تعد عملية براغ الهجومية آخر عملية استراتيجية اجراها الجيش الاحمر السوفيتي في الحرب الوطنية العظمى ( 1941 - 1945 ) اسفرت عن تحرير عاصمة تشيكوسلوفاكيا براغ من القوات الالمانية النازية.

اعتزمت مجموعة جيوش الوسط الالمانية بقيادة المارشال فرديناند شيرنر الدفاع عن منطقة براغ والمدينة نفسها تنفيذا لامر هتلر بتحويل المدينة الى برلين اخرى.

في 5 مايو/آيار اندلعت في براغ الانتفاضة الشعبية المناهضة للاحتلال النازي. وتلقت القوات الالمانية دعما من جانب فرقة تابعة لجيش الجنرال الروسي الخائن فلاسوف، لكنها قررت في ليلة يوم 8 مايو/ايار مغادرة المدينة آملة بتسليم نفسها للحلفاء الامريكيين والبريطانيين ، الامر الذي اضطر المارشال شيرنر الى البدء بحشد قواته الرئيسية في حامية براغ.

وكانت قيادة الجيش السوفيتي على غير علم بنوايا قوات الحلفاء في تشيكوسلوفاكيا. لذلك ابقت قواتها في برلين طيلة اسبوع بعد استسلام القوات الالمانية فيها. وانتظرت ارشادات ترد من القيادة العليا.

واتضح في 8 مايو/آيار ان قوات الحلفاء لا تعتزم التقدم في اتجاه براغ. وبعد ان تلقت القيادة العسكرية السوفيتية تأكيدا على ذلك قامت بتوجيه جيشي الدبابات الثالث والرابع التابعين للجبهة الاوكرانية الاولى بقيادة المارشال كونيف الى براغ اللذين قاما بمسيرة طويلة مداها 80 كيلومتراً فدخلا الى المدينة يوم 9 مايو/آيار عام 1945 . وادت الاعمال الحاسمة لقوات الجبهة الاوكرانية الاولى المدعومة بقوات الجبهتين الاوكرانية الثانية والرابعة والقوات الرومانية والبولندية الى محاصرة القوات الالمانية الرئيسية واسر تشكيلاتها الاساسية .
وكانت دبابة "تي – 34" السوفيتية التي قادها الملازم ايفان غونتشارينكو في مقدمة الدبابات المهاجمة لبراغ . واستمرت المعارك في المدينة وضواحيها لغاية يوم 12 مايو/آيار. وسقط اثناء تحرير براغ من النازيين الف جندي سوفيتي الذين تم دفنهم في مقبرة "اولشانسكي".

ومنح المارشال السوفيتي كونيف الذي قامت قواته بتحرير براغ لقب مواطن براغ الفخري.