ل الفخار يقع شمالي الجولان( إلى الجنوب من بانياس وغربي زعورة وعين فيت ) ويشرف على خط التابلاينللبترول القادم من السعودية ، ويعد من التحصينات القوية للجيش السوري قبل1967 المطلة على سهول الحولة الفلسطينية ، ولأهميته الأستراتيجية كانهدفاً للقوات الإسرائيلية عندما غزت الجولان بحرب حزيران واعتبرته بوابةالجولان حيث قال أحد كبار الضباط الإسرائيلين عندما سقط تل فخار يعني أنالجولان كاملاً أصبح بيد إسرائيل, معركة تل الفخار كانت نحو الساعةالثانية بعد ظهر يوم الجمعة 9-6-1967 و كانت خطة العدو في الهجوم مؤلفة منأربعة ألوية مدرعة ولواء آلي ولواء مظليين ، لأختراق التحصينات الموجودةفي القطاع الشمالي بحيث يتقدم اللواء المدرع (مندلر ) بمهاجمة موقع القلعشمالاً ثم أحتلال واسط متوجهاً نحو القنيطرة ، في حين يتقدم لواء (جولاني) لأحتلال تل الفخار وتل العزيزيات ثم أحتلال بانياس مدعوماً بسريتيدبابات شيرمان وبنفس الزمن اتجهت قوات مؤلفة من المشاة والمظليين ولواءمدرع لأختراق موقع راوية ، تل هلال ، عشمورة للفت الإنتباه عن الهجومالرئيسي في القطاع الشمالي الذي عزز بلواء مدرع ولواء مشاة محمولبالطائرات متوجهة من راوية نحو واسط مروراً بكفر نفاخ لدعم قوات مندلرالقادمة إلى القنيطرة,
كان اللواء جولاني رأس الحربة الإسرائيلية مدعوماً بلواء مدرع وما أن وصل إلى تل فخار حتى واجه مقاومة عنيفة حيث أستبسل الجنود السوريين يقودهم الملازم أول أسعد بدران، ودارت رحى المعركة المشرفة أكثر من ست ساعات أبيد للعدو أكثر من ثلاثينقتيلاً ونحو سبعين جريحاً وقد أرتفع عدد قتلى العدو إلى ستين قتيلاً ،وأعطاب العديد من المدرعات المعادية ، كان الهجوم الإسرائيلي على التلمنقسماً إلى جهتين فقسم هاجم من الناحية الجنوبية وآخر من الناحيةالشمالية(برج بابل ) وكانت هذا القسم الأعنف مقاومة ، كلما أقتربت مجموعةمن الأعداء حصدت بنيران الجنود السوريون ، وهذا آليكس (رائد إسرائيلي)قائد مجموعة يسقط كخرقة نتنة ،ويسقط ضابط آخر يدعى كلاين ، وهناك أحدهميتسلل لقص الأسلاك الشائكة يهوي نادماً مقتولاً وآخر يحاول كذلك يلقى مصيرزملاءه ، وكان الملازم أول أسعد متمترساً برشاش قناص يحصد الأعداءالمقتربين نحو الأسلاك أو الخنادق ، وفي الجانب الآخر كان المجند المفضلعند الملازم أسعد المجاهد تاج الدين الشيني يتمترس برشاش يحصد الأعداءالمتكالبين على التل ، والحق يقال أن كل جنود التل أدوا واجبهم بما يرضيالله والوطن ،ولما يئس العدو من أقتحام التل المحصن أستنجد بالطائرات التيألقت بقذائف النابالم ، وتحت القصف الجوي ودخان القذائف التي ألقيت علىالخنادق والتحصينات أشتد وطيس المعركة وهوجم التل بتعزيزات (فوج باراك )وصار الأشتباك وجه لوجه بالسكاكين وأعقاب البنادق واللكمات, وحل الليلوالقتال مازال مستمراً وهكذا أستنفذت عزيمة الجنود السوريين لعدة أسبابمنها : تكالب القوات المعادية على التل ووصول تعزيزات كثيرة وخاصة الطيرانالمهاجم ، استخدام العدو لأسلحة دخانية مميتة كالنابالم ، سقوط العديد منالشهداء في أرض المعركة ممايعني نقص في سد المهام(شهداء تل فخار ستينشهيداً ) ، عدم دعم وتعزيز الموقع بنجدات حان وقتها ، ثم تفوق القواتالمعادية بالأسلحة والمدرعات والطيران ، وتحت جناح الظلام انسحب من تبقىمن الجنود السوريين بعدما سطروا ملحمة رائعة من القتال وكبدوا العدو عشراتالقتلى والجرحى ،وأصيب قائد المعركة الملازم أسعد بجرح برجله وهو مازاليقاتل مع جنوده ، وسقوا التل بدمائهم الزكية ، وكانت معركة تل الفخار شبهالوحيدة بحرب حزيران.
و يقول اسحاق رابين: " لقد استعمل جنودنا كل مهارتهم وكل شجاعتهم كي يشقوا لأنفسهم الطريق فيشبكة الطرق الجبلية التي تصل بين تحصينات السوريين الذين كانوا يبدون غيرمبالين بالطوفان الناري الذي كان ينهال عليهم ، وقد جرى القتال بالسلاحالأبيض " في حين يذكر دافيد آليعازر " إذا مازرتم مستشفى (رامبام )ستسمعون الكثير عن هذه المعركة ، لقد نشبت معركة بالأيدي في ذلك المكان ،وقتال بالأكف والسكاكين والأسنان وبأعقاب البنادق ، )