تشكل دبابة القتال الرئيسية T-72 حاليًا العمود الفقري للوحدات المدرعة الروسية وهي تمثل إلى حد بعيد تصميم الدبابة السوفيتية الأكثر استخدامًا في العالم مع سجل قتالي يعود إلى الحرب الإيرانية - العراقية وحرب لبنان في أوائل الثمانينيات.
الغالبية العظمى من وحدات الدبابات الروسية التي شوهدت في أوكرانيا كانت من طراز T-72 مع وجود عدد صغير من دبابات T-72 التي تم نشرها أيضًا من قبل الجيش الأوكراني قبل الحرب وتم تزويد أوكرانيا بمئات الدبابات ن هذا النوع كمساعدة من بولندا وسلوفاكيا ودول أخرى من أوروبا الشرقية منذ بدء الحرب في 24 فبراير 2022.
يمكن أن تختلف قدرات دبابة T-72 على نطاق واسع للغاية حيث أصبحت النسخة الأساسية القديمة T-72 التي دخلت الخدمة لأول مرة في عام 1973 قد عفا عليه الزمن تمامًا اليوم ، في حين أن أحدث نسخة غير مسماة على ما يبدو تم تطويرها خلال الحرب الروسية -الأوكرانية وتتميز بحماية الدروع التي هي من بين أفضل الدبابات التي وضعتها روسيا على الإطلاق - وتعتمد بشكل كبير على تصميم دبابة T-90M التابعة للجيش الروسي .
الدبابة الروسية الأكثر قدرة قبل الحرب T-72B2 لم يتم تمويلها أبدًا للإنتاج التسلسلي ولكن نظرائها الأرخص T-72B3 ولاحقًا T-72B3M تم الحصول عليهم بالمئات خلال 2010 كجزء من الجهود المبذولة لترقية المركبات المدرعه المبنيه في زمن الاتحاد السوفيتي لمركبات مبنية على طراز القرن الحادي والعشرين.
مع تكبد دبابات T-72 خسائر كبيرة زعمت بعض المصادر الغربية أنها تصل إلى عدة مئات من الدبابات ومع قيام روسيا بترقية المزيد من الدبابات من احتياطاتها ، لا يزال عدد دبابات T-72 المتاحة له آثار مهمة على مستقبل حرب روسيا مع أوكرانيا وحلفائها في الناتو
دخلت كل من دبابة T-72 و T-80 الخدمة في السبعينيات كمشتقات من دبابة T-64 - وهي دبابه من العقد السابق اعتبرها العديد من الخبراء سابقة زمنها ب 20 عامًا التي لم يكن لها نظراء من حيث الأداء-.
كانت T-80 دبابة أكثر تكلفة بكثير مع قدرة تنقل أعلى ومحرك توربيني غازي بينما كان T-72 أرخص بنسبة 40٪ من T-64 وبساطة التصميم - وعلى الأخص من خلال دمج نسخة حديثة من محرك V-2 من أربعينيات القرن الماضي بدلاً من محرك T-64 الجديد الأكثر تعقيدًا 5TDF.
حيث خدمت T-80 في وحدات الحرس النخبة تم إنتاج T-72 بشكل أساسي للجيش الروسي الرئيسي ثم للتصدير لاحقًا .
مع 20267 دبابة بنيت في الاتحاد السوفياتي وآلاف الوحدات التي بنيت بموجب ترخيص في الخارج بلغ الإنتاج في الاتحاد السوفياتي ذروته في عام 1985 عند حوالي 1700 دبابة T-72.
على الرغم من كونها الدبابة السوفييتية من الدرجة الثالثة فقد أظهرت T-72 مزايا ساحقة ضد أفضل الدروع الأمريكية والبريطانية خلال الحرب العراقية -الإيرانية ، وفعلت الكثير للتعويض عن مزايا الطواقم الإسرائيلية في التدريب عندما تم تشغيلها ضد الجيش الإسرائيلي خلال حرب لبنان. كانت الدبابة تحظى بتقدير كبير من كلا الجانبين في كلا الصراعين.
جاء الجزء الأكبر من T-72s المصدرة من خطوط إنتاج مرخصة في الخارج ، حيث اعتمد العراق على الدبابات البولندية المصنعة بينما استخدمت الكويت M-84 - وهي نسخة يوغسلافية من T-72 تم بناؤه أيضًا بموجب ترخيص.
تم قطع إنتاج T-72 بشكل كبير بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وبينما اشترت إيران عدة مئات حتى منتصف العقد أدى الضغط الأمريكي على موسكو في النهاية إلى وقف المبيعات قبل تلبية الاحتياجات الإيرانية بالكامل.
كان الانكماش السريع لقوات الدبابات الروسية من الحقبة السوفيتية (والتي كان فيها الجيش السوفيتي يملك 55000 دبابة) وبحلول عام 2010 كان لدى روسيا 2600 دبابة فقط في الخدمة - أو 4.7٪ مما كان السوفييت يلكوه ومعظمها من طراز T-72 .
ومع ذلك حيث تم التخلص التدريجي من دبابات T-54/55 و T-62 و T-64 الأقدم بينما تم تقليل اعداد T-80 طوال فترة ما بعد 2010 بينما دبابة T-72 توسعت بشكل متناسب لتحل محلها.
بينما كان يُنظر إلى المحرك التوربيني الغازي T-80 على أنه مفيد في القطب الشمالي نظرًا لقدرته على الاشتغال بسرعة في الطقس القاسي لكن في ظروف أخرى كانت T-72 مفضلة لتكاليف التشغيل واحتياجات الصيانة الأقل بكثير على الرغم من قدراتها القتالية المنخفضة .
وهكذا بحلول بداية عام 2022 عندما أرسل الجيش الروسي ما يقرب من 2900 دبابة الى اوكرانيا كان 2000 منها من طراز T-72 - منها حوالي 1400 من طرازات T-72B3 و B3M التي تم تحديثها مؤخرًا.
من بين ما يقدر بـ 10000 دبابة مخزنة ، كان حوالي 7000 منها أيضًا من طراز T-72 ، ليصبح المجموع حوالي 9000 دبابة.
ومع ذلك فإن العديد من الوحدات الموجودة في التخزين هي نسخة T-72A الأقدم والتي لها قدرة أقل بشكل ملحوظ ولديها درع أساسي أضعف بكثير من T-72B المحسّن
يمكن زيادة عدد دبابات T-72 الروسية إذا كانت تشمل T-90 كما فعل العديد من المحللين مع الدبابة التي تم تحديدها في الأصل T-72BU عندما كانت قيد التطوير في الاتحاد السوفيتي قبل إعادة تسميتها في روسيا لأغراض التسويق.
لا تزال T-90 قيد الإنتاج حتى اليوم مع أحدث نسخة من T-90M تشهد توسعًا كبيرًا في حجم الإنتاج منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا لتعويض الخسائر الكبيرة التي تكبدتها وحدات الخطوط الأمامية.
في بداية عام 2022 كان هناك ما يقرب من 400 دبابة T-90A و T-90M في الخدمة في الجيش الروسي ، مع 200 دبابة من النسخة الأساسية الاقدم التي فيها مشاكل في الاحتياط.
على الرغم من أن T-90 كانت قيد الإنتاج على نطاق أكبر من أي فئة دبابات أخرى على مدى العقود الثلاثة الماضية مع قدرات إنتاجية قيل إنها قادرة على الوصول إلى أكثر من 1000 دبابة في السنة فقد تم تصدير الغالبية العظمى في المقام الأول إلى الجزائر والهند و أيضًا لعملاء أصغر مثل أوغندا وفيتنام وتركمانستان والعراق.
إذا تم تضمين T-90 في الحساب فقد تظل أرقام T-72 الروسية قريبة من 10000 دبابة على الرغم من مئات الخسائر المبلغ عنها في أوكرانيا.
ما يظل غير مؤكد هو عدد الدبابات من الاحتياطيات التي يمكن إدخالها بسرعة في الخدمة حيث لوحظ أن طرازات T-72A الأقدم قد أعطيت ترقيات متحفظة فقط لخفض التكاليف بينما استمرت T-72B في التعزيز على نطاق أوسع.
مهما كانت الحالة هناك القليل من الشك في أن الجيش الروسي سيستمر في الاعتماد على دبابات T-72/90 في العقد الحالي ومن المحتمل أن يستمر ذلك مع عدم قدرة ميزانية الدفاع وصناعة الدبابات في البلاد على تحمل تكاليف التطوير والاستحواذ على دبابات من تصميمات جديدة نظيفة حتى بجزء بسيط من معدلات الحقبة السوفيتية.
مع إهمال أعضاء الناتو أيضًا نقل فئات الدبابات السابقة التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة حيث ما زالوا يعتمدون بشكل كبير على Leopard 2 و M1 Abrams التي دخلت الخدمة في 1979 و 1980 على التوالي كانت T-72/90 كافية لتوفير درجة معقولة من التكافؤ مع تطبيق الترقيات المستمرة
militarywatchmagazine
موضوع: كم عدد دبابات T-72 التي تمتلكها روسيا؟ 
الأحد 19 فبراير 2023 - 13:42
