تشير معطيات ميدانية إلى أن الجزائر ستظل ولوقت طويل من أبرز موردي الطاقة إلى أوروبا وأن كل طرق أوروبا الطاقوية تؤدي إلى الجزائر، من خلال تهيؤ الفرص لإمداد القارة العجوز بالطاقة التقليدية وغير التقليدية والطاقات المتجددة على اختلافها.
ولعل من أحدث المعطيات في هذا الشأن، ما تحدث عنه وزير الطاقات المتجددة والانتقال الطاقوي، بن عتو زيان قبل أيام، حول عزم الجزائر تخصيص 25 بالمائة من قدرات نقل أنبوب الغاز الذي يربطها بإيطاليا “ترانسماد – إنريكو ماتاي”، لنقل الهيدروجين الأخضر النظيف المنتج في جنوب الجزائر إلى أوروبا.
وقبل أشهر، أعلنت شركة سوناطراك أنها بصدد إطلاق مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر بالشراكة مع شركة “إيني” الإيطالية بالجنوب الجزائري انطلاقا من مصادر متجددة وهي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وحسب بيان لـ”ايني” الإيطالية لشهر جويلية الماضي، فإنها تتطلع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في الجزائر مع سوناطراك في الوقت الذي تتحرك فيه مجموعتا الطاقة لخفض الانبعاثات الكربونية.
ولفت البيان حينها أنه “جرى رسم خارطة طريق للتقييم المشترك للجدوى التكنولوجية والتجارية لمشروع تجريبي لإنتاج الهيدروجين باستخدام الكهرباء المولدة من مصادر متجددة (الطاقة الشمسية والرياح)”.
وقالت “إيني” إنه من أجل الحفاظ على إمدادات المياه الجزائرية، فإنه سيجري دراسة فكرة استخدام المياه المنتجة من حقول النفط في عملية التحليل الكهربائي التي ينطوي عليها إنتاج الهيدروجين.
وسيكون إنتاج الهيدروجين الأخضر في الجزائر ونقله عبر أنابيب الغاز إلى أوروبا إضافة جديدة للجزائر كمصدر ومورد للطاقة للقارة الأوروبية، قريب وموثوق بتكاليف أقل، فضلا عن كونها مصدرا للطاقات التقليدية وغير التقليدية وأخرى متجددة وهي الطاقة الشمسية، بمعنى أنه لا بديل لأوروبا طاقويا عن الجزائر.
وكما هو معلوم فإن الجزائر تمون أوروبا بالنفط والغاز منذ عقود، وترتبط حاليا بـ”ثلاثة أنابيب ناقلة للغاز نحو أوروبا، أحدها سيتوقف في 31 أكتوبر المقبل، وهو الذي يمر عبر الأراضي المغربية وصولا إلى إسبانيا، في حين ستبقى الإمدادات مستمرة عبر أنبوبي “ترانساماد-إنريكو ماتيي”، الذي يمر عبر تونس ويصل إلى جزيرة صقلية الإيطالية، وأنبوب ميدغاز الذي يربط الجزائر (بني صاف) مباشرة بـ”ألميرية (جنوب اسبانيا).
ويجري الحديث في الآونة الأخيرة من طرف مسؤولين سامين في الجزائر ونيجيريا حول أنبوب الغاز العابر للصحراء الذي يربط نيجيريا بالقارة الأوروبية مرورا بالجزائر، الذي انتهت دراساته التقنية ويجري العمل على دراسات الجدوى لمد هذا الأنبوب من لاغوس إلى الجزائر وصولا إلى أوروبا.
كما تتهيأ الظروف أمام البلاد لتموين أوروبا بالغاز خصوصا من مصادر غير تقليدية (غاز الشيست) عند الشروع في استغلاله، بالنظر إلى أن الجزائر تتوفر على ثالث احتياطي في العالم من هذه المادة قدرتها الوكالة الدولية للطاقة بأكثر من 20 ألف مليار متر مكعب، مع توفر شبكة نقل جاهزة نحو القارة الأوروبية.
وإضافة للمحروقات التقليدية وغير التقليدية، فإن ممرا طاقويا يمكن تجسيده في قادم السنوات والمتعلق بنقل الكهرباء إلى أوروبا تنتج من مصادر نظيفة على غرار الطاقة الشمسية الحرارية أو الكهروضوئية.
وفي هذه النقطة صنفت الوكالة الدولية للطاقة الجزائر بأنها تمتلك اكبر حقل شمسي في العالم من حيث عدد ساعات سطوع الشمس في السنة، ما يؤهلها لإنتاج كميات ضخمة بدون انقطاع من الكهرباء وتصديرها مباشرة إلى أوروبا بمصدر لا ينضب ولا ينتهي، رغم تخلي السلطات عن مشروع ديزارتيك، وتحولها نحو مفهوم جديد للمشروع يقوم على أساس محطات صغيرة ومتوسطة وزيادة عددها وليس بمحطات عملاقة كما كان التصور الأولي للمشروع.
https://www.echoroukonline.com/%d9%83%d9%84-%d8%b7%d8%b1%d9%82-%d8%a3%d9%88%d8%b1%d9%88%d8%a8%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%a7%d9%82%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%a4%d8%af%d9%8a-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b2%d8%a7%d8%a6?fbclid=IwAR3TVPUDpVLBMi9xaCkIVL2-towCr34S5QusCQd2ZoI5douRUMirQdeAJEM