رسالة مجهولة يكشف صاحبها بعض الحقائق و يؤكد:
الـ: DRS بريء من جريمة اغتيال قاصدي مرباح
تمر اليوم 30 سنة على اغتيال مدير المخابرات الجزائرية السابق قاصدي مرباح الذي تمت تصفيته في 21 أوت 1993 وهو الرجل الذي حرص على بناء الدولة الجزائرية و ذلك وفاء لقيم و مبادئ "المالغ" في هذه الذكرى كشفت رسالة سقطت بين أيدينا يبرئ فيها صاحبها دائرة المخابرات الجزائرية DRS من عملية اغتيال قاصدي مرباح و ذلك ردا على من وجهوا التهمة للدياراس ، تجدر الإشارة أن قاصدي مرباح بعد أحداث 1988 أسس حزبا سمّاه "مجد" و من يومها بدأت التهديدات تلاحقه من أجل تركه السياسة
و أوضح صاحب الرسالة الظروف التي مهدت لعملية الاغتيال و هي كما جاء في الرسالة بعد أن تأكدوا أن قاصدي مرباح يسير في الطريق الصحيح لإخراج البلاد من الأزمة و كان يسعى لكشف مؤامرة وصفها بـ: "الظلامية" تجاه بلدٍ رافع فيه شرفاؤه للقيم المثلى، ومن المؤسف حقًّا أن يخرج بعض المتربصين والسفهاء ويكيلوا التهم للدياراس بأنّها وراء اغتياله، و قال صاحب الرسالة أن قاصدي مرباح عاش بمبادئ الشرفاء ومات عليها، و لكن الدوائر المشبوهة التي أرادت تركيع الجزائر وتقسيمها وجعلها رهينة لدى جلّادي الأمس غدرت به و اغتالته، ليشير أن عقيدة المخابرات ومنذ تأسيسها كانت أكبر من توجهات السياسيين و أطماعهم الشخصية الضيقة ولهذا بقيت الدولة واقفة رغم كل المحن والهزات العنيفة التي عاشتها، فالرجل كان رجل حوار و قد سار على نهج المؤسسة الأمنية ( الدياراس) التي تعتبر العمود الفقري للدولة الجزائرية، حيث اتخذت من الحوار لغة خطاب لتقريب الرؤى وتجاوز الخلافات، فهي التي باشرت الحوار مع الجماعات المسلحة في معاقلها، وهي التي وضعت قانون الرحمة الذي أعلنه اليامين زروال، وهي التي أعادت الحوار بقيادة اللواء اسماعين العماري مع الجماعات المسلحة في عزّ الأزمة الأمنية، يضيف صاحب الرسالة أن الدياراس هي التي أتت بقانون الوئام المدني ( بعد نجاح الحوار) الذي أعلنه بوتفليقة فيما بعد، وهي نفسها التي رمّمت الجراح بتفعيل قانون المصالحة الوطنية، كل هاته هي ثمار عمل رجال الدياراس وتضحياتهم، فكيف لهاته المؤسسة السيادية أن تغتال رجلًا شريفًا زرع فيها القيم المثلى يوم كان مديرًا لها؟ .
إنّ تلك الدوائر المشبوهة التي كانت تشتغل لصالح نفوذ جلاد الأمس والملطخة أيديها بدم قاصدي مرباح هي من ألصقت تهمة التصفية بالجهاز وكانت وراء الترويج بذلك لتشويه سمعته كوكر للجريمة السياسية و الأمنية، و تقول الرسالة أن الهدف من اغتيال قاصدي مرباح هو تحييد الجهاز و إبعاده عن مركز القرار باعتبار أن خطه لم يكن حينها يتقاطع مع خطهم الدموي بل رأوا فيه خطرًا داهمًا عليهم، ما كشفته الرسالة هو أن قاصدي مرباح جعل الدولة قائمة، بعيدة عن الفتن والقلاقل رغم فساد الحكم السياسي وقتها، فقد كان يرى مستقبل الجزائر بعين الحكيم ، ولهذا تم جعل محافظ الأفلان في رتبة الوالي ومدير الأمن العسكري الولائي، وهنا ظهرتْ نية بومدين في خلق التوازن بين الأمن العسكري و الإدارة الحزبية الموالية له وكذلك قيادة الأركان، و هذا ما يؤكد أن ّ جهاز المخابرات لم يكن يمتلك النفوذ حسب ما يدَّعيه أدعياء الوطنية، فبومدين كان يعرف بأن الجهاز له ولاء واحد فقط وهو الجزائر ، فلو كان الجهاز يملك الولاء للزمر لقَبِل بوالصوف بالتحالف الذي عرضه عليه بومدين عشية الانقلاب على الحكومة المؤقتة... و المتأمل في التاريخ يثبت ذلك، ففي زمن بومدين حافظ الجهاز على استقرار الجزائر، وعمل على تطوير نفسه و أبعد رجاله عن عالم السياسة والمال، ولهذا يستحيل أن تجد منتسباً للجهاز يمتلك العقارات و الأموال إلا شخص أو اثنين والشاذ لا يقاس عليه.
و من الأعمال التي قام بها قاصدي مرباح و قادها بنفسه كشفه لقضية اختراق الجهاز للجماعات الإسلامية في أفغانستان وكذلك عمل المخابراتي في دول الجوار وغيرها، فضلا عن كفاح الجهاز ضد فرنسا و منها حادثة "كاب سيغلي"... في حين شهدت الأجهزة الأخرى عدة فضائح في الفساد بعد موت بومدين، كما كان أكثر حرصا على تكوين الجيل الذهبي زمن ترأسه للجهاز، و هو الجيل الذي كان همزة وصل بين جيلين، جيل ( المالغ) وجيل (الأزمة الأمنية الذي سمّاه بجهاز الظل، وهذه ميزة كما قال يفتخر بها جيل (المالغ) والجيل الذهبي ( بعد وفاة بومدين وحكم الشاذلي)،فقد كان قاصدي مرباح يعلم بأنّ البلاد يُراد لها الدماء والدمار و أن عملية الاصلاح وتقريب الرؤى وتحقيق السلام سيكلفه حياته، فسعى إلى تحقيق السلام .
علجية عيش