أقل مزاجية (لا تنسى أنه كلما زاد عدد دول المرور زادت مخاطر أغلاق الخط عند التوترات, و لنا في صدام روسيا و أوكرانيا و تضرر عمل  خط الغاز الروسي فيها دليل واضح).
ثم تحول مصر لمركز طاقة يمكن أن يتحقق بكمية ما تباع في أوروبا بجانب الأردن و سوريا و تركيا و لا يجب أن ننسى السوق الأفريقية, ثم هناك سوق الطاقات المتجددة و علينا أن لا ننسى أمكانية دخول مصر مستقبلاً أقتصاد الهيدروجين كونها تمتلك سواحل طويلة و في أماكن مشمسة.
أيضاً أي صفقة مصرية_روسية_صينية تضمن تطوير الصناعات الثقيلة و الأستراتيجية بشكل يستهلك جزء مهم من غاز مصر داخلها و لكنه يعطي بالمقابل قيمة مضافة هائلة لأقتصادها لن تكون صفقة خاسرة أصلاً و لا يمكن أن يضحي بها رئيس مصري كي يكسب مكانة مصدر حوامل طاقة موثوق به إلى أوروبا, و لا تنسى يا صديقي أن مصر هي بلد يزيد بمعدل 2 مليون نسمة كل سنة و نصيب مواطنيه من الطاقة و المياه و الغذاء يزداد و كل هذا سيحول مصر إلى مصدر طاقة محدود عاجلاً أم اّجلاً إن لم تتحول لمستورد جزئي (الصين في الثمانينات كانت تصدر النفط الخام من حقول سنكيانغ و لكن بعد نموها الأقتصادي الهائل تفوق أستيرادها منه على مستوردات أميركا من النفط_ رغم أن أستهلاك الأمريكيين للنفط يكاد يكون أدماناً أكثر منه أستهلاك رشيد_ لكن في المقابل أقتصاد الصين أقوى منه اّنذاك و بمراحل و مع العلم أن الصين ضبطت زيادتها السكانية منذ سنة 1978ّّّ!!!).
لو كنت لأفكر برؤية مصر الطاقوية لأستثمرت في مشاريع المفاعلات العملاقة كالضبعة و لتعاونت مع الاّخرين في مشاريع المفاعلات القزمية mini reactors و لأستثمرت في فلاتر الجرافين لتحلية المياه بشكل يسير ثم أستثمرت في مشروع منخفض القطارة لتوليد الكهرباء من المياه المحلاة بالجرافين.
يضاف إلى ذلك الأسثمار في Perovskite solar cell  و 3D solar cell و الأستمرار في توطين التقنيات الخاصة بالمحطات الشمسية و الريحية و توليد الطاقة من النفايات و تقنيات البناء البيئي.
بكل الأحوال نهاية الحرب السورية هي من ستسمح للمخطط المصري بتحديد المسار الأنسب لصادراته الغازية و لكن في السنين القادمة لن يعرف الأسرائيلي طعم الأستقرار و المشاريع التي يشارك بها ستتأثر و بشدة.

عبد المنعم رياض كتب:

هناك فارق كبير بين مانتمناه، ومايمكن أن يؤدي إليه واقع الأمور.
استعادة الأوضاع إلى ماقبل 2011 أمر مستحيل. وذلك بصرف النظر عن اختلاف تسمياتنا لما وقع، واختلاف نظرتنا إلى كيفية تطور الأمر ووصولنا للحالة الراهنة.

ليس لدى ابداً أي تحفظ على خط الغاز العربي، ولا أختلف معك فيما ذكرته من مزاياه. ولكن أن نرغب في شيء ونتمنى حدوثه ونضرب بعرض الحائط مصالح الآخرين ووجهة نظرهم في كيفية بلوغ هذه المصالح والحفاظ عليها، فهذا الأمر يبعدنا تماماً عن القلب الصلب للفكر والتخطيط الاستراتيجي.

لو تم تصدير الغاز لأوروبا عن طريق خط الغاز العربي عبر تركيا، فستخرج دول أوروبا "جزئياً" من الهيمنة الروسية على موارد الغاز، إلى الهيمنة التركية بشكل كلي. فهل سيقبلون هذا؟

إن حروب عبور الغاز الروسية الأوكرانية أكثر حداثة وقرباً من أن تتجاهلها أوروبا.
والهيمنة لا تكون فقط في صف المصدر الواحد، ولكنها تكون أيضاً في صف المعبر الواحد. والمعبر الواحد الذي يهدد أوروبا بورقة اللاجئين، يمكنه أن يهدد أوروبا بما هو أخطر، وهي الطاقة.

تحياتي..

أستعادة سوريا لسيطرتها على كامل ترابها كما كانت قبل 2011 هي مسألة وقت, بخصوص الهيمنة التركية على سوق الغاز الأوروبي أتسائل ما هو تصور الأوروبيين لسوق الغاز لديهم لو نجحت تركيا في سياستها السورية التي أنتهجتها منذ 2011, ألم يكونوا ليجدوا الكثير من الغاز و النفط في المنطقة تحت السيطرة التركية؟ و رغم ذلك دعموها!!!
كان لدى أوروبا حقول غاز ليبيا و الجزائر كمورد أضافي فماذا فعلوا بتلك المنطقة؟
سياسة أوروبا هي من وضعتها في مشكلة!!!