من المقرر أن تقوم البحرية التركية ببناء ما لا يقل عن 4 مدمرات للدفاع الجوي من طراز TF-2000 والتي ستكون أكثر السفن البحرية قدرة وتسليحًا ثقيلًا في البحر الأبيض المتوسط بمجرد دخولها الخدمة خلال سنوات 2030.
ستشمل المدمرة TF-2000 تقريبًا كل إنجاز تقني حققته تركيا في مجال الأنظمة البحرية في العقد الماضي ، بما في ذلك نظام الإطلاق العمودي الأصلي (VLS) المجهزة بصواريخ أرض-جو محلية الصنع وصواريخ كروزGezgin للهجوم الأرضي و (بشكل خاص) أسلحة الطاقة الموجهة بما في ذلك الليزر عالي الطاقة (HELs).
تسمح هذه القدرات لـ TF-2000 بالاشتباك مع أهداف عالية القيمة على نطاقات تزيد عن 1000 كيلومتر باستخدام صواريخ كروز للهجوم الأرضي ، لإنشاء مناطق منع الوصول مع ما يصل إلى 64 صاروخ ارض-جو بمدى اكثر من 150 كم و 16 صاروخ مضاد للسفن بمدى اكثر من 220 كم وتدافع عن السفن الصديقة ضد صواريخ العدو المضادة للسفن باستخدام أشعة الليزر عالية الطاقة الموجودة على متنها.
ستعمل TF-2000 أيضًا كمنصات مضيفة للأنظمة غير المأهولة بما في ذلك ما يصل إلى 4 طائرات مسلحة بدون طيار محملة بالصواريخ ، ومركبات جوية بدون طيار نوع Bayraktar DİHA ومركبات غير مأهولة تحت الماء (UUVs).
من المحتمل أيضًا أن تكون TF-2000 هي أول فئة سفن بحرية تركية تنشر عمليًا المدفع الكهرومغناطيسي ahi-209 المحلي الصنع .
بمجرد دخولها الخدمة ، من المقرر أن تكون TF-2000 جزءًا لا يتجزأ من مجموعات الضربة الاستكشافية التركية المتمركزة حول حاملة الطائرات المستقبلية TCG Anadolu LHD .
ستتبع TCG Anadolu حاملة الطائرات الخفيفة TCG Trakya كما ألمح الرئيس التركي أردوغان أيضًا إلى بناء حاملة طائرات أكبر سيتم تصميمها بالتعاون مع إسبانيا.
تتطلب هذه السفن الكبيرة مرافقة مدمرات للدفاع عنها ضد طائرات وسفن وغواصات العدو ، وبعبارة أخرى ، الدور المثالي لTF-2000 بمجرد أن تصبح كل هذه السفن جاهزة للخدمة التشغيلية في عام 2038.
سيصادف عام 2038 قرنًا على إطلاق أول سفينة حربية مصممة محليًا من قبل جمهورية تركيا.
في 23 مارس 1938 ، أطلق حوض بناء السفن البحرية Gölcük في Kocaeli ، سفينة نشر الألغام الصغيرة Atak التي ستسجل في التاريخ كأول سفينة حربية شيدتها جمهورية تركيا الحديثة (التي أعلنت في أكتوبر 1923 بعد إلغاء السلطنة العثمانية في عام 1922).
جاء إطلاق Atak بعد عامين من إطلاق ناقلة النفط Gölcük في عام 1935 ، والتي كانت أول سفينة مدنية تصممها وتشيدها الجمهورية حديثة التأسيس.
استنادًا إلى بدن قاطرة بحرية كبيرة ، جاءت سفينة نشر الألغام Atak بطول 44 مترًا وعرض 8 أمتار وإزاحة حوالي 500 طن.
وقد أتاح محركها الفردي الذي يعمل بالديزل الذي تبلغ قوته 1025 حصانًا سرعة قصوى تبلغ 13 عقدة.
يتألف التسلح من 40 لغما بحريا مخزنة في مؤخرة سطح Atak.
في مرحلة ما بعد نشرها ، يبدو أن مدفعًا بحريًا قد أضيف إلى السطح الامامي للسفينة.
ارتدت Atak نمط تمويه لجزء كبير من حياتها المهنية ، والذي من المفترض أنه تم تطبيقه خلال الحرب العالمية الثانية.
تمكنت تركيا من البقاء على الحياد طوال الحرب العالمية الثانية تقريبًا ، وأعلنت الحرب فقط على ألمانيا واليابان في فبراير 1945
على الرغم من أن تصميم Atak ليس مميزًا في حد ذاته ، إلا أنه يدل على طموحات بلد كان يتطلع بشكل متزايد إلى توطين بعض احتياجاته الدفاعية.
في نفس الوقت تقريبًا الذي دخلت فيه Atak المياه لأول مرة ، بدأ صانع الطائرات التركي نوري دميراغ في تصميم طائرته المقاتلة الثورية من طراز Nu.D.40 ، والتي للأسف لن ترى ضوء النهار أبدًا.
في الواقع ، سيواجه أي صانع تركي طموح قريبًا حكومة أثبتت عدم رغبتها في توفير النظام البيئي الضروري لصناعة الدفاع لتزدهر وتبقى.
بصرف النظر عن بناء 5 زوارق طوربيد بمحرك من فئة Bora بريطانية التصميم في عام 1942 ، لم تشهد تركيا في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي أي أعمال بناء بحرية.
خلال هذه الفترة ، تلقت البحرية التركية أعدادًا كبيرة من السفن البحرية من الولايات المتحدة ، الأمر الذي قضى بشكل أساسي على أي احتمال مستقبلي لبناء السفن البحرية المحلية للعقود القادمة.
لن تبدأ تركيا مرة أخرى في بناء السفن البحرية إلا في أواخر الستينيات ، مما أدى إلى بناء عشرات الزوارق من طراز AB-25.
جاء مشروع أكثر طموحًا في شكل بناء فرقاطتين من فئة Berk بدءًا من عام 1967 استنادًا إلى الفرقاطات فئة Claud Jones الامريكية مع تحسينات طفيفة لتناسب المتطلبات التركية ، كانت هذه السفن الحربية الرئيسية الأولى التي تم بناؤها في تركيا منذ العقد الثاني من القرن العشرين!
بينما أثبت بناءهم جدوى بناء السفن البحرية المحلية الصنع ، لم يتم استلام اي طلبيات أخرى لبناء المزيد من السفن.
فقط في منتصف إلى أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ، قامت صناعة البحرية التركية بإطلاق مشروع التصميم الكبير التالي في شكل مشروع MILGEM ، والذي أدى حتى الآن إلى تصميم وبناء العديد من فئات الكورفيت والفرقاطة.
كأحدث نسخة من مشروع MILGEM ، فإن TF-2000 ستكون وظيفيا مماثلة لمدمرات فئة Arleigh Burke الأمريكية.
سوف تفتخر TF-2000 بمدفع رئيسي محلي الصنع عيار 127 ملم ، و16 صاروخ Atmaca مضاد للسفن بمدى 220 كم ، و 64 خلية VLS لصواريخ أرض - جو SIPER بمسافة تزيد عن 150 كم و صواريخ هجوم ارضي كروز نوع Gezgin بمدى 1000 كم ، وطوربيدات Orka خفيفة الوزن عيار 324 ملم ، واثنان من منصات الأسلحة التي يتم التحكم بها عن بعد نوع Aselsan Gökdeniz CIWS عيار 35 ملم، واثنان من أسلحة الليزر Meteksan Nazar عالي الطاقة ، وأنظمة chaff decoy ، ومحطتا أسلحة لصواريخ UMTAS الموجهة المضادة للدبابات (ATGMs).
ستحتوي الفئة على مجموعة رادار وأجهزة استشعار واسعة النطاق محلية الصنع لاكتشاف أهداف العدو بحيث يمكن توجيه الصواريخ نحوهم.
تشابه آخر مع مدمرات فئة Arleigh Burke هو وجود مرافق كاملة لطائرتي هليكوبتر S-70B Seahawk للحرب المضادة للغواصات (ASW).
رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة. بينما كانت تركيا سريعة في اتخاذ خطوتها الأولى في أواخر الثلاثينيات ، فإن العقود التي تلت ذلك كانت بمثابة فترة إهمال لصناعة الدفاع في البلاد.
في العقدين الماضيين ، عكست الحكومة التركية هذا الاتجاه بسرعة مذهلة ، حيث شرعت في رحلة إلى الاكتفاء الذاتي التي يمكن القول إنها الأسرع من نوعها التي تحدث اليوم.
لن يمر وقت طويل قبل أن تتمكن صناعة الدفاع التركية من إنتاج كل أنواع السفن تقريبًا إلى جانب الأسلحة والمعدات المرتبطة بها مثل الرادارات وأجهزة الاستشعار. بمجرد دخولها الخدمة ، ستكون TF-2000 بمثابة شهادة على رحلة البلاد نحو الاكتفاء الذاتي ، وستكون نهضة تستحق 100 عام منذ صاعه سفينة نشر الألغام Atak.
oryxspioenkop
موضوع: من Atak إلى TF-2000 : تركيا تكمل 100 عام من بناء السفن البحرية 
السبت 22 يناير 2022 - 9:17
