إدارة الوقت
TIME MANAGEMENT في البداية :
تمر بنا الأوقات سريعا , وتتكرر الأيام تباعا , فنذهل عن تعاقبها كالمحدق بالكرة الدائرة يحسبها ساكنة , أو كالمغتسل في النهر يمر به جاريا فلا يميز بين منحرفة وأتية , والحق إنا لفي غفلة وسبات عميق .
مما لا شك فيه ولا ريب لكل ذي عقل لبيب أن القراّن الكريم والسنة النبوية الشريفة قد عنيا بالوقت أشد العناية , وفي مقدمة هذه العناية بيان أهميه , وأنه من أعظم نعم الله التي من بها علينا ولبيان ذلك أقسم الله جل جلاله وتعالي شأنه في مطلع سور عديدة من القراّن بأجزأجزاء معينة منه مثل "الليل والنهار , الفجر , والضحي , والعصر " .
ومن المعروف لدي المفسرين بل وفي نظر المسلمين أجمعين , أن الله إذا أقسم بشئ من خلقه فما ذلك إلا ليلفت أنظارهم إليه , وينبههم لجليل منفعته وعظيم أثاره .
وجاءت السنة النبوية تؤكد قيمة الوقت وتقرر مسئولية الإنسان عنه أمام الله جل وعلا يوم القيامة ,
فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : (( لن تزول قدما عبد حتي يسأل عن أربع خصال : عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه , وعن ماله من أين أكتسبه وفيما أنفقه , وعن علمه ماذا فعل به )) .
وهنا يسأل الإنسان عن عمره بعامة وفترة شبابه بخاصة لما فيها من نشاط وعطاء والحيوية والتدفق .
وللوقت مميزات تميزة فهو سريع الانقضاء يمر مر السحاب ويجري جري الريح واعلم ان ما مضي من الوقت لا يعود
ولما كان الوقت سريع الانقضاء وكان ما مضي منه لا يعود , ولا يعوض بشئ كان أنفس ما يملك الإنسان كما ترجع نفاسته إلي أنه وعاء لكل عمل وكل إنتاج فهو في الواقع رأس المال الحقيقي للإنسان فردا ومجتمعا .
نظرة سريعه علي واقعهم كغربيين وعلي واقعنا كمسلمين مصريين وعرب:-
واقعهم :-
قامت الجمعية الطبية الأمريكية في كولومبيا والتي تخدم نحو أربعين ألف مريض:
بدراسة الوقت الذي يقضيه المريض في عيادات الجمعية , فاكتشفت انه يتراوح بين عشر إلي عشرين دقيقة , ووجدت أن انتظار المريض إذا طال عن هذه المدة , فإن التقصير سيكون من جانب أطباء الجمعية , وهكذا رأت أنه من واجب الجمعية تعويض المرضي الذين ينتظرون أكثر من هذه المدة , وقد أعدة الجمعية إيصالات كل منها بخمسة دولارات تعطي للمريض عن كل دقيقة يقضيها بعد العشرين دقيقة المحددة , وللمريض الحق أن يستخدم هذه الإيصالات في شراء الأدوية أو المستلزمات الطبية , أو أن يحصل عليها نقدا .
كذلك تم توقيع خصومات علي الأطباء المتهاونين في أداء عملهم , طبقا للمعايير التي وضعتها الجمعية , وقد صرح د. وليام جاكوب رئيس الجمعية أن خدمة المرضي تحسنت بعد هذه الإجراءات .
وواقعنا :-
في دراسة إحصائية قام بها الجهاز المركزي للتنظيم والادارة علي العاملين بالقطاع الحكومي :
%27 يتأخرون عن مواعيد العمل الرسمية .
21% ينصرفون قبل الميعاد .
29% يتعمدون تعطيل العمل بدون مبرر .
27% يتكاسلون في أداء أعمالهم .
20% يلهون مع زملائهم في مكان العمل .
44% تتداخل اختصاصاتهم .
26% يصطحبون معهم أولادهم .
30% يستقبلون زائرين .
26% يتحدثون في أمور شخصية .
48% يقرءون موضوعات لا تتعلق بالعمل .
(( برنامج إذاعي - شاهد علي العصر - تقديم عمر بطيشة , ضيف الحلقة د/ سيد أبو النجا ))
من كتاب " إدارة الوقت "
للدكتور إبراهيم الفقي