(المعارك الجويه) لم ينتصر الرمح الكويتي عندما قارع الشيطان في سماء الكويت في 2أغسطس1990م ,لكنه لم ينكسر أيضا،ولا نجد أشد إيلاما من ذلك إلا بقاء العمليات العسكرية للجيش الكويتي في ذلك النهار مغيبة ،حتى إن كل ما نشر عنها لا يتعدى المذكرات الخاصة التي ينفي بعضها الأخر .فملحمة القوة الجوية الكويتية في مطلع الثاني من أغسطس1990م قصيدة فخر يحق لنا تلقين الأجيال القادمة قوافيها.فقد أظهرت المواجهة الجوية طيب معدن صقورنا،ومدى استيعابهم للتدريب العالي المستوى، تدفعهم شجاعة نادرة قلما تتوفر للكثير من الطيارين في نفس الظروف التي أحاطت بهم يوم الغزو الغاشم للكويت .
ولايمكن لمراقب منصف إن يتجاوز عدة حقائق حيال تلك المعركة الجوية بين القوة الجوية الكويتية وسلاح الطيران العراقي. ومن تلك الحقائق ضخامة الجهد الجوي العراقي مقارنة بما نملك من طائرات ورجال،ونجاح صقورنا في إسقاط أضعاف مضاعفة من الطائرات العراقية مقارنة بما فقدناه رغم عدم فقداننا أصلا لطائرة واحدة في المواجهة معهم بلو في حوادث في يوم المعركة. وفي ست ساعات اسقط رجالنا مايفوق عدد الطائرات التي خسرها العراق في ثمان سنوات خلال الحرب العراقية الإيرانية رغم ضخامة وتطور سلاح الجو الإيراني الذي كان لايزال يعمل بتقنية 14F Tomcat الأمريكية ونظام التسليح والتدريب الغربي . أما الحقيقة الأخيرة فهي إن أبطالنا قد قاموا بكسر ذراع العراق الطويلة المتمثلة بسلاح طيرانه،و قد هيئ ذلك بعد ستة أشهر،النصر لقوات التحالف في الحملة الجوية حيث تحققت السيادة الجوية المطلقة لهم نتيجة غياب طائرات العراق عن سماء المعركة.
كان قد مضى أكثر من عامين على نهاية الحرب العراقية الإيرانية التي توقفت في الأسبوع الأول من أغسطس عام 1988م وعليه فلم تكن القوة الجوية الكويتية في حالة طوارئ،كما لم يكن متوقعا أن تتصاعد الأمور إلى ما وصلت إليه بسبب التأكيدات التي أعطاها القادة العرب للحكومة الكويتية،و ظن الجميع أن اجتماع جدة الذي حضره سمو الأمير الوالد المرحوم الشيخ سعد العبدالله الصباح في أول أغسطس 1990 سيؤدي إلى إنهاء المشكلة .
وفي مهمة تصوير جوي للتجسس قامت في صباح اليوم الأول من أغسطس عام 1990م طائرة عراقية من نوع ميغ25 MIG 25 R FOXBAT بالتحليق على علو مرتفع جدا وبسرعة تفوق سرعة الصوت فوق الكويت وحتى مدينة الظهران في المملكة العربية السعودية الشقيقة وهي تكاد لا تشاهد بالعين المجردة،بل تلمع وتومض فقط عندما ينعكس شعاع الشمس على بعض الأجزاء المعدنية لهيكلها،لكن حسن النوايا من قبل الكويت والسعودية في حينه أدت إلى خطأ جسيم في قراءة النوايا الصدامية عشية الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت . ثم بدأ العدوان العراقي على دولة الكويت قبل منتصف ليلة 1/2 أغسطس 1990م بدفع ما يعرف بتشكيل ما قبل المعركة والمكون من مفرزتَين متقدمتَين في اتجاه الحدود الكويتية الشمالية بهدف الوصول إلى مشارف مدينة الكويت. المفرزة المتقدمة الأولى كانت بقوة لواء مدرع من فرقة المشاة الآلية 9 المسماة (توكلنا على الله). وكانت مدعومة بفوج استطلاع وقد تقدمت على محور أم قصر ـ الصبية ـ جسر بوبيان . وكانت مهمتهما الوصول إلى منطقة بحرة خلال 3 ساعات على أن تواصل تقدمها إلى مدينة الكويت. والمفرزة المتقدمة الأخرى كانت أيضا بقوة لواء مدرع من الفرقة 23 المدرعة (حمورابي) مدعمة بفوج استطلاع. تتقدم على محور صفوان ـ العبدلي ومهمتها الوصول إلى منطقة الجهراء في الوقت نفسه الذي تصل فيه المفرزة المتقدمة الأولى إلى منطقة بحرة ة ثم تواصل تقدمها إلى الوفرة. كانت تلك القوات تابعة للفيلق الثامن من الحرس الجمهوري، ومع فرقة (المدينة المنورة) التي تبعتهم من السالمي لاحقا شكلت فرق حمورابي وتوكلنا على الله رأس خنجر الغدر العراقي المسموم في خاصرة الكويت النائمة المطمئنة1ً. وكان من وضع خطط وإعداد القوات اللازمة لغزو الكويت، في سِرية تامة بأوامر مباشرة من الطاغية صدام هو اللواء نجم الدين عبدالله ،الذي سحب من قيادة الفِرقة 30التابعة للفيلق العراقي الثالث لتنفيذ مهمة الغدر.
في الوقت نفسه قضت خطة العدو بضرب قلب الدفاع الجوي الكويتي والقضاء على مراكز القيادة الجوية ومدارج الطائرات وتدمير الطائرات وتدمير مرافق الصيانة ليكون سلاح الجو الكويتي عديم النفع . لقد كانت مهام سلاح الجو العراقي تنفيذ الاستطلاع الجوي، في نطاق هجوم الفيلق الثامن، وحتى عمق دولة الكويت والمناطق المجاورة. و توفير الحماية لقوات الفيلق الثامن، بالتعاون مع قوات الدفاع الجوي. و قتال احتياطيات القوات الكويتية، على المستويات المختلفة، أثناء تحركها وفتحها للقتال. و إبرار قوات الإبرار الجوي و تأمينها ومعاونتها في أعمال قتالها. وأخيرا تأمين منطقة العمليات، ومنع أي تدخّل معادٍ، غير متوقع2.
في مواجهة ميزان قوى ظالم و قاهر ضد الكويت جرت مواجهة ملحمية كان هدف صقور القوة الجوية الكويتية خلالها هو منع سلاح الجو العراقي من الإنفراد بالسيطرة الجوية المطلقة Air supremacy وحماية القوات البرية الكويتية الصغيرة بقدر الإمكان ومنع إبادتها من قبل قوات تفوقها بعشرات المرات . وكان الطيارون الكويتيون يعرفون إن احتمال إسقاطهم كبير جدا لكنهم اقلعوا بشجاعة نادرة لمواجهة قوات متفوقة عليهم في كل شيء ،وقد أفلحت تلك الشجاعة في خلخلة مفهوم السيطرة الجوية التي اعتقد العراقيون بقدرتهم على تحقيقها سريعا، وانه لن تكون هناك قدرة لدى القوة الجوية الكويتية على القيام بردات فعل ناجحة . لقد تمثل ميزان القوى الظالم بين الطرفين في امتلاك العراق لمايزيد على 650 طائرة حربية فيما لم يكن لدى القوة الجوية الكويتية إلا 70 طائرة فقط ، كان نصفها مخصص للنقل . فقد كان لدى العراق 650 طائرة حربية مقاتلة كان من ضمنها 120 طائره MIRAGE F-1EQ فرنسيه68 طائره MIG-19 FARMER سوفيتية 80 مقاتله XIAN F-7 صينيه 81 مقاتله MIG-21 FISHBED سوفيتية 74 مقاتله MIG-23 FLOGGER سوفيتية 30مقاتله MIG-27 FLOGGER للجهوم الأرضي سوفيتية25 مقاتله اعتراضيه MIG-25 FOXBAT أسرع من الصوت سوفيتية8 مقاتلات MIG-25R FOXBAT B للاستطلاع والتجسس سوفيتية80 مقاتله SU-22 FITTER سوفيتية 60 مقاتله MIG-29A سوفيتية30 مقاتله SU-25 FOGFOOT للهجوم الأرضي سوفيتية48 مقاتله هجوم ارضي من نوع SU-24 FENCER سوفيتية8 قاذفات بعيده المدى من نوع TU-22 BLINDER سوفيتية12 قاذفه بعيده المدي من نوع TU-16 BADGER سوفيتية52 طائره تدريب من نوع PILATUS PC-7 سويسريه 80 طائره تدريب من نوع TUCANO 60 هليوكوبتر مضاد للدبابات أمريكي من نوع MD500 DEFENDER 40 هليوكوبتر مضاد للدبابات من نوع MI-24 و MI-25 سوفيتية50 هليوكوبتر فرنسي مضاد للدروع من نوع SA-342 GAZELLE 40 هليوكوبتر BO-105 ألمانية مضاد للدروع 40 هليوكوبتر متعدد المهام من نوع MI-8 سوفيتي16 هليوكوبتر من نوع SUPER FRELON فرنسية هليوكوبتر SEA KING بأعداد غير معروفه30 هليوكوبتر PUMA فرنسية هليوكوبتر ALOUETTE III الفرنسي بأعداد غير معروفه هليوكوبتر MI-2 سوفيتي بأعداد غير معروفه صواريخ جو - جو من نوع MAGIC الفرنسية صواريخ جو-جو فرنسيه من نوع MATRA SUPER R530 بعيده المدي صواريخ جو - جو سوفيتية للقتال قصير المدي من نوع AA-2 ATOLL صواريخ قتال جوي قصيره المدي من نوع AA-11 ARCHER سوفيتية صواريخ قتال جوي بعيده المدي من نوع AA-6 ACRID سوفيتية صواريخ قتال جوي بعيده المدي من نوع AA-10 ALAMO السوفيتية .
أما طائرات القوة الجوية الكويتية خلال الغزو فكانت 70 طائرة منها 24 سكاي هوكA-4 Skyhawk 24 ميراج إف MIRAGE F-1 فرنسيه 12 طائرة هوك للتدريب 2 طائرة نقل هيركوليز C130 دسي 9 16 طائرة تدريب أساسي من نوع شورتس توكانو4 مروحيات سوبر بيوما9و مروحيات بيوما16 مروحية من نوع غزال GAZELLE .
ورغم استغلال العدو لعنصر المفاجأة إلا إن القوة الجوية الكويتية تفتخر بالدور الذي قامت به للتصدي للغزو العراقي للكويت ، حيث شاركت كافة صفوفها في الرد على المعتدي على عدة جبهات وهي القيادة والسيطرة الإنذار المبكر ثم الطيران وأخيرا وسائل الدفاع الجوي.
معركة مركز عمليات القوة الجوية الكويتية الرئيسيوصل آمر القوة الجوية الكويتية المرحوم العميد الركن طيار داوود سليمان الغانم لمركز العمليات الرئيسي ليجد طاقم مركز العمليات المناوب ومسئولهم منشغلا بالتعامل مع الإنذارات الواردة من وحدات الإنذار المبكر عندما عبرت الطائرات العراقية الحدود الكويتية ليلة 2/8/1990 وفي صباحه الباكر. وقد قام رحمه الله بإدارة المعركة الجوية حيث تواصلت الأحداث في مركز العمليات ،فقد وصلت برقية من مركز العمليات المشترك في رئاسة الأركان العامة باحتلال القوات العراقية لثلاث مراكز كويتية جريشان – العبدلي- الرتقة ، وتم على أساس ذلك رفع حالة الاستعداد في قاعدة على السالم الجوية ووحدات الدفاع الجوي.
ولو توقفنا عند تفاصيل ذلك الفجر البعيد لشاهدنا نقط الغدر الضوئية تتكاثر كالشعاب السرطانية على شاشة رادار مركز توجيه المقاتلات،كما شوهدت على شاشة رادار البالون أهداف بطيئة أخرى وبكثافة وهي تتتحرك على الشاشة كالديدن الخضراء فوق منطقة البصرة متجهة إلى الكويت ،وفي الساعة 03:30 صباحا كانت الأعداد التي تم رصدها ما بين 50 إلى 70 هدفا جميعها لطائرات هيلوكبتر، كما تم رصد طائرات تقوم بالتشويش على أجهزة رادار صواريخ الدفاع الجوي في جزيرة فيلكا ،حيث طلب من قاعدة على السالم الجوية إقلاع طائرات الميراج لصد الهجوم،و بدأت الطائرات بالإقلاع اعتبارا من الساعة 03:55 صباحا.
وفي الساعة 05:30 وصل للمركز رئيس الأركان الكويتي اللواء مزيد الصانع ومعه نائب رئيس الأركان العميد الركن جابر الخالد الصباح،وأعقب ذلك وصول الأمير الوالد المرحوم الشيخ سعد العبدالله الصباح،كما كان حاضرا في مركز العمليات وزير الدفاع في حينه سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الذي جلس بقرب قائد المركز يراقب العمليات الجوية ويتشاور مع الأطقم في مجريات الإحداث .
كان الهجوم مستمرا، وفي الساعة 05:25 صباحا قامت الطائرات القاذفة العراقية بهجوم ثلاثي متزامن على كل من مطار الكويت الدولي وقاعدة على السالم الجوية وقاعدة أحمد الجابر الجوية. وبناء على تقدير الموقف العلمياتي أصدر آمر القوة الجوية الكويتية المرحوم العميد الركن طيار داوود سليمان الغانم أمرا بإخلاء الطائرات من قاعدة على السالم الجوية والتوجه إلى قاعدة أحمد الجابر الجوية نتيجة محاصرة قاعدة على السالم وذلك اعتبارا من الساعة 06:00 صباحا وحتى 09:0 صباحا، ولكونها في مرمى المدفعية العراقية . كما أصدر رحمه الله الأمر لطائرات السكاي هوكA-4 Skyhawk بمهاجمة أرتال عراقية على طريق السالمي، وطريق المطلاع،ومحاولة مهاجمة الدبابات التي تحاصر قاعدة على السالم الجوية، حيث كان الهجوم ناجحا وأسفر عن إصابة العديد من آليات الحرب العراقية.
كما نجح المركز في إرسال الطائرات الاعتراضية اعتبارا من الساعة 04:000 صباحا لإسقاط الطائرات المعادية التي كانت تحاول التشويش على رادارات جزيرة فيلكا، كما أعطيت الأوامر لكافة وحدات صواريخ الهوك بالاشتباك مع الطائرات .
كان لابد من شل العقل المدبر للجهد الجوي الكويتي ، وفي الساعة 13:30 فشلت محاولة عراقية للإنزال في مركز العمليات الرئيسي وتم إسقاط طائرتين. ثم أعطى آمر القوة الجوية الكويتية المرحوم العميد الركن طيار داوود سليمان الغانم الإذن لكافة العسكريين في قاعدة المطار الدولي بإخلاء القاعدة اعتبارا من الساعة 15:30 والتوجه إلى قاعدة أحمد الجابر الجوية. و في الساعة 19:00 أطبقت لحظات هائلة من الحزن حين أعطى آمر القوة الجوية الكويتية الأوامر للفنيين بإتلاف أجهزة الكمبيوتر والشاشات في المركز لكي لا يستطيع العراقيون تشغيل المركز عند احتلاله، وفي الساعة 24:00 تم إغلاق مركز العمليات الرئيسي وظلت قاعدة على السالم الجوية وقاعدة أحمد الجابر الجوية تقاتل عبر قيادات ذاتية3.
معركة قاعدة علي السالم الجويةتقع القاعدة على بضع أميال من مخالب العدو البعثية السوداء، و في الساعة 03:45 مزق سكون الليل جرس إنذار الإقلاع الفوري في دشم الطائرات حيث أقلعت طائرات الميراج MIRAGE F-1 المسلحة بالصواريخ والمدافع الرشاشة للتصدي للعدو بعد أن وصلت الأوامر الأولى من مركز العمليات الرئيسي للقاعدة تفيد بهجوم كبير تقوم به 70 طائرة عراقية على الكويت. وكانت معارك جوية مجيدة تلك التي خاضتها القاعدة بقيادة قائدها العسكري الفذ العقيد الركن الطيار صابر محمد السويدان والذي خلف داوود الغانم في إمرة القوة الجوية الكويتية وعمل على إعادة بنائها بعد دمار الغزو . فقد أطلقت القاعدة صقورها الحرة من أوكارها بتشكيل مكون من 4 طائرات ميراج في الساعة 03:55 صباحا وأسقطت 8 طائرات هيلوكبتر عراقية كانت على بعد 10 أميال شمال القاعدة .
لم يختلف ذلك اليوم عن غيرة فقد تعود صقور الجو على الإحساس بأنهم كلما انطلقوا انطلق معهم ملك الموت. لكن مهمة ذلك اليوم كانت تتطلب أن يرسلوا العدو إلى الموت قبل أن يكتب الله لهم الشهادة. فقد أشتبك النقيب طيار محمد محماس الدوسري وهو يقود الطائرة رقم 723 مع العدو في معركة جوية واستخدم صاروخين جو / جو نوع ماجيك حيث أسفرت المواجهة عن سقوط طائرتين عراقيتين . كما اشتبك الملازم أول طيار هابس المطيري بالطائرة رقم 703 مستخدما صاروخين جو/جو نوع ماجيك وأسقط طائرتين. وعلى نفس الوتيرة قام الملازم أول طيارعبد الله السويلم بالطائرة رقم 727 واستخدم صاروخين جو/جو نوع ماجيك وأسقطت هو الأخر طائرتين معاديتين. أما المرحوم الملازم أول طيار على مشهور العنزي الذي استشهد بعد التحرير في حادث تحطم طائرة ، فقد اقلع بالطائرة رقم 701 وأسقط طائرتين عراقيتين.
لم يكن العراقيون ندا لصقور القوة الجوية الكويتية في ذلك الفجر الدامي، واستثمارا للفوز كما تقول مبادئ الحرب،أقلعت طائرتي ميراج في الساعة 4:15 صباحا ،فكان الرائد طيار طاهر الطاهر الفيلكاوي على الطائرة رقم 710، وأسقط 3 طائرات عراقية معادية، اثنتان منهما بصاروخين ماجيك بينما تكفل مدفع الطائرة الرشاش بالثالثة لتهوي وفي أثرها نهر من الدخان . أما الملازم أول طيار بسام جويعد فكان يقود الطائرة رقم 719 حيث أسقط طائرتين عراقيتين باستخدام صاروخين ماجيك. ولكون الطائرات العمودية العراقية قريبة من بعضها البعض قام أكثر صقور القوة الجوية الكويتية بالتأكد من تحطم الطائرات عبر إعادة الطيران فوق الهدف مرة أخرى رغم ما يشكله ذلك من خطر جسيم.
وفي الساعة 06:30 صباحا أقلعت طائرتي ميراج MIRAGE F-1 الأولى بقيادة النقيب طيار أيمن المضف بالطائرة رقم 701 حيث اسقط طائرتين هيلوكبتر نوع غزال GAZELLE بالقرب من الصبية باستخدام صاروخين ماجيك، بينما اتجه الملازم أول طيار سيف برجس بالطائرة رقم 272 بعد معركة طويلة إلى الظهران نتيجة تدمير ممرات الهبوط في قاعدة علي السالم الجوية ونفاذ وقوده تقريبا .أما في الساعة 09:25 صباحا فقام الملازم أول طيار فيصل الحمود بإسقاط هيلوكبتر عراقية باستخدام صاروخ ماجيك بالطائرة رقم 725.
ومما سبق تفصيله نجد أن عدد الطائرات التي أسقطتها طائرات الميراج MIRAGE F-1 التابعة للسربين الثامن عشر والحادي والستين من قاعدة على السالم الجوية هو 16 طائرة عراقية في الفترة من 04:00 صباحا وحتى الساعة 09:30 صباحا من يوم الغزو الأول ، ولم تفقد القاعدة طائرة واحدة.
وفي الساعة 05:25 تعرضت القاعدة لغارة جوية قصفت فيها الممر الرئيسي والممر الفرعي وحظائر الطائرات وبعض الأبنية في القاعدة، وعلى الرغم من ذلك تمكنت بعض الطائرات من الإقلاع من القاعدة رغم الحفر والقنابل والشظايا في ممرات الطيران . وكان أن أعطى آمر القاعدة العقيد صابر السويدان الأوامر للطائرات التي كانت عائدة للقاعدة بالتحول إلى قاعدة أحمد الجابر الجوية،أو الذهاب إلى قاعدة الملك عبد العزيز الجوية في الظهران في المملكة العربية السعودية الشقيقة، كما تم إقلاع ما تبقى من طائرات الهيلوكبتر إلى قاعدة احمد الجابر الجوية، ومن ثم إلى النويصيب على الحدود الكويتية السعودية. وفي الساعة 4:45 قبل مغيب الشمس تم قصف القاعدة من الجو مرة أخرى. ثم اقتحمت الدبابات العراقية من الفرقة 23 المدرعة المسماة (حمورابي (القاعدة وسقطت بعد قتال مجيد في الساعة 09:00من صباح يوم الجمعة 3/8/1990 حيث تم اسر من فيها .
معركة قاعدة أحمد الجابر الجويةعندما تصبح عسكريا تتراجع رفاهية الخيارات لتسيطر على مسار حياتك قسوة الواجبات، وفي ذلك اليوم اختلطت المفاجأة،والغدر،واللايقينية،والصدمة معاً لتشكل أضلع إطار الصورة المأساوية لما سمي باختصار 28 ،حيث يصف لنا العميد الركن طيار محمد الزواوي (شفاه الله) ماجرى داخل ذلك الإطار قائلاً4: كان لازال باقيا من رصيد إجازتي السنوية عشرة أيام ، لذا لم أكن في الثانية صباحا سعيدا بسماع صوت آمر السرب التاسع المقدم خميس سلطان وهو يبلغني بضرورة التحاقي بالقاعدة،خصوصا أنني كنت مساعد آمر السرب، وقد كان ذلك نداء الواجب الذي افسد رفاهية أمسيات السهر الرقيقة والاستيقاظ متأخرا. وعلى دوار البدع شاهدت دبابات وجنود، ورغم أنني ارتدي بدلة الطيران إلا أنني لم أتردد في رفع يدي لتحيتهم معتقدا أنهم كويتيون هبوا للاستعداد لما قد تأتي به التهديدات الصدامية التي اشتعلت قبل أسبوع.ثم توقفت في محطة تعبئة وقود قبل أن اسلك طريق كبد المؤدي لقاعدة أحمد الجابر، وفي محطة الوقود سمعت دوي انفجار، وصوت طلقات رشاش متواصلة قادمة من جهة منطقة جيوان، حيث يقع مقر رئاسة الأركان العامة الكويتية.و لم تتضح ماهية الخطر الذي أحسست به إلا بعد أن اقتربت من القاعدة وشاهدت طائرتي MIG-27 FLOGGER عراقيتين تغادران سماء القاعدة بعد تدميرهما لمدرجات الطيران ، وفي أثرهما طائرتي طائرتي ميراج MIRAGE F-1 عراقيتين للمرافقة وحماية منفذي الغارة .
ولايستطيع كاتب هذه السطور تجاوز ما اختلج في صدره من مشاعر جياشة عندما كان العميد الزواوي يذكر معارك قاعدة أحمد الجابر الجوية، فقد كانت محطتى الأولى لرحلة بدأت في القوة الجوية الكويتية واستمرت 30 عاما ،وبقيت القاعدة رغم فراقها بمنزلة الحبيب الأول. وقد بنيت قاعدة أحمد الجابر الجوية في منتصف السبعينيات لتكون القاعدة الرئيسية للقوة الجوية الكويتية ،لذا وكما كان متوقعا فقد تعرضت القاعدة لقصف جوي شديد ومحكم الدقة من الطيران العراقي . ففي الساعة 05:30 صباح يوم 2/8/1990م تمت مهاجمة الممرات الجوية وحظائر الطيران ومخازن قطع الغيار حيث أصيبت تلك الأهداف إصابات مباشرة، كما خلفت قنابل موقوتة استمرت في الانفجار طوال اليوم بالإضافة إلى الشظايا المتطايرة والمنتشرة كالحراب على أرض القاعدة .
يكمل رفيق السلاح العميد الركن طيار محمد الزواوي روايته فيقول : كانت الحيرة هي سيدة المكان فطلبت من ضباطي في السرب ارتداء بدلة الطيران،واستدعيت الملازم أول طيار مبارك القحطاني ،المكلف في السرب بتنسيق جدول الطيران،وعليه تم وضع كل اثنين من الطيارين معا حتى يحمي احدهما زميله من الخلف لأن طائرة سكاي هوك A-4 Skyhawk عماد أسراب الطيران المقاتل في قاعدة احمد الجابر الجوية كانت قاذفة bomberوليست اعتراضية Interceptor ،ولا مؤهلة للاشتباك الجوي Dog fight بل إن سلاحها لهذا النوع من القتال لم يكن إلا صاروخين فقط من نوع سايدوايندرSidewinder .ينفذان بعد مواجهة واحدة فتصبح اسير الجو الواسع حيث لا مكان للتخفي عن عين العدو وأنت اعزل . يكمل صقر الجو الكويتي قائلا :قفزت إلى مقصورة قيادة طائرتي وقفز الملازم عدنان عبد الرسول في طائرة أخرى لنشكل فريق قتال.لكن المستحيل كان يقف بيننا وبين سماء الكويت ،التي كنا نؤمن أننا لو استطعنا التحليق فيها لغيرنا بعض مما يجري في تلك الساعات. لقد كان من معوقات وصولنا للسماء أن المدرجات قد دمرت مما جعلنا سجناء في الدشم،وكانت القنابل الموقوتة على المدرج تهديد آخر يذكرنا بشراسته بين دوي الانفجار والأخر . لكنني قررت الانطلاق بأي تكلفة، حتى ولو كان ذلك من خلال الإقلاع عبر الممرات القصيرة Taxi Wayالتي تصل الدشم بالمدرج،ثم زاد الطين بلة عدم اشتغال طائرة عدنان عبد الرسول إلا بعد عدة محاولات . وفوق السالمي أبلغني مركز توجيه المقاتلات بوجود هدف قريب ، فهاجمت أول أعدائي في ذلك النهار،وكانت طائرة هيلوكبتر عراقية سوفيتية الصنع من نوع Hind المرعبة الشكل،وقد حاولت الطائرة العراقية ان تنفذ مناورة للتخلص من الاشتباك سريعا،لكنها فشلت فأرسلتها إلى الأرض كتلة مشتعلة وهي ترسل عويلها كوحش يحتضر . ولم يبقى معي إلا صاروخ واحد، كنت أريد أن أرسله تحية حارة للجنود الذين شاهدتهم مع دباباتهم على دوار البدع، ولا اعلم حتى الآن لماذا رافقني الحنق عليهم أكثر من أية شي آخر طوال ذلك اليوم، وربما كان السبب هو أنني حييتهم بحسن نية مستبعدا الغدر . لكن مركز توجيه المقاتلات ابلغني بوجود طائرتين تحاولان قصف محطة تقوية الإرسال الإذاعي في كبد قرب قاعدة أحمد الجابر. وهاجمت الطائرتين مع عدنان عبد الرسول ، حيث رمي الأولى فأخطأها ،ثم سدد للأخرى فأصابها ، كما اسقطنا الطائرة الأخرى ، ورجعنا لقاعدة أحمد الجابر لنهبط بين القنابل والدمار على المدرج .
منذ صباح ذلك اليوم قامت طائرات سكاي هوك A-4 Skyhawk المسلحة بذخيرة جو/أرض زنة 500 رطل شديدة الانفجار وقنابل عنقودية بالهجوم على ارتال عسكرية عراقية تسير متجهة إلى الكويت على طريق السالمي والمطلاع حيث دمرت عدة عربات مدرعة ودبابات وسيارات ذخيرة في عمليات هجومية جريئة. كما تعاملت وحدات الدفاع الجوي في القاعدة مع بعض الطائرات المغيرة وأسقطت منها طائرتين ، ورغم كون طائرات سكاي هوك قاذفة إلا أنها أسقطت 4 طائرات في عمليات تمت كالتالي:
أسقط مقدم طيار علاء الصايغ بالطائرة رقم 827 طائرة هيلوكبتر واحدة بعد أن أطلق صاروخين الأول لم يصب الهدف والثاني أصاب الهدف في الساعة 08:30 صباحا. واسقط المقدم طيار حسين القطان طائرة هيلوكبتر بإطلاق صاروخ سايدوايندرSidewinderالساعة 8:30 صباحا بالطائرة رقم 807. كما اسقط المقدم طيار محمد الزواوي طائرتين هيلوكبتر عراقية باستخدام صاروخ جو/جو نوع سايدوايندرSidewinderالساعة 10:00 صباحا وذلك بالطائرة رقم 824. ثم الملازم أول طيار عدنان عبد الرسول الذي اسقط طائرة هيلوكبتر بإطلاق صاروخ سايدوايندرSidewinderالساعة 10:00 صباحا بالطائرة رقم 814.
كما كان للطائرات القاذفة من نوع سكاي هوك مجهود آخر تمثل في تدمير أرتال عراقية معادية في منتصف يوم 2/8/1990م باستخدام القنابل المتعددة الأغراضGB زنة 500 رطل والقنابل العنقودية في المطلاع وطريق السالمي. حيث قامت بـ8 غارات دمرت بها في الرتل الأول 62 عربة مصفحة مختلفة وفي الرتل الثاني 42 عربة. وبعد ذلك تم قصف قاعدة أحمد الجابر الجوية وتعطيل الممرات وأخليت الطائرات إلى الظهران.
ففي الساعة 05:45 وقبل مغيب شمس يوم 2/8/1990م تعرضت القاعدة لهجوم جوي آخر ،وفي الساعة 03:45 صباحا تم إعطاء الأمر للطائرات المقاتلة والطائرات الهيلوكبتر بالتوجه إلى قاعدة الملك عبد العزيز الجوية في الظهران. وفي الساعة 09:30 صباح يوم الجمعة تعرضت القاعدة لهجوم جوي مكون من 6 طائرات عراقية 4 منها نوع سخوي و2 ميراج F-1 وقد أسقطت إحدى الطائرات من قبل وسائل الدفاع الجوي المحمولة على الكتف نوع سام /7. وفي الساعة 01:00 ظهرا يوم الجمعة قامت الدبابات العراقية من الفرقة 21 المدرعة المسماة (المدينة المنورة )باقتحام القاعدة حيث سقطت بعد أن أدت دورا بطوليا استمر 32 ساعة في وجه القوات المغيرة5.
معركة قاعدة عبدالله المبارك(المطار الدولي)كان'السلاح' هو الاسم المتداول بين أبناء القوة الجوية الكويتية لقاعدة المطار التي كانت مقر لطائرات النقل ،فقد كان سلاح الطيران هو الاسم الرسمي السابق بدل القوة الجوية ولا زال يحتل الجزء الشمالي من القاعدة منذ أن تأسس مطار الكويت في عام 1961م .وقد عرف المطار العمليات العسكرية قبيل افتتاحه عندما نزلت الوحدات الجوية البريطانية في أطرافه قادمة من البحرين وعدن إبان أزمة عبد الكريم قاسم 1961م . وفي الساعة 04:30 من صباح يوم 2/8/1990م تم استدعاء منتسبي القاعدة، قبل أن تبدأ الطائرات العراقية بقصفها بنصف ساعة ، ولولا بطولة صقور سرب النقل لتم تدمير ما نملك من طائرات نقل ضخمة ،فخلال القصف قام طيارو النقل بعمل انتحاري تمثل في الإقلاع بطائرتين من نوع C-130. في الفترة الزمنية 05:45 – 05:55 صباحا .ولتبسيط الأمر نقول أن العملية كانت تتطلب لتحريك ذلك الوحش الكبير وسط تطاير الرصاص إلى طيار بمواصفات رائد الفضاء في الشجاعة وقوة العزيمة والدقة.
القوة هي الحق وليس الحق هو القوة، ومن هذه القناعة لم ينظر أبناء القوة الجوية الكويتية إلى ضخامة حجم العدو، فبأسلحة فردية لاتتعدى البندقية الذاتية وبعدد لا يتعدى السرية وقفوا صفا واحدا ورفضوا أن يحتل الغزاة قاعدتهم،حيث جرى تبادل إطلاق النار بين المهاجمين والعسكريين الكويتيين نتج عنه عدة إصابات بين رجالنا ،واستشهاد عسكري كويتي واحد. وقد كان ذلك يجري مع استمرار القنابل الموقوتة التي ألقتها الطائرات العراقية المغيرة بالانفجار تباعا منذ الصباح وحتى الساعة 13:00.ثم تم تطويق قاعدة المطار من جهة الشمال والجنوب والشرق بعدد كبير من الدبابات العراقية . وفي الفترة ما بين الساعة 15:00 والساعة 16:00 تم الإطباق على القاعدة.
لقد كانت أسراب النقل في القوة الجوية الكويتية هي يد الخير الكويتية التي كان جل مهامها أعمال الإغاثة الإنسانية في جميع أصقاع الأرض، ولهذا شاءت قدرت الله ان يحفظها رغم كبرها وسهولة إسقاطها . وبعد التشاور مع آمر القوة الجوية المرحوم العميد الركن طيار داوود الغانم في مركز العمليات الرئيسي صدرت التعليمات بإخلاء قاعدة المطار الدولي والاتجاه إلى قاعدة أحمد الجابر الجوية، حيث وصلت آخر المجموعات إلى قاعدة أحمد الجابر الجوية الساعة 18:00 قبل قليل من تعرضها للقصف الجوي الثاني6.
معركة وسائل الدفاع الجوي الكويتية-صواريخ الهوك:في مجال الدفاع الجوي اعتبرت الكويت في الثمانينات إحدى الدول القليلة التي امتلكت أفضل ما لدى المنظومة الغربية والشرقية معا في مجال أسلحة الدفاع الجوي ، وقد اظهر رجالنا قدرة عالية على تشغيل أسلحة الدفاع الجوي المعقدة والمتطورة وصيانتها ،وحماية أجواءنا من أي تدخل سواء كان على شكل صواريخ بالستية أو طائرات معادية. فقد حموا سماءنا لمدة ثمانية أعوام إبان الحرب العراقية الإيرانية ، وكانوا مؤهلين لمتابعة كل نقطة مضيئة تظهر على رادارات سرايا الإنذار ،فاجتازوا اختبار صعب تمثل في كيفية التعامل مع الأهداف الخطرة التي كانت تشبه لكثرتها الشرر المتطاير من نيران الجيران المستعرة، وفي الوقت نفسه الحذر الشديد في عدم التعرض للطائرات المدنية وإبقاء أجواء الكويت مفتوحة للطائرات التي كانت تصل الكويت بأعداد كبيرة ، لقد اجتاز رجال الدفاع الجوي تلك التحديات لكن 28 كان غدر يستحيل التعامل معه بنفس الاسلوب .
ومع ذلك صدرت الأوامر لرفع حالة الاستعداد الساعة 11:45 قبل منتصف الليل وحال تلقي الأمر تم توزيع الأفراد على جميع المواقع القتالية ووزعت الذخيرة وأنشأت نقاط بصرية للمراقبة وتم توزيع صواريخ هوك HAWK missile system إضافية على السرايا باستثناء سرية الهوك الاقتحامية في جزيرة فيلكا التي قامت القوات العراقية المتواجدة في رأس الأرض في السالمية بمصادرة الصواريخ قبل ركوبها العبارة فجر 2أغسطس .
تعرضت رادارات الهوك منذ الصباح الباكر إلى تشويش شديد استمر حتى نهاية يوم المشئوم، واشتبكت صواريخ الهوك منذ الصباح مع وحدات عراقية وأسقطت العديد من الطائرات وقد بلغ عدد الاشتباكات 18 تم خلالها إطلاق 24 صاروخا. كما تم تدمير 15 هدفا بينما لا يعرف ما حدث لبقية الأهداف، ومن هذه الأهداف 6 أهداف لطائرات مقاتلة و 9 أهداف لطائرات هيلوكبتر.وبعد سيطرة العدو على الكويت صدرت الأوامر من مركز العمليات الرئيسي لوحدات الدفاع الجوي هوك بالانسحاب من مواقعها في جزيرة فيلكا الساعة 05:30 مساء، والساعة 10:00 مساء للوحدات الأخرى.
صواريخ الاستريلا (سام/ 7):
تم رفع الحالة قبل منتصف الليل، واستدعى جميع المجازون الساعة 05:00صباحا ،حيث اشتبكت حظائر من الكتيبة مع طائرات هيلوكبتر عراقية الساعة 10:15صباحا حيث شوهد من 28 إلى 32 طائرة عراقية فوق لواء الدفاع الجوي ،و تم التعامل معها وأسقطت 3 طائرات بعد مهاجمتها وإطلاق 8 صواريخ.
في الساعة 13:30 بعد الظهر تم إرسال مجموعة من الصواريخ إلى قاعدة احمد الجابر الجوية لإسنادها، كما انسحبت عدة مواقع إلى قاعدة أحمد الجابر الجوية حيث تم التعامل مع 6 طائرات مقاتلة عراقية كانت تهاجم القاعدة وأسقطت طائرة واحدة.
دور الكتيبة / 45 (هوك)قامت السرية الثانية في موقع جزيرة فيلكا بالاشتباك مع 7 أهداف كالتالي:
إطلاق صاروخ على هدف شمال شرق الجزيرة وكان بسرعة عالية (طائرة مقاتلة) وتم تدمير الهدف الساعة 04:50صباحا. تم إطلاق صاروخ على هدف في شمال شرق الجزيرة وكانت سرعته عالية (طائرة مقاتلة) وتم تدمير الهدف الساعة 05:30 صباحا. كما تم إطلاق صاروخين على هدف شرق الجزيرة وكانت سرعته عالية (طائرة مقاتلة) وتم تدمير الهدف الساعة 06:15 صباحا. وفي الساعة 07:00صباحا ،تم إطلاق صاروخ واحد على هدف شمال الجزيرة وكانت سرعته عالية (طائرة مقاتلة) وتم تدمير الهدف على الرغم من وجود تشويش الكتروني على موقع السرية . وفي الساعة 09:15 صباحا تم إطلاق 3 صواريخ على 3 أهداف تطير بسرعة بطيئة شمال غرب الجزيرة (هيلوكبتر) وتم تدمير الهدف ولم يتم تأكيد إصابة 3 طائرات أو طائرة واحدة. كما قام رجالنا باطلاق صاروخ واحد على هدف بطئ شمال شرق الجزيرة وتم تدمير الهدف الساعة 14:20 بعد الظهر.
أما السرية الثالثة في موقع الأحمدي فقد اشتبكت مع خمسة أهداف كالتالي:
تم إطلاق صاروخ على هدف شمال الموقع بسرعة بطيئة (هيلوكبتر) ولم يتم إصابة الهدف الساعة 05:10 صباحا. كما تم إطلاق صاروخ على هدف شمال شرق الموقع بسرعة بطيئة (هيلوكبتر) وتم تدمير الهدف الساعة 07:25 صباحا. وايضا تم إطلاق صاروخ على هدف شمال غرب الموقع بسرعة بطيئة (هيلوكبتر) وتم تدمير الهدف الساعة 08:30صباحا. واطلق صاروخ على هدف جنوب غرب الموقع بسرعة بطيئة (هيلوكبتر) وتم تدمير الهدف الساعة 10:30صباحا.كما تم إطلاق صاروخ على هدف شمال الموقع بسرعة بطيئة (هيلوكبتر) وتم تدمير الهدف الساعة 14:15صباحا.
كما قامت السرية الرابعة في موقع الأدعمي بالاشتباك مع 6 أهداف كالتالي:
إطلاق صاروخ على هدف بسرعة بطيئة (هيلوكبتر) جنوب الموقع وتم تدمير الهدف الساعة 09:15صباحا. وإطلاق 3 صواريخ على هدف بسرعة بطيئة (هيلوكبتر) جنوب الموقع وتم تدمير الهدف الساعة 07:25صباحا. و إطلاق صاروخ على هدف بسرعة بطيئة (هيلوكبتر) جنوب شرق الموقع وتم تدمير الهدف الساعة 12:20 ظهرا.و إطلاق صاروخ على هدف بسرعة بطيئة (هيلوكبتر) شرق الموقع وتم تدمير الهدف الساعة11:00 صباحا.
ثم إطلاق صاروخين على هدف شمال الموقع بسرعة عالية (طائرة مقاتلة) ولم يدمر الهدف وذلك الساعة 13:35ظهرا. وفي عصر ذلك اليوم تم إطلاق صاروخ على هدف شمال غرب الموقع بسرعة بطيئة (هيلوكبتر) ولم يصب الهدف الساعة 17:00. وللأسف كان هناك هدف واحد اعتبر هدف صديق تم إسقاطه نتيجة التحليق في منطقة مفتوحة النيران.
دور صواريخ السام/ 7
المحمولة على الكتف من الكتيبة 31
إسقاط 3 طائرات هيلوكبتر فوق لواء الدفاع الجوي الساعة 10:156 صباحا.كما تم م إسقاط طائرة واحدة مقاتلة من أصل 6 طائرات كانت تهاجم قاعدة أحمد الجابر الجوية الساعة 09:30صباحا.
إدامة الجاهزية القتاليةفي العام القادم سيكون قد مضى 20 عاما على الغزو العراقي الغاشم،ومع تقادم الحوادث في الذاكرة، يشيخ الرجال ويتقادم أيضا ما تم بناءه في فورة الحماس لبناء القوة الجوية الجريحة في تلك السنين البعيدة، وتضعف الذراع الطويلة للكويت، مما يحتم ضرورة إكمال بناء وإدامة فعالية المنظومة الدفاعية والقتالية المتكاملة التي بدأت الكويت في إقامتها بعد حرب التحرير. ومن ذلك شراء طائرات جديدة سواء كانت الرافال الفرنسية الجديدةRafal ،أو تطوير مقاتلة إف 18 F/A-18 Hornet والتي هي مقاتلة متعددة المهام تعمل في كل الظروف الجوية، وبإمكانها تدمير الأهداف الجوية والبرية على السواء، والتي وصلت قضية عدم جاهزيتها في العام الماضي إلى أروقة مجلس الأمة الكويتي في سابقة خطيرة.لم يطفئها ويثلج صدورنا إلا ما قاله أمر القوة الجوية اللواء ركن طيار يوسف ضويان العتيبي من إن القوة الجوية الكويتية تمتلك أحدث ورش الصيانة والتدريب ، وان الجاهزية عالية .
كما يتطلب أمن الكويت إدامة جاهزية أسلحتنا الجديدة الأخرى مثل الأباتشي AH-64Apache Longbow التي لدينا منها كما قال سرب مقاتل يمتلك قوة نيران هائلة إضافة إلى أنها من طائرات الإسناد القتالي المتعددة الأدوار، كما ان الطيارين الكويتيين مشهود لهم بالكفاءة وفق المعايير العالمية، وان القوة الجوية الكويتية حققت مستوى متقدم من الكفاءة في التدريب، وليس أدل على ذلك من تلقي العديد من رجال الجيوش العربية والخليجية تدريباتهم في الكويت7 . إضافة إلى صواريخ الباتريوت Patriot التي يتم تطويرها لتصبح من نوع PAC3 ، ومنظومة آمون القتالية والدفاعية ومنظومة ستاربريست.
لقد سقط الطاغية عام 2003م وتحررت العراق من عبث البعثيين،وسيعاد بناء جيش العراق الجديد الذي هو ذخر لإخوانه العرب بمقايس الدفاع لا بنزعة العدوان،متمنين من إخواننا في العراق مراعاة مشاعرنا ومشاعر إخواننا في إيران كأهل شهداء ذاقوا الغدر والاستباحة والقتل على يد جحافل الشيطان من منتسبي الحرس الجمهوري، في عدم إعادة تشكيل ما يحمل اسم فرق الغدر مثل ' فرقة حمورابي' و ' فرقة توكلنا على الله' و'فرقة المدينة المنورة '.
في الثاني من أغسطس 1990م أسقطت القوة الجوية الكويتية سواء بالطائرات أو وسائل الدفاع الجوي 39 طائرة عراقية منها 7 طائرات مقاتلة و32 طائرة هيلوكبتر.لكن العراقيون اقروا بفقدانهم 50 طائرة في ذلك اليوم . فأين ذهبت وكيف سقطت ومن أسقطها؟
لم تهرب الطائرات العراقية المفقودة إلى جمهورية إيران الإسلامية، فقد حدث هروبهم في حرب التحرير. واكتشفنا لاحقا إن كل ذرة من تراب الكويت قد اشتركت في مقاومة الغزاة، فأسقطت خطوط الضغط العالي الكهربائية، التي أعمى الله بصيرة الغادرين عنها 11 طائرة أخرى