أصبحت الغواصات السويدية من طراز جوتلاند، المعروفة بأنظمة الدفع المتقدمة التي تعمل بالديزل والكهرباء والدفع المستقل عن الهواء (AIP)، الآن جزءًا من ترسانة الناتو بعد عضوية السويد في الناتو.

الملخص و النقاط المهمة :

وهذه الغواصات مناسبة بشكل مثالي للمياه الضحلة في بحر البلطيق، وهي منطقة تمثل تحديًا للغواصات التي تعمل بالطاقة النووية.
تم إثبات قدراتها الشبحية في عام 2005 عندما "أغرقت" غواصة من طراز جوتلاند حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس رونالد ريغان أثناء التدريبات.
وبفضل تكلفتها المنخفضة وفعاليتها العالية، تعمل الغواصات من فئة جوتلاند على تعزيز القوة البحرية لحلف شمال الأطلسي، وخاصة ضد التهديدات الروسية المحتملة في منطقة البلطيق.
وبما أن السويد انضمت الآن رسمياً إلى حلف شمال الأطلسي، فسوف يكون لدى الحلف أداة قوية أخرى في ترسانته. بالإضافة إلى مقاتلات F-35 الموجودة في الخدمة مع العديد من أعضاء التحالف، وأسطول القاذفات الأمريكية، ولا سيما ما يقرب من اثنتي عشرة حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية، سيكون لدى الناتو واحدة من أكثر الغواصات التي تعمل بالديزل والكهرباء قدرة في الخدمة في العالم.
تعتبر غواصات ستوكهولم الثلاث من فئة جوتلاند مناسبة بشكل مثالي لمياه بحر البلطيق، والذي يُعرف باسم "المرج المغمور بالمياه" نظرًا لمتوسط عمقه الذي يبلغ حوالي 60 مترًا. وهذا يجعلها ضحلة للغاية بالنسبة للغواصات التي تعمل بالطاقة النووية والتي تشكل الجزء الأكبر من أسطول الغواصات الروسي وجميع الغواصات التابعة للبحرية الأمريكية.
وقال مسؤول في حلف شمال الأطلسي لرويترز الصيف الماضي: "أسطول الغواصات السويدية مستعد جيدًا لهذه البيئة وسيضيف بشكل كبير إلى قدرات غواصات حلف شمال الأطلسي في منطقة البلطيق".
يمكن أن تكون الغواصات من فئة جوتلاند، والتي وصفها العديد من المحللين العسكريين بأنها أكثر الغواصات التي تعمل بالطاقة التقليدية تقدمًا على الإطلاق، حيوية للحفاظ على المياه صالحة للملاحة في صراع الناتو مع روسيا. لقد تقدموا بهدوء شديد لدرجة أنهم نجحوا في "إغراق" حاملة طائرات أمريكية أثناء التدريبات في عام 2005.
الجزء الذي يقودك المجنون: هو أن تكلفة هذه الغواصات 100.000.000 دولار فقط، وقد "أغرقت" حاملة طائرات بقيمة مليارات الدولارات في هذه المناورات.

الغواصة من فئة جوتلاند: المخترق الصامت​

كما وضح موقع الانترنت البريطاني Forces.net أن فئة جوتلاند كانت أول غواصات تعمل بالديزل في العالم تستخدم نظام الدفع المستقل عن الهواء (AIP) استنادًا إلى محرك ستيرلينغ - حيث يمكن تسخير غازات التسخين والتبريد في دائرة مغلقة للحركة.

سمح نظام AIP، والذي يقتصر عادةً على الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، لغواصات ستوكهولم بالبقاء مغمورة تحت المياه لأسابيع. عادةً ما تحتاج الغواصات التي تعمل بمحركات الديزل إلى الصعود الى السطح كل بضعة أيام أو سحب الهواء من أنبوب التهوية لإعادة شحن البطاريات. بدلاً من ذلك، مع فئة جوتلاند، يتم شحن البطاريات بنظام AIP تحت المياه دون الحاجة للصعود الى السطح. يمكن أن تصل سرعة الغواصات إلى 11 عقدة (20 كم/سا) على السطح و20 عقدة (37 كم/سا) تحت الماء.
تستخدم الغواصة من فئة جوتلاند الأكسجين السائل والديزل لتسخين المحرك ومياه البحر الباردة للتبريد، مما يؤدي إلى تمدد أو تقلص الغازات في نظام المحرك المغلق مما يحرك مكابس محرك ستيرلنغ لتشغيل أنظمة الغواصة.
ميزة أخرى لنظام AIP هي أن تكلفة الغواصات أقل بكثير من الغواصة التي تعمل بالطاقة النووية، ولكنها تظل هادئة تمامًا أثناء الإبحار تحت الماء بسرعات منخفضة، حتى لأسابيع في كل مرة.
ومع ذلك، ليس نظام AIP هو الذي يجعل اكتشاف القوارب أمرًا صعبًا للغاية. تم تجهيز كل غواصة سويدية بـ 27كهرو-مغناطيس، تم وضعها في مواقع استراتيجية لمواجهة الموجات الكهرو-مغناطيسية التي يمكن أن تكشف عن وجودها لأجهزة استشعار العدو. هذه التكنولوجيا مفيدة بشكل خاص لمواجهة الألغام ذات التأثير المغناطيسي، مما يجعل الغواصات من فئة جوتلاند أقل عرضة لهذا النوع من التهديد، حسبما ذكرت مجلة "Interesting Engineering" .
علاوة على ذلك، ومن أجل تقليل الكشف الصوتي، تم طلاء هياكل الغواصات من فئة جوتلاند بمادة مبتكرة مقاومة للسونار يمكنها امتصاص وتشتيت الموجات الصوتية، مما يجعل اكتشاف الغواصات باستخدام أنظمة السونار أكثر صعوبة. وأخيرًا، يعمل البرج الممتص للرادار على تقليل المقطع العرضي للرادار، مما يقلل من فرص اكتشافه بواسطة أنظمة المراقبة المحمولة جواً، مثل طائرات الدوريات البحرية أو الرادار المحمول على متن السفن.

ثلاث غواصات :

تقوم البحرية السويدية حاليًا بتشغيل ثلاث غواصات تعمل بالديزل والكهرباء، والتي تم تصميمها وبناؤها بواسطة حوض بناء السفن كوكومس. تم تطوير فئة جوتلاند كغواصة متعددة المهام وتم بناؤها بين عامي 1990 و1997، ويمكن استخدامها في الحرب المضادة للسطح (ASuW)، والحرب المضادة للغواصات (ASW)، وجمع المعلومات الاستخبارية بما في ذلك استخبارات الاتصالات (COMINT)، واستخبارات الإشارات الإلكترونية. (ELINT)، بالإضافة إلى المراقبة في الجبهات المتقدمة، والعمليات الخاصة، وزرع الألغام - أثبتت الغواصات أنها مناسبة تمامًا لكل ذلك.
في عام 2022، أعلنت إدارة المواد الدفاعية السويدية (FMV) أنها منحت عقد ترقية منتصف العمر (MLU) لشركة Saab لشراء الغواصة HMS Halland من فئة Gotland. وبموجب مشروع الترقية، الذي يقال إن قيمته تبلغ 116.75 مليون دولار، ستقوم شركة Saab بتنفيذ أعمال التحديث والتعديل على الغواصة - وخلال هذه الفترة ستخضع الأنظمة القتالية الحالية للقارب أيضًا لعملية إصلاح شاملة. لقد مرت أول غواصتين من هذه الفئة بالفعل ببرنامج MLU، وكجزء من العقد، ستقوم Saab بتثبيت أكثر من 50 نظامًا جديدًا على HMS Halland.
غواصة جوتلاند ضد حاملة الطائرات رونالد ريغن :
أثبتت تقنية AIP وغيرها من خصائص التخفي نجاحها بشكل خاص عندما استأجرت البحرية الأمريكية HSMS Gotland (A-19) لاستخدامها في مناورات الحرب المضادة للغواصات (ASW) في عام 2005. خلال الخدمة القصيرة مع البحرية الأمريكية، كانت الغواصة في الواقع قادرة على "إغراق" حاملة الطائرات من طراز نيميتز التابعة للبحرية الأمريكية يو إس إس رونالد ريغان (CVN-76).
تم تكرار النتيجة عدة مرات وتمكنت الغواصة السويدية المتخفية من "اثبات تفوقها من عدة جوانب وأنها مميزة" عن حاملة الطائرات التي تم بناؤها حديثًا والتي تبلغ قيمتها 6.2 مليار دولار ومجموعتها الهجومية.
وكما كتب ستافروس أتلامازوغلو لصحيفة The National Interest، "على الرغم من وجود مجموعة كاملة من حاملات الطائرات، بما في ذلك المدمرات والمروحيات والطائرات التي تطاردها، تمكنت HSMS Gotland من التسلل عبر الشبكة الدفاعية الهائلة المضادة للغواصات حول يو إس إس رونالد ريغان وسجلت هدفًا". العديد من ضربات الطوربيدات الافتراضية ".
أجرت البحرية الأمريكية تدريبات متعددة مع جوتلاند على مدار عام، وفي كل مرة قامت الغواصة بالمناورة بنجاح وبصمت حول المدمرات والغواصات الهجومية النووية. كان المسؤولون الأمريكيون منبهرين للغاية (وربما فزعون) لدرجة أنهم استأجروا القارب السويدي لمدة عام آخر لفهم كيف لم يتم رصده او اكتشافه .
توضيح بعض النقاط :
على الرغم من أن العديد من التقارير أشارت إلى أن الغواصة السويدية من طراز جوتلاند كان من الممكن أن تغرق حاملة الطائرات الأمريكية، إلا أن الأمر كان لا يزال مجرد تدريب. وكما أشار أتلامازوغلو أيضًا، لا تزال السفينة يو إس إس رونالد ريغان تتمتع بسرعة قصوى تزيد عن 30 عقدة، أي حوالي 55 كم/سا ، وهو أمر مثير للإعجاب للغاية بالنسبة لسفينة تزن أكثر من 100 ألف طن.
علاوة على ذلك، حتى لو كان HSMS Gotland عدوًا حقيقيًا، لكانت حاملة الطائرات الأمريكية قد التقطت الطوربيدات وبدأت مناورات مراوغة لتجنبها.
ثم هناك حقيقة مفادها أن حاملات الطائرات العملاقة مثل يو إس إس رونالد ريغان مدرعة بشكل جيد للغاية ويمكنها على الأرجح أن تصمد أمام عدة ضربات من الغواصة السويدية الصغيرة.وكتب أتلامازوغلو: "على الرغم من أن سفينة HSMS Gotland ربما لن تتمكن من إغرق حاملة الطائرات الأمريكية في الواقع، إلا أنها كانت ستسبب لها على الأرجح أضرارًا كبيرة وتجبرها على الانسحاب لإجراء الإصلاحات".ومع أخذ ذلك في الاعتبار، لا يزال من الجيد جدًا أن تقف جوتلاند وأخواتها في صف الناتو، إذا وجد الحلف نفسه في حرب مع روسيا.
المصدر :

How a $100,000,000 Submarine 'Sank' a $4,500,000,000 U.S. Navy Aircraft Carrier

[size]
Sweden's Gotland-class submarines, known for their advanced diesel-electric and Air-Independent Propulsion (AIP) systems, are now part of NATO's arsenal following Sweden's NATO membership.
nationalinterest.org [/size]