معركة المحمره هي اثنين
1- المعركه الاولى جرت في بداية الحرب ابتداءا من سبتمبر / ايلول 1980 واستطاع الجيش العراقي احتلال المدينه بعد قتال ضار دام اسابيع
المعركه اعتمدت اساسا على قتال الشوارع
اقحم العراق في هذه المعركه الويه القوات الخاصه والتي استطاعت حسم المعركه وتطهير المدينه من الجيوب والكائن بعد معرك قاسيه
2- المعركه الثانيه : وجرت في شهر مايو / ايار 1982 كجزء من الهجمات المضاده الايرانيه على القاطع الجنوبي من ساحة المعركه
شملت الهجمات الايرانيه عبور نهر الكارون على جبهة الفرقه المدرعه الثالثه العراقيه + الفرقه المدرعه التاسعه + فرقة المشاة الالي الخامسه والوصول الى الطريق العام " المحمره - الاحواز " ومن ثم الاستمرار غربا الى منطقة الجفير والتي تمثل عقدة الدفاع الاساسيه العراقيه ثم الاندفاع جنوبا نحو المحمره انتهاءا بالحدود الدوليه
العراق كان يخطط لسحب القوات الايرانيه الى ارض قتل ملائمه عند الطريق العام " الاحواز - المحمره " الا ان الامر لم يجري كما هو مخطط له
القوات الايرانيه عبرت بكثافه نهر الكارون ابتداءا من يوم 2 مايو / ايار 1982 وقامت بسحب اعداد كبيره من الصواريخ المضاده للدروع ضمن قوات النسق الاول
من ناحيه اخرى تاخر الهجوم المضاد العراقي " الفرقه المدرعه الثالثه " بسبب الارباك وعدم تحديد محور الهجوم الايراني وعندما بدا الهجوم المضاد العراقي المتاخر تفاجأ بجدار ناري هائل من الصواريخ المضاده للدروع
فشل الهجوم المضاد العراقي ادى الى سحب الفرقه الى الخلف خوفا من تطويقها وخصوصا ان القوات الايرانيه المهاجمه كانت كبيره ومتفوقه تفوقا ساحقا
الارتداد العراقي الى الخلف كان غير منتظما وادى الى سقوط منطقة الجفير بيد الايرانيين بسرعه " يوم 8 مايو / ايار 1982 "
سقوط منطقة الجفير كانت صاعقه على الجيش العراقي بسبب احتمال انعزال قطعات الفرقتين التاسعه والخامسه شمال وشرق المحمره
ادى هذا الامر الى سحب الفرقتين وبسرعه الى خط الحدود الدوليه وبقيت فقط فرقة المشاه 11 تدافع في المحمره
كانت هنالك نصائح من الاستخبارات العسكريه العراقيه للقياده العسكريه العراقيه للانسحاب من المحمره بسبب التالي :
1- المحمره محاطه بثلاث جهات : شمالا من قبل الايرانيين وجنوبا وشرقا بنهر الكارون وشط العرب
الطريق الوحيد الذي يربط المحمره بالبر العراقي هو الطريق الغربي وهو عباره عن " سدة ادامه " اي سده ترابيه تم رصف طريق ضيق عليها يمكن غلقه بسهوله
2- التفوق الساحق الايراني وارتفاع معنوياتهم بسبب انجازهم غير المتوقع الى حد تلك اللحظه
3- عدم وجود خطوط دفاعيه حول المحمره بسبب عدم توقع القياده العراقيه ان تكون المحمره ساحه قتال خلال اسبوع من بدء القتال
الدفاعات العراقيه تمثلت بنشر عدد من المدرعات والاسلاك الشائكه مع بث خط هزيل من الالغام وهذه لاتشكل خط دفاع من الاساس
قام الايرانيون بهجمات استنزاف للقوات المدافعه طيلة الفتره من 8 مايو / ايار 1982 الى غاية 25 مايو / ايار 1982
في ليله 25 مايو / ايار قام الايرانيون بشن هجومهم النهائي على المدينه واكتسحوا الدفاعات الضعيفه وسيطروا على المدينه بحلول يوم 26 مايو / ايار 1982 حيث تم سحب ماتبقى من القوات العراقيه سباحه الى البر العراقي وسقط من سقط من الشهداء والاسراء باعداد بالالاف في تلك المعركه المشؤومه
اعتربت معركه المحمره ومن قبلها معارك الشوش-ديزفول من المعارك الرئيسيه التي غيرت مجرى الحرب العراقيه - الايرانيه حيث انتزع الايرانيون المبادأه من العراق وقاموا بالتعرضات المقابله الى غاية عام 1988 عندما استعاد العراق مجددا المبادأه الهجوميه
معركة المحمره الثانيه ادت الى انتحار العديد من الضباط العراقيين بسبب الضغوط التي تعرضوا لها ومنهم العقيد الركن ماجد عبد الحميد امر لواء 15 مشاة الي " من الفرقه الخامسه "
كما تم عقد محكمه عسكريه ميدانيه قضت باعدام قائد الفيلق العراقي الثالث اللواء الركن صلاح القاضي وقائد الفرقه المدرعه الثالثه العميد الركن جواد اسعد شيتنه والعقيد الركن محسن عبد الجليل امر لواء المدرع 12 " الفرقه الثالثه " بسبب الاهمال والتقصير علما انهم كانوا يحملون اوسمه رفيعه
واعدم ايضا اعداد اخرى من الضباط
ادت معركه المحمره الى تغيير نهج الدفاع للجيش العراقي وهذا الامر تم كالتالي :
1- التخلي عن مبدأ الدفاع بواسطه نشر المدرعات والدبابات على حافات المواضع الدفاعيه حيث تم الاعتماد لاحقا على وضع الدبابات والمدرعات في احتياطيات خلف المواضع الدفاعيه
2- الاعتماد على بناء خطوط دفاعيه متعاقبه والربط بينها من اجل توفير مرونه في الدفاع
3- الاعتماد لاحقا على نشر خطوط دفاع متقدمه للاستطلاع الميداني " الحجابات "
4- الاهتمام بوضع الاسلحه المتوسطه والثقيله السانده في مواضع ملائمه
5- زيادة التعاون مع طيران الجيش لتوفير الاسناد الناري
التغير الاستراتيجي في النمط الدفاعي العراقي ادى الى نجاح باهر بعد انتهاء معركة المحمره بشهرين وتحديدا في يوليو / تموز 1982 عندما استطاع العراق صد 5 هجمات متعاقبه ايرانيه على قاطع شرق البصره وبنجاح ساحق
بالنسبه لموضوع الاستفسار فان اكبر معركه خسر فيها الايرانيون دبابات كانت معركة الخفاجيه في يناير / كانون الثاني 1981
حيث تم تدمير الفرقه المدرعه 16 الايرانيه بشكل شبه كامل وكان للواء المردع العشر " اول لواء عراقي مسلح بدبابت T-72 " دور كبير في حسم المعركه لصالح العراق انذاك
تحياتي