في كتاب اللواء بحري محمود فهمي قائد القوات البحريه السابق وررئيس عمليات القوات البحربه في وقت المعركه وفي كتابه ( صفحه من التاريخ ) من صفحه 98 الي 100يقول سيادته بالنص ((وانتقلت إلى مكتب العقيد/ عادل هاشم حيث البلاغات من قاعدة بورسعيد كانت متلاحقة تنساب كما تنساب الأنغام العذبة فى سيمفونية جميلة.. صاروخ نمرة واحد طلع .. نمرة واحد أصاب الهدف.. صاروخ نمرة اثنين طلع.. نمرة اثنين أصاب الهدف ..الهدف تحطم.. هكذا وفى دقائق معدودة تحطمت أكبر وحدة بحرية إسرائيلية، لقد غرقت مدمرتهم الكبيرة إيلات، لقد أهنا كبرياءهم وجدعنا أنفهم. وعلى الفور أمرت بعودة اللنشين إلى القاعدة. الأول بعد أن أطلق صواريخه والثاني محمل بالصواريخ. وعاد اللنشان بعد أن استقبلا استقبالاً حماسياً رائعاً من أهالي بورسعيد. كانوا يهللون ويمجدون أبطال البحرية المصرية الشجعان، فقد رأوا كل ما حدث رؤية العين، فلم يكن الظلام قد أقبل إلا بعد أن دخلت اللنشات رصيف القاعدة.
www.group73historians.comوانتقلت أنا وقائد القوات البحرية إلى مكتبه، حيث أخذ كل منا يهنئ الآخر. كما كنا نتقبل التهاني من كل قريب وبعيد عما أحرزته البحرية المصرية من انتصار عظيم فى دقائق محدودة.. غير أنه كان يدق في رأسي الهدف الثاني الذي أبلغنا به صباح اليوم. مدمرة إسرائيل الثانية، والتي بسببها استبقيت صواريخ اللنش الثاني بدون إطلاق. كنت أتوقع أن تهم المدمرة الثانية لمحاولة إنقاذ من تبقى على قيد الحياة من أفراد مدمرتهم الأولى.
وحوالي السابعة إلا عشر دقائق هرع إلى العقيد/ عادل هاشم وقال ظهر هدف على شاشة الرادار في نفس مكان غرق المدمرة إيلات أو بجواره قليلاً. فأصدرت الأمر على الفور بخروج اللنش الثاني بقيادة النقيب/ لطفي جاد الله. وبعد أقل من عشرين دقيقة، أسرعت إلى القائد في مكتبه وأخطرته بأننا أغرقنا مدمرة إسرائيل الثانية.
وفى صباح اليوم التالي، عقدت مؤتمراً صحفياً بناء على تعليمات من القائد العام للقوات المسلحة وفى مكتبه بالقاهرة، حضره جميع مراسلي الصحف المصرية فقط وعلى رأسهم الأستاذ محمد حسنين هيكل رئيس تحرير الأهرام في هذا الوقت وسردت القصة كاملة. غير أن الذي ظهر في الصحف لم يكن على الصورة الكاملة التي ذكرتها الآن.
لكن الذي يحيرني ويشغل بالي، هو هل غرقت المدمرة الإسرائيلية الثانية "يافا" ؟ أم أنها لم تكن في مسرح العمليات أصلاً ؟. وهل ما ظهر على شاشة الرادار بعد ضرب "إيلات" بأكثر من ساعة ونصف هو صدى المدمرة إيلات نفسها بعد أن انقلبت رأساً على عقب ؟ كما زعمت بعض الكتب التي تمثل وجهة النظر الإسرائيلية. فقد أنكرت جميع المصادر الإسرائيلية غرق المدمرة "يافا" غير أنه لم تقدم إلى العالم دليل على ذلك. وليس ذلك من طبع الإسرائيليين، فقد كان بإمكانهم عقد مؤتمر صحفي على ظهرها كما فعلوا في مناسبات أخرى. ولكن الثابت أن تلك المدمرة لم تظهر بعد ذلك وحتى الآن في الموانئ الإسرائيلية أو غير الإسرائيلية" ان هذه السطور القليله من مذكرات قائد القوات البحريه السابق يضع لنا خطا عريضا تحت تأكيد غرق يافا بلا ادني شك ، بدليل انه كان رئيس عمليات القوات البحريه وقت المعركه واعلن في المؤتمر الصحفي غرق هدف اخر لكن لسبب معروف الان لنا وهو المصداقيه العسكريه تم اخفاء قصه الهدف الثاني والتماشي مع البيان الاسرائيلي .فهل لو كانت اسرائيل مثلا ان المدمرة اصيبت ولم تغرق كانت مصر ستتماشي مع ذلك رغم تأكدها من غرق قطعتين ؟؟؟؟؟اما المشير الجمسي والذي كان رئيس أركان الجبهه في هذا الوقت وقبل انشاء الجيشين الثاني والثالث ففي مذكراته يضيف لنا المشير الجمسي بعضا من العبارات المهمه جدا في سردنا للقصه ( وجاء يوم 21 اكتوبر 1967 وقد وصلت إلى مركز قيادة الجبهة بعد راحة ميدانية ، فوجدت اللواء أحمد إسماعيل ومعه العميد حسن الجريدلى رئيس عمليات الجبهة ( وقد كنت انا وقتها رئيس أركان للجبهة) يتابعان تحركات المدمرة الإسرائيلية إيلات بالقرب من المياه الإقليمية لمصر فى المنطقة شمال بورسعيد .
www.group73historians.com
كانت المعلومات تصلنا أولا بأول من قيادة بورسعيد البحرية التى كانت تتابع تحركات المدمرة ، وقد استعدت قوات القاعدة لمهاجمة المدمرة عندما تصدر الأوامر من قيادة القوات البحرية بالتنفيذ . وظلت المدمرة المعادية تدخل المياه الإقليمية لفترة ما ثم تبتعد إلى عرض البحر ، وتكرر ذلك عدة مرات بطريقة استفزازية وفى تحرش واضح ، لإظهار عجز قواتنا البحرية عن التصدى لها
وبمجرد أن صدرت اوامر قائد القوات البحرية بتدمير هذه المدمرة عند دخولها المياه الإقليمية ، خرج لنشان صاروخيان من قاعدة بورسعيد لتنفيذ المهمة . هجم اللنش الأول بإطلاق صاروخ أصاب المدمرة إصابة مباشرة فأخذت تميل عل جانبها ، وبعد إطلاق الصاروخ الثانى تم إغراق المدمرة الإسرائيلية " إيلات " شمال شرق بورسعيد بعد الخامسة مساء يوم 21 أكتوبر 1967 وعليها طاقمها . وقد غرقت المدمرة داخل المياه الإقليمية المصرية بحوالى ميل بحرى
عاد اللنشان إلى القاعدة لتلتهب مشاعر كل قوات جبهة القناة وكل القوات المسلحة لهذا العمل الى تم بسرعة وكفاءة .. وحقق تلك النتيجة الباهرة
لقد كان إغراق المدمرة إيلات بواسطة صاروخين بحريين سطح / سطح لأول مرة ، بداية مرحلة جديدة من مراحل تطوير الأسلحة البحرية والقتال البحرى فى العالم واصبح هذا اليوم ـ بجدارة ـ هو يوم البحرية المصرية
طلبت إسرائيل من قوات الرقابة الدولية أن تقوم الطائرات الإسرائيلية بعملية الإنقاذ للأفراد الذين هبطوا إلى الماء عند غرق المدمرة . استجابت مصر لطلب قوات الرقابة الدولية بعدم التدخل فى عملية الإنقاذ التى تمت على ضوء المشاعل التى تلقيها الطائرات ، ولم تنتهز مصر هذه الفرصة للقضاء على الأفراد الذين كان يتم إنقاذهم)