من كتاب من اوراق السادات لانيس منصور الطبعة الرابعة يناير 2010 بالقاهرة .
كتاب رائع حقا
القصة المثيرة جداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا :-
الكلام علي لسان الرئيس السادات رحمة الله علية
في يوم 19 اكتوبر 1973 في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل فوجئت بالقائد العام احمد اسماعيل يطلبني لامر هام . وفهمت منة ان الامر سياسي وعسكري معا وانه لابد من الحضور فورا ... وكان ذلك شيئا خطيرا . وراحت الافكار تدور في راسي وتدور بة .. وفي مثل هذة الازمات التي اعتدت عليها ، فانني استدعي احتياطي الصبر والهدوء.. فقد رايت في حياتي الكثير من المواقف الصعبة و المشاكل المعقدة والازمات الحادة . وقد اورثني ذلك ان اكون في مواجهتهاهادئا حتي لايزدادالخطأ فداحة ، وحتي لاتهتز الصورة اماي ، او حتي لااهتز انا امام هذة المحن ..
وفي هذة القيادة التي شيدت تحت الارض ولاتصيبها القنابل النووية لو سقطت عليها مباشرة وجدت جوا من الوجوم .
الساادت والمشير احمد اسماعيل والشاذلي يتباحثون في القيادة في وجود احد القادة .
وقبل ان احضر الي القيادة كان المرحوم احمد اسماعيل مريضا . اشتد علية مرض السرطان ثم ان الموقف خطير . ولايستطيع ان يبدي فيه رأيا . لان القرار الذي يجب ان يتخذ ليس عسكريا فقط ، وانما هو قرار سياسي ، وتقلب الرجل المريض في فراشةوامتدت يدة وارتدت عن التليفون يريد ان يطلبني وهو في نفس الوقت يخشي من وقع هذة المكالمة علي نفسي ...
ولكن حسني مبارك اصر علي ضرورة الاتصال بي ليقف كل انسان عند حدة . فسعد الششاذلي قد جاء من الجبهة يطلب الانسحاب الكامل من سيناء ، ولكن حسني مبارك يري اننا منتصرونومحمد علي فهمي قائد الصواريخ يري كذلك .. ولكن سعد الشاذلي هو اول من بشرهم بالهزيمة والتسليم بها..
وخشي احمد اسماعيل أن يطلبني . ولكن حسني مبارك طلبني ثم اعطي التليفون لاحمد اسماعيل .
وعندما دخلت مركز القيادة وجدت هذا الصمت الرهيب ! .
وكان الاطباء قد اخبروني ان حالة احمد اسماعيل لاتؤهلة لان يحمل هذة الاعباء فألأم السرطان مروعة . ثم ان كمية الكورتيزون التي يتعطاها لوقف استشراء السرطان ، تجعلة غير قادر علي التفكير السليم واتخاذ القرارا ..
المشير احمد اسماعيل علي وزير الحربية عام 1973 ابان حرب اكتوبر المجيدة
ولو جعلت احمد اسماعيل نائبا لرئيس الجمهورية تكريما لة ، وفي نفس الوقت ابعادا لة عن مركز القيادة واتخاذ القرار فسوف يدرك أنني ابعدتة.. او انني اقصيتة عن موقعة .. مع ان الذي قصدته شى أخر يعرفة الاطباء، وصارحوني بة ، ولم يصارحوا به احمد اسماعيل ونهض احمد اسماعيل من فراشة .
وسألتة : خير ان شاء الله .
قال : والله يافندم لقد عاد رئيس الاركان سعد الشاذلي من الجبهة يقول : ان الرئيس يجب أن يبحث لة عن حل سياسي . وانه من الضروري أن نسحب الجيشين الثاني والثالث من سيناء لان اليهود قد دخلوا الثغرة وانهم سيطوقون هذين الجيشين .. وان شيئا مروعا من الممكن أن يحدث في اي وقت .. ولابد من الانسحاب حفاظا علي مدينة القاهرة .
قلت لاحمد اسماعيل : هات القادة جميعا .
وجاء القادة كلهم ..
وقلت لمدير العمليات : ياجمسي ..
قال :نعم..
قلت : هات الخريطة . واشرح لي الوضع .
وحكي لي الجمسي صورة كاملة ..
وقلت لحسني مبارك : ياحسني ..اشرح لي الوضع وطلبت من محمد علي فهمي أن يقدم لي صورة قواتنا ..
لقد كان الوضع كلة مطمئنا . والصورة مشرفة ومشرقة . وأدركت سر الوجوم في مركز القيادة فالانسحاب معناة ان نتر كل ماكسبناه في لحظة . انها لحظة عار .. لحظة طولها مئات السنين من الهوان لمصر وللامة العربية ..
سألت احمد اسماعيل : مارأيك ياأحمد ؟
قال : يا أفندم الوضع كله امامك .
قلت لكل القادة : الن .. أحب أقول لكم جميعا :
اولا : لاانسحاب لعسكري أو بندقية أو دبابة من الضفة الشرقية . ويبقي كل شى وكل الناس في مواقعهم ..
ثانيا : تخطرجميع وحدات القوات المسلحة بأننا سوف نتعامل مع الثغرة علي مستوي القيادة العامة ، وعليهم أن يستمروا في خططهم .
ثالثا : يعزل سعد الشاذلي رئيس الاركان ويعين عبد الغني الجمسي أبتداء من الساعة الواحدة من صباح 20 اكتوبر رئيسا للاركان ..
رابعا : الشاذلي يجب الايشعر بهذا القرار ولا القوات المسلحة ، حتي لايكون له اي رد فعل .. وسوف يعمل الجمسي رئيسا للاركان بدون اعلان ..
سعد الدين الشاذلي كاد يدمر نصر اكتوبر بكسلة في الثغرة وانهيارة المعنوي امامها
وقلت لاحمد اسماعيل أن يجنب سعد الشاذلي اية مسئوليات .. ثم قلت لجميع القادة الجالسين امامي : لعلمكم جميعا ، سأحارب في طنطا وفي القاهرة وفي المنيا وفي اسوان ولن أستسلم . سأحارب في كل مكان .
وحسني مبارك هو أول من تنبه الي ان اليهود يريدون ان يكرروا نفس الحيل التي أوقعونا فيها 1956 و 1967 .. وهي انهم يقومون بارباك القيادة العسكرية . فأذا ارتكبت القيادة نفسيا ، فأنهم يستدرجونا الي معارك اخري وبذلك تنسي القيادة خطتها الاساسية وتعمل علي الخطة التي وضعها اليهود . ولذلك فان حسني مبارك هو الذي قال لاحمد اسماعيل :اننا في وضع ممتاز . يريدون ان يستدرجونا الي نفس المصيدة التي وقعنا فيها في حرب 56 و حرب 67 .. ولذلك يجب ان نطلب الرئيس للحضور ليضع كل انسان عند حدة وفي مكانه .. لواء طيار أ.ح / محمد حسني مبارك قائد القوات الجوية حينها رئيس جمهورية مصر العربية حاليا وحسني مبارك كقائد أعصابه هادئه وقادر علي أن يتحرك وينفذ بهدوء شديد .. وعندما كلفتة بالدفاع عن مصر من القاهرة الي اسوان والا يسمح لليهود بان يضربونا . فقد حقق ذلك تماما ، علي رغم التفوق التكنولوجي لليهود ، ولو استطاع اليهود أن يتفوقوا علينا جويا ، هذة المرة ، لكان لهم النصر المطلق علينا الي الابد ! وفي صباح 20 اكتوبر جاءني حسني مبارك ومحمد علي فهمي في قصر الطاهرة وأكد لي الاثنان : ان الوضع سليم وأننا في غاية القوة ، وانة لاخوف علينا . وأن مجيئي للقيادة قد أنهي وضعا رهيبا . ولم يعلم سعد الشاذلي انه عزل في ذلك اليوم ، وانما شعر فقط أن أحدا لايرجع اليه في شى .وذلك لانني عينت الفريق الجمسي بدلا منه وهو رجل منضبط تماما .
وبعد فك الاشتباك الاول طلبت من احمد اسماعيل ان يخبر سعد الشاذلي بانه تقرر تعيينه سفيرا في وزارة الخارجية . واعتبرها سعد الشاذلي اهانة بلغة ان يستدعيه أحمد اسماعيل زميله وخصمه ويخطره بهذا القرار . فرد عليه بأنه مستقيل .. سلمت يداك
تم بحمد الله مع تحياتي