نبوءة بيئية: ارتفاع مستوى البحار سيؤدي الى اختفاء أمم باكملها وتشريد حوالي عشرة في المئة من سكان العالم كارثة الـ"سونامي" الاخيرة في اسيا
لندن –
– قرع تقرير بيئي بريطاني نشر اليوم الثلاثاء جرس الانذار بشأن كارثة توشك
على الحدوث، اذ حذر علماء من ان ارتفاع مستوى البحر بنسبة متر واحد وربع
المتر حسب التكهنات التي صدرت في تقريرعن الاحوال الجوية سيؤدي الى اختفاء
أمم باكملها وتشريد حوالي عشرة في المئة من سكان العالم.
وتقول
صحيفة "ذي تايمز" البريطانية التي نشرت النبوءة وتحذيرها ان الصورة التي
رسمتها اللجنة العلمية لابحاث القطب المتجمد الجنوبي تترك جزرا استوائية
مثل المالديف وتوفالو مغمورة بالمياه وتؤدي الى اختفاء اجزاء كبيرة من
بنغلاديش وساحل المحيط الهندي.
وتضيف
الصحيفة انه بالنسبة لبريطانيا فانه لا بد من تخصيص بلايين الجنيهات
لحماية المدن المنخفضة مثل لندن في وجه طغيان الفيضان الذي يمكن ان يتجاوز
منسوب معدل ارتفاع المياه.
وقال
البروفيسور ستيفان رامستورف بمعهد بوتسدام لابحاث تأثير المناخ في المانيا
الذي توقع ارتفاع المياه بنسبة 1.4 متر انه "ما ان يبدأ مستوى البحر في
التحرك حتى يستحيل ايقافه. والوسيلة الوحيدة بين ايدينا لتحديد ارتفاع
مياه البحر الى مستويات يمكن التحكم بها تكمن في تخفيض الانبعاثات من دون
تأخير في بداية هذا القرن. اما بعد ذلك فان قطار السيطرة يكون قد فات".
وقد
تصبح قطاعات كبيرة من شرق انكلترا التي تعرف بـ"فينلاندز" ويقيم فيها
حوالي 385 ألف نسمة وتقع على ارتفاع بضعة امتار فوق سطح البحر، فريسة
للفيضانات بعد ان تعجز الضفاف والمضخات المستخدمة اليوم غير قادرة على
مواجهة ارتفاع مياه المد.
وقد
حذر وزير الخارجية البريطانية ديفيد ميليباند من ان اختفاء الاراضي
الزراعية يمثل ضربة قاسية للامن الغذائي البريطاني. وتعليقا على تقرير
مكتب الارصاد الجوية عن التأثير المناخي الشهر الماضي قال ان عدم المحافظة
على درجات الحرارة عالميا في حدود درجتين مئويتين بالنسبة للوضع الحالي،
سيزيد من مخاطر الصراع العالمي حول المياه والمصادر الطبيعية. واضاف "هذا
الموضوع يتعلق بضغوط شديدة عالميا يدفع فيها الجفاف والفيضانات اعدادا
كبيرة من الناس الى الهجرة".
وتقول
صحيفة "ذي تايمز" ان ارتفاعا بنسبة المتر وربع المتر يمكن ان يؤدي الى
اجبار 10 في المئة من سكان العالم على ان يهيموا على وجوههم نتيجة فقدان
اماكن اقامتهم. وقد تغمر المياه مدنا مثل شانغهاي والاسكندرية وبوسطن
ونيويورك وفينيسيا.
وقدرت
الولايات المتحدة انها ستخصص 156 بليون دولار هذا العام، او حوالي 3 في
المئة من الناتج القومي العام، لتدعيم مقاومة الفيضانات في مواجهة ارتفاع
المياه بما يقدر بمتر واحد.
ومثل
هذا الارتفاع على المستوى العالمي سيشرد 100 مليون نسمة في آسيا، معظمهم
في اسيا الشرقية وبنغلاديش وفيتنام، و14 مليونا في اوروبا، و8 ملايين في
كل من افريقيا واميركا الجنوبية.
وقد
بدأ بالفعل الاحساس بتأثير ارتفاع مستوى مياه البحر بالفعل. ففي العام
2005 أجبر1000 من سكان الجزر المرجانية في غينيا الجديدة على الجلاء عن
مساكنهم بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر الذي بدأ في اغراق اراضيهم.
وقد
صدر تقرير اللجنة العلمية لابحاث القطب المتجمد الجنوبي في الذكرى الخمسين
لاتفاقية القطب الجنوبي، ويوحي بان القطب الجنوبي سيتعرض لمزيد من
التقلبات بعد ان يبدأ التغيير المناخي في اتخاذ مسيرته وبعد ان تقل
المصادر الطبيعية المحدودة.