وأكد أن عملاء المخابرات المصرية يدينون لبلدهم بالولاء، وهذا في حد ذاته
إعجاز نجح رجال المخابرات المصرية فيه، مشيرا إلى أنه قابل رأفت الهجان في
بداية الثمانينات، ونفي خلال مقابلته معه أن يكون عميلا مزدوجا كما أشاعت
الصحف الإسرائيلية.
وقال إن الهجان كان عميلا مصريا يدين بالولاء لبلده، لكن الصحف الإسرائيلية
حاولت تحطيم أسطورته، استنادا إلى حوار جرى في المغرب بين حسن التهامي
نائب الرئيس الراحل أنور السادات ووزير الخارجية الإسرائيلي موشي ديان عام
1977.
ونسبت إلى التهامي قوله لديان، إنه كان يعرف أن لمصر عميلا بإسرائيل على
درجة كبيرة من الخطورة وظل هناك لأعوام طويلة، وأرسل إلى مصر تقارير مضلله
عن الهجوم الإسرائيلي المتوقع على الجيش المصري عام 1967، وقبل أن يجيب
ديان سأله التهامي: هل كان جمال عبد الناصر شريكا لكم في تلك الفترة، وإلا
كيف وقعت الهزيمة، وهو يعرف موعد الهجوم الإسرائيلي؟
ولكي تحبك الصحف الإسرائيلية الرواية الكاذبة، أشارت إلى أن ديان لم يرد
على التهامي لأنه كان يعلم الحقيقة وهي أن انتصار إسرائيل في حرب 1967 تحقق
بعملية مخابرات محكمة شارك فيها عميل مزدوج لعب دورا ضد المخابرات المصرية
خلال الفترة ما بين عامي 1957 و1967.
وأكد كاسترا أنه التقى في عام 2000 الكاتبين الإسرائيليين إيتان هابر ويوسي
ملمن، اللذين ألفا كتاب "الجواسيس" وأكدا فيه أن الهجان كان عميلا للموساد
الإسرائيلي، وزعما أنه قدم خدمات جليلة لإسرائيل، وأن إسرائيل قررت في حرب
1956 تعزيز مكانته عند المخابرات المصرية، فجعلته ينقل إليها معلومات مهمة
وصحيحة لكنها ليست خطيرة، وهي أن أجواء حربية تسود إسرائيل.
وقبل أيام من الحرب، أبلغ مصر بطلب من المخابرات الإسرائيلية أن إسرائيل
بدأت تجند جيش الاحتياط، وأن جنودا بريطانيين وفرنسيين كثيرين يشاهدون في
شوارع إسرائيل، وشبت الحرب بعد أربعة أيام من وصول معلومات الهجان إلى
القاهرة وقد حققت هذه الخدعة هدفها فرفع المصريون مرتب الهجان وزادت ثقتهم
به وأصبحوا يثقون بكل ما ينقله إليهم، على حد قولهما.
وأكد أن المؤلفين ذكرا في كتابهما أن حرب 1956 كانت تمهيدا لخداع أكبر تم
بعد ذلك لـ 11 عاما، وتحديدا في يونيو 1967، حيث كانت مصر تبحث عن أي
معلومات عن خطط الحرب الإسرائيلية، ونقلت إسرائيل ما تريد أن يعرفه
المصريون بواسطة الهجان، فقد توصل إلى أن إسرائيل لا تنوي شن الحرب قريبا،
وأنها لا تنوي توجيه ضربه إلى القوات المصرية التي دخلت سيناء بعد عبور
قناة السويس.
لكن كاسترا ينفي أن يكون الهجان "عميلا" لإسرائيل كما يزعم الكاتبان، وقال
إن المخابرات المصرية زرعت في نفس توقيت زراعة الهجان في تل أبيب عميلين
آخرين خلال الفترة ما بين عاميي 1965 و1967، ومعني أن العملاء الثلاث بما
فيهم الهجان يجمعون على صحة معلومة واحدة، فهذا يعني أنه ليس عميلا
لإسرائيل.
وقال إن إسرائيل نسجت هذه الرواية انتقاما من المخابرات المصرية التي
استطاعت تجنيد الهجان في إسرائيل لمدة عشرين عاما، كما أن المخابرات
الإسرائيلية ليست من عادتها الانتظار طويلا قبل كشف العملاء المزدوجين.
وأشار أن العميل المزدوج هو جاسوس يعمل لحساب دولتين في وقت واحد، وغالبا
ما تكون حياته رهنا لأي خطأ بسيط قد يقع فيه دون قصد، وهو أغنى أنواع
الجواسيس لأنه يتقاضى أجرا من الطرفين، وأيضا أكثرهم ذكاء.
وأكد أن أشهر مدارس الجاسوسية في العالم هي المدرسة السوفيتية والأمريكية
والألمانية والإنجليزية.
وأشهر من قام بهذا جورج بليك الدبلوماسي الإنجليزي، الذي كان عميلا
للمخابرات البريطانية في ألمانيا، أثناء الحرب العالمية الثانية، لكنه في
نفس الوقت كان شيوعيا وقام بالتجسس لحساب روسيا لمدة طويلة، وأيضا
الكولونيل كالدين أشهر جاسوس مزدوج أثناء الحرب العالمية الأولى، وقام
بمهمة الجاسوس المزدوج بعلم بلده روسيا في ألمانيا.