الأقســـام العسكريـــة

هل يقع العدوان الإسرائيلي الجديد على لبنان؟
أم أن التهديدات الإسرائيلية بدءًا من رئيس الوزراء نتنياهو إلى رئيس الأركان ونائبِه، مرورًا بوزير الحرب، لا تعدو كونها جزءًا من الحرب النفسية ومن قوة الردع التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي الاحتفاظ بها وإخافة المحيط منها؟

كل الدلائل تشير إلى اختناق سياسي واحتباس يلُفُّ المنطقة، وكل الدلائل تشير أيضًا إلى أن "الكيان الإسرائيلي" يحضِّر لعمل عدواني في المنطقة يعيد خلط الأوراق بما يجعله يتفلَّت من التزاماتِه ومن بعض الاستحقاقات المطلوبة منه أوروبيًّا وأمريكيًّا، وبما يتيح له تنفيذ رؤيتِه بجعل كيانِه دولةً صافية لليهود، وبما يجعله يثأر، وكما يظن لهزيمتين مُنِّيَ بهما في كلٍّ من لبنان وغزة.

ورغم أن إقدامه على أية خطوة باتجاه عدوان جديد سيجعل منها خطوة غير محسوبة أو مضمونة النتائج، بل ستجعله يتكبد هزيمة أخرى تضاف إلى هزيمتيه الأخيرتين، إلا أنه لم يكّفَ عن إطلاق التهديدات، وتحضير الأجواء المناسبة لعمل عدواني قد يطال أية منطقة في الجوار، ناهيك عن أن أعمالَه العدوانية لم تتوقف.
لقد حفل الأسبوع الماضي بسلسلة تصريحات هامة تؤشر إلى بعض القضايا التي يمكن أن تحصل في الفترة المقبلة، بل ربما تؤشر إلى إمكانية اقتراب موعد العدوان الجديد الذي يجري التحضير له بمعرفة الجميع.

فقد وجَّه رئيس الحكومة الصهيونية تهديدًا واضحًا للحكومة اللبنانية عندما اعتبر أنها تتيح لحزب الله بناء قدراتٍ عسكرية واسعة على مرأى ومسمع منها وبموافقتها، كما وجَّه نائب رئيس الأركان في الجيش الصهيوني اللواء بيني غانتس، تهديدًا للبنان وحكومته عندما حمَّل هذه الحكومة ومؤسسات الدولة ما سمّاه أعمالًا تنال من كيانه قد يقدم عليها حزب الله انطلاقًا من لبنان، ثم جاءت تصريحات وزير الحرب إيهود باراك الذي لم ينفِ احتمال نشوب حرب مع سوريا نظرًا للجمود الذي يصيب مسارات التفاوض على مستوى المنطقة، وبما يعيد -وفقًا لوجهة نظر باراك- إطلاق عملية تفاوض جديدة انطلاقًا من واقع جديد يتم فرضُه على الأرض ويكون خلاصة العمليات العسكرية، كما أن باراك لم ينسَ لبنان، حيث أعاد تأكيد تهديداتِه باستهدافِه في أية لحظة، لوضع حدٍّ لما يمكن أن يكون من وجهة النظر "الإسرائيلية" تهديدًا لأمن كيانِهم.

وكثيرة هي التصريحات "الإسرائيلية" التي تكاد تكون شبه يومية والتي تحمل في مضامينها تهديدات لكل من لبنان وغزة وسوريا وغيرِها من دول المنطقة بمن فيها تلك التي تقيم علاقات مع الكيان "الإسرائيلي".

البعض يضع هذه التصريحات والتهديدات في سياق سياسة الردْع والتخويف التي تعتمدها الحكومات "الإسرائيلية"، وهذا بالطبع جزءٌ من الحقيقة، لأنه جزء من الاستراتيجية المعتمدة عند أصحاب القرار في الكيان الصهيوني، خاصةً بعد حربين همجيتين استهدف فيهما وخلالهما العدوان البنية التحتية والمدنيين في كل من لبنان وغزة في العامين ٢٠٠٦ و۲۰۰۹.

إلا أن الجزء الآخر من الحقيقة أن "الإسرائيلي" بات يسعى لاستغلال حالة الاختناق التي تعيشها المنطقة من أجل فرض شروطِه وسياستِه ورؤيتِه، وليس على الفلسطينيين في فلسطين المحتلة فحسب، بل حتى على كامل المنظومة الموجودة في المنطقة، فضلًا عن الرعاة الدوليين الذين يرعون سياسته، بل بصورة أدق وأوضح إرهابه المتنامي والمطَّرِد.

إذا انتقلنا إلى التحضيرات العملية سنجد أن "الإسرائيلي" اتبع تصريحات قادتِه في المؤسستين الأمنية العسكرية والسياسية بتحركات ميدانية تعطي انطباعًا أنه يحضِّر لعمل ميداني قد يكون قريبًا سواء على جبهة جنوب لبنان، أو على جبهة قطاع غزة.

فحادثةُ اغتيال القائد في حماس، محمود المبحوح، في دولة الإمارات العربية المتحدة، تعني نقل الصراع والمواجهة إلى خارج حدود فلسطين التاريخية، وإلى دولة طالما سعى "الإسرائيلي" لإحداث تطبيع معها وفتح علاقات بينها وبينه، فإذا به ينفِّذ أبشع عملية اغتيال فيها، دونما نظرٍ إلى ما يمكن أن يترتب على ذلك من خسارة في الجانب السياسي والدبلوماسي، و"الإسرائيلي" ما كان ليقدِمَ على هذه الجريمة في دبي إلا إذا كان يرمي إلى واحدة من اثنتين، إما دفع حماس للرد خارج أو داخل فلسطين ردًّا قويًّا لاتخاذ ذلك ذريعة لشن عدوان جديد، أو في الحالة الثانية هو قد اتخذ قرارًا بالحرب، وبالتالي فلا تعنيه في هذه المرحلة حسابات الربح والخسارة على مستوى العلاقة مع الإمارات.

وإضافة إلى ذلك، تحدث "الإسرائيلي" عن براميل مملوءة بالمتفجِّرات وصلت إلى قرب ميناء أشدود في عسقلان، ومصدرها حسب الاحتلال قطاع غزة، مما يعني أن ذلك يشكل تهديدًا لسلامة موانِئِه وهذا ما سيتخذُه ذريعة لمعاودة العدوان على غزة في أي وقت. في الجانب اللبناني رأينا كيف يحضِّر الاحتلال تدريجيًّا وبهدوء لمناورة ضخمة عند الحدود مع لبنان تفوق كل المناورات التي أجراها طيلة الفترة الممتدة من يوليو ۲۰۰۶ وإلى اليوم، وهو في هذا السياق يحشد قواتِه بشكلٍ تدريجي وبطيء يشبه ما قام به الجيش المصري أثناء معركة العبور في العام ۱۹۷۳، ثم هناك الطائرات الحربية التي باتت لا تغادرُ سماء الجنوب والبقاع وتحلق على علو منخفض، وفي ذات السياق يأتي اختطاف المواطن اللبناني ربيع زهرا من داخل الأراضي اللبنانية في منطقة أثبتت تقارير الأمم المتحدة لبنانيتها.

فضلًا عن هذه وتلك سرَّبت المخابرات "الإسرائيلية" سيناريوهات عدة لاجتياح منطقة البقاع اللبنانية وغيرها من المناطق، عبر صُحُف ودوريات أوروبية وأمريكية، ناهيك عن تحذيراتٍ قدَّمَها على هيئة نصائح، دبلوماسيون غربيون، لمسئولين لبنانيين، وقد كان آخر ما تمَّ تسريبُه في هذا السياق حديث المخابرات "الإسرائيلية" عبر موقع "ديبكا" العبري والمقرب منها، عن سيناريو يقوم فيه "حزب الله" باجتياح مستوطنات الشمال الفلسطيني المحتلّ، وكل ذلك يدخل بالطبع في إطار التحضير وتهيئة الأجواء والمناخات لعمل حربي في الفترة القادمة.

هل الأجواء السياسية مواتية لمثل هذا العدوان؟
ما قيل عن نشر صواريخ أمريكية مضادة للصواريخ في شبه الجزيرة العربية، والحديث الأمريكي عن مفاوضات مع طالبان، بل الإصرار على ذلك، يعطي انطباعًا لا يقبل الشك أن المنطقة ستشهد حراكًا من نوعٍ مختلف في القريب العاجل، وأمام انسداد أفق الحل السياسي لا يبقى إلا الحرب التي تعيد خلط الأوراق من جديد، ولكن يبقى قرارُها رهن حسابات الربح والخسارة، النصر والهزيمة، الهزيمة التي ستلحق بالمعتدين ولو بعد حين.

اقتربت ساعة الصفر

اتوقع راح يكون على سوريا

و الله صعب التخمين جدا ..
لكن في كل الاحوال الضربة لوحدثت ستكون مزلزلة..
المرة الي فاتت كان هناك سوء تنسيق خرافي بين القيادات العسكرية في ما بينها من جهة و بين العسكر و السياسيين من جهة و كان هناك صراع سعودي قطري اثر اعلاميا في صارح حزب الله بشكل ايجابي كبير.. ثاني شي مفاجئات حزب الله في الحرب في 2006 كان لها تأثير مفصلي .. و هذه المرة لن يكون لدي حزب الله اي مفاجئات كبيرة من نفس النوع.. يعني الشي الوحيد الي قد يكون مفاجئة هو القدرة على استهداف الطيران الاسرائيلي و هو شي مستبعد جدا اذ ان الدولة الداعمة ايران نفسها لديها مشاكل في هذا المجال و لديها نقص في المعدات و الصواريخ كما و نوعا.. لذلك اقول فقط اتمنى ان لا تحدث الضربة فهذه المرة الوضع مختلف..
طبعا الدعم سيكون ودوما موجودا في النهاية.. يعني الامريكان حتى لو مش راضيين سيرضخون.. و هم اصلا لو كانو في صدد التخطيط و تنفيذ غزوة تدميرية سريعة لن يحتاجو لدعم امريكي كبير.. لا ننسى ان اسرائيل في الحرب السابقة كانو يريدون انهاء الحرب بأسبوع و الاصرار في الاستمرار كان امريكي..
ماذا بقى لحزب الله ؟؟ عسكريا اقصد؟ السلاح الكيمياوي مثلا كمفاجئة؟؟ سيكون هذا انتحار مجاني لصالح الاسرائيليين..

الدور السوري سيكون معدوم.. طبعا.. لاون سوريا لا تستطيع خوض اي حرب.. و الغرب يهمه بقاء و سلامة النظام السوري كما هو ضعيف لكن مستقر.. خوفا من تمكن و صعود التيارات الاصولية الاسلامية التي تسرح و تمرح في سوريا حاليا برغبة و ارادة الحكومة السورية بغيية التصدير للعراق ..

» تطورات الأحداث في فلسطين -موضوع موحد-
» الجيش الإسرائيلي يجرب الجيل الجديد من قذائف المدفعية
» جمال عبد الناصر إلى الشعب .. يوم الخميس أول نوفمبر 1956 خلال أيام العدوان .. يكشف فيه مؤامرة العدوان الثلاثى ... !!!
» مركبات مزودة بالجي بي أس للجيش الإسرائيلي تتيح إدراك الواقع الميداني للقوات يخطط الجيش الإسرائيلي ID
» الجديد و الجديد su-30 mka الجزائرية فى اخر مناورتها 5+5

الأقســـام العسكريـــة

الدراسات العسكرية الاستراتيجية - Military Strategies

العدوان الإسرائيلي الجديد

العدوان الإسرائيلي الجديد

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة