لمحة تاريخية عن الألغام
بسم الله الرحمن الرحيم
لمحة تاريخية عن الألغام
1_منذ قرون
عديدة ابتكرت فكرة الألغام في الأوساط العسكرية وكانت تعني حفر نفق تحت تحصينات
العدو توضع فيه العبوات الناسفة لتدمير هذه التحصينات ثم اصطلاح اللغم بعد ذلك لأى
عبوات ناسفة تدفن تحت سطح الأرض مباشرة وتزود بوسيلة تفجير لدى دوس العدو فوقها
وقد استخدمت في الحرب العالمية الأولى (1914- 1918) كوسيلة للدفاع ضد الدبابات
وأدى استعمالها إلى تطويرها وتحويلها إلى تصميمات ثابتة وكان بعض منها متطور
للغاية خاصة بعد تصنيع المادة المتفجرة (ت.ن.ت) TNT ، والتي كانت بمثابة بداية صناعة الجيل الأول من
الألغام المضاد للدبابات والتي أصبحت جزءا من تسليح مختلف الجيوش وقد استخدمت
بكفاءة عالية في الحرب العالمية الثانية إذا استعمل أكثر من 300 مليون لغم مضاد
للدبابات سواء من قبل قوات الحلفاء أو دول المحور فتوطدت بذلك مكانة الألغام في
ترسانات الجيوش.
2_ وكان من
مساوي استخدام الألغام في الحرب العالمية الثانية سهوله اكتشافها لكبر حجمها ومن
ثم يمكن للعدو إزالتها بسهوله والاستيلاء عليها لإعادة زرعها لمصلحته لذا صنع
الجيل الأول من الألغام المضاد للأفراد لتزرع مع الألغام المضاد للدبابات وتكون
سلاحا معاونا يعمل جنبا إلى جنب معها بما يضمن عدم اقتراب أفراد العدو عند
محاولتهم إزالة الألغام الأساسية.
3_ استمر تطوير
الألغام ووسائل تفجيرها , فظهر في أوائل الستينات وحتى أوائل السبعينات والجيل
الثاني من الألغام المضاد للأفراد وهي من نوع (Remotely Delivered Mines) أى التي يمكن نشرها من مسافات بعيدة عن طريق الطائرات
وخاصة في عمق دفاعات العدو ومؤخرته لإحداث خسائر به أثناء انسحابه ووقف إمداداته
وقد استخدمتها القوات الأمريكية في الحرب الفيتنامية وألقي الالاف منها على لاوس
,وكمبوديا , وفيتنام.
4_استمر تطوير
أساليب نشر الألغام المضاد للأفراد وبعثرتها وظهر في الثمانينات قذائف المدفعية
والصواريخ الميدانية وقنابل الطائرات الحاملة لها.
5_كما تطورت
وسائل تفجيرها لتكون إلكترونية وموقوتة وشمل التطوير الغلاف الخارجي للغم والمواد
المتفجرة والحشوة الرئيسية.
6- مع تطور
الألغام تكنولوجيا وقلة نفقتها (ثلاث دولارات الى 3$ للغم الواحد ذات التقنية
العالية)
تعريف اللغم
هو كمية من المواد المتفجرة "مثل
مادة
TNT, مغلف بغلاف خارجي معدني أو خشبي أو
بلاستكي مزود بوسيلة تفجيرة "صمامه" أو طابة Fuze, المجهزة بوسيلة إشعال مشعل Ignitor, وعند تفجير اللغم تدمر أو تخرب جنازير الدبابات او عجل المركبات المدرعة
وعربات نقل الجنود ويصاب الأشخاص إصابات تصل إلى درجة القتل وتفجر الصمامه (أو
الطابة) اللغم بعد ان تفجر هي أولا بفعل تأثير خارجي فيها ناتج من الضغط عليها أو
تنزع فتيل أمانها أو بأي وسيلة أخرى متطورة إلكترونية او زمنية او مغناطيسية.
مكونات اللغم وأنواعه
مكونات اللغم
أيتكون اللغم بصفة عامة من الأجزاء
والمواد الأتية:
1_ الغلاف
الخارجي للغم ويصنع من المعدن او البلاستيك أو الخشب.
2_المادة
المتفجرة والتي تكون عادة مادة ت.ن.ت الشديدة الانفجار.
3_"المفجر الطابة" وهي وسيلة تفجير الحشوة المتفجرة من ثم تفجير اللغم.
ب_وتنفجر وسيلة التفجير بإحدى الطرق
الأتية:
1_ تعرضها للضغط
بدرجة محدودة أو إرخاء "رفع" الضغط من فوقها.
2_ الشد أو
إرخاء الشد بواسطة سلك "إعثار"
3_ تعرضها
للإهتزاز أو الميل.
4_ ينفجر
تلقائيا بعد مرور زمن محدود.
5_ إلكترونيا
ومن هنا ظهر المفجر الإلكتروني.
6_ مغناطيسيا
وذلك بتغير المجال المغناطيسي ومن هنا ظهر المفجر المغناطيسي.
أنواع الألغام
أ. تتعدد أنواع الألغام طبقا للغرض من
استخدامها وتأثيرها وطريقة نشرها وزرعها كالأتي:
ا_ طبقا للغرض من الاستخدام:
1_ألغام بحرية.
2_ألغام برية
"أرضية".
3_ألغام خاصة
"تفجير المنشات والأهداف الاقتصادية وتدميرها" ومن أمثلة ذلك تلغيم
وتفجير أبار النفط والمنشات الحيويه باستخدام مادة تفجيرية من عجائن TNT, الشديدة الانفجار بمعدل يتراوح بين 20_30 رطلا للبئر
الواحد وتزويدها بأجهزة التفجير وكبسولات الإشعال اللازمة وتوصيلها بفتل سريع
الإشعال.
ب. وتنقسم الألغام الأرضية إالى:
1_ألغام مضاد
للدبابات.
2_ألغام مضاد
للأفراد.
3_ألغام المياه
الضحلة.
4_ألغام
الإضاءة.
ج. تنقسم الألغام طبقا لتأثير تدميرها:
11_ألغام
انفجارية "ذات تأثير تدميري"
تعتمد في تأثيرها على موجه الضغط
الناتج من الانفجار المادة المتفجرة والإصابة التي تحدث في الهدف تكون نتيجة
مباشرة للانفجار نفسه وهذا النوع من الألغام يكون غلافه الخارجي من مادة خفيفة
"من البلاستيك أو المعدني دو سمك قليل" بينما تزيد فيه كمية حجم المادة
المتفجرة وتتوفر هذه النوعية في الألغام المضاد للدبابات وبعض الألغام المضاد
للأفراد.
2_ ألغام
تنشيطية "ذات تأثير شظي"
تعتمد في تأثيرها على تأثير الشظايا
الناتجة من اللغم بعد انفجاره وهذا النوع من الألغام يتكون بخلافة الخارجي من حديد
الزهر ومادة الفولاذ وعند انفجاره ينتج عدد كبير من الشظايا الناتجة من تفتت
الغلاف نفسه أو المعبأة داخلة وقد يصل عددها إلى 1000 شظية تتطاير إلى مسافات
بعيدة لأعلى ولأجناب.
وعادة يحدث اللغم حسب وزنة دائرة فتل
قطرها 25 متر
ونطاق إصابة يزيد على ذلك.
3_ألغام
كيماوية:
وهي معبأة بمواد كيماوية بدلا من
المواد شديدة الانفجار وينتج عند تفجيرها غازات حربية وهذا النوع من الألغام محرم
تحريما دوليا.
د_ الأنواع طبقا لطريقة نشرها وزرعها:
1_ألغام
تقليدية
:
تنتشر وترص وتزرع يدويا بالأفراد او
ميكانيكيا بواسطة مقطورات رص الالغام أو بعربات مدرعة مزودة بتجهيز خاصة للرص.
2_ألغام مبثوثة
عن بعد "مبعثرة" :
وهي الألغام التي لا تزرع مباشرة
بواسطة الأفراد وإنما تصل إلى أهدافها بعد تعبئتها داخل وسيلة أخرى من أمثلة ذلك
قذائف المدفعية والصواريخ المعبئة بالألغام التي يتم إطلاقها بمدفع او قاذف صاروخي
ومن وسيلة مماثلة لتوصيلها إلى منطقة الهدف او تعبئتها داخل فتيلة ثم إسقاطها في
منطقة الهدف بواسطة طائرة.
الألغام التي تبث من مسافات بعيدة
يصعب تسجيلها وأماكنها إذا طمرت لكونها تنتشر بطريقة عشوائية ويتميز اللغم المبثوث
بصغر حجمه فاعلية تأثيره لذا فإن أهمية اللغم الصغير الحجم تزداد زيادة ملحوظة
وعادة يتم تزويد قذائف المدفعية والصواريخ الحاملة للألغام وبطابات "صمامات
أو فيوزات" انفجار جوي تفجيرها في الجو فوق منطقة الهدف وبعثره ما بها ما
ألغام.
هـ _ألغام المضاد للدبابات: 1_تعتمد
في إصابة أهدافها على تأثيرها التدميري الناتج من انفجار المادة المتفجرة واثبتت
العمليات الحربية في مسارح مختلفة ان اللغم المضاد للدبابات لا يقل في تأثيره عن
تأثير الأسلحة المضاد للدبابات.
2_ يستخدم
للتأثير على الدبابات والمركبات المدرعة والعربات وعند تفجيرها يتم تخريب جنازير
الدبابات وعجل المركبات والعربات كما تتأثر جسم المعدة نفسها نتيجة موجه الانفجار
كما يمتد تأثير موجه الانفجار إلى إصابة الأفراد المعرفين لموجه الضغط.
3_ تتعد أنواعها
وتختلف في مواصفاتها الفنية ونوع المادة التي تكون فيها الغلاف الخارجي للغم وكمية
المادة المتفجرة ونوعية جهاز التفجير ويتراوح كمية المادة المتفجرة داخل اللغم من
كيلو جرامين إلى 9كجم ويستلزم ضغط لا يقل عن 100 إلى 300 كيلوجرام لتفجيره.
4_يستخدم
لتفجيرها مفجرات "فيوزات" تتنوع في طريقة عملها فمنها ما هو طرفي يعمل
بتأثير الضغط ومنها ما يعمل سلك إعثار.
5_وقد ظهر في
الفترة الأخيرة أنواع متطورة منها فهناك ألغام تزرع على جوانب الطرق وعند تفجيرها
ينطلق مقذوفات في إتجاه أجناب الدبابات والمركبات المدرعة وهناك الألغام ذات
الحشوه الجوفاء والتي بانفجارها ينتج عنها نافورة من اللهب وتؤثر على بطن الدبابة
المصنوع من المعدن الرقيق بإحتراق نافورة اللهب لبطن الدبابة يدمر كل ما بداخل
الدبابة من تجهيزات ذخائر ويقتل أفراد طاقمها.
و- اللغم المضاد للأفراد:
ا-هو لغم صمم في وضع ينفجر نتيجة
الضغط علية بمعرفة شخص أو الاقتراب منه أو المرور بجواره ولذا فهو يستخدم للتأثير
على الأفراد.
ب- يحتوي بداخلة على مادة متفجرة
يراوح وزنها من عشرة جرامات إلى 250 جراما وقد يصل في بعض الأنواع إلى 500 جرام
واللغم هو نوع من الأنواع ذي التأثير الشظي أساسا ويوجد منه ما هو تدميري.
ج- يستلزم لتفجر هذا النوع من الألغام
فيوزات "متفجرة" متعددة الأنواع وأكثرها شيوعا التي تعمل عند الضغط
عليها أو بإزالة الضغط عنها وكذا المفجرات المزودة بسلك إعثار كما يستخدم معها
مفجرات زمنية.
د- تحدث هذه الألغام في حالة إنجازها
تأثير فتاك ويتوقف درجة الإصابة على حجم اللغم ووزنه وكمية المادة المفجرة
فالألغام التي تعتمد في تأثيرها على موجه الضغط و تحدث إصابات تحت الركبة "في
القدم والأرجل" لا تحدث إصابات رئيسية فوق هذا المستوى أما الألغام المتشظية
فتحدث إصابات في جميع أجزاء الجسم وتزيد عدد الاصابات بالشظايا كلما كان شخص قريبا
من الانفجار وقد تصل درجة الإصابة إلى القتل.
ز- يوجد أنواع كثيرة من الألغام
للأفراد وقد ظهر أخيرا اللغم الوثاب "القفاز" وهو لغم يثبت في الأرض وقد
ظهر أخيرا اللغم فوق لوح مربع من الصلب ويجهز للعمل أما يذراع دوار ويوصل بشبكة من
أسلاك الإعثار أو بوصلة كهربائيه يمكن السيطرة عليها وتشغيلها من بعد وبعدها ينفجر
اللغم وتنفجر عبوة دافعة في أنبوب للإطلاق فيندفع الجسم الرئيسي وينسحب السلك الذي
يظل مشدودا بلوح القاعدة الإبرة من مفجر حيث ينفجر العبوة في الجو ويفتت جسم اللغم
إلى شظايا قد يصل عددها إلى 4600 شظية تتطاير في جميع الاتجاهات .
ي- ألغام المياه الضحلة:
ا- تزرع في الحقول التي تنشأ على
السواحل وتحت المياه الضحلة للتأثير على المركبات البرمائية عند اقتحامها للسواحل
أو ضد وسائل "الإنزال البحري" ولغم المياه الضحلة ذو تأثير تدميري
ويستخدم على عمق بسيط في منطقة السواحل.
2- تزود الألغام
بوسيلة تفجير بها زوائد إمالة تنشط بالاصطدام بها و انحرافها بمقدار 30 درجة أو
بالضغط على هذه الزوائد.
3- للمحافظة على
وضع اللغم تحت الماء يزود بثلاث أوتاد للتثبيت "أرجل" أو يزود بسلك
تعليق أو غطاس.