أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
موضوع: رد: معركة الفاو ( حينما حررنا ارضنا وهزمنا ايران ) الثلاثاء 15 أكتوبر 2013 - 21:59
أقدم تحياتي للجيش العراقي البطل الذي أذهل العالم بجرأته وقدرته الكبيرة على أخذ عدوه على حين غرة ويجب أيضا أن نحيي المدفعية العراقية التي أثبتت نفسها في كافة حروبها الحديثة لقد كان لها دور كبير في حسم تلك المعركة
موضوع: رد: معركة الفاو ( حينما حررنا ارضنا وهزمنا ايران ) الجمعة 26 يونيو 2015 - 20:10
صدام الذي تترحمون له ضباطه واتباعه يقودون داعش في العراق ولا داعي للشراح اكثر ولاتنسوا ما فعله باهل الجنوب ..البعض عايش في نعيم خارج العراق ويترحم الصدام هع اما ايران ..ففي الوقت الذي بدأت داعش بجرائمها كل الدول العربيه الشقيقه قالت هؤلاء ثوار عشار واكتفت بالمشاهده والانتضار والبعض اخذ بمساعدتهم .. وايران الوحيده التي دعمت العراق .. فكيف لا اكون ممتن لها ..ولكن لايصل الامر الئ ولاء لها
موضوع: رد: معركة الفاو ( حينما حررنا ارضنا وهزمنا ايران ) الخميس 20 أغسطس 2015 - 11:41
الله الله يا عراق ...... لن انسى وسابقى اتكلم دائما ان لحم اكتافنا من خير العراق .... عراق صدام حسين الشهيد .... عراق الجيش العراقي البطل .... عراق الخير والعروبه ........ هناك مقبره لشهداء الجيش العراقي في فلسطين واخرى بالاردن بمحافظة المفرق كان يزورها الشهيد وكل مسؤول عراقي ياتي لزيارة الاردن لقراءة الفاتحه على ارواح الشهداء وهناك اخرى في سوريا ..... عراق صدام حسين كان الحامي والنصير للامه العربيه ....... كلما ذكر العراق او صدام حسين هنا في الاردن نبكي على الماضي الجميل ..... رحم الله الشهيد فالعراق مات بموت الشهيد
موضوع: رد: معركة الفاو ( حينما حررنا ارضنا وهزمنا ايران ) الخميس 20 أغسطس 2015 - 22:27
اقتباس :
مصر : مصر ارسلت 2600 مقاتل من سلاح الصاعقة وصواريخ سكود بي المطورة او صواريخ صقر ولقد قامت هذة القوات بعمل غير وجة المعركة حيث كانت القوات العراقية متعثرة في بعض الاهداف الاستراتجية من الخطة .
الخطة تم وضعها بالتعاون مع القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية .
كما ان مصر نقلت تكتيكات العبور والمناورة المستفادة من عبور القناة وخط بارليف مما ساعد في تحرير مدينة البصرة للعراقيين .
لا يوجد اي دليل على اشتراك مصر في هذه المعركه
اقصى مساعده قدمها المصريون للعراق هي المساعده في مجال الاستخبارات وفي تقديم بعض الدروس لقاده القوات الخاصه العراقيه
اما بخصوص السلاح والعتاد فكان العراق يشتريه وبأثمان غاليه من مصر
فحسب الفريق الركن وفيق السامرائي كانت مصر تبيع قذيفة مدفع 130 ملم للعراق ب 600 دولار وصاروخ راجمة غراد عيار 122 ملم ب 1000 دولار وكان العراق مضطرا للشراء لوجود حظر عليه " كتاب حطام البوابه الشرقيه لوفيق السامرائي صفحه 127 "
اما الفريق اول الركن نزار الخزرجي فقال ان مصر باعت للعراق دبابات عاطله من طراز T-54 و T-55 كما ورد في مذكراته
اما التخطيط لهذه المعركه فكان عراقيا وفقا لشهاده القاده العراقيين التاليه اسمائهم :
موضوع: رد: معركة الفاو ( حينما حررنا ارضنا وهزمنا ايران ) السبت 25 يونيو 2016 - 11:26
mkd_1971m كتب:
هل كانت المعركة من تخطيط الفريق الركن نزار الخزرجي رئيس الاركان في حينها
سأقتبس لك جزءا من مذكرات الفريق الركن نزار الخزرجي الخاص بالمعركه بالكامل " هديه لك ولباقي اعضاء المنتدى ولتبيان الحقائق بعيدا عن بعض الشوائب الاعلاميه " :
الجزء الاول ======
الفاو أولى معارك التحرير «رمضان مبارك» 17/4/1988
أغفلت القيادة العامة الأهمية الاستراتيجية لشبه جزيرة الفاو، ولم تخصص قوات كافية للدفاع عنها، كما لم تفطن الاستخبارات العسكرية لاتجاه التعرض الرئيس المتوقّع للعدو في القاطع الجنوبي، إذ كانت تُصِر على أنه سيستهدف الفيلق السادس باتجاه القرنة مع هجمات ثانوية على الفيلق الثالث باتجاه البصرة جنوبًا، وستطال الفيلق الرابع باتجاه العمارة من الشمال، الأمر الذي دفع الأركان العامة إلى تعزيز هذه المواضع وحشد قوات الضربة المدرعة والآلية خلفها. أحدث هجوم العدو على الفاو، الذي أطلق عليه اسم عمليات «والفجر 8»، مفاجأة للقيادة العامة والاستخبارات والأركان العامة، واستهدف العدو منه تحقيق الأهداف التالية:
- الاستيلاء على شبه جزيرة الفاو والاحتفاظ بها، وعزل العراق عن الخليج العربي. - تشكيل قاعدة رئيسة له لشن هجماته شمالًا للاستيلاء على مدينة البصرة، وعلى حقول نفط المنطقة الجنوبية. - عزل العراق وقطع مواصلاته مع الكويت، وإجبار الأخيرة على إيقاف تعاونها مع العراق بعد أن أصبحت قواته على حدودها. - تغذية ومساعدة التحركات والعمليات المناهضة للسلطة من جانب عملائه في الجنوب والأهوار.
في ليلة ممطرة من شباط/فبراير 1986 عبرت المئات من الزوارق المحملة بقوات العدو في موجات متتابعة شطّ العرب، واكتسحت الدفاعات الهزيلة في منطقة الفاو، واحتلت بساتين النخيل غرب النهر، واندفعت صباح اليوم التالي غربًا لاحتلال شبه الجزيرة، والسيطرة على ميناء أم قصر الواقع على خور عبد الله. في اجتماع للقيادة العامة في الليلة الثالثة من الغزو كانت الاستخبارات لا تزال تؤكد أن ما يحدث في الفاو هو هجوم ثانوي للمخادعة، وأن الهجوم الرئيس سيكون على الفيلق السادس في القرنة!! - «إن ما يحدث في الفاو هو الهجوم الرئيس». قال الرئيس صدام حسين المجيد القائد العام. «ادفعوا فورًا كافة القوات لإيقافهم ، وطردهم من الفاو». لم تستطع قواتنا طردهم خارج شبه الجزيرة، لكنها أوقفتهم في المملحة وقنوات الإغمار بهجمات ومعارك استمرت أشهرًا تكبَّد فيها الطرفان عشرات الآلاف من القتلى والجرحى.
في 24/3/1988 عُقد اجتماع في القيادة العامة بحضور الرئيس صدام حسين القائد العام ونائبه وزير الدفاع ورئيس هيئة التصنيع العسكري المشرف على الحرس الجمهوري حسين كامل ورئيس الأركان ومعاونه للعمليات ومدير الاستخبارات العسكرية العامة. عرض رئيس الأركان خطة التحرير، ومدى تكامل واستعداد القطعات التي ستنفّذها في التدريب والتجهيز، كما تطرق إلى العمليات التي خططنا لتنفيذها من عمليات للإنزال البرمائي وإبرار سمتيّ، وعمليات خاصّة أخرى عند الحاجة إليها، وإلى نيّتنا تشكيل خلية تنسيق مشتركة بإشراف الأركان العامة من القوات الجوية والبحرية وطيران الجيش والمدفعية والصواريخ، للتخطيط لعمل مشترك لكافة الأسلحة المشتركة في عملية التعرّض في الفاو. وأوضح رئيس هيئة التصنيع العسكري حجم المعدات والتجهيزات التي أُنجز تصنيعها أو تأمينها لعملية التحرير، مؤكدًا أن ما تبقّى سيجري تأمينه قبل التنفيذ.
أما مدير الاستخبارات فبيَّن العمل الدائب لخداع العدو الذي يجري تصعيده مع اقتراب موعد التنفيذ، مثل المعلومات المضللة التي تبثها أجهزته المختلفة لتُلتقط ويستلمها العدو، وحركة أرتال وقطعات بين الجبهات لإرباكه. وذكر لنا أنه اتفق مع رئيس الأركان على تنفيذ عملية أو أكثر في جبهات أخرى لمخادعة العدو قبيل تنفيذ عملية التحرير. واختتم القائد العام الاجتماع بتأكيده جملة من الأمور منها: - عدم تبليغ أو إشعار أي جهة غير المجموعة التي تعمل على إنجاز الخطة وقائدي الحرس الجمهوري والفيلق السابع اللذين ستنفّذ قطعاتهما العملية.
- يُبلغ قادة الفرق وآمرو التشكيلات المُنفِّذة بواجباتهم في توقيتات تُحدد قبل التنفيذ، بعدها تُمنع اتصالاتهم وتُراقب. - يؤجل العمل بخلية التنسيق المشترك بين الأركان العامة وقيادات الأسلحة الأخرى إلى الأسبوع الأخير للتنفيذ. - تابعوا إكمال متطلباتكم من معدات وتجهيزات من النواحي كافة، وتأكدوا من جاهزيتها قبل التنفيذ بفترة ملائمة. تتابعت اجتماعات القيادة العامة برئاسة القائد العام، وأخرى برئاسة نائب القائد العام، واجتماعات أخرى برئاسة رئيس أركان الجيش لمتابعة التحضيرات وإنجاز تفاصيل الخطة. في 13/4/1988 عُقد اجتماع برئاسة القائد العام، وحضور نائبه ورئيس أركان الجيش ومعاونه للعمليات ومدير الاستخبارات العسكرية والمشرف على الحرس الجمهوري حسين كامل وقائدي الفيلقين: الحرس الجمهوري الفريق إياد فتيح الراوي، والسابع الفريق ماهر عبد الرشيد، وقادة القوات الجوية والبحرية وطيران الجيش. وفي هذا الاجتماع عُرضت الخطة وشرحها رئيس أركان الجيش بالتفصيل من الاتجاهات إلى الصفحات والتوقيتات والأهداف لكل فيلق، فكان ساحل خور عبد الله حتى الطريق الاستراتيجية خارج جبهة فيلق الحرس الجمهوري، وهدفه النهائي ناحية الخليج ورأس البيشة. وتكون الفاو أسبقية أولى في حالة تأخر أو تعثر الفيلق السابع، والطريق الساحلية داخل حتى الضفة الغربية من شطّ العرب في جبهة الفيلق السابع، وتكون الفاو هدفه النهائي، وفي حالة تأخر الحرس أو تعثُّره تبقى الفاو هدفه بأسبقية أولى، وناحية الخليج ورأس البيشة بأسبقية ثانية.
أكدتُ مرة أخرى مرونة تغيير أهداف أي من الفيلقين في حالة تأخر أحدهما، وفي كل الأحوال تكون الفاو أسبقية أولى لمن يصل أولًا. وأوضحتُ أننا قد حسبنا لكل صفحة 4 ساعات، وساعتين لإعادة التنظيم، وساعتين للاحتياط، ففي اليوم الأول سنكمل الصفحتين قبل حلول الظلام، وفي اليوم التالي سنستأنف تعرّضنا لاحتلال الفاو وبقية شبه الجزيرة. وبيّنتُ أين ومتى سننفّذ عمليات الإنزال البحري والسمتيّ في حالة الحاجة إلى تسهيل تقدّمهما باتجاه أهدافهما، وما هي واجبات القوات الجوية والبحرية وطيران الجيش. وأبلغتهم بيوم الهجوم وساعة الشروع، كما حدَّدت لهم توقيتات تبليغ قادة فرقهم وآمري تشكيلاتهم بموعد الهجوم. أخيرًا سألت إن كان لأي منهم أي استفسار؟ واختتم الرئيس الاجتماع بالقول: «إذًا اتكلوا على الله». في 15/4/1988 اجتمع رئيس أركان الجيش بآمري الصنوف المعنية، وتم تبليغهم بيوم الهجوم وساعة الشروع.
طبيعة المنطقة
تقع شبه جزيرة الفاو جنوب شرق مدينة البصرة، تبعد عنها نحو 90 كلم، وتُشكّل الامتداد البحري الذي يُطل منه العراق على الخليج العربي. يحدّها من الشرق شطّ العرب ومدينة عبدان في الجانب الإيراني، ومن الغرب خور عبد الله وجزيرتا وربة وبوبيان وميناء أم قصر العراقي.
أرض الفاو بشكلٍ عامٍّ رخوة وسبخة ذات مستوى مياهٍ جوفيةٍ عالٍ، تصبح عند تساقط الأمطار أشبه بالمستنقعات، وتغمر المياه الضحلة أجزاء كبيرة منها، عدا المناطق المحاذية لشطّ العرب حيث تمتد بساتين النخيل على شريط طويل، وبعرض يتراوح بين كيلومتر واحد وكيلومترين. تُسقى هذه البساتين من أنهار صغيرة متعامدة على شطّ العرب تستمد منه مياهها بظاهرتي المد والجزر، وتدعى محليًّا بالأحوازات.
تتوسط شبه الجزيرة منطقة المملحة التي أنشئت من سداد وسواتر ترابية متقاطعة لحجز المياه وإنتاج الملح، بعد تبخر مياهها التي تستمدها من البحر، وتُدَوّر عليها المياه بواسطة قناتين عرفتا باسم قناتي التغذية.
يخترق شبه الجزيرة عددٌ من الطرق المعبدة والصالحة للتنقل في المواسم كلها، تربطها الطرق بكلٍّ من البصرة وميناء أم قصر. أقدمها هي طريق البصرة - الفاو التي تمرّ عبر بساتين النخيل، ثم الطريق الجديدة التي تحاذي وتوازي بساتين النخيل من الغرب، ويشق وسط شبه الجزيرة الطريق الاستراتيجية التي تمتد بمحاذاة خطّ أنابيب النفط، وأخيرًا الطريق الساحلية المطلة على خور عبد الله التي تربط الفاو بميناء أم قصر ثم البصرة، وتلتقي كلها شرق مدينة الفاو في ما يدعى بعقدة الطرق.
لقيادة القوات البحرية قاعدتان لإطلاق صواريخ سطح - سطح: القاعدة الأولى الرقم 71 شرق المملحة على ساحل خور عبد الله، والقاعدة الثانية الرقم 81 تقع إلى الشرق من القاعدة الأولى. مناخ الفاو حار جدًا، ورطوبته عالية معظم أيام السنة، وشتاؤه قصير وأمطاره قليلة. والفاو منفذ العراق الوحيد إلى البحر، ومنطقة وصله للعمل في مياه الخليج العربي، وتمتد منه أنابيب نقل النفط إلى الجزر الاصطناعية التي أقامها العراق في الخليج العربي لاستقبال حاملات نقل النفط العملاقة في خور العمية (الميناء العميق)، وفي خور عبد الله حيث أنشئ ميناء البكر العميق.
الاستحضارات
في اجتماع القيادة العامة (3/10/1987) عرض رئيس أركان الجيش فكرة العمليات، وتصميمه الأولي لمعركة تحرير الفاو، والقيادات التي ستشارك فيها، والموعد التقريبي لتنفيذها، وبعد أن أقرها القائد العام، وأصدر توجيهه باعتماد خطط مخادعة على مستوى الدولة والقوات المسلحة، عملت رئاسة الأركان ومعاونيّة العمليات ومديرية الاستخبارات العسكرية وهيئة التصنيع العسكري على إعداد خطط الاستحضارات، وفق جداول وتوقيتات محددة شملت:
- تفرّغ قيادات فرق وتشكيلات الحرس الجمهوري، والفرقة المدرعة السادسة، وعدد من تشكيلات الفيلق السابع للتدريب، وإكمال نواقصها من الأشخاص والمعدات، وإجراء تدريبات وحداتها وتشكيلاتها لزيادة قدراتها وكفايتها القتالية، والعمل وفق السياقات الصحيحة لكل صفحات المعركة مع التركيز على صفحتي التقدم والهجوم. - إنشاء مسارح عمليات مطابقة لتلك التي ستقاتل عليها، وإجراء التدريبات والممارسات عليها، والعمل بأحوال المعركة المتوقّعة نفسها. وأنشأ الحرس الجمهوري مسرح عمليات مشابهًا لمواضع العدو في جبهة الفاو في منطقة تقع جنوب مدينة العمارة وعلى بعد نحو 100 كلم من البصرة. وتدرّبت تشكيلات الفيلق السابع في مناطق مشابهًا لجبهته، بعيدًا إلى الشمال من مواضعه المواجهة للعدو. وتدرّبت ألوية المشاة البحرية شمال ميناء أم قصر، وألوية القوات الخاصّة للحرس الجمهوري على عمليات الإنزال السمتيّ في مناطق خلفية قرب القواعد الجوية. وسُميّت العوارض والأهداف في المسارح التي أنشأوها باسم الجبهة الشمالية، فمثلًا الفاو أصبحت حلبجة، والمملحة تسمى دربندخان، وشطّ العرب نهر السيروان، وهكذا تحسبًا لترداد الأسماء الحقيقية، ولإعطاء الانطباع للوحدات والتشكيلات المشتركة في التدريب أن العمل المقبل سيكون في الجبهة الشمالية.
- أُجريت الاستطلاعات لقادة فرق وآمري تشكيلات الحرس الجمهوري في جبهة الفاو تحت غطاء إمكانية تكليفهم بالهجمات المقابلة في حالة خرق العدو مواضعنا الدفاعية في الفاو. - قمتُ مع قائد الفيلق السابع باستطلاع تفصيلي لقاطع فيلقه حتى حجابات الوحدات الأمامية لتكوين صورة واضحة لخطوط المواجهة الأمامية لقطعاتنا والعدو. - أجرينا وهيئات الركن العديد من الدراسات للمناطق الصالحة لعمليات الإنزال البحري التي ننوي القيام بها، ومدى تأثير ظاهرة المد والجزر في عملية الإنزال وتوقيتاتها، وطبيعة الساحل الطيني وتحديدها حركة قوات الإنزال. هبطنا بمروحية سمتيّة في جزيرة وربة الكويتية لاستطلاع شاطئها المشابه لمناطق الإنزال المحتملة، ومنها شاهدنا بوضوح سواحلنا التي يحتلها العدو الإيراني، واحتجّت الحكومة الكويتية على هذه الحادثة فادّعينا أنها حدثت عن طريق خطأ غير متعمدٍ. - حضرنا عددًا من التمارين التي تجريها التشكيلات والفرق المكلفة بالتنفيذ، ومعظمها بالعتاد الحقيقي وفي أحوال مشابهة للمعركة الحقيقية، وأبدينا الملحوظات على أدائها. - أجرت مديرية المدفعية دراسات تأثير قذائف المدفعية في المستنقعات والأراضي الرخوة، وعن الأساليب الملائمة لمعالجة السواتر الترابية التي يدافع بها العدو، وعن معالجة الملاجئ الكونكريتية فيها. وكانت تعليمات المديرية لكتائب التشكيلات بأن تعتمد رمي الانفلاقات الجوية للحصول على أكبر تأثير، ومعالجة السواتر الدفاعية المعادية بالرمي الخطي لكتائبها، وبتدمير أبراج المراقبة المعادية بالانفلاقات الجوية أيضًا، والملاجئ الكونكريتية برمي الدبابات المباشر وبمدافع مقاومة الدبابات. - قامت مديرية الهندسة العسكرية والتصنيع العسكري بدراسة تسهيل عمل المشاة والآليات في الأراضي الرخوة، فأوصت باعتماد الحصائر (الحصران) ودعامات الفوم والوسائد لأحذية الجنود، والعجلات القلابة لنقل الحصى والرمل (السبيس Sub Base) لمساعدة حركة العجلات، والجسور الخفيفة لعبور الأحوازات والمناطق المغمورة، وقامت هيئة التصنيع العسكري بتصنيعها وتأمينها. - أجرت دائرة العمليات دراسة تخص تحشد القطعات المكلفة بالصفحات اللاحقة من الهجوم، لتصل إلى ساحة المعركة في الوقت الملائم لتنفيذ واجبها، وبحساب الوقت والمسافة. فقررتُ حشد القطعات المكلفة بالصفحة الثانية خلف قاطع الفيلق السابع بمسافة كافية، وقطعات الصفحة الثالثة في قاطع الفيلق الثالث كي لا يكشف العدو نياتنا في الهجوم. -أُجريت دراسات في دائرة العمليات بمشاركة الهندسة العسكرية والقوة الجوية وطيران الجيش عن إمكانية تدمير جسر الأنابيب الذي يربط ضفتي شطّ العرب، الذي يستخدمه العدو لتنقل وإدامة قواته في شبه الجزيرة. أنشئ هذا الجسر من كتل تتألف من 10 - 12 أنبوبًا كونكريتيًا بعرض الجسر، وتمتد الأنابيب من قعر النهر إلى سطحه محسوبًا ارتفاع المياه عند المد، وجرى لَحم كل كتلة بالكامل، وكذلك لَحم الكتل بعضها مع بعض، ودرست أفكار عديدة لتدميره، منها أن يضع رجال الضفادع البشرية متفجرات أسفل الجسر، أو أن يفجره رجال الهندسة العسكرية بواسطة الطوربيدات، وتقرر أخيرًا أن يُدمر بالقوة الجوية بضربات متعاقبة بنوع خاص من القنابل. - اقترحت رئاسة الأركان تشكيل خلية تنسيق الإسناد الناري من ممثلي دائرة العمليات - القوة الجوية - طيران الجيش - المدفعية - وآمرية الصواريخ أرض - أرض، لتنسيق نوع وحجم وكثافة الإسناد الناري المطلوب، وتحقيق أقصى تأثير وفق المديات والقدرات. ووافق القائد العام على استحداثها وعُمل بها لاحقًا في المعارك كلها. - قامت هيئة التصنيع العسكري بجهد جبار لتهيئة وتأمين وصناعة ما احتاجته القطعات في هذه المعركة والمعارك اللاحقة من عشرات الآلاف من المعدات والتجهيزات المختلفة.
المخادعة
كانت مخادعة العدو أحد أهم الأمور التي نبّه إليها القائد العام لتأمين مباغة العدو وأطراف أخرى تريد استمرار الحرب واستنزاف قدرات الطرفين إلى أقصى الحدود، وما نذكره أدناه هو بعض ما عملناه وقمنا به لتأمينها:
- قامت مديرية الاستخبارات العسكرية العامة بتسريب معلومات حرصت على أن يسترقها العدو ويحصل عليها بوسائل متعددة، أوهمته من خلالها بأن القيادة السياسية والعسكرية تخصص كل جهدها وقدراتها لمواجهة الخطر المُحدق في المنطقة الشمالية بعد سقوط حلبجة، واستمرار المعارك العنيفة في دربندخان، وبأن مخاوفها تزداد من احتمال استهداف العدو كركوك وحقول النفط فيها، في حالة استمرار هجماته. ولإعطاء الصدقية لهذه التسريبات حركت العديد من أرتال القطعات المنتعشة إلى الشمال، وأعُيدت أرتال القطعات المتضرِّرة إلى الجنوب، وكان تسريب المعلومات وحركة الأرتال يتصاعدان باقتراب موعد معركة الفاو.
- قامت استخبارات الفيلق السابع في الجنوب بتسريب برقيات ورسائل تشير إلى أن الفيلق يشاهد تحركات غير طبيعية لقوات العدو في جبهة الفاو، وأن قواته غير كافية في حالة هجوم العدو، ويطلب تعزيزات لتقوية دفاعاته كما يرغب في قطعات منتعشة لتبديل بعض قطعاته المُتعبة، وكان الغرض من ذلك تبرير إدخال قوات إضافية مخصّصة للتعرض المُقبل في حالة شاهدها العدو.
- استكمالًا لخطط المخادعة، وقبيل تنفيذ معركة التحرير ببضعة أيام، أوعزنا إلى قادة الفيلق الثاني في القاطع الأوسط بالقيام بعملية تعرضيّة في قاطعه لاستعادة عارضة سانوبا، وطلبنا منهم إعداد خطط نارية مكثفة لإسناد هجومهم، وأن يقدموا لنا حاجاتهم من الجهد الجوي والسمتيّ لإسناد عملياتهم. وشرع الفيلق بهجومه لاستعادة العارضة بإسناد ناري مؤثّر، وضربات جوية لاحتياطات العدو ومدفعيته، وإسناد سمتيّ لقطعاته الصائلة. وتمكَّنت قواته من احتلال معظم العارضة في اشتباكات غاية في العنف، إلّا أن تصلّب مقاومة العدو بعد وصول بعض تعزيزاته في الساعات الأخيرة من النهار، وتحسبًا لتكبّد خسائر لا مبرر لها، وخلافًا لرغبة قائد الفيلق الذي كان يريد الاستمرار في هجومه أمرنا بإيقاف الهجوم، وسحب القطعات الصائلة إلى قواعدها، وأبلغناه أن يتهيّأ لشنّ هجومٍ آخر في وقت سنحدِّده في ما بعد.
- كان الرئيس في لقاءاتنا في القيادة العامة التي نناقش فيها بعض الأمور الدقيقة والحساسة من مفاصل الخطة يتعمد أن يكتب استفساره أو ملاحظاته على ورقة ويطلب الإجابة كتابة أيضًا، ومن دون كلام، إذ كان يخشى أن يُسترق السمع إلينا، كما كنا نعقد (رئيس الأركان وبعض ضباط العمليات والقادة) لقاءاتنا لمناقشة الخطط والتحضيرات في بيوت آمنة خارج وزارة الدفاع ورئاسة الأركان، وكنا نحضرها بملابس مدنية لا تسترعي النظر، وبعضنا حضرها بالملابس العربية التقليدية، وكنا نقوم على خدمة أنفسنا لضمان السرية والكتمان.
- في اليوم الأخير قبل التنفيذ انتقل معظم أعضاء القيادة العامة، وفي مقدّمهم النائب العام وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش ومعاونه للعمليات ومدير الاستخبارات العسكرية وضباط ركن آخرون إلى المقرّ المتقدّم للفيلق الأول في السليمانية، وحضّرنا إيجاز قائد الفيلق الموقف في غرفة العمليات على خريطة كبيرة عُلقت في صدر القاعة. وكان الجميع يتابع الإيجاز باهتمام بالغ، وملامح الجدية والوجوم على وجوههم. وصوّر اللقاءَ فريقُ تصوير مديرية التوجيه السياسي، وأُعيد فورًا مع الفيلم بطائرة سمتيّة إلى بغداد، وعُرض في نشرات الأخبار من تلفزيون بغداد الذي يُشاهد بوضوح في مناطق عديدة من إيران. عاد بعدها أعضاء القيادة العامة إلى كركوك بالسمتيّات، ومنها بالطائرات إلى بغداد. وفي مساء اليوم نفسه التقيتُ القائد العام أنا ومعاون العمليات ومدير الاستخبارات، على ضفاف بحيرة أحد قصور الرئاسة في الرضوانيّة حيث أكدتُ له أن كل شيء جاهز وفق ما خُطّط له، وسننطلق ليلًا إلى مقرّ القيادة العامة المتقدّم في منطقة الأثل قرب الزبير جنوب البصرة.
- في الساعة 21.00 أقلعنا على متن طائرتي فالكون 50 من مطار المثنّى في بغداد باتجاه كركوك، وحالما حلّقت الطائرة ذهبت إلى قائدها وأخبرته بتغيير الاتجاه إلى مطار الشعيبة في البصرة، وأمرته ألّا يُفصح عن هوية الراكبين حتى وصولنا. وبعد وصولنا استدعيت آمر القاعدة، وأخبرته أننا هنا لإجراء فحص فوري ومفاجئ لقطعات وقيادة الفيلق السابع، وطلبت منه منتهى الكتمان، وأن يُنسب ضابط استخبارات القاعدة ليكون في بدالة القاعدة لنضمن عدم تسرب خبر وصولنا، وأن يُهيّئ لنا عجلات لنقلنا إلى مقرنا المتقدّم. التفت مدير الاستخبارات في أثناء ذلك ليسأل مرافقي المتدثر بثيابه الشتوية: «أين نحن الآن؟»، فأجابه متعجبًا: «يُفترض أننا في القاعدة الجوية في كركوك، لكن هذه ليست كركوك». - في الساعة 23.00 فُتح مقرّ القيادة العامة للقوات المسلحة في مقرها المتقدّم حيث بدأت عجلة معركة تحرير الفاو بالدوران.
العدو
سبقت هجوم العدو على شبه جزيرة الفاو في عام 1986 استعدادات كثيرة، حيث اشترى وصنّع عددًا كبيرًا من الزوارق ومعدات التجسير والجسور العائمة، وأجرى تدريبات مكثفة على عمليات الإنزال البرمائي في بحر قزوين المحاذي للاتحاد السوفياتي، وشكّل وحدات كوماندوز برمائية وبدأ باستعداداته هذه منذ منتصف عام 1985. خاطب الخميني «حرس ثورته» قائلًا: «كانت الفاو مركزًا للإساءة إلى الإسلام، فاذهبوا وخذوا الفاو، ودافعوا عنها لأن الدفاع عنها هو دفاع عن الشعب العراقي وعن الإسلام». وبعد احتلالها صرّح علي خامنئي: «إذا ما تمكَّن صدام حسين من استرجاعها فإنني سأذهب إلى بغداد لتهنئته». وقال محسن رفيق دوست رئيس الحرس الثوري في 24/3/1986: «إننا لم نذهب إلى الفاو كي ننسحب منها، ذهبنا كي نبقى، وسنبقى حتى يتم تحرير العراق». أما كمال خرازي الناطق باسم مجلس الدفاع الأعلى الإيراني فصرّح في 5/4/1986 بعد احتلال الفاو: «إن إيران تحضِّر لهجوم جديد لشق العراق قسمين، وإننا نعمل على إقامة جمهورية شيعية في جنوب العراق قبل هجومنا على بغداد». وأكد رفسنجاني رئيس مجلس الشورى في 14/4/1986: «شيّدنا مواضع حصينة في شبه جزيرة الفاو وسنصمد ونبقى فيها».
ركّز العدو بعد أن احتل الفاو على جعلها ساحة حرب بالغة التعقيد، فقام بحفر العديد من القنوات بأطوال 5 -10 كلم، وعرض 25 - 50م لإعاقة تقدّم الدروع وحركة العجلات، وغمر مناطق واسعة بالمياه الضحلة على شكل مسطحات مائية بطول 400م وعرض 200م، وأنشأ ثلاثة سواتر دفاعية محصنة بمواضع وملاجئ كونكريتية، وشيّد مصاطب لرمي الدبابات، وزرع العديد من حقول الألغام على المقتربات وعلى سداد المملحة، كما قام بإنشاء أكثر من 70 برجًا للمراقبة والرصد، وربط ضفتي شطّ العرب بثلاثة جسور: اثنان منها متحركان، إذ يُركنان إلى ضفة الشطّ كيلا يرصدهما طيراننا، وتُربط الضفتان ليلًا، إضافة إلى جسر الأنابيب الذي ورد ذكره قبلًا. أنشأ الإيرانيون وشيدوا شبكة واسعة من أبنية محصنة لمقر القيادة وهيئات الركن، ولضباط الصنوف والخدمات الساندة، ولمواقع الاتصالات والمخابرة، ومستشفى ميدانيًّا وغرفًا ومستودعات أخرى على شكل غرف، وقاعات تربطها ممرات، وكلها مبنيّة من ألواح كونكريتية جاهزة من الإسمنت وأنابيب الحديد، مستطيلة الشكل وأبعادها 3 أمتار ارتفاعًا، و4 أمتار طولًا، تُركّب وتربط بعضها ببعض لتصبح غرفًا وقاعاتٍ وممرات، وفق التخطيط الذي يرغبون فيه، وطُمرت هذه الشبكة الواسعة من الأبنية عميقًا تحت الأرض، وكلها مجهّزة بالكهرباء والتبريد، وكُسيَت بأمتار عدة من الحجارة والتربة، ومُوِّهت كي يتعذّر كشفها أو رصدها من جانب طائراتنا. كان عدد قوات العدو التي تشغل المواضع الدفاعية في شبه جزيرة الفاو يُقدر بفرقتين من حرس الخميني مع عدد من تشكيلات المغاوير والوحدات النظامية، مُسندةً بوحداتٍ من الدبابات والمدفعية ووحدات الهندسة. وتوجد فرقتان أخريان من حرس الخميني في الجهة الشرقية من شطّ العرب بصفة قوات احتياط وتعزيز عند ظهور مؤشرات تهديد أو تحركات غير طبيعية. وكانت حاجاتهم الإدارية والخدمية متيسّرة في شبه الجزيرة. خلفية تاريخية عن التخطيط لتحرير الفاو
- بعد خمسة أسابيع من هجمات مستمرة لاستعادة الفاو بعد سقوطها بيد العدو تكبَّدنا فيها خسائر فادحة، قررت القيادة العامة إيقاف الهجمات والتريث لاختيار وقت وظرف ملائمين لتحريرها. - أجرت القيادة العامة للقوات المسلحة اجتماعات لتدارس وضع خطة التحرير، وتأمين متطلّباتها منذ 16/3/1986، وحددت الأسس التالية للعمل بها: أ - كفاية في التخطيط والتدريب. ب - إدارة كفيّة ومقتدرة للمعركة المقبلة. ج - تطوير قدرات التشكيلات والوحدات التدريبية ورفع قدراتها القتالية. د - تأمين المباغة. وفي اجتماعها في 14/5/1986 وُضعت الملامح الأساسية لخطة التحرير ووّجه القائد العام بما يلي: أ - استعادة الفاو الهدف الذي نضعه أمام أعيننا. ب - ينبغي ألّا تتأخر استعادتها عن أيلول/سبتمبر أو تشرين الأول/أكتوبر 1986 في أسوأ الأحوال. ج - توضع الخطة الآن، وتُبحث تفاصيلها لاحقًا مع قائدي الفيلق السابع والبحرية. د - قيام التشكيلات التي ستُخصص للعملية بإجراء التدريب والممارسات على مناطق تشبه منطقة المعركة في الفاو.
في اجتماع 16/6/1986 تم تشكيل فريق عمل برئاسة الفريق الأول الركن عبد الجبار شنشل وزير الدولة للشؤون العسكرية، وجمَعَ ممثلين عن قيادة الفيلق السابع، وقيادة القوة البحرية، وقيادة القوة الجوية، ومديريات الاستخبارات والتخطيط والحركات لوضع خطة تحرير الفاو، وأطلق عليها اسم «المشروع 22». وفي اجتماع 21/6/1986 نوقشت خطة «المشروع 22» وتمت الموافقة عليها، لكن تعرّض العدو على منطقة مهران في القاطع الأوسط في تموز/يوليو 1986 واستخدام بعض التشكيلات المخصّصة لـ «المشروع 22» أثّرا بشكل مباشر في إمكانية تنفيذه، لذلك ارتُئي إيقاف العمل بالمشروع كما خُطط له. وانطلقنا في تخطيط جديد بعد تسنّمنا رئاسة الأركان العامة على وفق الأسس التي أوردناها سابقًا وبإشراف مباشر من القائد العام ونائبه، مع عدم إغفال أي عناصر إيجابية قد تكون تحققت في تخطيط «المشروع 22». تخصيص القوات لمعركة التحرير في خطتنا لمعركة الفاو في 17/4/1988 خصصنا القيادات والتشكيلات التالية: الحرس الجمهوري وفرقتان مدرعتان وفرقتا مشاة وفرقة قوات خاصّة. أ - إجمالي ألوية الحرس الجمهوري المُنفِّذة - 20 لواء درع - مشاة آلي - مشاة - قوات خاصّة - مغاوير. - 36 كتيبة مدفعية وصواريخ. خمس كتائب هندسة عسكرية. ب - الفيلق السابع فرقة مدرعة وفرقة آلية وفرقتا مشاة. إجمالي الألوية المنفِّذة: - 16 لواء درع - مشاة آلية - مشاة - مغاوير. - 24 كتيبة مدفعية وصواريخ. أربع كتائب هندسة عسكرية. ج. القوات البحرية لواء زوارق صواريخ وزوارق خفيفة. لواء المشاة البحري 440. سمتيّات الطيران البحري سوبر فريلون الخاصّة بالبحرية. د. مديرية الاستخبارات العسكرية العامة وحدتا واجبات خاصّة للعمل خلف خطوط العدو. ه. القوات الجوية - سبعة أسراب طائرات هجوم أرضي. - سربا طائرات ميراج متعددا الأغراض. - سرب طائرات دفاع جوي. - رفا طائرات استطلاع. - رف طائرات ميراج حرب إلكترونية. و. طيران الجيش 150 سمتيّة للإسناد والإنزال والاستطلاع والقيادة والسيطرة.
الخطة
كان توجيه القائد العام لرئيس أركان الجيش في اجتماع القيادة العامة «حاولوا أن تتوصلوا إلى خطط غير تقليدية لمعركتكم المقبلة في الفاو». التزمنا توجيه السيد الرئيس القائد العام في التخطيط للمعركة الحاسمة المقبلة. فرضت طوبغرافيا المنطقة وطبيعة ساحة المعركة خيارًا وحيدًا هو خرق جبهة العدو والاندفاع للسيطرة على الفاو وتحرير شبه الجزيرة. بعد استطلاعات ودراسات قدرات العدو وإمكاناته، وحساب ردات أفعاله المتوقّعة وأساليب إدارته المعركة، جرى بناء خطة تحقق الهدف على الرغم من أن خرق دفاعاته هو الخيار، إلا أن تصميمها اعتمد على مباغتته في وقت وبأسلوب لا يتوقعهما، ليعجز عن القيام بردة فعل، ويبقى تحت ضغط مستمر يربكه ويُضعف إرادته ويعجّل في انهياره وهزيمته. وذلك من خلال: - مباغتته بيوم ووقت الهجوم بخطط مخادعة بتوقيتات محسوبة تشارك فيها الدولة وقواتها المسلحة، وهدف الخطط ليس مخادعته وحده وإنما القوى الكبرى معه خصوصًا أميركا بتوجيه القائد العام. - تنفيذ خطط نارية موحدة للقوات البرية، والجوية والبحرية وطيران الجيش بحجم وثقل وكثافة لم يسبق للعدو مواجهتها، وضرب مفاصله كلها منذ بداية المعركة حتى نهايتها. - تهيئة القوات القادرة على تحقيق صدمة ضخمة في هجومها وسرعة في تقدّمها، الأمر الذي يُعجز العدو عن المقاومة والقتال. - إرباك العدو وتشويشه بعمليات إنزال سمتيّة وبحرية خلف خطوطه الأمامية، وقطع الاتصال بينه وبين احتياطاته وطرق مواصلاته. - تسلّل المجموعات الخاصّة لمديرية الاستخبارات العسكرية عبر شطّ العرب لنقل المعلومات، وتوجيه ضربات الصواريخ والقوات الجوية إلى مناطق الجسور واحتياطات العمق المعادية. - المرونة في اتجاهات وأهداف القيادات المُنفِّذة وفق نجاحات أي منها أو إخفاقاته. - التدخّل المباشر للقيادة العامة ورئاسة أركان الجيش في سير المعركة للتعديل أو التطوير أو الطلب بتداخل صفحاتها كلما تطلّب الأمر ذلك.
المخادعة
لأشهرٍ عديدةٍ سبقت معركة التحرير حتى ليلة الهجوم، عملت أجهزة الدولة المتخصصة ومنها وزارتا الخارجية وإلاعلام وجهاز الاستخبارات العامة على نشر معلومات وتسريبها إلى الجهات التي تتعامل معها من دون أن تدري هذه أنها موجّهة أو تعرف أنها جزء من عمليات وخطط المخادعة للتغطية على نياتنا في جبهة الفاو. قبل بضعة أيام من موعد معركة الفاو طلب الملحق العسكري الأميركي مقابلة مدير الاستخبارات العسكرية العامة، وعلى الرغم من أنه يُكلّف عادةً أحد ضباط ركنه بهذا اللقاء إلّا أنه وافق على مقابلته شخصيًّا هذه المرة. تعرّض الملحق العسكري الأميركي في أثناء حديثه إلى أنه وزملاءه ملحقي الدول الأخرى لاحظوا تنقلات كثيرة لأرتال عسكرية من بغداد والجبهة الشمالية وإليهما. - «هذا صحيح»، أجابه المدير، «هناك معارك عنيفة وحاسمة تدور الآن في قاطع السليمانية من الجبهة الشمالية. تعلمون أن العدو قد احتلّ حلبجة، ويكثِّف حاليًا هجماته على دربندخان. هناك خسائر ونقوم بإرسال قوات منتعشة من الجنوب والمركز، ونسحب القطعات المتضرِّرة للتعويض وإعادة التنظيم، ولدينا شكوك في أن العدو قد يستهدف الوصول إلى كركوك وحقول النفط فيها». وأردف قائلًا وهو يودِّعه: «يبدو أن لا شيء يخفى عنكم أنتم مجموعة الملحقين؟».
الخطة النارية
تعلمت من تجاربي السابقة في قيادة فرقة وفيلق خلال المعارك أن نجاحها هو في تنسيق وتكامل حركة ومناورة القطعات مع النيران التي تسندها لتحقيق أكبر تأثير في العدو، هذا من ناحية، أما من ناحية أخرى فمن المهم تأمين حماية وأمن قطعاتنا في الدفاع والهجوم، وفي صفحات المعركة كلها. لذلك حرصتُ دائمًا على أن يكون الآمر المدفعي على اطلاع كامل ومعرفة تامة بتفاصيل خطة العمليات، كي يستطيع بناء خطته النارية لخدمتها وتحقيق أهدافها. وقد نجري تغييرات وتبديلات في الخطة عندما لا تمكّنه موارده من تلبية متطلباتها مثل إجراء تغييرات في حركة القطعات ومناوراتها وتوقيتاتها، كي تتوافق مع نوعية وحجم النيران التي يمكن تأمينها، والخروج بخطة موحدة نضمن بها نجاح المعركة. تلك كانت الغاية من إيجاد خلية تنسيق الإسناد الناري في معركة تحرير الفاو، ثم عملنا بها في عمليات التحرير اللاحقة كلها. وتشكلت هذه الخلية من ممثلي معاونيّة العمليات في رئاسة الأركان والقوات الجوية والبحرية وطيران الجيش ومديرية المدفعية وآمرية الصواريخ أرض - أرض. وكان يحدد فيها في ضوء خطة العمليات دور كلٍّ من هذه القوات والأسلحة بعد مناقشة القدرات والمديات وثقل النيران المطلوبة لمعالجة مختلف الأهداف. وصُممت الخطة النارية لتولّد صدمة هائلة للعدو لا يفيق منها، ولمتابعته من دون إعطائه فرصة ردة فعل حتى انتهاء المعركة، وحشدنا أكثر من 60 كتيبة مدفعية وصواريخ لهذا الغرض. قبل 45 دقيقة من شروع قطعاتنا بالهجوم انفتحت نيران أكثر من 1000 مدفع وقاذفة صواريخ على مواضع العدو الأمامية وأبراج مراقبته السبعين، حيث خُصص مدفع لكل برج بانفلاقات جوية لقتل العدو، أو إجباره على الاختفاء في ملاجئه. وفي الـ 15 دقيقة الأخيرة من الخطة النارية تقدمت أكثر من 150 دبابة لتعتلي مصاطب الرمي التي سبق إعدادها في مواضعنا الأمامية، ولتدمر بنيرانها المباشرة مَنَعات العدو وملاجئه المحصنة التي اختبأ فيها. في هذا الوقت كانت المدفعية الثقيلة البعيدة المدى وصواريخ اللونا، وأس أس 40، وسمتيّاتنا تضرب مواضع المدفعية المعادية واحتياطات العدو ومراكز قياداته والمعابر والجسور في شبه الجزيرة وشرق شطّ العرب. تأخرت القوة الجوية حتى الساعة 8.00 لسوء الحالة الجوية، وشاركت بعدها بفاعلية في تدمير الجسور والمعابر والمقرات والاحتياطات في العمق. بعد إنجاز خطة النيران التمهيدية وشروع قواتنا بالصولة، تحركت معها كتل النيران لإسنادها في تقدمها وتدمير مقاومات العدو أينما ظهرت، ومن دون توقف حتى إتمام المهمة.
تهيئة القوات
في معركة كبيرة العيار مثل معركة تحرير الفاو التي لم نستطع إنجازها طوال السنتين الماضيتين من الصراع، كانت عملية تهيئة القوات القادرة من أولويات مهماتنا. كانت مواردنا القتالية للمعركة تتألف من الحرس الجمهوري باعتباره قوة مناورة، والفيلق السابع المكلّف بالدفاع في جبهة الفاو.
- الحرس الجمهوري
أو قوة المهمات الخاصّة كما كان يُطلق عليها. قوة ضاربة من خمس فرق ضخمة بتشكيلاتها وأسلحتها وعدد ملاكاتها من الأفراد، وهي أكبر من فرق الجيش. اختير لها أفضل القادة والآمرين والضباط الموجودين في فرق الجيش ومؤسساته. جنودها من المتطوعين من عشائر المنطقة الغربية والشمالية الغربية من العراق، المعروفين بغيرتهم وتمسّكهم بقيمهم العربية وإخلاصهم وبسالتهم في القتال. كان تسليحهم وتجهيزهم أقوى وأحدث من تسليح وتجهيز فرق الجيش، أما ما كان ينقصهم فالمعدات والوسائط التي تساعدهم في اجتياز الموانع والمعرقلات التي أحدثها العدو في جبهة الفاو، من إغمار ومسطحات مائية لأراضٍ هي رخوة وسبخة أصلًا، وقامت هيئة التصنيع العسكري والهندسة العسكرية بتأمين كل ما احتاجوا إليه. وبعد أن كُلفت بالواجب أجرت فرق الحرس تدريبات شاقة وممارسات عديدة على مسرح عمليات مشابه لجبهة الفاو في منطقة تقع جنوب مدينة العمارة في قاطع الفيلق الرابع.
- الفيلق السابع
المكلف بالدفاع عن جبهة الفاو، شاركت فرقه وتشكيلاته في معارك الفاو السابقة دفاعًا وهجومًا طوال سنتين تكبَّد فيها خسائر كبيرة، وبعد أن كُلف بالواجب عُزز بتشكيلات منتعشة ومُدربة، وسُحبت القديمة لإعادة التدريب وإكمال نواقصها في الأفراد والتجهيزات قبل إشراكها في المعركة المقبلة، لما لها من خبرة واطلاع على العدو وعاداته وأساليبه. من الطرافة أن نذكر أن قائد الفيلق الفريق ماهر عبد الرشيد أبدى استعداده وقطعاته وجاهزيته للقتال على الفور عندما استدعاه القائد العام. وعندما زرناه قدّم لنا قائمة طويلة من طلبات بعضها كان مبالغًا فيه من التشكيلات إلى التجهيزات ووحدات الإسناد، وفوجئ كثيرًا عندما وافقنا عليها، وأضفنا إليها المزيد. أُرسلت تشكيلاته المكلفة بالواجب للتدريب في مناطق مشابهة لواجبه في الجبهة إلى الشمال أُرسلت تشكيلاته المكلفة بالواجب للتدريب في مناطق مشابهة لواجبه في الجبهة إلى الشمال، خارج رصد العدو. وجُهِّز الفيلق وتشكيلاته بالمعدات التي تساعده في القتال في بساتين النخيل، واستلم عشرات الجسور الخفيفة التي صنّعتها هيئة التصنيع العسكري لعبور الأنهر الصغيرة والأحوازات.
- البحرية
كُلفت البحرية بحماية الجناح الأيمن للقطعات المتقدّمة من أي تدخل معادٍ من جهة البحر، وتقديم الإسناد الناري لها، ومشاغلة مؤخرة القطعات المعادية، كما يجب أن تكون جاهزة لتنفيذ إنزال باللواء البحري 440 خلف العدو عند الحاجة إلى إرباكه وتهديده وقطع خطوط مواصلاته.
- العمليات الخاصّة
كما وضعنا لواء قوات خاصّة ليُجري تمارين إنزال عدّة قرب قاعدة الشعيبة جنوب البصرة، بالإنذار لتنفيذ عملية إنزال بالسمتيّات خلف العدو عند أي موقف يتطلبه سير المعركة في الجبهة. كما وُضعت مجموعتا عمليات خاصّة إحداهما لتنفيذ واجباتٍ خلف العدو، والأخرى من الضفادع البشرية لمسك ومراقبة أماكن محددة في الضفة البعيدة من شطّ العرب.
المرونة في الاتجاهات والأهداف وتدخّل المستوى القيادي الأعلى الفاو هي الأرض الحيوية في شبه الجزيرة، والاستيلاء عليها يُنهي المعركة عمليًا، وما تبقى يكون تحصيل حاصل، وكانت تقع في اتجاه تقدّم الفيلق السابع، وبالتالي كان من الطبيعي أن تكون هدفه النهائي.
في العرض الذي قدمتُه لتفاصيل الخطة بحضور القائد العام ونائبه وزير الدفاع وقائدي فيلقي الحرس الجمهوري والفيلق السابع في الاجتماع الأخير للقيادة العامة قبل عملية تحرير الفاو في 13/4/1988 أوضحت من دون أي التباس وكررتها لهما أكثر من مرة، أن الفاو ستكون دائمًا الأسبقية الأولى وتكون الهدف الأول للحرس الجمهوري في حالة تأخر الفيلق السابع أو تعثره. كما بيّنا للقائدين أننا سنكون معهما في المعركة خطوة بخطوة، لا من أجل أن نُراقِب فحسب بل لنتدخل ونعدِّل ونُغيّر، كلما تطلب الأمر ذلك لضمان نجاح المعركة.
سير المعركة
مقر القيادة العامة المتقدّم في منطقة الأثل (البرجسية) قرب مدينة الزبير الساعة 23.00 (الحادية عشرة ليلًا) في 16/4/1988. بعد وصولنا مباشرة أرسلنا ضابطي ارتباط من مقرنا إلى قائدي فيلق الحرس الجمهوري والفيلق السابع يحملان رسائل مغلقة ومختومة لتُسلّم لهما باليد. لم نجرِ أي اتصال تلفوني أو لاسلكي لضمان الكتمان، وجاء في تلك الرسائل ما يلي: - فتح مقرنا بالمقر المتقدّم للقيادة العامة في الساعة 23.00 في 16/4/1988. - تنفَّذ عملية تحرير الفاو فجر يوم غد 17/4/1988، وفق التوقيتات التالية: • تنفَّذ الخطة النارية في الساعة 5.45 في 17/4/1988. • تشرع قواتكم بالهجوم في الساعة 6.30 في 17/4/1988. التوقيع رئيس أركان الجيش المقرّ المتقدّم للقيادة العامة
كان القائدان قد تبلغا بيوم التنفيذ وساعة الشروع قبل ثلاثة أيام، في 13/4/1988 في اجتماع القيادة العامة بحضور القائد العام ونائبه، ولم يكن في أمرنا هذا أي تغيير. أرسلنا ضابط ارتباط آخر برسالة مغلقة ومختومة إلى قائد القوات البحرية بالمضمون نفسه. عاد ضباط الارتباط وأكدوا بأنهم سلّموا الرسائل المختومة إلى القادة. وبعد أقل من نصف ساعة، وصل ضابط الركن الأول للفيلق السابع طالبًا مقابلتي لأمر مهم، فقال: «إن قائد الفيلق الفريق ماهر عبد الرشيد يُخبرنا بأن فيلقه لم يكمل قياسات أعتدة المدفعية لمعركة الغد، ويطلب تأجيل العملية 24 ساعة». قلت: «تم تبليغ قائدك قبل ثلاثة أيام بموعد وتوقيتات عملية التحرير. ألم يكن ذلك كافيًا لإكمال قياسات أعتدة المدفعية؟». قال: «أنقل لك ما بلغني به قائد الفيلق سيدي». سألته: «ما هي قياسات الأعتدة التي لم يجرِ إكمالها حتى الآن؟». أجاب: «قياسات الصفحة الثانية، والثالثة سيدي». سألته: «هل يعني هذا أن قياسات أعتدة الخطة النارية التمهيدية، والصفحة الأولى موجودة؟». أجاب: «نعم سيدي». قلت: «اذهب وبلِّغ قائدك أن ينفِّذ حرفيًا ما أمرنا به. وسنقوم بإكمال قياسات أعتدة الصفحة الثانية، والثالثة قبل شروعكم بها إن لم تستطيعوا ذلك». كان هذا نهج وأسلوب الفريق ماهر عبد الرشيد في تعامله مع آمريه (المافوق) كونه من أقارب الرئيس ووالد زوجة قصي ابن الرئيس الأصغر. لم تكن تعنيني كثيرًا قرابته ونسابته إلى القائد العام، فعليه تنفيذ الأوامر حرفيًا، فمعركة تحرير الفاو لم تكن لعبة يلهو بها.
المعركة
سكون يسود جبهة الفاو فجر يوم 17/4/1988. اهتز سكون الجبهة بدويٍ هائلٍ لانفجار مئات آلاف القنابل التي أطلقتها فوهات أكثر من 1000 مدفع، والمئات من قاذفات الصواريخ، بقصف لم يسبق له مثيل في تمام الساعة 5.45 على سواتر العدو الدفاعية المواجهة لقواتنا في جبهة الفاو. واستمر القصف لمدة خمس وأربعين دقيقة من دون توقف. وفي الخمس عشرة دقيقة الأخيرة منه اندفعت مئات الدبابات لتعتلي مصاطبَ الرمي التي أُعِدَت لها في مواضعنا الأمامية لتدمر بتصويب مباشر المئات من منَعات وملاجئ العدو الكونكريتية التي احتمى بها من لم يُقتل بانفجارات آلاف قنابل الانفلاقات الجوية (فوق الرؤوس) بالقصف المدفعي. في الساعة 6.30 اندفع عشرات الألوف من الجنود والضباط، وهم يحملون الحصائر (الحصران) المعدنية ليجتازوا مستنقعات المملحة للاشتباك بالعدو في جبهة الحرس الجمهوري، ومعهم الجسور الخفيفة المحمولة على الأكتاف لعبور الأنهر والأحوازات إلى مواضع العدو في بساتين النخيل في جبهة الفيلق السابع. مع القصف المدفعي أقلعت من ميناء أم قصر المئات من الزوارق المسلحة وزوارق الصواريخ بحماية سمتيّات السوبرفريلون البحرية المسلحة بصواريخ إكزوسيت (AM-39) جو - سطح لضرب السفن إلى خور عبد الله، لحماية الجناح الأيمن لتقدُّم قوات الحرس الجمهوري ولضرب مؤخرات العدو. وفي الساعة 8.00 هاجمت الموجة الأولى من طائرات القوات الجوية قواعد العدو في الضفة الشرقية لشط العرب، والجسور التي تربط ضفتي الشط، بعد تحسُّن الحالة الجوية وانقشاع الغبار عن المنطقة. وغطّت سماء الجبهة سمتيّات طيران الجيش لتتابع تقدّم وطلبات القطعات منها، ولتنقل تقاريرها إلى خليّة الإسناد الناري في مقرنا.
كانت الأخبار الطيبة عن تقدّم قطعاتنا الحثيث في جبهة فيلق الحرس الجمهوري تتوالى، وضباط ركن مقرنا منشغلون بتأشير مواقف الحركات بدبابيسهم الزرق على خريطة الموقف الكبيرة المعلقة في صدر القاعة، أما في قاطع الفيلق السابع فتباطأ تقدّمهم للمقاومة الشديدة التي واجهتها جماعات نصب الجسور على أنهر وأحوازات بساتين نخيل شطّ العرب.
موضوع: رد: معركة الفاو ( حينما حررنا ارضنا وهزمنا ايران ) السبت 25 يونيو 2016 - 12:03
شكرا لك أخي مي-17 يمكن التحميل أيضا من هنا http://download1251.mediafire.com/9975v1i8ciyg/nocqvd73sjwrien/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9+1980-1988+-+%D9%85%D8%B0%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8%AA+%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%84-%D9%86%D8%B2%D8%A7%D8%B1+%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B2%D8%B1%D8%AC%D9%8A.pdf