أعلن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي الثلاثاء تعليق المساعدات العسكرية الأميركية المقدمة إلى الجيش اللبناني، بسبب تزايد قلق الكونجرس من أن تلك المساعدات يمكن أن تهدد إسرائيل.
وقال النائب الديمقراطي هوارد بيرمان الذي يرأس اللجنة إنه تم تعليق المساعدات العسكرية الأميركية المخصصة للبنان والتي تقدر قيمتها بـ100 مليون دولار، وكان مقررا تقديمها في الثاني من أغسطس/آب الحالي.
وأرجع السبب في ذلك القرار إلى قلقه من "تأثير حزب الله اللبناني المحتمل في الجيش"، مضيفا أن هذا القلق تعزز بعد الاشتباك الحدودي بين الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي في قرية العديسة قبل أسبوع.
وأضاف في بيان له أن هذه المساعدات ستظل معلقة "إلى أن نعرف المزيد عن هذا الحادث وطبيعة نفوذ حزب الله في الجيش اللبناني، ونتأكد من أن الجيش هو المسؤول الأول، لا نستطيع أن نسمح للولايات المتحدة بأن ترسل أسلحة للبنان".
تحريض
وانضم بيرمان لمشرعين آخرين في حث إدارة الرئيس باراك أوباما على إعادة النظر في سياستها في تقديم السلاح والتدريب إلى الجيش اللبناني، من بينهم عضوا مجلس النواب الديمقراطي رون كلاين، والجمهوري أريك كانتور، اللذان قدما طعونا مماثلة إلى البيت الأبيض للحد من إمدادات الأسلحة إلى لبنان.
وقال كانتور في بيان له "إن لبنان لا يمكن أن يسير في اتجاهين، وإذا كان يريد أن ينضم إلى حزب الله ضد قوى الديمقراطية والاستقرار والاعتدال، فسوف تكون هناك عواقب وخيمة".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة قدمت للجيش اللبناني منذ عام 2006 مساعدات بقيمة 720 مليون دولار، إلى جانب بنادق هجومية من طراز "أم 16"، وقاذفات صواريخ، وقاذفات قنابل، ونظارات للرؤية الليلية، بالإضافة إلى التدريب.
دوافع
يذكر أن كلا من الرئيس الأميركي السابق جورج بوش وسلفه باراك أوباما أيدا إرسال المساعدات إلى الجيش اللبناني. ويعتبران أن وجود جيش محترف أمر بالغ الأهمية بالنسبة للحكومة لكي تمارس سلطتها السيادية "التي تم تحديها من قبل مقاتلي حزب الله".
وقالت وزارة الخارجية الأميركية الاثنين إنه ليس هناك أي دليل على أنه تم استخدام معدات أميركية الصنع من قبل جنود لبنانيين شاركوا في حادث إطلاق النار.
وقال المتحدث باسم الوزارة فيليب كراولي في دفاعه عن تلك المساعدات إنه "لم يتضح بعد ما إذا كان الجنود المتورطون قد تلقوا عتادا عسكريا أميركيا".
وأضاف "لدينا برنامج واسع للتعاون العسكري مع لبنان، لأن ذلك يصب في مصلحتنا ويسمح لحكومة لبنان بتوسيع نطاق سيادتها، ونحن نعتقد أن من مصلحة كل بلد من بلداننا الاستقرار في المنطقة ككل".
وقال كراولي للصحفيين إنه ليس على علم بأي خطط لإعادة تقييم الولايات المتحدة للتعاون العسكري مع لبنان.
مزاعم
ويأتي موقف النواب الأميركيين متناغما مع تحذيرات إسرائيل من تصاعد تأثير حزب الله على الجيش اللبناني.
وبعد مرور يومين على الاشتباكات التي وقعت في قرية العديسة حذر داني أيالون مساعد وزير الخارجية الإسرائيلي "من خطر تصاعد تأثير حزب الله على الجيش اللبناني".
وقال أيالون "إذا بدأ الجيش يتصرف مثل حزب الله، وإذا نجح حزب الله في السيطرة على الجيش، فسيكون علينا التعامل مع الجيش بشكل مختلف تماما".
وتبنت الإدارة الأميركية وقوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان (يونيفيل) الرواية الإسرائيلية بشأن تلك الاشتباكات، والزعم بأنها بدأت بعد أن استخدم جنود الجيش الإسرائيلي رافعة لاعتلاء السياج الحدودي لتقليم شجرة تعترض أفرعها طريق أجهزة لكشف عمليات التسلل عبر الحدود، وأنهم كانوا يعملون داخل الأراضي الإسرائيلية.