أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
الـبلد : العمر : 47المهنة : خبيرالمزاج : غيور على بلدىالتسجيل : 06/07/2008عدد المساهمات : 155معدل النشاط : 264التقييم : 4الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: أسرار الحرب الباردة في تصفية البكوش .. بين المخابرات المصرية والليبية الإثنين 29 يونيو 2009 - 16:20
إنها قصة أغرب من الخيال ... صراع أدمغة وفكر ... ورجال ... تفكير ... وتخطيط وبحث ... ودراسة ... مراقبة ومتابعة وتحليل ... إنه القرار – قرار ميداني ... أم بيروقراطي من خلف المكاتب ... مع صورة لمحارب يحمل البندقية ... أو كهل عجوز يحمل قدس العروبة ... ... كنت قد تركت شقتي في مصر الجديدة في حي ترينف خط مترو النزهة وقلت فلنأخذ فترة رست بعد يوم شاق من الدراسة في الجامعة والمنزل ونزلت أتمشى بين شوارع مصر الجديدة .. مصر حبيبتي .. إلى أن وصلت إلى سوق روكس حيث شربت كعادتي كوب من عصير الموز باللبن من محلات قويدر الشهيرة للمرطبات .. كانت هذه المنطقة محسوبة على وزير الداخلية السابق أحمد رشدي ... لقد أطلق عليه شباب مصر الجديدة .. والمطرية والحلمية والزاوية الحمراء .. رامبو مصر الجديدة .. وفي بعض الأحيان يسمونه رامبو وكلبه البوليسي ... لقد كان له شأن عظيم .. ويشار إليه بالبنان .. ... وأنا أرتشف في كوب عصير الموز باللبن وجدت الجميع يهرعون إلى شاشة التلفزيون .. المحطة المحلية .. وشاهدت معهم .. صورة المؤتمر الصحفي لوزير الداخلية أحمد رشدي ومجموعة من مساعديه من أمن الرئاسة وأمن الدولة والداخلية .. ليعلن علينا .. وعلى الملأ .. نبأ فشل محاولة اغتيال وزير الداخلية الليبي السابق عبد الحميد البكوش .. الذي لم يبقى في الحكم سوى عشرة أشهر ثم غادر ليبيا متجها إلى مصر ومنها إلى الإمارات حتى توفاه الله في 2/مايو الحالي .. وإليكم قصة صراع الأدمغة بين المخابرات المصرية من ناحية والمخابرات الليبية من ناحية أخرى وكيف استطاعت المخابرات المصرية أن تخترق المخابرات الليبية وتضحك عليها ... لكن يا ترى من كان الضحية وحقل التجارب ... الضحية .. عبد الحميد البكوش .. والمطلوب تنفيذ الأوامر من قائد الثورة الليبية بتصفيته جسديا حتى الموت في مقابل خمسة مليون دولار أمريكي ... .. حياة الضحية : إنه رئيس وزراء ليبيا الأسبق في العهد الملكي والتي لم تدم وزارته سوى ( عشرة أشهر ) .. والحاصل على ليسانس القانون والدبلوم في القانون الدولي 1959 م والمحامي والقاضي والعضو في مجلس النواب .. في سبتمبر 1968 م قدم البكوش استقالته نتيجة لرفض الملك عددا من المقترحات المتعلقة بالإصلاح من أجل نهضة السياسة الليبية .. وما لبث إن أصبح سفيرا في فرنسا .. وعندما وقع الانقلاب العسكري في الأول من سبتمبر 1969 م كان السفير عبد الحميد البكوش موجودا في طرابلس حيث اعتقل وحوكم أمام محكمة الشعب الإستثنائية حيث قضى عدة سنوات ما بين السجن والإقامة الجبرية في منزله .. حتى مغادرة ليبيا عام 1977 م واللجوء إلى مصر التي أقام بها حتى 2001 م كتب خلالها سلسلة من المقالات المتواترة في صحيفة الحياة اللندنية وله أربعة دواوين شعرية .. ... لماذا طالب العقيد القذافي بتصفيته ..!؟ .. لقد قام البكوش .. وتعني في اللهجة الليبية ( الأخرس ) بتأسيس منظمة تحرير ليبيا عام 1982 م بهدف تغيير نظام الحكم وإقامة نظام ديمقراطي تعددي .. وقد حاول النظام الليبي اغتياله عدة مرات لكنه فشل وآخر مرة .. هي قصة حديثنا هذا ... ... يوم تنفيذ الجريمة 16/نوفمبر 1984 م .. كانت المخابرات الليبية قد تعاقدت على تصفية البكوش في مقابل خمسة ملايين دولار أمريكي مع رجال المافيا المأجورين في مالطا .. وهما بريطانيان ومالطيان .. على أن يدفع نصف مليون دولار مقدما كنفقات لتنفيذ الجريمة والباقي عند تنفيذ العملية .. وعلى هذا الأساس وافق العقيد القذافي والمخابرات الليبية .. .. يوم تنفيذ الجريمة .. كان العقيد القذافي يستعد للقاء ثلاثي يضمه ورئيس الوزراء اليوناني بابا أندريو والرئيس الفرنسي فرانسو ميتران على مأدبة عشاء .... ... وبدأ تنفيذ الخطة ... لقد كانت أشهر محاولة لاغتيال البكوش حيث أحبطتها المخابرات المصرية .. لقد كان مخططا ليبيا لاغتيال البكوش ولكن التنفيذ كان بطريقة سينمائية مثيرة حقا .. تناقلتها وسائل الإعلام العربية والعالمية والمحلية على نطاق واسع ويرجع ذلك إلى وصول معلومات من عملاء للمخابرات المصرية داخل ليبيا تقول بأن هناك مخطط ليبي لاغتيال عبد الحميد البكوش قد أعدته المخابرات الليبية بواسطة أربعة قتلة مأجورين وموجودين حاليا في مالطا وينتظرون أعطاء الضوء الأخضر .. ودفع مبلغ تحت الحساب .. وهما مالطيان وبريطانيان والمبلغ الإجمالي لعملية التصفية هو خمسة مليون دولار يقبض منهم المأجورين مقدم نفقات لتغطية مصاريف تنفيذ الجريمة والباقي بعد التنفيذ .. تم الاتفاق .. ... وصول طائرة القتلة الأربعة المأجورين إلى القاهرة .. على الفور وبعد الانتهاء من الأعمال الفنية والتقنية والإدارية .. سارعوا إلى تجنيد بعض المصريين للمساعدة في جمع المعلومات عن البكوش من أجل تنفيذ العملية .. وفي حقيقة الأمر .. لقد كانت فرقة القتل مخترقة أمنيا من مالطا وقبل وصولها إلى مصر .. من قبل المخابرات المصرية .. لذلك لم يكونوا المصريين الذين جندتهم فرقة القتل سوى عناصر من المخابرات المصرية دستهم داخل فريق الاغتيال .. كانت المخابرات المصرية استنادا إلى ما تحصلت عليه من معلومات من داخل ليبيا .. تراقب القتلة بدقة متناهية .. لدرجة أنني وأنا ألاحظ بعض التقارير والأفلام المصورة عنهم وهم بالجلاليب الصعيدي على شاشات التلفزيون المصري ظننت بأن المخابرات المصرية كانت تعد عليهم انفاسهم .. حتى مكالمات كشك التليفون الخارجي .. كانت مسجلة .. لا مجال للإنكار .. بالتهمة ... حتى اتصالاتهم الهاتفية من داخل مصر عبر البدالة الدولية بليبيا كانت مسجلة بالصوت والصورة .. علاوة على رصد تحركاتهم من قبل عناصر أمن الدولة المصرية المندسين بينهم والذين استطاعوا أن يقنعوا القتلة بقدرتهم على تنفيذ عملية القتل بأنفسهم مقابل ثلاثون ألف دولار لكل واحد منهم .. لكن السؤال الذي يطرح نفسه .. هل القتلة المأجورين وافقوا على العرض المغري والمربح !! هل مطلوب منهم الاتصال بالمخابرات الليبية لأخذ الموافقة ... أم هذا يخص صفقتهم لوحدهم .. ولا شأن للمخابرات الليبية في ذلك ... هذا ما سنقرأه في الجزء الثاني من قصة اغتيال عبد الحميد البكوش .. رئيس الوزراء الليبي السابق فانتظرونا
موضوع: رد: أسرار الحرب الباردة في تصفية البكوش .. بين المخابرات المصرية والليبية الخميس 2 يوليو 2009 - 18:38
التكملة فين يا باشا
aldrado
عريـــف أول
الـبلد : العمر : 47المهنة : خبيرالمزاج : غيور على بلدىالتسجيل : 06/07/2008عدد المساهمات : 155معدل النشاط : 264التقييم : 4الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: أسرار الحرب الباردة في تصفية البكوش .. بين المخابرات المصرية والليبية الخميس 2 يوليو 2009 - 18:59
جاااااااااااااااااااااااااارى البحث .............. وشكراً على متابعة أخوتى الأعضاء
aldrado
عريـــف أول
الـبلد : العمر : 47المهنة : خبيرالمزاج : غيور على بلدىالتسجيل : 06/07/2008عدد المساهمات : 155معدل النشاط : 264التقييم : 4الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: أسرار الحرب الباردة في تصفية البكوش .. بين المخابرات المصرية والليبية الخميس 2 يوليو 2009 - 19:04
( الحلقة الثانية والأخيرة )
بعد أن سهلت المخابرات المصرية مهمة فرقة القتل لتصفية عبد الحميد البكوش .. تصوير المسكن .. مناطق تواجد البكوش .. مواقيت المغادرة .. الإتصالات .. الزيارات وحتى إلتقاط الصور الشخصية له .. طبعا بأيدي مخابرات مصرية داخل فرقة القتل المأجورة ..
ثم نقل هذه التقارير إلى المخابرات الليبية وما أروعها بالأقلام المصرية .. كل شيء تمام .. وإعداد جيد .. ومراقبة ممتازة ...
المخابرات الليبية تعطي الضوء الأخضر لتنفيذ العملية يوم 16/نوفمبر 1984 م .. وصلت الإشارة وجاري التنفيذ ...
أخذت المخابرات المصرية عبد الحميد البكوش إلى موقع الجريمة المفترض حسب التقرير المعد والمرسل سابقا للمخابرات الليبية ... في مقابر الغفير بشرق القاهرة وقامت بتصويره في وضع الجثة .. الهامدة بإتقان شديد .. حيث تظهر مواضع الطلقات والدماء الحقيقية التي تلوث ملابسه ...
.. نقل عناصر المخابرات ( المنفذين المفترضين ) الصورة إلى القتلة المأجورين حسب الإتفاق معهم على المبلغ عند التنفيذ ثلاثون ألف دولار أمريكي لكل فرد .. وحتى يتأكدون من إتمام العملية .. طلبت فرقة التصفية الأساسية من الفرقة المصرية المأجورة .. أن يروا بأنفسهم الجثة المدفونة وعندما وصلوا إلى قبر الجثة المفترضة تم القبض عليهم .. وهنا تمت المساومة ..
المخابرات المصرية تعرض على المقبوض عليهم التعاون لتخفيف العقوبة عنهم .. والمعتقلين يسارعون إلى الموافقة ...
وبناء عليه تم استكمال الخطة .. بأن اتصلت فرق القتل في مصر مع بعضها واتخذت قرار بالاتصال بالفرقة المأجورة في مالطا .. من أجل تبليغ ضابط المخابرات الليبية المشرف على تنفيذ العملية لتأكيد نجاح العملية .. وفعلا تم اتصال القاتل البريطاني بضابط المخابرات الليبية وتبلغ بنجاح العملية وطالب بتحويل بقية مبلغ الخمسة ملايين دولار إلى حسابه بعد أن تصله الصورة التي تثبت مقتل البكوش .
أحد عناصر المخابرات المصرية يسافر إلى مالطا ...
وفعلا تم تحضير الصور بتقنية وفنية رائعة وحملها ضابط المخابرات المصرية إلى مالطا على أنه أحد عناصر الإغتيال والتقى ضابط المخابرات الليبية المشرف على تنفيذ العملية وسلمه صورة عبد الحميد البكوش وهو جثة هامدة ..
.. قام ضابط المخابرات الليبي بتحويل المبلغ على الفور وطار بسرعة إلى جزيرة كريت حيث كان العقيد القذافي يستعد للقاء ثلاثي يضمه ورئيس الوزراء اليوناني بابا آندريو والرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران .. على مأدبة عشاء ..
.. اطلع ضابط المخابرات القذافي على الصورة أثناء مأدبة العشاء بشكل سري .. فهمس القذافي في أذنه بأمر إذاعة الخبر مرفق بالصورة بأسرع وقت .
المخابرات الليبية تبلع الطعم ..
المخابرات المصرية أخرت تكذيب الخبر ليوم واحد على لسان وزير الداخلية المصري السابق / أحمد رشدي حتى تعترف المخابرات والحكومة الليبية بمسئوليتها عن التخطيط لارتكاب جريمة القتل بحق رجل سياسي .. حاصل على حق اللجوء السياسي ..
حسب القانون والأعراف الدولية .. مسئول المخابرات الليبية ينفذ أوامر قائد الثورة الليبية ويرسل على الفور الصور في طائرة خاصة إلى طرابلس .. حيث قدم التلفزيون الليبي خبر ( التصفية الثورية ) لرئيس وزراء ليبيا الأسبق خبر أول في النشرة الليبية .. وتم عرض صورة البكوش وهو مقتول بصورة مركزة ... اعتراف كامل وصريح بالصوت والصورة والتقرير والمسئولية الجنائية في ارتكاب جريمة قتل خطط لها على الأراضي الليبية ونفذت على الأراضي المصرية .. إنها صفعة قوية للعلاقات المصرية الليبية ...
المفاجأة الكبرى يوم 17/نوفمبر 1984 م ...
بث التلفزيون المصري مؤتمرا صحفيا طارئا يوضح فيه ملابسات إغتيال عبد الحميد البكوش رئيس وزراء ليبيا الأسبق حيث ظهر في الصورة وزير الداخلية / أحمد رشدي وبعض ضباط المخابرات وأمن الرئاسة ومباحث أمن الدولة وبعد أن استفرد في الحديث .. أعلن على الملأ قائلا والآن سيداتي و سادتي .. أقدم لكم السيد / عبد الحميد البكوش رئيس وزراء ليبيا الأسبق والذي أعلنت الحكومة الليبية مسئوليتها عن اغتياله ..
.. وهنا ماذا قال الرئيس فرانسوا ميتران .. عندما علم بأن أوامر إعطاء جريمة القتل كانت تتم من على الطاولة التي كان يجلس عليها هو ورئيس وزراء اليونان بابا أندريو .. أثناء مأدبة عشاء أقامها لهما العقيد القذافي ... قال بالحرف الواحد .. ( أن مجرد التصور والجلوس على مائدة المافيا لهو شيء مقزز ..)
ولكن هي مصلحة الدول قبل مصلحة أبنائها فهل تضحي دولة بعلاقاتها الدبلوماسية من أجل رجل معارض مقيم على أرضها ..
هذا ما حدث مع عبد الحميد البكوش بعد عودة العلاقات الليبية المصرية في أواخر الثمانيات وتوثيق العلاقات الأخوية بين مبارك والقذافي .. حيث جرى التضييق على المعارضين الليبيين المقيمين في مصر .. مما اضطر معظمهم إلى الرحيل عن مصر حفاظا على حياتهم وأمنهم .. بينما بقي البكوش مقيما فيها رغم الشروط الجديدة التي وضعت ووافق عليها والتي منعته من مزاولة نشاطه السياسي أو الكتابة الإنتقادية لنظام القذافي حتى وصل الأمر إلى الطلب منه صراحة إلى مغادرة مصر ... فاضطر الرجل بعد نحو ربع قرن من الإقامة في ( مصر المحروسة ) إلى مغادرتها في العام 2001 م واللجوء إلى الإمارات التي قبلت بإقامته فيها بشرط التوقف عن الكتابة في الشأن الليبي وعن ممارسة أي نشاط سياسي إلى أن جاء خبر مرضه المميت ثم وفاته في الثاني من مايو 2007 م .. ورغم وفاته .. إلا أنه روحه لن ترقد بسلام في قبره الإماراتي إلا عندما يعود جثمانه إلى أرض ليبيا الخضراء التي كان يهوى أن يدفن في ترابها المجبول بدماء الشهداء ..
لقد مات البكوش وماتت معه ذكريات وأساطير وهو يقول ( أنا أهواك يا بلدي لأنك لست لي وحدي فحضن الأم ما أحلاه مزدحما كعش النحل بالولد وحتى عندما أموت فلن أحزن لأن أحبتي والأهل بلدي .. سيبكونني ... ) انتهى ..
aldrado
عريـــف أول
الـبلد : العمر : 47المهنة : خبيرالمزاج : غيور على بلدىالتسجيل : 06/07/2008عدد المساهمات : 155معدل النشاط : 264التقييم : 4الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: أسرار الحرب الباردة في تصفية البكوش .. بين المخابرات المصرية والليبية الخميس 2 يوليو 2009 - 19:08