تدين التكنولوجيا الحربية في تطورها المعاصر ، لعلوم الطبيعة والألكترونات ، فبفضل الإكتشافات العلمية ، أمكن تحقيق كثير من إنجازات التكنولوجيا الحربية ، منذ عصر البخار و البارود حتى العصر النووي و إرتياد الإنسان للفضاء .
الحرب العلمية الأولى :
وتعتبر الحرب العالمية الأولى أول تجربة عملية للعلوم في التكنولوجيا الحربية على نطاق واسع ، بفضل ما وفرته الثورة الصناعية الأوربية من قدرات ، حملت العبأ الأكبر منها الآلة و الإنتاج الصناعي الكمي ، الأمر الذي أعطى للحرب العالمية الإمتداد والإتساع ، في الزمان والمكان بفضل تنافس جانبي الصراع كل لتسخير مقدراته العلمية والتكنولوجيا في الحرب فكان إستخدام المدافع الرشاشة والغازات الحربية والدبابات والطائرات ، أمثلة ونماذج لتسخير العلم والتكنولوجيا لإنتاج أدوات القتال .
الحرب العالمية الثانية :
وبإندلاع الحرب العالمية الثانية ، إستحث طرفي الصراع الحلفاء و المحور العلماء و البحوث العلمية للوفاء بمتطلبات الحرب وسخرت الولايات المتحدة وحدها 30,000 عالم ومهندس و أعطت النازية نفس القدر من الإهتمام للبحوث العلمية وتكنولوجيا الحرب . و أثمرت هذه الجهود تكنولوجيا حربية متميزة في الطيران النفاث و الرادارات ، والمدافع الآلية والدبابات و الألغام المغنطيسية ، والطوربيدات البحرية ، والصواريخ ف1 ، ف2 البداية المتواضعة للصواريخ عابرت القارات ورائدة الفضاء . ثم جاء إنتاج أمريكا للقنبلة الذرية و إلقاؤها على ناجازاكي و هيروشيما لتنتهي الحرب ويبدأ عصر جديد يتميز بإنطلاق العلم ليحقق قفزات هائلة من التقدم والتطور في مختلف المجالات .
ااحرب البارده :
إستقطب العالم - بعد الحرب العالمية الثانية - قوتين عظيمتين ، تتنافسان فيمابينهما في سباق محموم لتحقيق التفوق العلمي والتكنولوجي الرادع ، الذي يحمي كل منهما من الآخر وتمخض عن هذا التنافس تطوير الكثير من معدات التكنولوجيا الحربية في مجال الذرة و الليزر والحاسبات الألكترونية ومعدات الإتصال و الإستشعار والسيطرة و التوجيه و طبيعة المواد وغيرها في العقود الثلاثة التالية للحرب حتى يومنا هذا . تحقق هذا بإيمان كلا الطرفين بالعلم منهجاً للعمل المنظم الذي يتكون من مجموعة متكاملة من العلماء والمهندسين توضع لهم البرامج وتحدد لهم الأهداف ، وتسخر لهم الموارد و الإمكانيات لتحقيق الأهداف ضمن توقيتات محددة. بإستعراض المخصصات المالية للبحوث والتطورات العلمية والتكنولوجيا ( R&D ) لأمريكا و حليفاتها في السنوات الأخيرة فإنه يسترعي النظر ضخامة هذه المخصصات بالنسبة لميزانية الدفاع حيث تصل إلى أكثر من 11% ( راجع الجدول ) وهذا مؤشر قوي لإهتمام هذه الدول بالعلم لتطوير التكنولوجيا الحربية .
خلاصة :
ويتركز إنعكاس العلم على تطوير التكنولوجيا الحربية في ثلاثة أمور جوهرية :
1/ زيادة طاقة النيران " FIRE POWER " .
2/ سرعة كفاءة الإتصال " COMMUNICATION " .
3/ يسر وسرعة التحرك " MOBILITY " .
والإنتصار في المعركة رهن بإصبة الأهداف بنيران دقيقة مؤثرة ، وهذا لا يتأتى بغير قدرات تكنولوجية متميزة لتوجيه النيران نحو الأهداف . حيث تلعب الحواسب الألكترونية و معدات الكشف والإستشعار و التوجيه بمختلف نوعيات الأشعة الدور الرئيسي
والحيوي في إقامة صرح هذه التكنولوجيا الحربية المتقدمة .
الجدول :
الدولة : ميزانية الدفاع : مخصصات البحث والتطوير : النسبة المئوية
أمريكا : 78,000 : 8,736 : 11,1
بريطانيا : 7,600 : 840 : 11,1
فرنسا : 7,500 : 1,092 : 14,6
ألمانية الغربية: 9,300 : 451 : 4.8