الحرب تدق أبواب إيران بقوة
ثلاث حاملات طائرات أميركية ستكون رأس حربة عمليات التفتيش
البحري
المماطلة
والمسكنات التي تستخدمها طهران مع المجتمع الدولي لم تعد تجدي نفعا
العالم لن يسمح بوجود كوريا شمالية ثانية في منطقة الخليج الحساسة اقتصاديا
الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن لا تأخذ بالاكاذيب... والتعنت
الإيراني حفر قبر النظام بيده
تكنولوجيا عسكرية متطورة ستستخدم في المواجهة تستطيع تحقيق الأهداف من دون
الإضرار بالمدنيين
كتب - أحمد الجارالله:
كشفت اوساط سياسية غربية عليا ان المرحلة الثانية من التعاطي الدولي مع
ايران قد حسمت اذ سيتبع القرار الدولي الذي اقره مجلس الامن, في ما يتعلق
بالحزمة الرابعة من العقوبات, باجراءات عملية اولها تطويق ايران بحرا بثلاث
حاملات طائرات اميركية, ليكون القرار مسلحا بأسنان وأظافر, وقالت ان »العد
التنازلي لتخليص العالم من الصداع الذي يتسبب به نظام طهران, وخصوصا بعد
ان استغل قادته الفرص في سلسلة من المماطلات التي ازالت كل شك في نواياهم
غير السلمية وسعيهم الى امتلاك سلاح نووي, على العكس من كل الشعارات التي
يرفعونها عن تحريم هذا السلاح", واضافت:" ان الدوائر السياسية العليا في
عدد من الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي لا تأخذ بكل ما يمكن
اعتباره " تهويشات" ايرانية كتلك التي كان يطلقها صدام حسين عن قدرة نظامه
على جعل الخليج مقبرة للاميركيين, وابادة جيشهم على ابواب بغداد, سواء كان
في حرب تحرير الكويت العام 1991 او في حرب تحرير العراق في
العام2003,ورأينا كيف ان ذلك النظام تهاوى كبيت من الرمل, وهذا الامر تكرره
ايران بحرفيته, اذ يبدو ان الانظمة الديكتاتورية لا تجيد غير اسلوب
التهديد والوعيد فقط وهي في الواقع خاوية من الداخل, او بالاحرى ليست اكثر
من صورة في الاعلام لا اكثر ولا اقل".
واذا كان من الواضح ان العقوبات لا يمكن ان تقف عند اوهام ادعاء القوة,
ولاسيما ان الاوساط السياسية في بعض الدول الغربية تقول ان :" امر العقوبات
قد حسم بالقرار الذي صوت عليه مجلس الامن, وينطوي على اهمية ادراجه تحت
الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة", فان" التدرج في الاجراءات
الرادعة(وفقا لهذا الفصل) لاي دولة تشكل تهديدا للسلم العالمي بدأ منذ زمن
في سلسلة العقوبات والاجراءات التي اقرها المجلس المذكور في مراحل سابقة
الا ان ايران لم تذعن للمطالب الدولية ما ادى الى تفاقم الامر الى الحد
الذي وصل اليه الان". وتضيف: "ان ايران لن تستطيع التملص منها لانها
استنفدت كل الوسائل لكسب الوقت, ولن تنفعها المسكنات التي تستخدمها الان مع
المجتمع الدولي ".
ولا تتوقف الدوائر السياسية العليا تلك عند التصريحات الايرانية عن ان
"العقوبات لن تكون لها اي فائدة ولن تلوي ذراع الجمهورية الاسلامية", وترى
في ذلك مجرد محاولة ميئوس منها لرفع المعنويات لا اكثر ولا اقل, وتؤكد على
ان ثمة ثلاث حاملات طائرات اميركية ستكون قريبا جدا في الخليج العربي وبحر
العرب, فبالاضافة الى الحاملة »دوايت ايزنهاور« الموجودة الان في الخليج
هناك اخرى تابعة للاسطول السابع الاميركي ستبحر من الشرق الاقصى وثالثة,
وهي »هاري ترومان«, قد ابحرت من قاعدتها في نورث فرجينيا متوجهة الى
المنطقة ايضا, وستتولى بالاضافة الى السفن والبوارج الحربية الاخرى - التي
سترسلها بعض الدول الاوروبية- تفتيش السفن الايرانية منعا لتهريب اي معدات
تدخل في تصنيع الاسلحة النووية, او تلك ذات الاستخدام المزدوج, بالاضافة
الى انها ستساهم في عزل ايران وفقا لما ستنص عليه العقوبات الدولية.
تعليقا على ذلك ترى مصادر ديبلوماسية عليا في واشنطن ان" الوكالة الدولية
للطاقة الذرية استنفدت كل الوسائل التي يمكن اتباعها للتحقق من صحة
المعلومات التي تقدمها ايران, وفي كل مرة تجد الوكالة نفسها امام حقائق
جديدة ومعطيات مختلفة عن السابق ما جعل الخبراء يتوصلون الى قناعة بان
الايرانيين يسعون الى اخفاء امر ما ليس بريئا, وهذا في حد ذاته ما دفع ببعض
الدول الى حسم موقفها والتخلي عن ايران, وخصوصا ان هناك تجربة سابقة مع
نظام مشابه من حيث السلوك العدواني مع جيرانه, او مع العالم, وهو نظام صدام
حسين الذي وجد نفسه في نهاية المطاف امام 49 دولة تشارك في حرب تخليص
العالم من استفزازاته وعدوانيته, وخصوصا ان النظام الايراني مرفوض شعبيا في
الداخل, وكذلك هو مرفوض اقليميا ودوليا, فضلا عن رعايته لمنظمات ارهابية
في عدد من الدول العربية وغير العربية, و العالم لن يسمح بوجود كوريا
شمالية ثانية في هذه المنطقة الحساسة اقتصاديا مثيرة للمتاعب".
ولأن العالم يتعلم من الدروس السابقة فقد خضعت العقوبات الجديدة واحتمالات
الحرب الى دراسة مستفيضة, وخصوصا ما يجب ان تكون عليه الحال في ما يتعلق
بالمدنيين, و تأمين الممرات المائية اللازمة لاستمرار تدفق النفط والسلع
الحيوية من وإلى المنطقة.
وفي هذا الشأن تقول مصادر عسكرية اطلسية ان: "ثمة تكنولوجيا عسكرية مختلفة
عما استخدم في السابق تستطيع تحقيق الاهداف من دون الاضرار لا بالقوات
المتحالفة ولا بالمدنيين في الجبهة المراد فتحها في اي مكان في العالم",
وتشير الى ان »المحاولات الايرانية الاخيرة للتسويف واللعب على التناقضات
الاقليمية والدولية هي اقرب الى خلجات المحتضر, وخصوصا ان التعنت الايراني
حفر قبره بيده«.