تعد طائرة UH-60M Black Hawk المطورة إماراتياً والتي دشنها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مؤخراً، نموذجاً للتطور الذي تواصل تحقيقه الصناعات الوطنية الدفاعية، حيث تم تطوير وتأهيل منظومة التسليح من خلال عمل المركز العسكري المتقدم للإصلاح والصيانة والعمرة «أمروك» مع المتعهد الرئيسي شركة «Sikorsky» التابعة لشركة «Lockheed Martin» الأميركية الرائدة عالمياً في قطاع الأمن والطيران.
وللمرة الأولى، تم عرض مروحيات UH-60M Black Hawk المزودة بمنظومة الأسلحة على المنصة الثابتة للمروحيات في معرض الدفاع الدولي «آيدكس»، حيث شاركت المروحية، خلال الاحتفال الرسمي لانطلاق المعرض، عبر استعراضات جوية لقدراتها الفائقة ومهاراتها التي تم تطويرها في دولة الإمارات.
وانفردت «الاتحاد» بالاطلاع من قرب على تفاصيل المشروع الذي بدأت فكرته في عام 2011، حيث تعتبر المروحية أول طائرة متكاملة من طراز Black Hawk، وتم تحويلها من مروحية خدمات متعددة الأغراض ومتخصصة في عمليات النقل والإنقاذ، إلى منظومة تسليح تحتوي على الأنظمة نفسها الموجودة في المروحيات الهجومية الأخرى.
وتتميز المروحية بمهام متعددة، حيث إنها مدمجة بمنظومة دفاعية قادرة على تنفيذ مهام البحث والإنقاذ، إضافة إلى نقل المعدات والقوات، إلا أن مهمتها الأساسية تتمركز حول الدفاع والحفاظ على السلام في المنطقة، حيث تم إدراج منظومة التسليح المتكاملة على طائرة Black Hawk الهجومية لتفي بالمتغيرات والمتطلبات التي تشهدها ساحة القتال والعمليات الحربية.
وأوكلت قيادة الطيران المشترك إلى المركز العسكري المتقدم للإصلاح والصيانة والعمرة «آمروك» و«Sikorsky»، مهمة تسليم نظام تسليح متطور يحول مروحيات Black Hawk من طراز «UH-60M» إلى منصات هجومية فاعلة للغاية، حيث تم تأهيل النظام وفق معايير صلاحية الطيران العسكرية، مع اعتماد طياري قيادة الطيران المشتركة.
وأشرف المركز العسكري المتقدم للصيانة والإصلاح والعمرة على عمل «Sikorsky» كمتعهد رئيسي لمنظومة الأسلحة. ويعمل المركز حالياً على تركيب منظومة الأسلحة على طائرة Black Hawk التابعة لقيادة الطيران المشتركة، وقام بتسليم طائرة معدلة لها منذ عام 2018.
ويدعم جناحا منظومة التسليح 4 مجموعات من الأسلحة، تحمل كل منهما تشكيلة تشتمل على مدفع أمامي ثابت من عيار 12.7 ملم، وحاضنات تتسع لـ7 أو 19 صاروخاً من نوع Hydra، أو صواريخ جو أرض، وإضافة إلى ذلك يمكن لطياري قيادة الطيران المشتركة التحكم باثنين من المدافع الصغيرة الثابتة من عيار 7.62 ملم والمدمجة في نوافذ قمرة القيادة، ويمكن تشغيلها من قبل اثنين من الطاقم.
وتستطيع منظومة التسليح المتكاملة تماماً مع ضوابط تحليق الطائرات، احتساب المدى والمسار المعقد للمقذوفات اللازمين لاستخدام المدافع أو الصواريخ، وإصابة أهدافها من المحاولة الأولى، كما يمكن للطيارين رؤية الهدف باستخدام مستشعر الأشعة تحت الحمراء الكهرضوئي في الطائرة، وعبر شاشات العرض المتعددة وشاشة العرض المدمجة في خوذاتهم.
واجتازت منظومة التسليح المتكامل على طائرة « Black Hawk الهجومية» سلسلة من اختبارات جوية وأرضية وتجارب ميدانية تحاكي عمليات حية لضمان سلامة وأمان ميكانيكا عمل المنظومة ودقة التصويب ورمي الأهداف لتكون في أعلى مستويات الجاهزية ومواصفات الجودة، حيث يعد هذا المشروع الأول من نوعه في العالم الذي يتم من خلاله تطوير أول طائرة « Black Hawk» ذات مهام قتالية وهجومية.
وقال جو بالومبو مدير البرامج الدولية في شركة «Sikorsky»: إن فكرة المشروع بدأت خلال عام 2011، بينما بدأ التنفيذ الفعلي لعملية التطوير خلال عام 2012 للوصول إلى المواصفات الحالية التي تمكننا من الوصول إليها من خلال إضافة التسليح النوعي، بعدما كانت المروحية مخصصة للإخلاء الطبي والنقل السريع لكبار الشخصيات والإنقاذ وغيرها من الظروف.
وأشاد في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»: بالرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، التي أتاحت وبفضل التعاون الوثيق بين «آمروك» و«Sikorsky» بعد توقيع العقد، التوصل إلى النسخة المطورة الحديثة الفريدة عالمياً والتي بفضلها تم الدمج بين الخواص التقليدية للمروحية مع الخواص الحديثة المطورة.
وأشار إلى أن النسخة المطورة من المروحية تلبي احتياجات الأمن والحماية، وتحافظ على مقومات السلامة، حيث جاءت ردود الأفعال إيجابية جداً من قبل الطيارين، كما استطاعت المروحية إتمام مختلف الاختبارات المطلوبة التي جاءت تتويجاً لمجموعة الجهود المتواصلة التي تمت خلال الفترة والسنوات الماضية، لافتاً إلى أن المروحية المطورة تسهم في تخفيض التكاليف والنفقات والوقت عبر الخدمات والقدرات المتعددة المتناسبة مع مختلف الظروف.
وأكد بالومبو «يحق للإمارات أن تكون فخورة بما تقدمه من منصات مذهلة جعلتها سوقاً جاذباً للكثير من الدول التي حرصت على المشاركة في معرض الدفاع الدولي (آيدكس)، وإبرام الصفقات والعقود التي تعزز من الكفاءات والقدرات العاملة في مجال التصنيع الوطني».
م