صناعة الطائرات في روسيا تتقدم على صناعة السفننشرت صحيفة
"كوميرسانت" في عددها المرقم 101 (3918) والمؤرخ في 17 يونيو/حزيران عام
2008 مقالة بقلم قسطنطين لانتراتوف وألكسندرا غريتسكوفا جاء فيها ان
مؤسسة التحليل الروسية المستقلة المتخصصة في مجال تصدير الأسلحة "مركز
تحليل الإستراتيجيات والتكنولوجيات" (تساست) اعلنت قائمة التصنيف السنوية
لكبرى الشركات من حيث حجم الإنتاج العسكري في عام 2007.
وتُظهر
القائمة تحسن الوضع في صناعة الطائرات وتدهوره في صناعة السفن. زد على ذلك
ان قسما من المؤسسات الكبرى لم تقدم معطياتها الرسمية مما يدل حسب رأي "
تساست" على انها تواجه وضعا ماليا بائسا.
وفي
عام 2007 تواصل نمو كميات الانتاج في جميع شركات الصناعات الحربية الوارد
ذكرها في قائمة التصنيف. وازدادت بشدة على الاخص مؤشرات الشركات الرئيسية
مثل شركة صناعة وسائل الدفاع الجوي " الماز - انتي"(بنسبة 29
بالمائة) وشركة "سوخوي" (بنسبة 144%) ومؤسسة "ايركوت" (بنسبة 82%)
وشركة" الاسلحة الصاروخية التكتيكية (بنسبة 49%) . وفي الوقت نفسه لم
يتواصل الاتجاه الذي ساد في العامين او الاعوام الثلاثة الماضية وجرى فيه
تدريجيا ازدياد حصة الطلبيات الداخلية وصناعة المنتجات المدنية. وقال
روسلان بوخوف مدير " تساست" للصحيفة :" تواصل هبوط الصادرات من بين
الشركات الكبرى فقط لدى " الماز - انتي" ، مما يدل على وجود طلبيات حكومية
كبيرة لشراء وسائل الدفاع الجوي ، وكذلك مؤسسة " معدات الطيران والفضاء"
التي زادت بشكل ملحوظ ايضا الانتاج المدني".
وتفسر
" تساست" استئناف ازدياد الصادرات والانتاج الحربي " بانطلاق الارساليات
من المقاتلات سو - 30 الى الزبائن الاجانب" في الهند وفنزويلا وماليزيا
والجزائر. واوضح روسلان بوخوف قائلا ان هيمنة شركات صناعة الطيران في
قائمة التصنيف بشكل لا مثيل له ترتبط ضمنا بتراجع الانتاج في قطاع صناعة
السفن:"لقد انجزت صفقات التصدير الكبيرة لتزويد الصين بالمدمرات
والغواصات ، بينما لم يبدأ العمل بعد بصورة مكثفة في صنع ثلاث فرقاطات
جديدة من اجل الهند في الترسانة البحرية " يانتار" في كالينينغراد".
من
جانب آخر يشير الخبراء في "تساست" الى التدهور الشديد في مجال شفافية
المعلومات لدى شركات الصناعة الحربية. وقال قسطنطين ماكيينكو الخبير في
"كوميرسانت": " يتجسد هذا قبل كل شئ في عدم توفر المعلومات حول مؤسسات
صناعة السفن وحول شركة " ميغ " ومؤسسة " اورافاغونزافود" التي ورد ذكرها
سابقا في قائمة التصنيف". كما لم يقدم المعطيات المالية في هذا العام
مصنع بالتييسكي و" الترسانة البحرية الشمالية " المتسمتان بالشفافية
عادة. ويعتقد قسطنطين ماكيينكو ان " رفض تقديم المعطيات المالية يدل
كقاعدة على وجود مشاكل خطيرة في المؤسسة او على عدم فعالية عمل هيئات
الاتصال بالرأي العام ". وبرأيه ان ضرورة اخفاء المعلومات يمكن نسبها بشئ
من التحفظ فقط الى مصنع " سيفماشبريدبرياتيه"بسبب ما ينتجه من اجل القوات
البحرية الروسية للردع النووي ومصنع آمور لبناء السفن بسبب انتاجه غواصة
ذرية من طراز 971 ي. وحسب تقديرات " تساست" فأن " سيفماشبريدبرياتيه" كان
يجب ان يدرج بين المؤسسات الخمس الاولى في القائمة حيث يقوم باعمال واسعة
النطاق في مجال صنع الغواصات الذرية الاستراتيجية لصالح القوات البحرية
الروسية وكذلك اعادة تجهيز حاملة الطائرات " الاميرال غورشكوف" من اجل
القوات البحرية الهندية.
وجدير
بالذكر ان ممثلي المؤسسات انفسهم يقدمون تفسيرات مختلفة بشأن عدم رغبتهم
في تقديم معطياتهم المالية. فقد اعلن المسئولون في مصنع بالتييسكي انهم "
لم يستطيعوا اعلان المعطيات قبل المصادقة على نتائج السنة المالية لعام
2007 في اجتماع المساهمين". من جانب آخر وحسب المعطيات الرسمية للمصنع في
عام 2007 (المنشورة في 10 يونيو/حزيران)فأن خسائره الصافية بلغت 540 مليون
روبل. وذكر المسئولون في شركة " ميغ " " اننا كنا دوما نقدم الميزانية
الموحدة لجميع شركة "ميغ". لكن عندما طلب " تساست" منا تقديم المعطيات
المالية لم تكن الميزانية الموحدة جاهزة بعد".
ان
قائمة التصنيف المعدة من قبل "تساست" تحظى بثقة الخبراء. فأكد ماكسيم
بيادوشكين رئيس تحرير مجلة الطيران والفضاء الروسية " Russia/Cis
Observer" في حديث مع صحيفة "كوميرسانت" على ان هناك خارج روسيا عددا من
قوائم التصنيف المشابهة مثلا في مجلتي " Defense News " و " Aviation
Week Space Technology" .
أما في روسيا فان قائمة التصنيف
ل"تساست" تعتبر الوحيدة وهي اداة فريدة من نوعها تسمح بتقييم وتيرة سرعة
تطور شركات الصناعة الحربية ". ويشير أوليغ بانتيلييف رئيس هيئة الإحصاء
والتحليل "افيابورت" إلى ان" توزيع المؤسسات في قائمة التصنيف كان حتى
الوقت الحاضر مبرر تماما". لكن الخبير لفت الانتباه الى ارتفاع المؤشرات
المالية في صناعة الطائرات في السنة الماضية امام خلفية التنامي السريع
لخسائر المؤسسات الاخرى