ثالثا : معارك اللواء 16 مشاه ايام 15-16 اكتوبر
لا اظن ان هنالك وحده في الجيش المصري قاتلت وتعرضت لقتال عنيف مثلما تعرض لها اللواء 16 مشاه :
واللواء 16 مشاه هو الجنب الايمن في راس جسر الفرقه 16 مشاه وهو يمثل اقصي الجنب الايمن للجيش الثاني الميداني
وراس جسر الفرقه 16 مشاه يضم ايضا قياده الفرقه 21 المدرعه التي منيت بخسائر في تطوير الهجوم وعادت الي رأس الجسر للتتمركز به لذلك ففي راس جسر الفرقه 16 كان هناك 6 لواءات علي الورق (3 لواء من الفرقه 16 مشاه ، و3 لواء من الفرقه 21 المدرعه ) مما جعله مكتظا الي اقصي درجه ومما جعل القصف الاسرائيلي المركز ضد الفرقه مؤثرا للغايه في حجم الخسائر
ويتحكم اللواء 16 مشاه في تقاطعي طرق هامين للغايه هما تقاطع طرطور وتقاطع اكافيش (الممتدين من الدفرسوار الي وسط سيناء ) وكان من المفترض ايضا ان يكون اللواء مسيطر علي موقع تل سلام الحصين والذي حرر يوم 6 اكتوبر لكن لسبب ما تم ترك الموقع الحسن مهجورا بعد تحريرة يوم 6
ويشمل موقع اللواء أيضا مزرعه الجلاء للابحاث الزراعيه والتي سماها الاسرائيليين بعد النكسه المزرعه الصينيه نظرا لوجود كتابه باللغه اليابانيه علي جدران المباني نظرا لوجود خبراء يابانيين يعملون بها قبل النكسه .
(راجع خريطه رقم 1 )
بدأ اول هجوم علي اللواء سعه 0500 يوم 15 اكتوبر بقصف مدفعي مركز جدا جدا اعقب ذلك تقدم لواء مدرع (لواء توفيا – من فرقه شارون) ضد اللواء الثالث ميكانيكي (لواء الوسط بالفرقه 16 مشاه ) بهدف جذب الانظار الي الشرق بينما التركيز الاسرائيلي تجاه الجنوب واللواء 16 مشاه ، واستنتج المصريين ان الاسرائيليين يريدون طي جناح رأس الجسر المصري بهدف تقليص حجمه .
في نفس الوقت تحرك لواء امنون (من فرقه شارون ) تجاه الجنوب ليجد نقطه تل سلام مهجورة مما اشاع روح من التفاؤل لديهم فقد ظهرت القناه علي الافق وبدون مجهود يذكر .
بعدها قام امنون بدفع كتيبه دبابات تجاه الشمال لمحاوله فتح محور اكافيش الا انه وجد ان المصريين قد اغلقوه .
وقام بدفع بقيه اللواء (عدا كتيبه ) تجاه الشمال بمحاذاه القناه لمهاجمه الكتيبه 16 مشاه من اللواء 16 مشاه وعند لحظه وصوله لمفترق طريق طرطور انهالت عليه الصواريخ م د من الكتيبه 16 وتم علي الفور تدمير 27 دبابه من اصل 58 بدأ بهم التحرك اي انه خسر 30 % من قوة لواءه في دقائق ورغم الخسائر الا ان عدد من دباباته انطلق بحذاء الساتر الترابي الشرقي وفي لحظه وجد امنون نفسه وسط منطقه الشئون الاداريه للفرقه 16 مشاه جيث المئات من عربات الفرقه 16 والفرقه 21 المدرعه وكانت مفاجأه رهيبه للجانبين ودارت معركه قصيرة استخدمت فيها كافه انواع الاسلحه المتيسرة فقد ضربت مدفعيه الفرقه ضرب مياشر تجاه الدبابات المخترقه لمواقع الفرقه . وقامت كتيبيتان من اللواء الاول مدرع بهجوم مضاد ناجح اجبر قوة امنون علي الارتدار جنوبا تجاه نقطه تل سلام وهو ينعي حظه من خسائرة الكبيرة في ذلك الصباح
جدير بالذكر ان لواء امنون كان المكلف بزحزحه دفاعات اللواء 16 مشاه الي الشمال بهدف فتح طريق للقناه مما يعني حتميه سيطرته علي تقاطع طرق اكافيش طرطور
(راجع خريطه 2 ) وكانت مهمه امنون المباشرة هي السيطرة علي المزرعه الصينيه (قريه الجلاء ) كمهمه مباشرة حتي يتثني لبرن وماجن العبور غربا
وقام امنون بهجومه الثالث في ذلك اليوم بقوة كتيبه ميكانيكيه تدعمها سريه دبابات للهجوم علي مفترق الطرق ، لكن فور تقدم السريه المدرعه تم ضربها بسرعه خاطفه ودمرت عن اخرها ، اما الكتيبه الميكانيكه فقد انهرت عليها الالمدفعيه وقذائف م د مما ارغمها علي التوقف وفشلت كل محاولات انسحابها وتخليصهما من الاشتباك ومع الوقت ادرك امنون تماما ان القوة (كتيبه ميكانييه وسريه الدبابات قد دمرت عن اخرها )
فحاول مرة اخري تخليص ما تبقي من الكتيبه الميكانيكيه علي امل وجود احياء فدفع بسريه دبابات الا ان تلك السريه عانت من قصف مركز حال دون تنفيذ مهمتها وانسحبت علي الفور
في نفس الوقت دار حوار تليفوني بين ديان وجونين تختصرة عبارتان
ديان : لقد حاولنا لكن كل محاولتنا ذهبت ادراج الرياح ، ولذا اقترح الغاء فكرة العبور لان المصريين سيذبحون اولادنا علي الشاطئ الغربي
جونين : لو كنا نعلم مسبقا ان ذلك سيحدث ما بدأنا عمليه العبور اما الان فقد عبرنا فلنستمر حتي النهايه المريرة .
وهاتين العبارتين من المرجع الاسرائيلي تظهر مدي فداحه الخسائر الاسرائيليه في عمليه فتح محور العبور .
في يوم 16 قام امنون بهجومه الرابع بكل ما تيسر له من دبابات
فهاجم بواسطه كتيبه مدرعه مدعمه ببعض دبابات تم اصلاحها ليلا لكنه استفاد من اخطائه في اليوم السابق ونظرا لقيامه باستطلاع قوي في الصباح فقد استطلع بنفسه وادرك ان الدفاعات المصريه تتكون من ستائر من صواريخ م د مالوتكا وساجر وار بي جي واستنتج ان تلك القوة (الكتيبه 16 من اللواء 16 ) لابد وان تعاني من نقص حاد في الذخيرة نتيجه معارك اليوم السابق ولذلك فقد استخدم اسلوب جديد وهو الاشتباك مع القوة المصريه من مدي بعيد نوعا ما حتي تنفذ ذخيرة المصريين ثم يشن هجومه الرئيسي ورغم ان قوه لواء امنون اصبحت 27 دبابه فقط من اصل 120 دبابه بدأ بها القتال في اليوم السابق الا انه لم ييأس ، وادي تكتيك امنون الجديد الي ما يريده فقد انسحب القوة المصريه من موقع تقاطع الطرق بعد ان نفذت الذخيرة
وأمن امنون موقع تقاطع الطريق ودعمه شارون بعدد 2 كتيبه دبابات لمواصله هجوم ضد اللواء 16 مشاه بهدف الوصول الي المزرعه الصينيه
فترك امنون ما تبقي من لواءه الاصلي في موقع تقاطع الطريق واستخدم الدعم الجديد له في مهاجمه المزرعه الصينيه لكن الطريق تجاه المزرعه ظل مغلقا
فكان النجاح الوحيد لامنون هو تأمين موقع تقاطع الطرق وليس لاقتحام الدفاعات لكن لانسحاب قوة الدفاع عنه لنفاذ الذخيرة م د
وكان صبر شارون قد بدأ في النفاذ نظرا لجسامه الخسائر في لواء امنون ولان المحور ظل مغلقا ، فطلب شارون ان يعبر ادان علي المعديه الوحيده في الشاطئ الشرقي وان يتم تجاهل دفاعات المزرعه الصينيه الا ان بارليف رفض طلبه حيث ان امداد 300 دبابه بالوقود والذخيرة سيكون معرضا للخطر الدائم طالما المزرعه الصينيه مازالت في يد المصريين وعليه فقد اصدر بارليف اوامرة بأن تقوم فرقه برن يتطهير محور اكافيش وطرطور من القوات المصريه
وفور اعاده تجميع فرقه شارون المنهكه تتولي بعدها بالكامل احتلال المزرعه الصينيه كواجب اساسي لها
[right]برن يواجه اللواء 16مشاه
انسحبت فرقه شارون جنوبا لاعاده التجميع بعد خسائر لواء توفيا ولواء امنون في القتال واندفعت فرقه برن من الطاسه الي الدفرسوار للتعامل مع اللواء 16 مشاه المنهك وكانت معظم دبابات برن جديده من مخازن الاطلنطي ومرتباتها كامله في حين ان اللواء 16 قد امضي 36 متواصله في قتال كامل وفور وصول فرقه برن للمنطقه بدأت دباباته تصاب الواحده تلو الاخري ، فأطقم اقتناص الدبابات تملئ المنطقه فسحب قواته للخلف وطلب دعم مشاه ، وتمثل هذا الدعم في لواء مظلات وصل جوا من راس سدر وكانت مهمه اللواء بسيطه كما شرحها برن لقائده المقدم ايزاك ( تطهير المحور )
وفي الساعه 2300 من ليله 16 اكتوبر بدأت وحدات المظلات في التقدم تجاه المواقع المصريه من الشرق للغرب ، وعند وصولها لمنطقه ضيقه لا يزيد عرضها عن 2 كيلو متر ،فتح الجحيم مصرعيه لهذا اللواء وأنهمر سيل من قذائف المدفعيه والهاون وصواريخ الكاتيوشا علي رأس اللواء المتقدم علي الاقدام واكتشف المظليون وجود عدد من الرشاشات المتوسطه (جرينوف ) في مواقع حصينه تغمر المنطقه بطلاقتها (وهنا يظهر اهميه استطلاع ارض المعركه قبل المعركه) وقرر المظليون التقدم باي شكل ودرات معركه دمويه بكل المعاني ، فلم يكن المصريون في حاجه لان يخرجوا من دفاعاتهم لمقابله المظليين والذي قال قائدهم ( لقد تبعثرت اشلاء جنودي علي خطوط الدفاع المصريه )
وعبثا حاول المظليون التقدم او الانسحاب ، فكل ما استطاعوا القيام به هو الصاق وجوهههم في الارض والنكفاء طوال الوقت ، ومع اول ضوء من يوم 17 اتضح لبرن ان قوة المظليين في وضع سئ جدا جدا مما يعني تأخر فتح المحور وتأخر دفع الجسر الي المياه لتنفيذ العبور .
فأصدر برن اوامرة باستطلاع محور اكافيش من الجنوب ، ووصلت سريه الاستطلاع الي خط المياه في مفاجأه تامه، فقد أستطاع لواء المظلات الاسرائيلي بدون قصد ان يشد انتباه المصريين اليه وان يغفل المصريين بدون قصد ما يحدث في الجنوب منهم
وعليه اعطي برن اوامرة بدفع الجسر الي المياه بأقصي سرعه مستغلا انشغال المصريين في لواء المظلات وفعلا نزل الجسر الي المياه في السادسه صباح 17 أكتوبر 1973
اما لواء المظلات (المنهك ) فقد اصدر بارليف اوامرة بدفع كتيبه دبابات بهدف ستر انسحاب هذا اللواء لكن قائد لواء المظلات كان يشك في مقدره الدبابات في معرفه موقع قوته فقام بأكبر تصرف غبي في الحرب ، فقد اطلق قنبله دخان ليرشد قائد الدعم لموقعه مما ساعد المصريين في ضبط توجيه المدفعيه اكثر واكثر ، وانهالت القذائف مرة اخري علي اللواء وعلي كتيبه الدبابات لتحدث خسائر اقل ما يقال عنها انها فادحه جدا جدا في صفوف الاسرائيليين وانسحب اللواء المظلي بعد ان خسر 70 قتيلا و100 جريح مع خسارة 13 دبابه من كتيبه الدعم بعد 14 ساعه من القتال المتواصل
اول تعامل مصري مع الثغرة
وضح للقياده للمصريه مع ليله 16/17 ان القياده الاسرائيله تخطط للعبور لغرب القناه فتم وضع خطه (غريبه جدا ) لغلق ممر المرور شرق القناه وتدمير قوات العدو غرب القناه وتمثلت في الاتي (الاسهم الخضراء علي الخريطه)ضربه رئيسيه من اللواء 25 مدرع من الجنوب للشمال ضربه رئيسيه بقوة الفرقه 21 المدرعه من الشمال للجنوب ضربه رئيسيه من اللواء116 ميكانيكي غرب القناه (من الشرق للغرب) والهدف من الخطه هو غلق ممر الاختراق من الشرق وتدمير قوة العدو غرب القناه ، وذلك بناء علي المعلومات المتوافرة صباح يوم 16 اكتوبر ولم يتم عمل استطلاع قبل المعركه نهائيا، فلم يعرف المصريون ان قوة ال 7 دبابات التي قال عنها قائد القوة المحليه قد اصبحت مع ظهر يوم 17 300 دبابه وكان متوقع ان دبابات اللواء 25 مدرع ستتقابل وجها لوجه مع دبابات الفرقه 21 المدرعه في نقطه ما فتم عمل تنظيم تعاون سريع تحدد فيه ضرورة توخي الحذر البالغ وتم وضع اللواء 25 مدرع مستقل تحت قياده الجيش الثالث وتم سحب كتيبه من اللواء الثالث مدرع ليتم وضعها في راس جسر الفرقه السابعه مشاه لسد فراغ خروج اللواء 25 مدرع وجدير بالذكر ان اللواء 25 مدرع بقياده العقيد احمد حلمي بدوي يعد من اقوي الويه الدبابات المصريه بما له من دبابات تي 62 ذات مدفع 115 ملم الجبار والدقيق جدا في ذلك الوقت معركه اللواء 25 مدرع مستقل مع بدء تحرك اللواءمن رأس جسر الفرقه السابعه مشاه تعرض اللواؤ لقصف مدفعي بعيد المدي وهجمات جويه بقنابل البلي (الجيل الاول من القنابل العنقوديه )مما ادي لتوقف عده عربات نتيجه انفجار الاطارات وتوقف كل عربات مدفعيه اللواء بعد ان مر اللواء بنقطه كبريت المحررة مما حرم اللواء المدرع من قوه المدفعيه الخاصه به ويقول الجنرال ادان ( لقد كنا بأنتظار هذا اللواء وجهزنا له منطقه قتل وكانت الرؤيه مثاليه ، فقط كان لنا هذا اللواء هدف مثالي) ووصل اللواء الي منطقه جنوب تل سلام ب 2 كيلو متر علي مسافه بعيده جدا من منطقه دفعه ، ووقع في الكمين المحكم الذي اعده له ادان فوقعت كتيبه المقدمه في كمين من كافه الجهات واصيبت بخسائر فادحه واستطاعت عده دبابات الانتشار في اليمين واليسار وفتح نقاط ضرب علي الكمين ، وكانت ستائر صواريخ م د الاسرائيليه مؤثرة جدا علي اللواء ، وطلب قائد اللواء دعم مدفعي وجوي بالاضافه للسماح له بالتمسك بالارض لكن قياده الجيش رفضت تمسكه بالارض واصرت علي تنفيذ المهمه وعليه امر قائد اللواء قواته بقتح النسق الثاني ومحاوله تطويق كمين العدو فحاولت كتيبه اليمين التقدم لكنها واصيب بخسائر جسيمه واما كتيبه اليسار والتي حاولت الفتح لكنها وقعت في حقل الغام واصيبت معظم الدبابات وطلب قائد اللواء مرة اخري التوقف وتحسين الاوضاع ودعم مدفعي لكن الاوامر كانت صارمه بالتقدم ومقابله الفرقه 21 المدرعه ( طب الراجل يعمل ايه ؟ ده في كمين )لكن الرجل تصرف فقد امر دبابته بالانتشار في نطاق اللواء والاستتار بالهيئات الحاكمه والتراشق النيراني فقط وعندما هبط الليل ارتد بالباقي من دباباته الي نقطه كبريت وتقول المصادر الاسرائيليه الي ان اللواء 25 دخل المعركه ب 96 دبابه دمر منهم 86 دبابه في ارض الكمين اما المؤرخ جمال حماد فيقول ان اللواء دخل المعركه ب 75 دبابه رجع منهم لنقطه كبريت عشر دبابات فقط وهكذا اسدل الستار عن اللواء 25 مدرع يوم 17 اكتوبر بخسارته 85% من دباباته في معركه اسئ التخطيط لها واسئ القياده فيها من قبل الجيش الثالث ، وسأقوم بتحليل تلك المعركه لاحقا
[right]
معركه الفرقه 21 المدرعه لغلق الثغرة
تم وضع اللواء الاول مدرع من الفرقه 21 لتنفيذ تلك المهمه الا وهي الالتقاء مع اللواء 25 مدرع في نقطه غلق الثغرة وكانت دبابات اللواء قد تقلصت الي 53 دبابه فقد بعد خسائرة في تطوير الهجوم
وفي الساعه 900 بدأ اللواء الهجوم ونجح في الوصول الي جنوب المزرعه الصينيه وتدمير العدو بها لكنه تعرض لقصف مدفعي وجوي مكثف جعل استمرار تقدمه مستحيلا فحاول ان يتمسك بالارض لمنه اضطر مرغما علي الانسحاب ليلا الي داخل رأس الجسر بعد ان خسر عشرين ديابه ليصل عدد دباباته الي 33 دبابه في نهايه اليوم وهو ما يعادل كتيبه دبابات مدعمه فقط
وقام امنون بهجوم مضاد ناجح تمكن خلاله من احتلال المزرعه الصينيه بعد ان انهكت قوة الدفاع عنها ونفذت ذخيرة جزء منها ، ليكون بذلك قد نفذ الهدف الاساسي الذي وضع له منذ يومين وفشل فيه علي مدار 48 ساعه من القتال المتواصل
زنظرا لتردي حاله الفرقه 21 مدرعه واستنزاف دباباتها في معارك خاطئه فقد تم دعمها بكتيبه دبابات من اللواء 24 مدرع الملحق علي الفرقه الثانيه مشاه
معركه اللواء 18 ميكانيكي
صدرت الاوامر للواء 18 ميكانيكي (من الفرقه 21)بسرعه الهجوم علي الموقع الحيوي للمزرعه الصينينه واستعاده الاوضاع كما كانت ، فبدأ اللواء هجومه في الخامسه مساء يوم 17 للهجوم من الشمال للجنوب ونظرا لان العدو استغل الدفاعات المصريه السابقه في المزرعه بكفاءه عاليه فقد استطاع امنون ان يدافع عن موقعه بكفاءه عاليه ويكبد اللواء 18 خسائر عاليه حدت العميد العربي قائد الفرقه 21 الي سحبه وتدعيمه بسريه من اللواء 14 مدرع والذي يعاد تجميعه داخل رأس الجسر
معركه اللواء 116 ميكانيكي (غرب القناه)
هدف اللواء هو التقدم وتدمير قوه العدو في منطقه الدفرسوار ونظرا لان اخر البلاغات تقدر قوة العدو ب 7 دبابات فقط ، فقد كانت مهمه هينه جدا لقائد اللواء ، وفور تقدم اللواء من علي طريق ابوسلطان – المعاهده
لكن القوات الاسرائيليه نصبت لها كمينا في منطقه تبعد عشر كيلو مترات عن بلاغات الاستطلاع ، ففوجئ قائد اللواء بالكمين الاسرائيلي المحكم وتم تدمير اللواء تقريبا واختراق خطوطه
معارك القوات الخاصه يوم 17 اكتوبر
الصاعقه
تم اصدار الاوامر للكتيبه 73 من المجموعه 129 صاعقه بالتقدم وتدمير قوات العدو علي الجانب الغربي للقناه وتم دفع سريه من تلك الكتيبه الي تجاه مطار الدفرسوار بهدف تأمين المطار ، وفور اقترابها اشتبكت السريه بكتيبه دبابات اسرائيليه تحتل المطار وتم تدعيم قوة العدو بسريه مظلات وظل الاشتباك قائما حتي الليل بدون تحقيق نتائج للجانيبن لكن سريه الصاعقه اضطرت للانسحاب لنفاذ الدخائر اما باقي سرايا الكتيبه 73 فقد وصلت سريه منهم الي شاطئ البحيرات المرة واشتبكت مع العدو في قتال شرس وتم تدمير عده دبابات للعدو وصدرت الاورامر للسريه بالانسحاب لكنها لم تتمكن نظرا لانها مشتبكه بقوة فقد خسرت افرادا كثيرة في الاشتباك
المظلات
صدرت الاوامر للكتيبه 85 بقياده عاطف منصف بالتقدم مع كتيبه دبابات من الفرقه 23 ميكانيكي بهدف الوصول الي مرسي ابوسلطان(اقصي شمال البحيرات) ومطار الدفرسوار
وبدأ التحرك الساعه الرابعه عصر يوم 17
القوة الاولي في اتجاه مرسي ابو سلطان ، عند وصولها الي ترعه الاسويس وقعت السريه في كمين واستشهد معظم ضباطها وفشلت في تحقيق المهمه
اما القوة الثانيه فقد انفصلت عن كتيبه الدبابات نظرا لفارق السرعه ووقعت كتيبه الدبابات في كمين اخر ودمرت علي اخرها واضطرت قوة المظلات الي العمل بمفردها والاشتباك مع قوة العدو في مطار الدفرسوار بدون معاونه ثقيله
وتعرضت الكتيبه لخسائر جسيمه وارتدت باقي الكتيبه الي وصله ابو سلطان حيث سحبت الي انشاص لاعاده التجميع
ويمكنكم قراءة هذا الموضوع تفصيليا في الموضوع
ويتضح لنا من سرد احداث يوم 17 اكتوبر فشل كل القوات التي اوكلت لها مهام في تحقيق المهام الموكله لها وتدمير عدد كبير من الدبابات لسبب واحد
- غياب الاستطلاع فقط
غياب الاستطلاع ادي الي وقوع اللواء 25 مدرع واللواء 116 والكتيبه 73 والكتيبه 85 في كمائن محكمه ادت الي استشهاد المئات وخسارة العشرات من الدبابات
كذلك غياب الاستطلاع ادي الي سؤء تخطيط العمليات فاللواء 116 اشتبك في كمين علي مسافه بعيده جدا عما توقعه قائد اللواء فلم يكن قد قام بالفتح لقواته واعدها للاشتباك وغياب الاستطلاع ادي عدم معرفه مواقع العدو للتعامل معها بما يجب فتم دفع سريه مظلات للتعامل مع كتيبه دبابات في مطار الدفرسوار وحيث ان القياده المصريه لم تكن علي علم بوجود الا 7 دبابات فقد اصطدمت القوات غرب القناه ب 300 دبابه هما قوة مجموعه الجنرال ادان والتي عبرت في غقله من الزمن صباح يوم 17
[right]واضاع القوات الاسرائيليه ليله 17/18
فرقه برن :
تقوم بأعاده التجميع والتنظيم بعد نجاحها في تدمير اللواء 25 مدرع مستقل وتم سحب لواء من قواته لمصلحه القياده الجنوبيه ومع حلول الليل اصبح جاهزا للعبور بقوة 200 دبابه
وليلا عبر برن القناه مع قواته تحت قصف عنيف جدا حيث اصبحت القياده المصريه علي يقين بانها ليست مساله تسلل اسرائيلي فقط بل معركه تكتيكيه قويه جدا فتم حشد مجهود الجيش الثاني كله ومع مدفيع الفرقه 16 مشاه والفرقه الثانيه مشاه في الضرب ضد منطقه العبور واصيب الجسر وتم استكمال العبور بالمعديات وغرقت عده دبابات بأطقمها الكامله من الجنود في قاع القناه وفي الساعه 400 صباح يوم 18 كانت فرقه برن قد اتمت عبورها واصبح لدي اسرائيل غرب القناه 300 دبابه عبارة عن لواء مدرع يتبع شارون ولواءين يتبعان برن ولواء مظلات تابع لشارون
فرقه كلمان ماجن :
لم تشتبك في قتال فعلي منذ يوم 14 ومرتباتها كامله وفي انتظار الاذن بالعبور
فرقه شارون
تقلصت الي لواء مدرع واخر مظلات فقط بعد سحب لواء للقياده الجنوبيه (لواء امنون ) والذي اوكل اليه الاستمرار في محاولات تعميق ممر العبور وازاحه الفرقه 16 مشاه الي الشمال
وهربت من يد القياده المصريه فرصه ذهبيه لتصفيه الثغرة يوم 17 لكن الاستخدام الخاطئ للتكيك العسكري في حرب المدرعات ادي لتلك الخسائر وعدم غلق الثغرة
وعند زيارة ديان للجبهه للوقوف علي معارك 15و16و17 اكتوبر قال
(( لم استطع اخفاء مشاعري عند مشاهدتي لارض المعركه فقد كانت المئات من الدبابات والعربات العسكريه محترقه ومدمرة ومتناثرة في كل مكان ولا يبعد عن بعضها البعض سوي امتار قليله ، وكانت من بين الاسلحه المدمرة صواريخ سام 2 وسام 3 ومع اقترابي من كل دبابه كنت اتمني الا اري العلامه الاسرائيليه عليها وانقبض قلبي كثيرا من كثرة الدبابات الاسرائيليه المدمرة فقد كان بالفعل هناك العشرات منها ولم اشاهد هذا المنظر طوال حياتي العسكريه حتي في افظع الافلام السينمائيه الحربيه فقد كان امامي ميدان واسع لمذبحه اليمه تمتد الي اخر البصر فقد كانت تلك الدبابات والعربات المحترقه دليلا علي المعركه الاليمه التي دارت هنا ))
اوضاع القوات المصريه صباح يوم 18/10/1973
اللواء 25 مدرع ................... ابيد تماما عدا عشر دبابات في نقطه كبريت للدفاع
اللواء 116 ميكانيكي ............. دمر 90% منه
اللواء 18 ميكانيكي ............... دمر 60% منه من يوم 14
اللواء الاول مدرع ................ دمر له 80 % بدء من يوم 14
اللواء 16 مشاه .................... دمر له 90% من معداته ويعاد تجميعه مرة اخري
عامه الفرقه 21 مدرعه مجرد اسم فقط وقوتها لا تصل الي حجم كتيبتي دبابات
والفرقه 16 مشاه منهكه اشد الانهاك من القتال المتواصل ونقص ذخائر م د
باقي الفرق المصريه شرق القناه لم تتعرض الي اي قتال يذكر
اما غرب القناه فهناك الفرقه الرابعه في الجنوب عدا لواء وهناك اللواء الثالث مدرع من احتياطي القياده العامه ولواء حرش جمهوي في القاهرة
بالاضافه الي مجموعه صاعقه ولواء مظلات عدا كتيبه
[/right]
[right]في رأيي المتواضع :
اري ان الجيش الثاني والقياده العامه تعاملت مع الثغرة في يوم 15 16 17 18 بقرارات خاطئة نتيجة ارتباك داخل القيادة العامة ويظهر ذلك فى:
1- عدم ملئ فراغ الفرقه 21 عند عبورها يوم 12 اكتوبر في منطقه الدفرسوار
خاصه وان المصريين علي يقين بوجود خطه العبور الاسرائيلي بل ووقعت خرائط منها في يد المصريين عندما تم تدمير اللواء 190 مدرع ووقعت في يد المخابرات الحربيه المصريه خرائط بالخطه واماكن العبور المحتمله في الشط والدفرسوار والفردان
2- لم تنتبه القياده الي الضغط الجنوني علي اللواء 16 مشاه وتركيز 3 فرق مدرعه للعدو علي هذا القطاع فقط
3-
ترك نقطه تل سلام مهجورة وكان يمكن لو احتلتها فصيله مشاه ان تكشف اي تحرك جنوب محور طرطور واكافيش بل وتعرض عمليه العبور للفشل حيث يري هذا الموقع (وقد زرته فعليا واقوم بزيارته كل عام ) يري هذا الموقع ويكشف منطقه العبور كامله وكان يمكن استغلاله لتوجيه نيران المدفيعه المصريه وكان ايضا سيكشف الكمين للواء 25 مدرع
4-
تحرك جسر المعديات من الطاسه الي منطقه العبور بدون علم المصريين وهو جسر ضخم يحتاج الي اربع دبابات لسحبه ويتحرك ببطء شديد وهي نادرة فريده الا يصاب او يتعرض للقصف المصري او حتي يتم اكتشافه
5-
عدم الاحساس بأهميه امداد اللواء 16 والفرقه 16 بما يلزم من ذخائر اضافيه حيث ارتدت قوات الكتيبه 16 من موقع تقاطع الطرق ومن المزرعه
الصينيه لنفاذ الذخائر
6-
عدم سحب عربات ودبابات الفرقه 21 المدرعه بعد فشل الهجوم المضاد وعدم اعاده تجميعها في محلها الاصلي بالنطاق التتعبوي للجيش الثاني ادي الي كثرة الخسائر بالفرقه 21 والفرقه 16 نتيجه القصف المستمر للعدو علي الفرقه المكتظه ، وكذلك استمرار عدم وجود احتياطي تعبوي للجيش الثاني غرب القناه
7-
خطه دفع اللواء 25 لن اعلق عليها لانها مذبحه للواء وضرب من ضروب الجنون في تلك الحرب
8-
خطط دفع الالويه 116 و 23 والكتيبه 85 مظلات والكتيبه 73 صاعقه تدل علي ان الامور قد خرجت من السيطرة في الجيش الثاني تماما
9-
تعيين عبد المنعم خليل قائدا للجيش الثاني يوم 16 وهو كان قائد المنطقه المركزيه خلفا للواء سعد مأمون الذي اصيب بازمه لقبيه يوم 14
الم يكن من الافضل ترك الامور في يد اللواء تيسير العقاد رئيس اركان الجيش الثاني فهو علي علم بكل ما يجري من تطورات واوضاع القوات
10-
عدم دفع القوات الجويه وخاصه القاذفات تي يو 16 واليوشن لقصف منطقه الانتظار المحتمله لقوات العدو في الدفرسوار غرب القناه بالقنابل وتسويه تلك المنطقه بالارض
11-
أستمرار الشعور بالامان نتيجه البلاغ الخاطئ بوجود 7 دبابات فقط وعدم ربط ما يحدث للفرقه 16 مشاه بخبر التسلل لغرب القناه وعدم الربط بين الامرين وتلك الخريطه التي وقعت في يد قواتنا يوم 8 اكتوبر
12-
ظل الجيش الثالث بعيد عن اي تدخل فعلي فيما يحدث للفرقه 16 مشاه ولم يتم عمل اي غطاء مدفعي بعيد المدي لقصف منطقه جنوب الدفرسوار
13-
عدم استخدام قوه الكتيبه 603 برمائي والمسيطرة علي نقطه كبريت في دفع قوات استطلاع لتحديد ما يجري جنوب الفرقه 16
14-
عدم عمل استطلاع جوي لمنطقه المعارك خلال الحرب تماما وكان يوجد طائرات سوخوي مصريه مخصصه للاستطلاع كان يمكن ان تقوم باعمال استطلاع تكتيكي للجيش الثاني والثالث قبل وبعد تطوير الهجوم
15-
عدم القيام بأي اعمال هجوميه للفرقه 18 مشاه والفرقه الثانيه مشاه في قطاع الجيش الثاني لتخفيف الضغط عن الفرقه 16 مشاه
16-
ترك اللواء 23 مدرع منتظر في تقاطع عثمان احمد عثمان لمده 24 ساعه من يوم 17 الي يوم 18 وعدم مشاركته اللواء 116 في هجومه بل تركته القياده ليهاجم متاخرا بيوم....الخطة شامل فى الجزء الثانى
منقول عن المجموعة 73 مؤرخين
[/right]
[/right]
[/right]