أنا جزائري وفي أحد الأيام كنت أجلس مع زميل أدرس معه في الجامعة, وكنت لا أعرفه جيدا. ونحن جالسون أتى أخوه أكبر منه ب 3سنوات تقريبا, وهو مهاجر في فرنسا.
كنا نتكلم عن أحوال الجزائر كجزائريين. وكلما تكلمنا عن صغيرة أو كبيرة قاطعنا المهاجر وقارن الدولتين "الجزائر vs فرنسا"
فحين نتكلم عن الأوضاع الاجتماعية يقول لنا أن فرنسا أكثر كرامة من الجزائر وهي توفر للجميع نفس الفرص للعمل......
وكان ردي عليه أن فرنسا عمرها يزيد عن الجزائر ب أكثر من 8 مرات. فهذا أمر بديهي لأن التطور الاجتماعي يأتي عبر مراحل.....أما فرنسا فهي التي تركت الجزائر تتخبط في هذه الأزمة.
وبعدها ينتقل فيقول لي أنه لا توجد عدالة في الجزائر ولا يمكنك مقاضاة والي ولاية على سبيل المثال. ويضرب لي مثال عن أبوه "guoumi" الذي أستطاع في فرنسا مقاضات رئيس بلدية, هنا اكتشفت شخصيته الحقيرة.
فكان جوابي و وأقسم بالله العظيم أنه كان صحيحا وصادقا ومما شاهدته في قضية أحد أصدقائي. الذي أرادت الولاية أن تنزع ملكية أرض أبيه للمنفعة العامة, ووقع سوء تفاهم بينه وبين الوالي الى حد أن وصل الى العراك.
فدخلت القضية للقضاء وأعتذر والي الولاية, وتصالح الطرفين. فقال لي أنت محامي الجزائر........
أما الكارثة الحقيقية حينما تكلم لي عن انسانية فرنسا ومعالجتها للمهاجرين الغير شرعيين "جدهم ليس خائن ". وقال لي حينها أن الجزائر لو عثرت على أفارقة لما عالجتهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟ غريب جدا كلامه.
فلم أجبه عن هذه التفاهة. وسألته هل تعلم ما تركت فرنسا من مرضى ومن دمار ومن.... بسبب تجاربها النووية في الصحراء الجزائرية؟
أ من الأولى أن تعالج فرنسا الأشخاص الذين ألحقت بهم الأمراض والسرطانات بكل أنواعها, أم أن تعالج "المهجرين غير الشرعيين" حتى تحسن صورتها الملطخة بدماء الجزائريين أمام أشخاص لا وعي لهم ولا تاريخ لهم.
لم يقتنع وقال لي هل شاهدت أحدهم؟ يا للجرأة. لكن لا تستغربوا ولا تنتضروا خيرا من خائن.
أنا أبحث الآن عن صور لهؤلاء الضحاية