منذ بدء الدعوة الإسلامية ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المسلمين يلاقون العداوة والعذاب من المشركين حتى هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم مع المسلمين جميعا إلى المدينة وتأسست الدولة الاسلامية
ولذلك .. كانت غزوة بدر في السابع عشر من رمضان أول مواجهة عسكريه بين المسلمين والمشركين ... نعم أول معركة بين الحق والباطل
فلقد خر ج المسلمون بقيادة رسول الله صلى الله علية وسلم وهم يريدون قافلة قريش التجارية لتكون بمثابة التعويض عما نهبته قريش من المهاجرين من مكة إلى المدينة , فنحن نعرف أن الذين هاجروا من المسلمين من مكة إلى المدينة تركوا أموالهم ومنازلهم وكل شئ فى سبيل السماح لهم بالهجرة.
ولكن ... خرج مشركو مكة لمواجهة المسلمين .. خر ج قادة مكة من أساطين الكفر والجبروت من أمثال أبى جهل وعتبة .. وغيرهم من المشركين لتأديب المسلمين عن جرأته م للتعرض لقافلتهم التجارية
فكانت معركة بدر أول مواجه ة بين الحق والنور الإسلام ى الساطع .. وبين الباطل المظلم للشرك والكفر ورغ م أن المسلمين لم يكونوا على أهبة الاستعداد للدخول في معركة حربية عسكرية إلا أنهم دخلوا المعركة : بالإيمان وبالإسلام وبالتوحيد .. وهذه القوى الثلاث كفيله بدحر أي قوة مهما كان حجمها.
وكانت قوات المسلمين فى غزوة بدر تضم ثلاثمائة وسبعة عشر مسلما , معهم ثلاثة أفراس : فرس مرثد بن أبى مرثد الغنوى ويقال له السُبُل وفرس المقداد بن عمرو البهرانى ويقال له بَعْزجة وفرس الزبير بن العوام ويقال له اليَعْسُوبَ وكان معهم سبعين بعيرا , ولواء يحم له مصعب بن عمير ورايتان يحمل راية المهاجرين على بن أبى طالب ويحمل راية الأنصار سعد بن عبادة
بينما كانت قوات المشركين حوالي تسعمائة وخمسين مشركا ومعهم مائة فرس
وقبل بداية المعركة والمواجهة استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه من قادة المسلمين من المهاجرين والأنصار , فأشار الجميع بلقاء المشركين ومحاربتهم دفاعا عن عزة الإسلام وقوته ... ورحبوا بقتال الكفار بإيمان قوى وعزيمة صادقة
أصدقائي
وصلت قوات المسلمين إلى موقع بئر بدر قبل قوات قريش الكافرة المشركة , فأشار أحد الصحابة وهو الخباب بن المنذرعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يعسكروا بعد البئر ليمنع قوات العدو من الشرب من بئر بدر ويشرب المسلمون بسهولة وبذلك يعطش المشركون
ولكن يا أصدقائي
كيف يواجه ثلاثمائة وسبعة عشر فردا ومعهم ثلاثة خيول وحوالي ألف من المشركين ومعهم مائة من الخيول ؟
كيف يواجه أفراد القلة الإسلامية العدو وليس لديهم السلاح الكافي ولا الاستعداد الكبير ؟
هل تعرفون كيف ؟
لأن لديهم الإيمان بنصرة الله عز وجل للدين الإسلامي وللمؤمنين فإن الله مظهر دينه ولوكره المشركون
ولذلك ... نصر الله الإسلام والمسلمين نصرا عزيزا مؤزرا فأمدهم الله بألف من الملائكة مردفين ليقاتلوا الكفر وليقطعوا دابر المشركين
وبرزت فى هذه المعركة بطولات رائعة لرموز الإسلام ضد صناديد الكفر , بدأها حمزة بن عبد المطلب وعلى بن أبى طالب وعبيدة بن الحارث ابن عبد المطلب رضي الله عنهم , فقتلوا المشركين المبارزين
وبدأت المعركة الكبرى ... المعركة الشرسة بين الحق الإسلامي والباطل المشرك ... ورسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ربه بنصر الإسلام والمسلمين .. حتى وجدت قوات العدو نفس ها غارقة في دماء القتلى فولوا هاربين فارين من المعركة ... ونصر الله عز وجل قوات الإسلام نصرا كبيرا ودحر أهل الشرك والكفر
وكانت محصلة المعركة الأولى بين الإسلام والشرك : قتل سبعين من رؤساء المشركين وقيادتهم وكان أول من قتل منهم الأسود بن عبد الأسد المخزومى
وأسر منهم سبعون من المشركين وأول من أسر منهم عقبة بن أبى معيط والنصر بن الحارث
وفر من بقى من المشركين, تاركين أمتعتهم وأموالهم وفرسهم وبعيرهم غنيمة للمسلمين وأول من فر منهم هو خالد بن الأعلم الخزاعى
وحقا ... لقد نصر الله المؤمنين ببدر نصرا عزيزا مؤزرا خالصا لوجه الله الكريم
واستشهد من المسلمين أربعة عشر شهيدا وسنتعرض يا أصدقائي لقصص بطولتهم وكفاحهم واستشهادهم في هذه الصفحات
وكانت غزو ة بدر الكبرى بمنطقة عين بدر على بعد حوالي 150 كيلومترا من المدينة المنورة بالقرب من ساحل البحر الأحمر يوم الجمعة 17 رمضان سنة 2 هجرية
تحياتي
المصدر : من كتاب مدن و مدنيات