أعلنت القوات الجوية الأوكرانية في 14 ديسمبر 2023، عن اعتراض ناجح لصاروخ باليستي روسي من طراز Kh-47 Kinzhal تفوق سرعته سرعة الصوت.
وبحسب ما ورد تم تحييد الصاروخ، الذي كان يستهدف مدينة كييف، بواسطة نظام صواريخ باتريوت المقدم من الولايات المتحدة، وهو إنجاز ملحوظ بالنظر إلى سمعة Kh-47 Kinzhal كسلاح لا يمكن اعتراضه تقريبًا بسبب قدراته العالية السرعة.
وأكد يوري إحنات، المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، إسقاط الصاروخ، مما يمثل لحظة حاسمة في الدفاع عن العاصمة الأوكرانية.
وقال إحنات: “تم إسقاط صاروخ واحد”، مسلطاً الضوء على فعالية نظام الدفاع الجوي العامل. وأكد الجنرال ميكولا أوليشوك، قائد القوات الجوية، عملية الاعتراض الناجحة في وقت لاحق.
وشهد سكان كييف انفجارات متعددة على مدار اليوم، والتي تعزى إلى المشاركة النشطة لأنظمة الدفاع الجوي ضد التهديدات الواردة.
أطلقت القوات الروسية سلسلة من صواريخ Kh-47 Kinzhal الباليستية استهدفت مواقع مختلفة، بما في ذلك كييف، وستاروكوستيانتينيف، ومنطقة خميلنيتسكي، وسومي أوبلاست.
تصاعد التوتر في المنطقة مع إصدار أربعة إنذارات بالغارات الجوية في جميع أنحاء أوكرانيا. وقد جاء هذا الرد بعد إقلاع الطائرات المقاتلة من طراز MiG-31K، والتي تُعرف بأنها حاملة لصواريخ Kh-47 Kinzhal. والجدير بالذكر أن تقارير عن انفجارات ظهرت أيضًا في منطقة دنيبروبتروفسك.
يمثل اعتراض القوات الأوكرانية للصاروخ Kh-47 Kinzhal الذي تفوق سرعته سرعة الصوت علامة بارزة في الصراع المستمر، مما يدل على قدرات أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية والأثر الاستراتيجي للدعم العسكري الدولي.
ومن المرجح أن يكون للحادث آثار كبيرة على كل من العمليات التكتيكية والمناقشات الدبلوماسية المحيطة بالصراع.
Kh-47 Kinzhal هو صاروخ باليستي روسي يُطلق من الجو قادر على حمل أسلحة نووية، وتم الكشف عنه لأول مرة للجمهور في عام 2018 كجزء من جهود روسيا لتحديث قدراتها العسكرية. ويتميز هذا الصاروخ بسرعته الاستثنائية، التي يقال إنها تتجاوز 10 ماخ، أي أكثر من عشرة أضعاف سرعة الصوت. هذه السرعة العالية، إلى جانب قدرتها على المناورة، تجعلها هدفًا صعبًا لأنظمة الدفاع الصاروخي.
ومن حيث المدى التشغيلي، يمكن للصاروخ Kh-47 Kinzhal الذي تفوق سرعته سرعة الصوت أن يسافر لمسافة 2000 كيلومتر تقريبًا أو حوالي 1240 ميلًا. وهي متعددة الاستخدامات في سعة حمولتها، فهي قادرة على حمل رؤوس حربية تقليدية ونووية. يسمح تصميم الصاروخ بإطلاقه من طائرات عالية السرعة، مع كون الطائرة المقاتلة من طراز ميج 31 منصة مرتبطة بشكل شائع. ويمثل إدخال "كينجال" إلى ترسانة روسيا تقدما كبيرا في قدراتها العسكرية الاستراتيجية، لا سيما في مجال الرد السريع واختراق دفاعات العدو.
يمثل اعتراض صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت مثل Kh-47 Kinzhal تحديًا كبيرًا لأنظمة الدفاع الصاروخي مثل باتريوت، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى السرعة غير العادية للأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.
وتحلق هذه الصواريخ بسرعة أكبر من 5 ماخ، وهي أسرع بكثير من الأهداف التي صممت أنظمة باتريوت في الأصل لمواجهتها.
تمنح السرعة القصوى للأنظمة الدفاعية وقت رد فعل قصير جدًا، مما يجعل من الصعب اكتشاف الصاروخ وتتبعه والاشتباك معه بشكل فعال قبل أن يصل إلى هدفه.
هناك عامل حاسم آخر وهو القدرة على المناورة للصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت. على عكس الصواريخ الباليستية التقليدية التي تتبع مسارًا مكافئًا يمكن التنبؤ به، يمكن للصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت المناورة في منتصف الرحلة، مما يجعل مسارها غير قابل للتنبؤ.
تؤدي هذه القدرة على المناورة إلى تعقيد خوارزميات التنبؤ التي تستخدمها أنظمة الدفاع مثل باتريوت.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الارتفاع العالي الذي تعمل فيه الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت يمكن أن يشكل تحديًا.
تحلق بعض الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت في الغلاف الجوي العلوي، على ارتفاعات يصعب على بعض أنظمة الدفاع الصاروخي الوصول إليها بفعالية.
علاوة على ذلك، فإن الطاقة الحركية التي يحملها صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت بسبب سرعته العالية تعني أنه حتى الضربة المباشرة غير المتفجرة يمكن أن تسبب أضرارًا كبيرة، مما يتطلب قدرات اعتراضية دقيقة للغاية.
هذه العوامل مجتمعة تعني أن أنظمة الدفاع الصاروخي التقليدية، والتي تم تصميمها في المقام الأول خلال فترة لم تكن فيها هذه السرعات والقدرة على المناورة من السمات الشائعة للأسلحة الهجومية، تواجه تحديات كبيرة في التصدي بفعالية للصواريخ الحديثة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت مثل Kh-47 Kinzhal. ويجري باستمرار تطوير تقنيات واستراتيجيات جديدة لمواجهة هذه التحديات، ولكن حتى الآن، يظل اعتراض مثل هذه الصواريخ المتقدمة مهمة معقدة ومتطلبة.
يعد نظام صواريخ باتريوت، الذي طورته شركة Raytheon Technologies Corp، أحد أكثر أنظمة الدفاع الجوي تقدمًا في الترسانة الأمريكية.
تم تصميمه واستخدامه في البداية في سيناريوهات قتالية مثل حرب الخليج عام 1991 ولاحقًا أثناء الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003.
ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن نظام باتريوت تم تطويره قبل ظهور الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، والتي تنتقل بسرعات تتجاوز 5 اضعاف سرعة الصوت. .
منذ بداية الحرب، تلقت أوكرانيا أنظمة وصواريخ باتريوت للدفاع الجوي من ألمانيا وهولندا والولايات المتحدة.
وكانت هناك تقارير حديثة، خاصة من أوكرانيا، تزعم نجاح اعتراض صواريخ Kh-47 Kinzhal الروسية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت باستخدام نظام باتريوت.
على سبيل المثال، أعلنت أوكرانيا أنها أسقطت ستة صواريخ Kh-47 Kinzhal روسية تفوق سرعتها سرعة الصوت في ليلة واحدة، وهو إنجاز كبير بالنظر إلى الطبيعة المتقدمة لهذه الصواريخ.
بالإضافة إلى ذلك، أكد الجيش الأمريكي أن أوكرانيا أسقطت صاروخ Kh-47 Kinzhal باستخدام نظام باتريوت الأمريكي الصنع.
ومع ذلك، لم يتم توضيح ما إذا كان صاروخ Kh-47 Kinzhal كان يتحرك بسرعة تفوق سرعة الصوت وقت اعتراضه.
armyrecognition
موضوع: أوكرانيا دمرت صاروخ Kh-47 Kinzhal الروسي باستخدام نظام الدفاع الجوي الأمريكي باتريوت 
الثلاثاء 19 ديسمبر 2023 - 4:48
