صرّح السفير سليمان عواد،
المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بأن رئيس الوزراء الكيني رايلا
أودينغا أكد، الأحد 23-5-2010، بعبارات واضحة خلال لقائه مع الرئيس حسني
مبارك أن بلاده ودول المنبع لنهر النيل لا يمكن أن تتجه أو تفكر في
الإضرار بمصالح مصر المائية.
وجاءت
تصريحات عواد تعقيباً على النشاط السياسي المكثف للرئيس مبارك، والذي شمل
عقد قمة مع رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية جوزيف كابيلا، والاجتماع
برئيس وزراء كينيا رايلا أودينغا، ووزراء خارجية كل من ألمانيا وإسبانيا
وباكستان جيدو فيسترفيله، وميجل أنخيل موراتينوس، وشاه محمود قريشي.
وأوضح عواد أن رئيس الوزراء الكيني هو الذي أثار مع الرئيس مبارك موضوع
توقيع بلاده على اتفاق الإطار لدول حوض النيل أخيراً، مؤكداً في عبارات
واضحة أن كينيا أو أياً من دول المنبع لا يمكن أن تفكر أو تتجه الى
الإضرار بمصالح مصر المائية.
وقال إن الرئيس مبارك أكد من جانبه أن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، وأن الإطار الحالي للتعاون في دول حوض النيل هو إطار رحب.
وأشار عواد الى أهمية زيارة رئيس الوزراء الكيني الذي يصطحب معه العديد من
رجال الأعمال، والذي سيعقد مشاورات مهمة وتفصيلية مع أحمد نظيف رئيس مجلس
الوزراء.
وأكد المتحدث أن رئيس الوزراء الكيني أبدى اهتماماً بزيادة المعونة الفنية
لبلاده في مجال إدارة المياه وحفر الآبار وترشيد استخدام المياه، وكذلك
اهتمامه بزيادة التعاون في مجال استيراد الاسمنت ومعدات البناء من مصر في
إطار المزايا التي توفرها عضوية كل من مصر وكينيا في تجمع الكوميسا.
أما في ما يتعلق بالقمة المصرية - الكونغولية فأوضح السفير سليمان عواد
المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أن القمة أتاحت للرئيس مبارك إجراء مشاورات
مهمة ومفيدة للغاية تطرقت الى مجالات التعاون القائم حالياً في إطار
العلاقات الثنائية بين مصر والكونغو، وكذلك التعاون في إطار اتفاقية تجمع
الكوميسا، والتعاون في مجالات عديدة، ومنها مجالات عسكرية وأخرى تنموية.
وأضاف أن الرئيس استطلع خلال اللقاء الموقف في الكونغو الديمقراطية،
والاضطرابات التي تعرضت لها منطقة شرق الكونغو، والتي أدت الى نشر قوات
لحفظ السلام تحت مظلة الأمم المتحدة، تشارك بها قوات مصرية منذ العام
الماضي، حيث أكد الرئيس مبارك دعم مصر للاستقرار والتنمية في الكونغو.
وأشار عواد إلى أن رئيس الكونغو أكد من جانبه مجدداً حرص بلاده على عدم
الإضرار بأي شكل بمصالح مصر المائية، على النحو الذي أكده رئيس الوزراء
الكيني للرئيس مبارك، حيث أكد الرئيس الكونغولي اقتناع بلاده التام بأن اي
اتفاق بين دول حوض النيل ينشئ مفوضية مبادرة حوض النيل لابد أن يتم بتوافق
الآراء، ولابد أن يحقق المصالح المتبادلة لدول حوض النيل، بما في ذلك دول
المنبع والمصب وفقاً لمبدأ "لا ضرر ولا ضرار".
وحذر السفير عواد من التهويل والمبالغة في الموقف الحالي في ما يتعلق بدول
حوض النيل، مؤكداً أن ملف دول حوض النيل يتم تناوله الآن ويعالج على مستوى
وزراء الري، وأنا على ثقة بأن ما يسمعه الرئيس مبارك من القيادات السياسية
لهذه الدول كفيل بأن يؤدي للتوصل لاتفاق بين الأخوة الأشقاء من منظور
قيادات سياسية واعية وحكيمة بعيداً عن الخلافات حول الصيغ القانونية بشأن
هذه المادة أو تلك.
وأكد أن موقف مصر والسودان، وهما دولتا المصب، موقف سليم قانونياً وأن
اتصالاتهما لم ولن تنقطع بدول حوض النيل وتدخل القيادات السياسية، وأن رفع
هذا النقاش من المستوى الفني لوزراء المياه والموارد المائية الى المستوى
السياسي كفيل بحسم أي خلاف عالق.
http://www.alarabiya.net/articles/2010/05/23/109401.html