كتب رئيس أكاديمية السياسة الواقعية، فلاديمير بروخفاتيلوف، في صحيفة “فزغلياد”، عن نجاح روسيا حيث فشلت فرنسا في إفريقيا.
وجاء في المقال: بعد الانقلاب العسكري في بوركينا فاسو، حيث وصلت قوة معادية لفرنسا وموالية لروسيا إلى السلطة، أصبح فشل السياسة الفرنسية في إفريقيا واضحا للعيان.
وأضاف الكاتب إنه في بلدان الساحل الافريقي، تتزايد المشاعر المعادية لفرنسا لفترة طويلة، حيث زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوركينا فاسو في عام 2017، خلال جولته الرسمية الأولى للدول الإفريقية، حيث استُقبل بهجوم إرهابي.
وعشية وصوله إلى العاصمة واغادوغو ، في 28 نوفمبر / تشرين الثاني 2017 ، ألقى راكبو دراجات نارية مغطى الوجه قنبلة يدوية على سيارة تقل قوات خاصة فرنسية، انفجرت قنبلة يدوية على الرصيف مما أدى إلى إصابة عدد من المارة بجروح.
وحسبه، خلال الزيارة، لم تتوقف المسيرات والاعتصامات: طالب المتظاهرون بانسحاب القوات الفرنسية من البلاد ورشقوا سيارة ماكرون بالحجارة. تحت نوافذ جامعة واغادوغو، حيث التقى الرئيس الفرنسي بالطلاب ، هتف المتظاهرون: “تسقط الإمبريالية!” ، “لا للقواعد الفرنسية في بوركينا فاسو وأفريقيا!”
وفي لقاء مع طلاب جامعة العاصمة، سُئل رئيس فرنسا السؤال التالي: لماذا يوجد عدد قليل جدًا من الطلاب الأفارقة الذين يدرسون في جامعات الجمهورية الفرنسية والعديد من الجنود الفرنسيين في البلدان الأفريقية؟ كان رد ماكرون فظًا: “لا تتحدث معي بهذه الطريقة عن الجنود الفرنسيين، يجب أن تصفق لهم فقط”.
ونقل كاتب المقال إن صحيفة Le Figaro الفرنسية دقت ناقوس الخطر، بالقول إن: روسيا تدفع فرنسا للخروج من منطقة الساحل.
ونقلت الصحيفة عن وزيرة الجيوش الفرنسية، فلورنس بارلي، قولها إن روسيا في منطقة الساحل “تحاول فرض إرادتها وملء الفراغ وتشويه سمعتنا”. في العام 2019، وقّعت إحدى دول الساحل، وهي مالي، اتفاقية دفاع مع روسيا.
ووفقا لمؤلف المقال في لوفيغارو، “يستند تغلغل الكرملين في إفريقيا إلى جمهورية إفريقيا الوسطى، حيث أطاحت روسيا فعليا بفرنسا باعتبارها القوة الأجنبية المهيمنة. ففي غضون سنوات قليلة فقط، أصبحت البلاد رأس جسر لروسيا في إفريقيا. في جمهورية إفريقيا الوسطى، بنى الروس صورة نموذجية لوجودهم في إفريقيا. لقد أظهروا أنهم قادرون على إسناد نظام فاشل وإراحته من المشاكل الأمنية.. بالنسبة لسلطات جمهورية إفريقيا الوسطى، هذا عقد مثالي”. منذ ذلك الحين، ومع أسف باريس العميق، استقر الروس في معظم البلدان الإفريقية: “في السودان وأنغولا وغينيا وموزمبيق وجنوب إفريقيا والكونغو … وقّعت موسكو اتفاقيات تعاون مع حوالي 20 دولة في القارة”.
ويتساءل كاتب المقال لماذا عجز الجيش الفرنسي عن تزويد الدول الإفريقية بـ «مجموعة الخدمات» التي تناسبها؟ السبب الرئيس لإخفاقات الجيش الفرنسي خلال عملية “برخان” في مالي، كما قال رئيس الأركان العامة الفرنسية، معبود الجيش الفرنسي الجنرال بيير دي فيليه، في تقريره إلى إيمانويل ماكرون، هو عدم كفاية المال لتنفيذها”. أما في الواقع، فالمسألة في شيء آخر تماما.
وحسب مقال الصحيفة الروسية، فكما يتضح من الممارسة غير الناجحة على المدى الطويل، والمتمثلة في وجود الوحدات العسكرية الفرنسية في القارة السمراء، فإن جيش الجمهورية الخامسة ببساطة ليس جاهزا تقنيا ولا معنويا لعمليات حتى على المستوى التكتيكي في ظروف شديدة الحرارة وفي طبيعة صحراوية.
https://www.echoroukonline.com/%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D9%81%D8%A9-%D9%88%D8%B1%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%B3-%D9%8A%D9%8F%D8%AE%D8%B1%D8%AC%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%85