موسكو، القاهرة ــ الأخبار
مصادر في القاهرة تكشف طلباً إيرانياً لـ“مراقبة عربية” لمنشآتها النووية
أنهت روسيا تسليم إيران أنظمة صواريخ أرض ــ جو من طراز “تور ــ ام 1” بموجب عقد وقّع بين البلدين، في ظل الحديث عن إسقاط الإيرانيين طائرة استطلاع أميركية من دون طيار فوق منطقة غنية بحقول النفط، فيما ذكرت مصادر أن طهران طلبت “مراقبة” عربية لبرنامجها النووي.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي إيفانوف أمس “لقد سلّمنا إيران أنظمة صواريخ “تور ــ ام 1” القصيرة المدى، التي يمكنها إصابة مروحيات وصواريخ عابرة، مؤكداً بذلك انتهاء عملية تسليم هذه الصواريخ التي أعلنت في تشرين الثاني. وأضاف ان “إيران لا تخضع لأي عقوبات دولية”، مشدداً على أن بلاده مستعدة “لمواصلة تعاونها مع إيران”.
وكانت طهران قد وقّعت في كانون الأول 2005 ، عقداً مع موسكو، لشراء 29 من أنظمة الصواريخ من طراز “تور ــ ام 1” بقيمة 700 مليون دولار، ما أثار قلقاً بالغاً لدى الولايات المتحدة، التي طلبت من روسيا إعادة النظر في هذه الصفقة، وخصوصاً أن عملية التسليم تأتي في ظرف دولي مشحون نتيجة رفض طهران تعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
وكانت واشنطن قد أقرّت نهاية أيلول قانوناً ينص على فرض عقوبات على الدول، التي تتعاون في البرنامج النووي الإيراني أو التي تزود إيران بأسلحة تتطلب تكنولوجيا متطورة أو صواريخ.
وفي هذا السياق، نقلت وكالة “فارس” الإيرانية عن ممثل خوزستان في البرلمان الإيراني نظام مولى حفيظي أن العسكريين الإيرانيين تمكنوا من إسقاط طائرة استطلاع أميركية تعمل من دون طيار في سماء منطقة الحقول النفطية في أزاديغان قبل عدة أيام، موضحاً أن الولايات المتحدة تطلق الآلاف من هذه الطائرات في المنطقة المذكورة.
الى ذلك، أكدت مصادر مسؤولة في الجامعة العربية لـ“الأخبار”، أن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى تلقى رسالة رسمية من وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي تتضمن دعوة، هي الأولى من نوعها، لقيام وفد من المراقبين العرب، خلال شهر شباط المقبل، بجولة في المنشآت النووية الإيرانية للتأكد من أن استخدامها مقصور على الأغراض السلمية.
وقالت المصادر إن موسى بصدد إطلاع وزراء الخارجية العرب على فحوى العرض الإيراني، بانتظار التشاور حول تأليف الوفد، الذي سيضم مسؤولين من الأمانة العامة للجامعة العربية، بالإضافة إلى خبراء ترشّحهم دولهم الأعضاء في الجامعة.
ورأت المصادر أن الدعوة التي وجهتها إيران للجامعة العربية بالإضافة إلى العديد من المنظمات الإقليمية والدولية تستهدف مواجهة الحملة الدعائية التي يتعرض لها البرنامج النووي الإيراني من قبل الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية.
من جهته، نقل القائم بالأعمال المصري في إيران عمر أحمد عبد المجيد الزيات، إلى رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران علي أكبر هاشمي رفسنجاني خلال لقائه أمس، رسالة رسمية مفادها أن مصر لن تشارك في أي تجمع يهدف إلي إضعاف إيران.
وقال الزيات “إن علاقات طهران والقاهرة شهدت مسيرة إيجابية خلال العام الأخير، وعلينا أن نسعى لفتح باب علاقات حقيقية”.
بدوره، شدد رفسنجاني على أن طرح قضايا مثيره للخلافات يحول دون تنمية العلاقات الإيرانية ــ المصرية، لافتاً إلى أن “قيام البلدين باتخاذ مواقف شفافة وموثوقة سيزيل سوء الفهم بينهما”.
ورأى أنه إذا اتخذت إيران ومصر والسعودية وسوريا مواقف منسقة بإمكانها حل كثير من مشاكل المنطقة، وخصوصاً في العراق ولبنان وفلسطين، مشدداً على أن هناك مؤامرة لإثارة الفرقة بين المسلمين ويتحتم على دول المنطقة أن تكون يقظة للتصدي لها.
على صعيد آخر، شدد أمين مجلس أمناء الدستور أحمد جنتي على أن “أية قوة لن تستطيع إركاع الشعوب التي توحد صفوفها”. وأشار، خلال استقباله السفير الهندي في طهران مانبير سينغ، الى زيادة الكراهيه لدى شعوب العالم إزاء السياسة الأميركية، ورأى أن مواصلة واشنطن لهذا النهج “يعدّ عاملاً لهزيمتها في المنطقه”.
عدد الأربعاء ١٧ كانون الثاني ٢٠٠٧
المصدر:http://www.al-akhbar.com/ar/node/19119