‏يفغيني بريغوزين: فاغنر احتلت جميع المنشآت العسكرية في جميع أنحاء روستوف بما في ذلك المطار لضمان أن القوات الجوية الروسية ستهاجم الأوكرانيين وليس قواته، ويطلب لقاء وزير الدفاع شويغو ورئيس الأركان العامة جيراسيموف في المقر الرئيسي في روستوف لمناقشة الحرب في أوكرانيا

الصراحة الى حد الان وهذه اللحظة الصورة لا تزال غير واضحة وهناك الكثير من الغموض يلف ما حدث في روسيا نهار هذا السبت. أنا أتابع الأخبار لحظة بلحظة منذ الصباح الباكر وصعقت عندما قرأت الخبر الأول وهو إعلان بريجوجين عن التمرد والعصيان. هناك الكثير من التفسيرات والنظريات التي يتم تداولها في مواقع الصحافة العالمية أو مواقع التواصل الاجتماعي على حد سواء. أنا أعتقد بوجود احتمالين...

الأول وهو حدوث انقلاب بالفعل وخيانة من قبل مجموعة فاجنر على الأغلب ستقف خلف هذا الانقلاب المخابرات المركزية الأمريكية CIA ولكن المثير للاستغراب هو تصريح البيت الأبيض بأن المسؤولين فيه تفاجؤوا بالفعل مما حصل ولكن السياسة تقول لنا أن لا نثق بالأمريكان وما يقولون لأن الكذب دينهم وديدنهم اذا ما كان هذا الانقلاب مدبراً بالفعل من قبل الولايات المتحدة فلن تكون بهذه السذاجة بحيث أن تخرج وتصرح في العلن عن تبنيها مسؤولية الانقلاب.

الاحتمال الثاني وهو الأرجح في نظري والأقرب للمنطق من خلال قراءة الواقع العسكري واستشفاف الأحداث الجارية هو أن يكون هذا الاعلان والانقلاب مجرد خدعة لا أكثر لنظام أوكرانيا, بحيث يستغل الجيش الأوكراني ومن يقاتل معه من المرتزقة هذا الخلل في اتزان القوة الروسية و يندفع الجيش بكثافة على عدة محاور أهمها باخموت و دونيستك و زابوروجيا بحيث أنه سيعتقد أنه سيباغت القوات المدافعة الروسية المشغولة في إعادة ترتيب صفوفها إذ أنها ستكون تفكر في هذا الوقت في تأمين الداخل الروسي وهو الأولوية. جدير بالذكر أن نفس الخدعة استخدمت من قبل من بضعة أشهر عندما أعلن بريجوجين عن إمكانية تسريب خطط ومواقع الجيش الروسي للجانب المعادي الأوكراني بحجة أن الذخائر القادمة من روسيا إلى قواته فاغنر غير كافية... وابتعلت القوات الأوكرانية الطعم آتذاك واندفعت بهجوم تم صده وتكبيدهم خسائر فادحة وكانت مجموعة فاغنر نفسها على رأس القوة المهاجمة وتمكنت روسيا من السيطرة فيما بعد على كامل مدينة باخموت. 

برأيي أن بريجوجين ورجاله مستفيدين من كونهم في صف القوات الروسية أكثر بكثير من أن يكونوا في مواجهتها إذ أنه تمكن من تحقيق مكاسب مالية كبيرة جداً بسبب ولائه لبوتين حتى أن الرئيس الروسي قربه وكان يسمى ب طباخ بوتين. غير أن الجانب الآخر الأوروبي/الأمريكي لن يتمكن من إعطائه المكاسب والنفوذ الذي يطمح إليه لأنه في نظرهم قاتل ومجرم وأهم من كل ذلك أنه روسي الجنسية. أتمنى أن تكشف لنا الساعات القليلة القادمة بعضاً من الغموض الذي وقع اليوم

وما المعيب في ذلك؟ ألم تلجأ الولايات المتحدة الأمريكية لتجنيد شذاذ الآفاق و جمعهم تحت لواء جيش من المرتزقة اسمه " Black Water " الذين حاربوا جنباً إلى جنب مع القوات الأمريكية داخل العراق الشقيق؟ و جنوا من عملياتهم العسكرية مبالغ مالية طائلة وكان نائب الرئيس الأمريكي شخصياً آنذاك Dick Cheney مشرفاً على هذه الشركة. ألم تجند الولايات المتحدة المرتزقة من الأفغان والفرس خلال حربها ضد تنظيم طالبان في أفغانستان؟ و أغدقت عليهم بالأموال والوعود بالحصول على البطاقة الخضراء التي تمكنهم من العيش داخل الولايات المتحدة في مقابل أن يسربوا لهم أخبار طالبان العسكرية ويعملوا كجواسيس و مخبرين؟ أي دولة في العالم تفضل الإبقاء على الخسائر في صفوف قواتها المقاتلة قليلة قدر الإمكان ولذلك نشأ مفهوم القوات الرديفة أو ما يعرف باسم " Paramilitary Forces ".

صراحة أستغرب من بعض الأعضاء التي تعيب بعضاً من الأمور والأخطاء التي وقعت فيها روسيا وفي نفس الوقت لا تعيب تلك الأمور على الولايات المتحدة ومن يدور في فلكها! 

مع احترامي وتقديري لجميع الأعضاء الأعزاء وشكراً 

هل فعلا الامر كذلك ؟

من غير المعقول التفكير في ذلك ولو لوهلة