اسرائيل تفشل في ايقاف صفقة صواريخ لسورية قدليست مجرد صفقة صواريخ وانما يقول خبراء الصواريخ الغربيون: " إن كمية قليلة من هذه الصواريخ قادرة على إحداث تغيير جذري لموازين القوى في النزاعات المحلية. وهي تعتبر سلاحاً استراتيجياً بالنسبة لبلد صغير المساحة مثل سوريا".
هذا ما دفع الجنرال جيورا ايلاند رئيس مجلس الأمن الإسرائيلي الى التوجه الى روسيا في نفس الوقت الذي كان فيه اللواء علي حبيب رئيس الاركان في سورية هناك في 16 ايلول الماضي.
مصادر صحفية اسرائيلية ( دبيكا ) اكدت ان الجنرال الاسرائيلي لقى صدا لمحاولته في منع اتمام صفقة الصواريخ المتطورة من نوع اسكندر اس اس 26.
كشفت ( ديبيكا ) في تقرير مفصل صدر في 30 أيلول أن سوريا دفعت ثمن الصواريخ نقداً كي تحصل بسرعة على الشحنة خلال الربع الأول من عام 2006.
وتقول ( دبيكا) إن ثمن الشحنة غير معروف ولكنه يصل بالتأكيد إلى مئات الملايين من الدولارات، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن سوريا اشترت 26 صاروخاً من أحدث الصواريخ في العالم.
الولايات المتحدة والناتو أطلقت على صواريخ اسكندر اس اس 26 اسم " الحجر". فترسانة أسلحتهم لا تحوي على أسلحة تماثل خصائصه الفريدة , بحسب الصحيفة الاسرائيلية.
تتمتع تلك الصواريخ برؤوس حربية مؤلفة من 54 عنصراً ذات مدى يتراوح بين 400 – 480 كم , و تحمل منصة الإطلاق اثنين من الصواريخ ذات مدى 280 كم.
يمكن استخدام النظام للأهداف الصغيرة والكبيرة على حد سواء، والتغلب بسهولة على الدفاع الجوي. ومن المستحيل تقريباً وجود أنظمة أسلحة الكترونية تستطيع منع إطلاق صواريخ اسكندر وذلك بسبب سرعته ومرونته العالية. يقوم الصاروخ بالعثور على أهدافه بواسطة الأقمار الصناعية، الطائرات المرافقة، مراكز الاستخبارات التقليدية. كما يمكن العثور على الأهداف من خلال صور يتم تلقيمها إلى كمبيوتر الصاروخ باستخدام الماسح الضوئي.
جهاز التوجه الذاتي في الصاروخ يعمل في جميع الظروف من ضباب أو ظلام، أو حتى الأعاصير. واسم الاسكندر مشتق من اسم (الاسكندر العظيم) باللغة التركية.
يحتاج الصاروخ الواحد إلى طاقم من ثلاثة أفراد لتشغيله. تم تصنيع نوعين من هذه الصواريخ، الأول يزن 500 كيلو وهذا تم تزويد الجيش الروسي به، والثاني يزن 280 كيلو وهذه بيعت لسوريا.
( دبيكا ) كشفت بانه في عام 2004 سعت الولايات المتحدة لاحتواء هذا السلاح من خلال اتفاقيات متنوعة وقعت مع روسيا تتضمن الحيلولة دون تصنيع وبيع أسلحة معينة، ولكن روسيا تراجعت عن ذلك.
في الثاني عشر من شهر كانون الثاني الماضي سربت روسيا أخباراً عن اتفاق ضخم وجديد للأسلحة مع سوريا يتضمن الأسلحة التالية: الاسكندر اس اس 26، أرض-جو اس أ 10، كروز اس أ 18، صواريخ محمولة على الكتف قادرة على إصابة أهداف ذات ارتفاع 3.600 متر ووهي ذات مدى 5.200 متر.
وقتها تدخلت إدارة بوش وحصلت على وعد من الرئيس فلاديمير بوتين لإلغاء اتفاق البيع، وكذلك فعل ايريل شارون خلال زيارة الرئيس الروسي في أيار، ولكن بوتين حنث بتلك الوعود.
وأثارت إسرائيل ضجة واضطراباً على هذه الاتفاقية واعتبرتها عامل تغيير جذري لموازين القوى بين دولة اليهود وسوريا ، بينما باشرت واشنطن حينها العمل على الحوار الدبلوماسي الهادئ لمنع دمشق من الحصول على عتاد جديد، فهي تصر بأنها تشكل تهديداً للجيش الأمريكي في العراق.
بعد أسبوع من المناقشات الطويلة والضغوطات لان الرئيس فلاديمير بوتين ووزير دفاعه سيرجي ايفانوف وعدا واشنطن والقدس بحجب صواريخ الاسكندر اس اس 26 عن سوريا.
من الواضح الآن ، تقول الصحيفة الاسرائيلية ، "أن الوعود التي قطعها بوتين لكل من أمريكا وإسرائيل بحجب الصواريخ عن سوريا ما كانت سوى حيلة لكسب الوقت، إلى أن أصبحت الفرصة مواتية لإبرام الاتفاق. "
يرى خبراء عسكريون إن الدافع الذي جعل بوتين يحنث بوعوده لبوش وشارون هو" تحفزه ليظهر لكل من واشنطن وباريس بأنهما ليستا اللاعبتين الوحيدتين في الشرق الأوسط وفي الساحة السورية – اللبنانية. وهو يأمل أن تمنع صفقة الصواريخ هذه انهيار نظام الأسد".
ويضيف الخبراء بأن الرئيس الاسد بحاجة لتدعيم قواته المسلحة كي يعقد اتفاق سلام مع واشنطن. حيث "سيظهر الرئيس السوري بأنه القائد الوحيد في الشرق الأوسط الذي يملك نظام أسلحة متطور مثل نظام صواريخ اسكندر اس اس 22".
ويضيف الخبراء بحسب الصحيفة أن إدارة الولايات المتحدة أحجمت عن التوسط في هذه الاتفاقية، لأن البيت الأبيض لم يتخذ قرارا نهائياً حول الأسد. "إن سكوت واشنطن عن اتفاق بيع الصواريخ يشير إلى خيار إبقائه".وهذا الخبر نقاته من تحدث تغيير لموازين القوى في المنطقة.......... وهذا الخبر نقلته من مو قع..شبا بللك