تلويح مصري وسوري بالمقاطعة... وإسبانيا تتدخّل
بعدما جاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة ليحبط انطلاقة «الاتحاد من
أجل المتوسط»، جاء الدور على أفيغدور ليبرمان ليهدّد انعقاد القمّة الثانية
للاتحاد، بعد التهديد العربي بالمقاطعة
مهدي السيّد
أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أمس، أنه سيشارك في «قمة
الاتحاد من أجل المتوسط»، معقباً بذلك على أنباء أفادت بأن رؤساء دول عربية
ستقاطع القمة في حال مشاركته فيها. وقال ليبرمان، للإذاعة العامة
الإسرائيلية، إن «من لا يريدون المجيء (إلى القمة) فهذه مشكلتهم، ونحن لا
نملي على أحد مَن يرافق ولا نجري حسابات». وأضاف: «نحن لا نملي على
السوريين ولا نقاطع أحداً، ومن لا يأتِ فهذه مشكلته وليست مشكلتنا».
وجاءت أقوال ليبرمان تعقيباً على ما نشرته صحيفة «هآرتس» أمس عن أن مصر
وسوريا أبلغتا فرنسا (رئيسة الاتحاد) وإسبانيا (وهي الدولة المضيفة للقمة)
أن زعماء الدول العربية ووزراء خارجيتها سيقاطعون القمة، التي ستعقد في 8
حزيران المقبل في برشلونة، في حال انضمام ليبرمان إلى حاشية رئيس الحكومة
الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي أكد مبدئياً حضوره القمة بحسب «هآرتس».
وأفاد دبلوماسيون أوروبيون لـ«هآرتس» بأن «التهديد العربي يمثّل احتداماً
للمقاطعة التي تفرضها الدول العربية على ليبرمان، لأن وزير الخارجية
الإسرائيلي هذه المرة لن يقف على رأس الوفد الإسرائيلي، بل فقط سيكون جزءاً
منه».
وبحسب «هآرتس»، أكد موظفون إسرائيليون رفيعو المستوى أن «العرب غير مستعدين
لأن يكونوا مع ليبرمان في القاعة نفسها، أو المخاطرة بأن يضطروا إلى أن
تلتقط صورهم معه أو مصافحته». والتقدير السائد في وزارة الخارجية
الإسرائيلية يشير، وفق «هآرتس»، إلى أن «التهديد العربي قد يؤدي إلى إلغاء
القمة بأسرها أو انعقادها على مستوى منخفض للسفراء فقط، لا على مستوى
الزعماء. وفي حال انعقاد القمة على مستويات منخفضة، سيكون هذا إهانة
لإسبانيا وفرنسا، بل وللاتحاد الأوروبي بأسره».
وفي ضوء التهديدات العربية بالمقاطعة، وانعكاس ذلك على نجاح القمة، دخل
المسؤولون الفرنسيون والإسبان على «خط تدارك الأزمة قبل تطورها».
وذكرت «هآرتس» أن وزير الخارجية الإسباني، ميغيل أنخيل موراتينوس، الذي وصل
أمس إلى إسرائيل لتلقي لقب دكتوراه شرف من جامعة بن غوريون في النقب،
سيبحث الموضوع مع نتنياهو، وبعدها يواصل طريقه إلى دمشق ويلتقي الرئيس
السوري بشار الأسد في محاولة لإقناعه بسحب تهديدات المقاطعة والمجيء إلى
برشلونة.
والتقدير، بحسب «هآرتس»، هو أنه إذا وافق الأسد على حضور المؤتمر، فإن مصر
أيضاً ستسحب اعتراضها، وبعدها أيضاً باقي الدول العربية.
بدوره، قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو: «لا يعود إلينا
اتخاذ مواقف من وفودنا». وكان فاليرو يرد خلال لقاء مع صحافيين على سؤال
عمّا إذا كانت تهديدات بمقاطعة عربية تحكم مسبقاً على القمة بالفشل إذا
نُفذت. وقال فاليرو: «ندعو كل الدول الأعضاء إلى السعي لإنجاح الاتحاد في
ذاته والعمل على نحو بنّاء وفاعل للإعداد للقمة».
تجدر الإشارة إلى أنه في تشرين الأول 2009، قررت فرنسا إلغاء اجتماع وزراء
خارجية منظمة الاتحاد من أجل البحر المتوسط كان سينعقد في إسطنبول بعدما
فشلت في إقناع مصر بسحب اعتراضها على مشاركة وزير الخارجية ليبرمان.
وكانت منظمة الاتحاد من أجل البحر المتوسط قد أنشأها في 2008 الرئيس
الفرنسي نيكولا ساركوزي لتقدم مشاريع اقتصادية وعلمية وثقافية للدول على
شاطئ البحر المتوسط. وفرنسا هي رئيسة المنظمة بالتعاون مع مصر.