تم تعليق خطة روسيا لإنشاء قاعدة بحرية في السودان، والتي كانت ستمنحها الوصول إلى البحر الأحمر الاستراتيجي والمحيط الهندي، إلى أجل غير مسمى بسبب عدم الاستقرار السياسي المستمر في الدولة الإفريقية.
ووقع الرئيس السوداني السابق عمر البشير والرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفاقية إنشاء المنشأة البحرية في عام 2019، كجزء من اتفاق تعاون عسكري أوسع يشمل مبيعات الأسلحة والتدريب. وكان الهدف من القاعدة، التي كانت ستستضيف ما يصل إلى 300 فرد روسي وأربع سفن حربية، أن تكون بمثابة مركز لوجستي للبحرية الروسية، مما يسمح لها بتشغيل السفن الكبيرة والغواصات النووية في المنطقة.
لكن الاتفاق واجه عدة عقبات وتأخيرات، حيث شهد السودان سلسلة من الاضطرابات السياسية التي أعاقت التصديق عليه.
وفي عام 2019، تمت الإطاحة بالبشير في انقلاب عسكري، أعقبه اتفاق لتقاسم السلطة بين القادة العسكريين والمدنيين.
وفي عام 2021، أعلن نائب وزير الخارجية السوداني محمد شريف عبد الله، أن اتفاقية القاعدة البحرية لا تتوافق مع المصالح الوطنية للسودان وسيادته، ولن تصدق عليها الحكومة الانتقالية.
وفي عام 2023، تفاقم الوضع، حيث شهد السودان محاولة انقلاب أخرى، أثارت اشتباكات عنيفة بين القوات الموالية للحكومة ومتمردي قوات الدعم السريع.
وبحسب ما ورد، فإن قوات الدعم السريع، التي يقودها الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف أيضًا باسم حميدتي، تتلقى الدعم من مجموعة فاغنر الروسية، وهي شركة عسكرية خاصة شاركت في العديد من الصراعات في أفريقيا والشرق الأوسط، نيابةً عن الكرملين.
اتفاق القاعدة البحرية، الذي كان من المفترض أن يستمر لمدة 25 عاما، تجمد فعليا بسبب الأزمة السياسية، حسبما أكد سفير السودان لدى روسيا، أندريه تشيرنوفول، في فبراير/شباط 2024. وقال إن الاتفاق لا يمكن تنفيذه إلا بعد استقرار الوضع السياسي في السودان. يستقر ويعتمد دستور جديد.
ويشكل الفشل في إنشاء القاعدة البحرية في السودان انتكاسة لطموحات روسيا لتوسيع وجودها ونفوذها في أفريقيا، حيث كانت تتنافس مع قوى عالمية أخرى، مثل الولايات المتحدة والصين وفرنسا، على الوصول إلى الموارد الطبيعية و الأسواق والمواقع الإستراتيجية.
وكانت القاعدة البحرية ستمكن روسيا أيضًا من استعراض قوتها في البحر الأحمر، وهو طريق بحري حيوي للتجارة العالمية، وفي المحيط الهندي، حيث يمكنها تحدي الولايات المتحدة وحلفائها.
ومع ذلك، لم تتخل روسيا عن طموحاتها البحرية في أفريقيا، وكانت تستكشف خيارات أخرى، مثل الصومال وإريتريا وجيبوتي، حيث يمكن أن تؤسس موطئ قدم لها.
ومع ذلك، فإن هذه الدول تشكل أيضًا تحديات ومخاطر كبيرة، مثل القرصنة والإرهاب والمنافسات الإقليمية، مما قد يؤدي إلى تعقيد خطط روسيا.
military.africa