يواجه المغرب، وهو بلد شمال أفريقي له تاريخ طويل من التعاون العسكري مع الغرب، تحديات في تحديث أسطول دباباته القتالية الرئيسية بسبب العواقب غير المقصودة للصراعات الدائرة في أجزاء مختلفة من العالم. إن خطط المغرب للحصول على دبابات Merkava MK3 من إسرائيل، ودبابات M1A1 Abrams من الولايات المتحدة، ودبابات T-72M من جمهورية التشيك، كلها تعرقلت بسبب الحروب المستمرة في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية.
تسعى القوات المسلحة الملكية المغربية إلى ترقية قدراتها المدرعة كجزء من الرؤية الاستراتيجية للملك محمد السادس، الذي استثمر في المعدات القتالية الجديدة والتدريب وأجهزة المحاكاة لسلاح المدرعات الملكي.
وقد تعرقلت خطط تحديث الدبابات المغربية بشكل كبير بسبب الصراعات الدائرة في مختلف أنحاء العالم، والتي أثرت على قدرتها على اقتناء دبابات جديدة أو تحديث دباباتها الحالية. لقد بقي للمغرب أسطول دبابات قديم وغير كاف، مما قد يعرض أمنه وردعه في المنطقة للخطر. وسيتعين على المغرب إيجاد مصادر بديلة للدبابات، أو التفاوض مع شركائه لاستئناف تسليم الدبابات التي طلبها، من أجل تحقيق رؤيته الاستراتيجية المتمثلة في تطوير سلاح مدرع ملكي حديث وقادر.
يتكون مخزون الدبابات الحالي في المغرب من حوالي 1000 دبابة، معظمها من أصول متنوعة، مثل T-72 وVT-1A وM1A1SA وM1A2M وM60A3/A3TTS Patton. معظم هذه الدبابات قديمة وتتطلب التحديث لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.
وكان أحد الأهداف الرئيسية للمغرب هو الحصول على 200 دبابة ميركافا MK3 من إسرائيل، والتي تعتبر واحدة من المركبات المدرعة الأكثر تقدما وفعالية في العالم. يسعى المغرب بنشاط للحصول على مجموعة أكثر تنوعًا من أنظمة الأسلحة الإسرائيلية. منذ التوقيع على اتفاقيات أبراهام في عام 2020، برز المغرب كعميل مهم للصناعات الدفاعية الإسرائيلية.
ستزود دبابات ميركافا المغرب بقوة نيران متفوقة، وحماية متقدمة للدروع، والتقدم التكنولوجي الذي من شأنه أن يعزز بشكل كبير فعاليته القتالية واستعداده العملياتي. ومع ذلك، تعرض الاتفاق المحتمل للخطر بسبب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في مايو 2023، والتي تصاعدت إلى صراع إقليمي يشمل إيران وسوريا وحزب الله. وقد أدت الحرب إلى إجهاد موارد إسرائيل العسكرية وعلاقاتها الدبلوماسية، مما يجعل من غير المرجح أن تتمكن من تسليم الدبابات إلى المغرب في المستقبل القريب.
تحتل دبابة ميركافا مكانة مهمة في صناعة الدفاع الإسرائيلية وتعتبر واحدة من أكثر المركبات المدرعة تقدمًا وفعالية في العالم. وقد لعبت ميركافا، التي طورتها وصنعتها الصناعات العسكرية الإسرائيلية، دورًا محوريًا في استراتيجية الدفاع الإسرائيلية منذ طرحها في أواخر السبعينيات. على مر السنين، خضعت للعديد من الترقيات والتحسينات للحفاظ على تفوقها في ساحة المعركة.
ومن شأن الاستحواذ المحتمل على دبابات ميركافا أن يمثل دفعة كبيرة لقدراتها الحربية المدرعة. إن القوة النارية المتفوقة للميركافا، والحماية المتقدمة للدروع، والتقدم التكنولوجي من شأنها أن تعزز بشكل كبير الفعالية القتالية للقوات المسلحة المغربية واستعدادها العملياتي.
علاوة على ذلك، فإن بيع دبابات ميركافا للمغرب يمكن أن يمهد الطريق أيضًا لتعاون دفاعي أوثق بين إسرائيل والمغرب. وقد قام البلدان مؤخراً بتطبيع علاقاتهما الدبلوماسية، ومن شأن المزيد من التعاون في قطاع الدفاع أن يعزز علاقاتهما الثنائية بينما يساهم في الاستقرار الإقليمي. ويتمتع المغرب وإسرائيل بتاريخ طويل من التعاون العسكري والاستخباراتي لكن لا توجد بينهما علاقات دبلوماسية رسمية، لكنهما أقامتا منذ ذلك الحين علاقات وثيقة وفي عام 2020، بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية منذ تعليقها في عام 2000. ووقعت إسرائيل اتفاق دفاع مع المغرب في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني. قبل سنوات، وسط خطط لتعزيز مصالح الأمن القومي مع الدول العربية التي اقتربت منها. سافر وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب في أغسطس 2021 في أول زيارة يقوم بها كبير دبلوماسي إسرائيلي إلى ذلك البلد منذ عام 2003.
وكان هناك خيار آخر أمام المغرب وهو الحصول على دبابات M1A1 Abrams إضافية من الولايات المتحدة، والتي تعد أيضًا من بين أفضل الدبابات في العالم. ويتمتع المغرب بشراكة عسكرية قوية مع الولايات المتحدة، وقد شارك في العديد من التدريبات والعمليات المشتركة، مثل الأسد الأفريقي وفلينتلوك.
كان المغرب يأمل في الحصول على 200 دبابة M1A1 Abrams من الولايات المتحدة، والتي من شأنها أن تكمل أسطوله الحالي المكون من 222 دبابة M60A3. ومع ذلك، تأخر تسليم دبابات أبرامز أيضًا بسبب الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، والتي اندلعت في أبريل 2023، بعد الغزو الروسي لشرق أوكرانيا. وتقدم الولايات المتحدة، باعتبارها حليفاً في حلف شمال الأطلسي، المساعدة العسكرية لأوكرانيا، بما في ذلك نقل 45 دبابة من طراز T-72 قامت جمهورية التشيك بتحديثها. وكانت هذه الدبابات في الأصل مخصصة للمغرب، ولكن تم تحويلها إلى أوكرانيا دون إذن الرباط، مما يشكل انتهاكا لعقد الصيانة المبرم بين المغرب والشركة التشيكية Excalibur Army.
وأثار النقل غير المصرح به لدبابات T-72 إلى أوكرانيا غضب المغرب، الذي طالب بتعويضات من جمهورية التشيك وإسرائيل، اللتين كان لهما حصة في الصفقة. كان المغرب قد اشترى 136 دبابة T-72B من بيلاروسيا في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وتعاقد مع Excalibur Army لترقيتها إلى معيار T-72M، الأمر الذي من شأنه تحسين قدرتها على الحركة والقوة النارية والحماية. وكان المغرب قد حصل على 14 فقط من دبابة T-72M المطورة لتدريب الطاقم، وكان يتوقع أن يتسلم بقية الدفعة بحلول نهاية عام 2023. إلا أن الشركة التشيكية قررت إرسال الدبابات المتبقية إلى أوكرانيا، دون إبلاغ المغرب. من أجل تلبية طلب الولايات المتحدة والناتو. وهذا ترك المغرب يعاني من فجوة في خطط تحديث دبابته، وفقدان الثقة في شركائه.
وفقًا للخطة، في المستقبل القريب، من المقرر أن يتكون العمود الفقري لوحدات الدبابات المغربية من 250 دبابة M1A1 SA، و162 دبابة M1A2M، و200 دبابة Merkava Mk3، و136 دبابة T-72B تمت ترقيتها بواسطة Excalibur Army.
سيتم تخصيص دبابات T-72B وVT-1A صينية الصنع لمنطقة الصحراء الجنوبية، مع انسحاب تدريجي لدبابات القتال الرئيسية القديمة M-48.
تم تقاعد دبابات M-48 Patton من الخدمة الفعلية وتم تخزينها كاحتياطي في عام 1991، وكان لـ SK-105 Kürassiers نفس المصير.
كما ستدعم دبابات M-60 المغربية وحدات أبرامز وميركافا، وستواصل AMX10-RC خدمتها كدبابات خفيفة ومدمرات دبابات.
بالإضافة إلى خطط تحديث الدبابات، يبحث المغرب أيضًا عن خيارات لاستبدال أسطوله من المركبات المدرعة القديمة، والتي تعتبر قديمة جدًا بحيث لا يمكنها العمل بفعالية في بيئة قتالية صعبة. يبحث المغرب عن خيارات لاستبدال مركباته المدرعة VAB 6×6 المصنعة من قبل شركة Arquus الفرنسية. اعتمدت القوات البرية بالرباط على مر السنين بشكل كبير على المركبات المدرعة VAB 6×6 التي دخلت الخدمة في أواخر السبعينيات. يمتلك المغرب حوالي 400 مركبة مدرعة من طراز 75 VAB VCI و 320 VAB VTT، تم تحديثها وتطويرها محليا تحت اسم "إفران".
تُستخدم المركبات المدرعة VAB 6 × 6 في نقل القوات والقيادة والسيطرة والإسعاف ومهام الاستطلاع. وهي مجهزة بمدفع رشاش 12.7 ملم أو مدفع 20 ملم، ويمكنها حمل ما يصل إلى 10 جنود. تبلغ السرعة القصوى للمركبات المدرعة VAB 6×6 90 كم/ساعة ومدى يصل إلى 1000 كم. لديهم هيكل فولاذي يوفر الحماية ضد نيران الأسلحة الصغيرة وشظايا القذائف، ويمكن تزويدهم بوحدات دروع إضافية لتعزيز الحماية.
ومع ذلك، أصبحت المركبات المدرعة VAB 6×6 قديمة وعرضة للتهديدات الحديثة، مثل الأجهزة المتفجرة المرتجلة (IEDs)، والقذائف الصاروخية (RPGs)، والصواريخ المضادة للدبابات. يبحث المغرب عن بديل للمركبات المدرعة VAB 6×6 منذ عدة سنوات، وقد نظر في خيارات مختلفة، مثل Nexter VBCI، وPatria AMV، وRheinmetall Boxer، وOtokar Arma. ومع ذلك، لم يتحول أي من هذه الخيارات إلى اتفاق ملموس، ولا يزال المغرب يبحث عن حل مناسب وبأسعار معقولة.
كما تتأثر خطط استبدال المركبات المدرعة في المغرب بالصراعات العالمية، التي أدت إلى زيادة الطلب وأسعار المركبات المدرعة، فضلا عن المنافسة والضغوط السياسية من الموردين. وسيتعين على المغرب أن يوازن بين مصالحه الاستراتيجية وقيود ميزانيته، مع ضمان حصوله على مركبات مدرعة تلبي متطلباته التشغيلية وتتوافق مع حلفائه. وسيتعين على المغرب أيضًا التأكد من حصوله على التدريب المناسب ودعم الصيانة لمركباته المدرعة الجديدة، فضلاً عن نقل التكنولوجيا وإشراك صناعته المحلية. تعد خطط استبدال المركبات المدرعة في المغرب ضرورية لتحديثه العسكري وأمنه الإقليمي، وسوف تتطلب التخطيط والتفاوض الدقيق.
military.africa