ضيف
هذه الحلقة من برنامج "حديث اليوم" هو الدكتور ميخائيل ديلياغين مدير معهد
شؤون العولمة وسيتناول موضوع الحلقة احتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران
وتداعيات ذلك على المنطقة والعالم.
س: ماذا يعني البدء بتشغيل محطة بوشهر في الوقت الحاضر بعد
كل التأجيل والضغوط الاسرائيلية والامريكية على روسيا؟
ج:
من وجهة النظر السياسية فان البدء بتشغيل محطة بوشهر التفاتةٌ موفقة من
روسيا تريد التاشير على ان موسكو ستواصل العلاقة المحدودة مع ايران
واشارة الى الولايات المتحدة بان روسيا تعارض سياسة التوسع الاميركية
المدعومة من قبل الغرب، زد على ذلك ان موسكو قامت بخطوات غير مريحة باتجاه
ايران منها تجميد او الغاء عقد منظومة الصواريخ اس 300 ، وايدت العقوبات
في مجلس الامن الدولي ومع انها "أي العقوبات" ليست بالشديدة الا ان قرار
المجلس منح الولايات المتحدة اساسا اخلاقيا لتشديد العقوبات على ايران. كما
أننا أيدنا الخطاب الغربي المعادي لإيران ومنعنا صادرات الحبوب اليها وعلى
هذه الخلفية فإن التأخير في تسليم مشروع بوشهر سيبدو أمرا مزعجاً للغاية
وعموما فإنه مهما كان التباطؤ في إنجاز المشروع عليك في نهاية المطاف أن
تنجزه وتسلمه. وبلا شك فإن الجانب الروسي ما كان ليستلم المبلغ المتبقي من
تكاليف المشروع إلا بعد إنجازه وتسليمه وهذا البعد التجاري ليس قليل
الأهمية.
س: ثمة من يعتقد أن روسيا تتطلع لشغل موقع متقدم في موضوع
تواجد رغبة لدى بعض الدول الخليجية بناء قاعدة نووية.. ما رأيكم؟
ج: الأمل ليس أمراً محظوراً ولكن للأسف فإن المفاعلات النووية الروسية
لا تتمتع بسمعة تنافسية عالية ولدينا تجربة غير مريحة مع الصين بسببها
فقدنا السوق الصينية، ومفاعل بوشهر ليس من المفاعلات عالية الجودة، ومع أن
العوامل السياسية المختلفة لعبت دورها في تعثر المشروع فإن للعوامل الفنية
دورها أيضاً وبإعتقادي فإن بلدان الخليج العربية لا تتمتع بإستقلالية
القرار السياسي وعقود مجزية مثل بناء مفاعلات نووية لا يمكن أن تذهب من يد
الولايات المتحدة والأوروبيين الى روسيا، خاصة في ظروف الأزمة المالية
العالمية. وليس بالمنافسة على العطاءات ستحصل هذه الدولة أو تلك على العقود
بل بقرار سياسي، ومن المشكوك فيه أن تمنح المملكة العربية السعودية روسيا
عقوداً مجزية كبناء مفاعلات نووية وتفضلنا على العقود الغربية والأمريكية.
س: هناك معلومات تقول أن المملكة العربية السعودية تنوي
الحصول على منظومة صواريخ اس 300 التي اوقفت روسيا توريداتها الى ايران
..ما رأيكم؟
ج: كانت السعودية قد إشترت قدراً ضئيلاً من
الأسلحة الروسية ولا يمكن الركون للوعود فقط ومهما بلغ تفوق الأسلحة
الروسية وأسعارها المناسبة فإنه من الصعب أن تتوجه المملكة العربية
السعودية نحو السلاح الروسي وتتخلى عن المنظومة المتكاملة للدفاع مع
الولايات المتحدة.
س: هل ستزداد الضغوط على ايران من قبل الغرب واسرائيل بما
يخص اقتراب موعد تشغيل مفاعل بو شهر؟
ج: لم يؤثر الضغط على
إيران عام تسعة وسبعين ولا أعتقد أنه سيؤثر عليها الأن. الحملة الهستيرية
التي تقودها الولايات المتحدة وإسرائيل لا تحتاج الى ذرائع، ذلك أن واشنطن
وتل أبيب لا تريدان وجود الدولة الإيرانية سواء كان لديها برنامج نووي أم
لا والعثور على الذرائع ليس أمراً صعباً.
س: هل هذا يدفعنا للقول ان الولايات المتحدة واسرائيل
تعتبران ايران عدوا حتى لو لم تمتلك أسلحة نووية؟
ج: لا ليس
بالضرورة أن تكون هناك مشاعر عداء لهذا الشعب أو الدين وكل ما في الأمر أن
إسرائيل والولايات المتحدة تستشعران الخطر الداهم من إيران على إعتبار
أنها ستمتلك القنبلة النووية عام ألفين وأحد عشر والسؤال لماذا يحق
لإسرائيل وباكستان والهند إمتلاك القنبلة النووية ؟ خاصة وأن العلاقات
الهندية الباكستانية متوترة وتنذر بالحرب. كما أن باكستان دولة فاشلة لا
تسيطر حكومتها على أجزاء من أراضيها، فلماذا إذا لا يحق لإيران أمتلاك
القنبلة النووية ؟ أعتقد أن السبب يكمن بأن إيران تمارس سياسة مستقلة لا
تروق للولايات المتحدة والغرب وفيما عدا ذلك تعد باكستان دولة مسيطرٌ عليها
أضف الى ذلك فإن إيران تتمتع بشعبية كبيرة في الشارع العربي بغض النظر عن
مواقف الأنظمة.
س: لماذا غضت واشنطن الطرف عن البرنامج النووي الباكستاني؟
هل لأنها بلد مسيطر عليه؟
ج: نعم، نعم، بالضبط فإن
باكستان دولة مسيطرٌ عليها في الفلك الأمريكي.
س: هل ترى في سحب الولايات المتحدة لجزء كبير من قواتها
القتالية من العراق تحضيرا لخوض عمل عسكري معين ضد طهران؟
ج:
من الناحية النظرية العسكرية فإن على الولايات المتحدة الأمريكية أن تحتل
الأحواز وتسيطر على النفط والغاز في هذا الأقليم الغني وبالتالي فإنها
ستحتاج الى قوات المشاة، ولكن فإن مثل هذه الخطوة تعد خطأ كبيرا من جانب
الولايات المتحدة وعواقبها وخيمة أكثر من الضربة الجوية، أعتقد أن إنسحاب
القوات المبكر من العراق يأتي في سياق التحضير لضربة ضد إيران والخوف من أن
تتعرض القوات الأمريكية في العراق الى عمليات إنتقامية فيما لو بقيت
هناك، كما أن سياسة أوباما تقضي بسحب القوات من العراق وإرسالها الى
أفغانستان التي تواجه فيها الولايات المتحدة مصائب كبيرة ومع ذلك نقول أن
الولايات المتحدة قد تفضل توجيه ضربة جوية صاروخية لأهداف مهمة في إيران
وتدمر البنى التحتية وليس فقط المنشآت النووية والهدف هو إشاعة الفوضى في
الحياة الإجتماعية الإيرانية إضافة الى عمليات خاصة ستتولاها مجاميع
إنجليزية من المعروف أنها تسللت الى داخل إيران منذ سنوات، أما ما يسمى
بالقوات الأمريكية في العراق وأفغانستان فإن غالبيتها من المرتزقة
المتعاقدين عن طريق شركات خاصة وينتسبون شكليا الى الجيش الأمريكي وهولاء
باقون في العراق لمواصلة القيام بالعمليات القذرة وأعتقد أن أعدادهم سوف
تزداد في ضوء إحتمال إندلاع أعمال إنتفاضة شيعية في العراق إذا ما أقدمت
الولايات المتحدة على ضرب إيران وعندها سيتولى المرتزقة حماية الأمريكيين
في العراق.
س: لا تستبعدون الضربة العسكرية لإيران ؟
ج:
الإحتمال كبير مع أنه ليس 100 % الغرب وإسرائيل والولايات المتحدة على
قناعة بإن إيران تسير نحو إمتلاك سلاح نووي على أبعد تقدير عام ألفين وإثني
عشر وأوباما يحرص على كسب الإنتخابات التكميلية في الكونغرس، فخسارة
الديمقراطيين فيها ستغلق الباب أمام أوباما للقفز الى ولاية ثانية لأن
الكونغرس بأغلبية جمهورية لن يسمح لأوباما بالعبور نحو ولاية ثانية، ويمكن
لأوباما والديمقراطيين كسب الإنتخابات التكميلية في يناير/ كانون الثاني
القادم على وقع الشعارات الوطنية لرفع شعبية أوباما المتدنية ومن هنا فإن
على إدارته توجيه ضربة الى العدو بأقل الخسائر في صفوف الأمريكيين ، ومن
هنا أفترض بإن الحرب إذا وقعت ستقع في نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الثاني من
هذا العام، وأكتوبر شهر حاسم أعتقد أن روسيا يمكنها منع الضربة العسكرية
إذا ما هددت بوقف الدعم اللوجستي للقوات الأمريكية وقوات الناتو في
أفغانستان وبالطبع فإن إيران ستعتبر روسيا دولة مشاركة في العدوان عليها
لأن القوات الأمريكية ستنطلق من قواعدها في أفغانستان ولا أعتقد أن روسيا
بحاجة الى عداوة الشيعة فلدينا ما يكفي من عداوة الأصوليين.
س: الن تقع واشنطن في حرج بضرب منشأة بذل الروس وقتا طويلا
في انشائها؟
ج: سيقول الأمريكيون أنهم أخطأوا الهدف و
يعتذرون ومن البديهي فإن العمل العسكري الأمريكي ضد إيران إذا ما تحقق فإنه
سيكون قد أعد له من الناحية النفسية وعلى خلفية عمليةٍ إرهابية داخل
الولايات المتحدة تودي بحياة بضع مئات من الأمركيين وتؤدي كل خيوطها الى
إتهام إيران والكشف عن أدلة تؤكد تورط طهران في العملية وليس غريبا على
الولايات المتحدة مثل هذه السيناريوهات على غرار هجمات الحادي عشر من
سبتمبر والتي إتضح أنها لا تمت بصلة للقاعدة وإبن لادن، الإدارة الأمريكية
ستستثمر هذه العملية لشن هجوم إنتقامي على إيران. وبالنسبة للعراق يدرك
الأمريكان أنهم لن يستطيعوا تحقيق الأستقرار في العراق وأن الديمقراطية
التي يريدون إشاعتها هناك ستفضي الى تسليم العراق للإيرانيين من الناحية
العملية، اللوبي الإسرائيلي لن يسمح بإمتلاك إيران للقنبلة النووية أما
العراق فتفصيل ثانوي وإذا جرى إحتلال إقليم الأحواز فإن ذلك سيعوض
الأمريكيين عن خسارتهم في العراق، وبصراحة فإنني لا أدري كيف يفكر ويخطط
إستراتيجيو البيت الأبيض، لكن ما أعرفه جيداً أن الأميركان والإسرائيليين
يخططون لإعادة إيران الى العصر الحجري ولا أستبعد أن تستخدم إسرائيل سلاحها
النووي في حرب غير تقليدية. وليس غريبا على الأمريكان القيام بأعمال خرقاء
وشن حروب عبثية.
س: لو كنت مستشاراً لأوباما، بماذا كنت ستنصحه؟
ج: لو كنت مستشاراً لأوباما فإني سأنصحه بأن يخسر الإنتخابات أفضل من
أن يكون مفجراً لأول حرب نووية في تاريخ البشرية وسأقول له أن التفاهم حتى
مع المجانين أفضل من أن تسقط القنابل النووية على روؤس البشر.
للأسف الشديد انك لست مستشارا لأوباما...
لهذا
السبب لست مستشاراً لأوباما و الحمد لله اني لست كذلك
الفيديو
على الرابطة:
http://www.rtarabic.com/prg_hadis/52988