[b]ومن المعلوم فأن الفنيين العراقيين المعنيين بشؤون إبطال العبوات الناسفة والتخلص منها، العاملين في الفوج الخامس لهندسة الميدان، يتشاركون مع نُظرائهم الجنود الأمريكيين، في تبادل الخبرات والتدريب معهم بواقع مرةٍ كل أسبوع، وذلكَ في مقر قاعدة "وُرهورس" الأمامية للعمليات، وكذلك للدخول في دوراتٍ متخصصة يُطلقُ عليها تسمية "استقصاء المواقع الحساسة".
وتشير هذه النوعية من التدريبات، إلى النشاطات والإجراءات التي تقوم بها فرق معالجة العبوات الناسفة، في المواقع التي تجري فيها التفجيرات بشكلٍ فعلي ومن هنا اكتسبت تسمية "المواقع الحساسة"، وذلك للإشارةِ إلى أهمية تلك المواقع من حيث إمكانية التعرّف على الجُناة وإمكانية اقتفاء أثرهم. ويقوم الفريق المتخصص بتقصّي الموقع ودراسة موجوداته وجمع الأدلة والقرائن، من أجل ذلك الهدف لمحاولة اكتشاف مصنـّعي العبوة والاستدلال على أماكن تواجدهم.
ويقف على رأس المدرّبين في هذا المضمار، نائب الضابط البحري- درجة ثانية "رايان غريغوري"، وهو من المتخصصين في الكشف عن مواقع التفجير، ضمن الفريق الثاني عشر الجوّال لمعالجة العبوات الناسفة. وأشارَ رايان إلى أن فريقهُ قد عكفَ على تدريب نُظرائهِ من القوات العراقية طوال الأربعةِ أشهرٍ الماضية.
وحول مستوى المتدربين العراقيين، قال رايان: "هؤلاء الزملاء قد أنهوا دورة متخصصة في أساليب وفنون معالجة العبوات وإبطال مفعولها، وفي دراسة وتفحـّص مواقع التفجيرات، ويجري خلال الدورة الحالية هذه تدريبهم على مهاراتٍ أُخرى تتعلق في فحص الأدلة والقرائن ومحاولة التعرّف على الجـُناة".
وخلال هذه الدورة يعكف المدرسين المذكورين وبمساعدة مترجم يعمل معهم، على تعليم المتدربين من الجنود العراقيين على أساليب تحليل وتفحـّص الموجودات والمستمسكات والقرائن المأخوذة من موقع إنفجارٍ معين، مثل طبعات بصمات الأصابع، والوثائق، والغبار الخاص بالمواد المتفجرة لمحاولة معرفة نوعية المتفجرات المستخدمة، وما شاكل ذلك.
ويتم كذلك تدريبهم على مطابقة ومقارنة تلك الطبعات مع بصمات الأصابع التي يجري أخذها ممن يتم اعتقالهم من أشخاصٍ مشتبهٍ بهم. وقد تم تدريب الجنود العراقيين على كل تلك الجوانب، فضلاً عن تعريفهم بأهمية الحفاظ على موقع التفجير لأربعةِ أيامٍ لاحتمال الحاجة إلى العودة إليها لأغراض تدقيق نتائج الفحص.
وحول تنامي قدرات الجانب العراقي في هذا المجال، أشارت المجندة، عريف الصف جينيفر غارسيا، العاملة المتخصصة في الجوانب الإستخبارية المتعلقة بالعبوات ضمن الفريق الثاني عشر المذكور.. أشارت إلى أن الجنود العراقيين كانوا في السابق يعتمدونَ بشكلٍ كبير على نُظرائهم من الجنود الأمريكيين في جمع الأدلة والقرائن من مواقع حصول التفجيرات. وأضافت قائلةً:
"نقوم الآن بتدريب فرق معالجة المتفجرات في القوات العراقية على القيام بتلك المهمات بالإعتماد على أنفسهم، وذلك ضمن استحضارات الوحدات الأمريكية للإنسحاب من العراق".
وحول مدى الإستفادة من هذه الدورات، قال المتدرّب العريف وهاب، من السرية الأولى في فوج هندسة الميدان المذكور: "أود أن أتقدّم بالشكر للقوات الأمريكية، لدعمهم ومساعدتهم لنا، فقد تعلمتُ الكثير من المهارات والأساليب، وكيفية جمع الأدلة والقرائن، وعندما يعمل أحدنا فكأنه يقوم بحل رموز شفرةٍ معينة لكي تتـّضحَ أمامه الحقيقة.. فما تراهُ هنا لأغراض الفحص والتحليل، عبارة عن مجرّد قطعةٍ صغيرةٍ أُخذت من موقع الإنفجار، ولكنها قد تعني الكثير وتدلـّكَ على معلومةٍ كبيرة".