تحي مدينة العلمة يوم الخميس
الفاتح من مارس الملتقى الثالث للمرحوم المجاهد مسعود زوغار ابن المدينة و
رمزها الدائم، و الذي يحتضنه المجمع الثقافي جيلالي مبارك بالعلمة، و الذي
سيتناول الدراسة و البحث لأحد أبرز شخصيات تاريخ الجزائر، و يقوم بتنشيطه
عدد من الأساتذة و الشخصيات التاريخية .
و لمن لا يعرف المرحوم المجاهد
مسعود زوغار فهو شامخا شموخ شهداء الجزائر بل هو أحد رجال الخفاء الذين
دعموا ثورة التحرير المجيدة بالغالي و النفيس و كان أحد أبرز رجال
المخابرات الجزائرية خاصة في فترة التحرير و التي قوى فيها علاقته بالجانب
الأمريكي كل من الإخوة كينيدي و الرئيس نلسون و الملياردير روكفيلير أصدقاء
لمسعود زوغار، ولد المرحوم في عام 1926 بالعلمة و توفي في 1987م، لكن
التاريخ لم يعطه حقه رغم حياته الحافلة و دعمه الكبير و نضاله في ثورة
التحرير الأبية، تجلت كل مهماته و أعماله مع رجلين من عظماء الجزائر ألا
وهما المرحوم عبد الحفيظ بوصوف في فترة التحرير، و الرئيس ألسبق هواري
بومدين منذ توليه الحكم في الجزائر إلى غاية مماته، و بذلك كانت مدينة
العملة تلك المدينة الصغيرة الكبيرة بسكانها، كانت محجا لأهم القيادات
التاريخية في فترة التحرير، و يقول الدكتور “أحمد عظيمي” عن طبيعة حياة
الرجل السياسية ” أن نشاطه كان متعلقا أساسا مرتبطا في تسليح الثورة و ربط
العلاقات مع القيادات الأمريكية و كذلك القيام بعمليات استخبارات لصالح
الرئيس الأسبق هواري بومدين.” إلا أن ذلك لم يشفع له و أهم بمساس أمن
الدولة كما أقيمت له محاكمة في المحكمة العسكرية بالبليدة و رغم أن
المعلومات القليلة التي يعرفها الناس عن المرحوم إلا أن كل الشهادات تؤكد
على أنه كان من ركائز ثورة التحرير و لعل أبرزها شهادة قاصدي مرباح في
محاكمة زوغار بالمحكمة العسكرية بالبليدة ” شغل زوغار منصبا مهمّا خلال حرب
التحرير بوزارة التسليح، وكانت له علاقات متينة مع بومدين الذي كان صديقه،
وقد أنشأ شبكة موازية من الصداقات والاستعلامات والمعلومات لصالح رئاسة
الجمهورية. لقد كان يستعمل هذه الوسائل للحصول على معلومات للاستفادة منها
في التأثير على بعض البلدان أو للقيام بمهام خاصة يكلّف بها من طرف
الرئيس..” بين هذا و ذاك والأقوال و الحقائق المتضاربة حول هذه الشخصية
الغامضة في تاريخ الجزائر الا أنه يضل محبوب كل سكان مدينة العلمة و رمزا
من رموزها التي لن ينساها التاريخ فيكفيك أن تجول في مدينة و بيوت العلمة
لتجد صورة للمحروم مع الرئيس السابق محمد بوخروبة غزت كل المقاهي و بيوت
الشباب ، بل انك بمجرد أن تسأل عن “مسعود زوغار” في العلمة ستسمع قصصا لن
تنتهي في هذا الشخص.
http://www.elmihwar.com/?p=2582