<="" div="" border="0">
عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام عام1979 أصبحت
مصر ثاني أكبر دولة تستفيد من المساعدات الأمريكية بعد اسرائيل. ومن
الحقائق التي ينبغي أن نعلمها أن كلا من مصر وإسرائيل تحصلان علي مساعدات
سنوية امريكية .
في إطار ميزانية المساعدات الأمنية للولايات المتحدة التي تمول برنامجي
صندوق الدعم الاقتصاديESF وتسهيلات التمويل العسكري الأجنبيFMF وهما
البرنامجان المخصصان للدول التي ترتبط مع الولايات المتحدة الأمريكية
بمصالح استراتيجية في المقام الأول, وبعيدا عن حجم المساعدات الاقتصادية
والعسكرية التي حصلت عليها كل من مصر واسرائيل والتي كان يتم تقديمها
بنسبة2:3 لمصر واسرائيل منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد وبموجبها حصلت مصر
علي إجمالي مساعدات قدرها 71.6 مليار دولار واسرائيل علي109مليارات دولار,
إلا أن هناك مجموعة من الحقائق التاريخية التي توضح كيفية تعامل واشنطن مع
كل من مصر واسرائيل بالنسبة للمعونات, ففي الوقت الذي تقدم المزيد من
التيسيرات للابنة المدللة اسرائيل نجدها في المقابل تفرض العديد من
المشروطيات والقواعد الصارمة علي مصر الدولة المناظرة لإسرائيل الموقعة علي
اتفاقية كامب ديفيد التي أنشأت برنامج المساعدات السنوي للبلدان... وفي
اسرائيل تدخل المعونة الامريكية لموازنة الدولة مباشرة عكس مصر تماما
فمع بدء المساعدات الاقتصادية لمصر تم إنشاء بعثة للوكالة الأمريكية
للتنمية الدولية في القاهرة كانت تعد منذ نشأة الوكالة اكبر بعثة للوكالة
الأمريكية علي مستوي العالم ووصل حجم الموظفين الأمريكيين فيها الي نحو800
موظف أمريكي انخفضوا فيما بعد الحرب علي العراق وانتقالهم للعيش في العراق
الي نحو150موظفا أمريكيا بغرض إدارة ومتابعة وتنفيذ المشروعات الأمريكية في
مصر, ويتمتع هؤلاء الموظفون الأمريكيون بالحصانات والامتيازات والاعفاءات
الضريبية والجمركية التي يحصل عليها اعضاء البعثات الدبلوماسية في مصر, في
حين لم تنشأ بعثة مماثلة في اسرائيل, لسبب بسيط وهو أن المساعدات
الاقتصادية لإسرائيل كانت تقدم لها في صورة نقدية, ودون مطالبتها بتقديم
أية تفسيرات حول كيفية إنفاقها لهذه المساعدات, حتي إن بعضها حسب تقرير
للكونجرس نفسه مول شراء سندات وزارة المالية الأمريكية بما يعود علي
إسرائيل بالفوائد المجزية, وقد سمح باستخدام جزء من المساعدة العسكرية
لإسرائيل بنفس الطريقة ابتداء من عام1990, أما مصر فكانت في المقابل مطالبة
بتوقيع اتفاقيات سنوية لتنفيذ مشروعات تقوم امريكا باستغلالها أفضل
استخدام لصالحها, حيث أرسلت عمالة أمريكية اطلقوا عليهم صفة الخبراء
الفنيين وبرواتب تعادل عشرة أضعاف أي خبير مصري ليتم الاستعانة بهم في
تنفيذ هذه المشروعات, وياليتهم كانوا خبراء علي المستوي المأمول بل كانوا
اقل خبرة وتعليما من نظرائهم المصريين, وكان هدفهم الأساسي هو جمع أكبر قدر
من مبالغ المعونة في جيوبهم, حيث إن العمل في الوكالة في مصر كان بالنسبة
لهم مصدر الرزق الذهبي كدول الخليج بالنسبة للمصريين في السبيعنيات في
القرن الماضي كما صرفت أمريكا بموجب هذه الاتفاقيات العديد من السلع
والمعدات الامريكية وتشغيل وسائل الشحن الأمريكية في نقل هذه السلع
والمعدات, أي أن أغلب المعونة كان يعود مرة أخري لأمريكا في صورة رواتب
لموظفها وتصريف للمخزون السلعي للأجهزة والمعدات الراكدة وباسعار أغلي من
مثيلتها في الدول الأوروبية وجودة أقل, فضلا عن تشغيل العديد من الشركات
الأمريكية وبما يعود في نهاية المطاف بالفائد علي الاقتصاد الأمريكي, ويترك
لمصر وللمصريين الفتات, وبحسبة أمريكية خالصة أشارت مصادرهم الي ان80% من
المعونة المقدمة لمصر قد عاد للولايات المتحدة. اما اسرائيل التي تحصل علي
المعونات النقدية في يدها في أول أكتوبر من كل عام ولايوجد بها خبراء
أمريكيون لصرف اموال دافعي الضرائب الأمريكية الذين كثيرا ما تشدقوا بانه
لابد ان يعرفوا أين تصرف امواله فقد ذهبت للمواطن الاسرائيلي الذي يبلغ
نصيبه من المعونة الأمريكية إذا ماتم توزيعها علي المواطنيين نحو92 ألف
دولار سنويا في حين لايتجاوز نصيب المصري من المعونة سوي6 دولارات سنويا.
يتبع....