بعد تمارين متعددة تحاكي الهجمات على أهداف إيرانية تستهدف في المقام الأول المنشآت النووية في البلاد ، ذكر أن سلاح الجو الإسرائيلي وسع مديات عمل أسطوله من مقاتلات الجيل الخامس من طراز F-35 للوصول إلى إيران دون الحاجة إلى التزود بالوقود الجوي.
في حين أن الوسائل التي تم من خلالها تسريب هذه المعلومة لا تزال غير مؤكدة ، فإن المدى المحدود للطائرة F-35 كان يمثل مشكلة رئيسية لعدد من المشغلين ولم يترك سوى الأسطول الصغير لسلاح الجو الإسرائيلي المكون من 25 مقاتلة هجومية من طراز F-15I قادرة على العمل بشكل فعال في المجال الجوي الإيراني دون التزود بالوقود.
الوسيلة الأكثر ترجيحًا لتوسيع مديات عمل المقاتلات هي حمل خزانات الوقود الخارجية ، وربما بقصد التخلص منها قبل الاقتراب من المجال الجوي الإيراني ، أو أقل احتمالا من خلال تطوير خزان وقود غير معروف بقدرات تخفي لا تقلل من قدرة المقاتلة الشبحية ولا تزيد البصمة الرادارية للطائرة بشكل كبير جدًا.
F-35 هي واحدة من اثنين فقط من المقاتلات الشبحية في الإنتاج والميدان على مستوى قوة السرب في العالم اليوم ، جنبًا إلى جنب مع J-20 الصينية ، مع هذه الطائرات المطلوبة لحمل جميع الأسلحة والوقود داخليًا للحفاظ على البصمة الرادارية منخفضة والحفاظ على قدرات التخفي.
إن عدم قدرة الطائرات الشبحية الأمريكية من الجيل الخامس على مطابقة مدى طائرة F-15 الأقدم ، وهي طائرة حلقت لأول مرة في عام 1972 ، كان بمثابة عيب رئيسي لم يؤثر ليس فقط على إسرائيل ولكن أيضًا على الجيش الأمريكي وحلفائه الذين يعملون فوق مسافات شاسعة من غرب المحيط الهادئ.
يمثل الاعتماد على ناقلات الوقود (التانكرز) للتزود بالوقود جوا مخاطر كبيرة على سلاح الجو الإسرائيلي بسبب نشر إيران لمجموعة من الصواريخ طويلة المدى المُحسَّنة لتحييد مثل هذه الأهداف. ويشمل ذلك صواريخ Fakour 90 التي تحملها مقاتلاتها من طراز F-14 والتي يبلغ مدى اشتباكها أكثر من 250 كيلومترًا مما يسمح لطائرات F-14 بالضرب من بعيد جدًا عن متناول الوحدات الإسرائيلية المقاتلة و أنظمة الدفاع الجوي الأرضية مثل S-300PMU-2 و Khordad 15 وحتى السوفيتي الأقدم S-200D الذي يبلغ مدى اشتباكه 300 كيلومترًا وقد تم ترقيته على نطاق واسع في إيران ، وكل ذلك يقلل من جدوى عمليات ناقلات الوقود (التانكرز) ، وكذلك الحجم الكبير لأسطول المقاتلات الإيرانية الذي على الرغم من عمره المتقادم يمكن أن يحشد لأسقاط ناقلات الوقود (التانكرز) والمقاتلات المدافعة عنها.
في حين كان من المتوقع منذ فترة طويلة أن تشتري إيران مقاتلات حديثة بعد انتهاء حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة في عام 2020 ، مع عرقلة جهودها للقيام بذلك في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين بالضغط الغربي على روسيا ، لم تتحقق مثل هذه المقتنيات والتي من المتوقع أن تؤدي إلى عملية إسرائيلية أقل صعوبة بكثير.
إن J-10C الصينية ، التي لديها رادار AESA ، ومستشعرات ، وصواريخ PL-15 مع توجيه رادار AESA ، ستشكل تهديدًا كبيرًا للمقاتلات والناقلات الإسرائيلية وتعتبر المرشح الأكثر احتمالا لتحديث سريع لقدرات ايران الجوية.
تجعل قدرات التخفي لطائرات F-35 من الصعب الاقفال عليها بالمقارنة مع الطائرات الإسرائيلية الأخرى ، وهي مثالية للعمليات ضد الأهداف الإيرانية التي تعتمد بشكل أكبر على أنظمة الصواريخ الأرضية أكثر من المقاتلات للدفاع عنها.
على الرغم من أن رادار Rezonans-NE الروسي المتوفر لدى إيران قد أثبت قدرته على اكتشاف طائرات F-35 ، إلا أن تشكيل أقفال عليها يمثل تحديًا أكبر بكثير خاصة بالنسبة للرادارات الصغيرة التي توجه الصواريخ المضادة للطائرات بالقصور الذاتي.
تم تصميم الطائرة F-35 ، التي تم تطويرها في إطار برنامج Joint Strike Fighter ، في المقام الأول للعمليات الجوية-الأرضية بما في ذلك ضد شبكات الدفاع الجوي المتقدمة ، وتكمل قدراتها الشبحية بمجموعة حرب إلكترونية قوية ، وإدراك عالٍ للغاية للحالة ، وقدرات حرب مركزية على الشبكة ، والوصول إلى مجموعة من أسلحة المواجهة الجوية إلى الأرض.
لكن لا تزال قدرات المقاتلة الجو-جو محدودة أكثر بكثير ، ومع ذلك ، فهي دفاعية في المقام الأول مما يعني أنه سيتم الاعتماد على طائرات F-15 بشكل أكبر في حالة مواجهة مقاومة كبيرة من الوحدات المقاتلة الإيرانية.
ومع ذلك ، فإن الأسطول الإسرائيلي من طراز F-15 قد عفا عليه الزمن إلى حد كبير ويعتمد على طرازات السبعينيات بما في ذلك 22 مقاتلة من طراز F-15A / B. تفتقر المقاتلات إلى أجهزة استشعار حديثة أو قدرات مركزية للشبكة ، وفي كثير من الحالات لا تزال تعتمد على صواريخ AIM-7 Sparrow جو-جو التي تتخلف عدة أجيال عن المعيار الحالي وتفتقر إلى التوجيه النشط للرادار
إن قدرة إسرائيل على شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية قد تم التشكيك فيها بشكل متكرر لعدد من الأسباب.
منها افتقارها إلى ذخائر اختراق مماثلة لقنبلة GBU-57 التابعة لسلاح الجو الأمريكي أن قدرتها على ضرب المنشآت النووية الرئيسية الإيرانية المحصنة بمساعدة كوريا الشمالية لا تزال محدودة للغاية.
مديات مقاتلاتها يعني أنه حتى لو تمكنت طائرات F-35 و F-15 من الوصول إلى المجال الجوي الإيراني ، فإن الغالبية العظمى من الأسطول المكون من طائرات F-16 خفيفة الوزن لا يمكنها ذلك.
إلى جانب تقادم أسطولها من طراز F-15 ، لا تزال طائرات F-35 نفسها بعيدة عن الاستعداد لمثل هذه العملية الصعبة. كما أوضحت التقارير الواردة من مصادر حكومة الولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا ، لا تزال المقاتلة بعيدة عن القدرة على القتال عالي الكثافة مع ما يقرب من 800 عيب يمنع البنتاغون من الموافقة على إنتاجها على نطاق واسع.
إن معدلات الاستعداد التشغيلي الضعيفة للمقاتلة والتأخيرات الطويلة للغاية في نقلها إلى ما بعد قدرة تشغيلية أولية محدودة قد تم انتقادها على نطاق واسع من قبل المسؤولين.
ربما يكون العامل الأكثر أهمية هو قدرة إيران على الضربات الانتقامية ، حيث تنشر الدولة الإيرانية مجموعة واسعة من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز بالإضافة إلى الطائرات بدون طيار التي أثبتت قدرتها على الاشتباك مع أهداف عبر الأراضي الإسرائيلية بما في ذلك المنشآت النووية الإسرائيلية.
هذه العوامل مجتمعة تترك فرصًا ضئيلة نسبيًا لحدوث هجوم إسرائيلي فعلي.
تمتلك القوات الجوية الإسرائيلية حاليًا ما يقدر بـ 33 طائرة من طراز F-35 ، وبينما من المقرر أن ينمو الأسطول إلى 50 ، فلا يزال من غير المؤكد ما إذا كان سيتم إجراء المزيد من عمليات الاستحواذ.
تظل التكاليف التشغيلية للمقاتلة أعلى بكثير مما كان مقررًا في البداية مما يعني أن شرائها لتحل محل طائرات F-16 سيؤدي إلى تقلصات كبيرة في الحجم الإجمالي للأسطول. مع قيام القوات الجوية الأمريكية بخفض طلبات شراء طائرات F-35 لعام 2023 بنسبة 35٪ ، والنظر في تقليل استثماراتها في البرنامج بشكل كبير ، تظل هناك احتمالية كبيرة بأن إسرائيل يمكن أن تحذو حذوها وتمتنع عن المزيد من عمليات الشراء على الأقل حتى يصل البرنامج إلى مرحلة النضج أكثر من ذلك بكثير. نظرًا لأن المقاتلة F-35 هي المقاتلة الوحيدة بعد الجيل الرابع في العالم الغربي ، فإن القضايا الواسعة للبرنامج ونقص الاستعداد القتالي تظل مشكلة خطيرة للولايات المتحدة وحلفائها مثل إسرائيل التي تواجه تحديات من خصوم أكثر قدرة مثل إيران .
militarywatchmagazine
موضوع: تمديد مديات طائرات F-35 الإسرائيلية يضع المنشآت النووية الإيرانية في متناول اليد: هل يمكن أن تضرب قريباً؟ 
السبت 11 يونيو 2022 - 12:56
