أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.

وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2

حفظ البيانات؟
الرئيسية
التسجيل
الدخول
فقدت كلمة المرور
القوانين
البحث فى المنتدى


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول



 

 وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
الدرع المصرى

لـــواء
لـــواء
الدرع المصرى



الـبلد : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 Egypt110
التسجيل : 14/06/2010
عدد المساهمات : 5975
معدل النشاط : 6717
التقييم : 438
الدبـــابة : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 B91b7610
المروحية : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 76af2b10

وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 411


وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر   وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 Icon_m10الأربعاء 6 أكتوبر 2010 - 10:04


الوثائق الإسرائيلية الجنرال زعيرا في شهادته: لا أعرف حتى الآن لماذا ومتى غيَّر السادات رأيه؟
لجنة التحقيق الإسرائيلية: الجمود السياسي هو الذي جلب حرب أكتوبر

وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 News.424668

تل أبيب: نظير مجلي
فيهذه الحلقة من تقرير لجنة أغرنات للتحقيق في إخفاقات الجيش الاسرائيليفيحرب أكتوبر 1973، تجري عملية تحقيق معمقة لمواقف شعبة الاستخباراتالعسكريةوتبدأ في تلخيص هذه المواقف فتصل الى ادانتها بالإهمال الفظيع فيتحليلالمعلومات التي وصلت اليها حول الاستعدادات الحربية في مصر وسورية.
وخلالاستعراض شهادات رجال الاستخبارات العسكرية والأوراق السرية العديدةالتيوصلت الى أيديها منهم ومن مصادر أخرى، تتوصل إلى القناعة بأن الرئيسالمصريانتقى خيار الحرب ضد اسرائيل لأنها لم تبقِ له خياراً آخر. فقدفشلت كلالمحاولات الدولية للتوصل الى تسوية سياسية في المنطقة تعيد الأرضالعربيةالمحتلة وتنهي الصراع. وتحصل اسرائيل على وثائق تقول ان هدفالسادات منالحرب هو ليس ابادة اسرائيل كما كانت تدعي القياداتالاسرائيلية طيلة سنواتوعقود، بل مجرد كسر الجمود السياسي القائم وتحريكالمسار السياسي.
تؤكداللجنة على صحة ما قاله العديد من المسؤولين المصريين الذين عارضواالرئيسأنور السادات، مثل الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس اركان الجيشالمصري فيفترة الحرب، والصحافي الباحث محمد حسنين هيكل، بأن السادات لميقرر أن يكونهدف الحرب تحرير سيناء بالكامل، بل تحرير قسم من أراضيها فيالجهة الشرقيةمن القناة، حتى مضائق تيران جنوبا أو المتلي والجدي فيالشمال، بهدف كسرالجمود وفرض مسيرة سياسية. وتلمح اللجنة الى ان القيادةالسياسية تجاهلتهذا الموقف المصري، ولكنها لا تحاسبها على هذا الموقفالاستراتيجي المسببللحرب، وتركز انتقاداتها على الاستخبارات العسكرية.وتتوصل اللجنة الىالرأي بانه وبالرغم عن توفر العديد من الأدلة على انمصر يئست من الجمودوقررت أن تحارب وبدأت الاستعدادات للحرب بصورة علنيةتقريبا واتخذت اجراءاتعديدة تظاهرية تدل على انها تتجه للحرب، إلا انالاستخبارات ظلت متمسكة بماسمي في اسرائيل بـ«الفرضية»، والتي تقول انسورية لن تحارب إسرائيل وحدهاوبأن مصر لا تنوي الحرب قبل عام 1975 لأنهاتخشى من هزيمة جديدة شبيهةبهزيمة حرب 1967 وأنها قررت ألا تحارب إلا إذاحصلت على طائرات قتالية ذاتمدى بعيد تمكنها من تغيير توازن القوى لصالحهافي سلاح الجو وأنالاستعدادات الحربية الظاهرة في كل من سورية ومصر ما هيإلا تعبيرا عنالخوف من هجوم حربي اسرائيلي.
وتقرر اللجنة ان هذا الخطأ في التقديريشكل خللا رئيسيا في الاستعداداتوبالتالي في افخفاقات الاسرائيلية في تلكالحرب. ولذلك نرى تحليلاتهاوتلخيصاتها للحرب هي بمثابة لائحة اتهامللاستخبارات العسكرية.
وفيما يلي ننشر حلقة أخرى من هذا التقرير،الذي كما هو معروف كان سرياطيلة 34 عاما، وسمح بإماطة اللثام عنه فقط قبلعدة شهور. وما زالت وثائقهسرية:
في الختام، يجب أن نشير الى وثيقتينأخريين في موضوع تقديرات شعبةالاستخبارات العسكرية من يوم 5 أكتوبر (تشرينالأول) 1973؛ إحداهما هونشرة أخبار أصدرتها دائرة البحوث في شعبةالاستخبارات العسكرية في الجيشالساعة 13:15 ووزعت على رئيسة الحكومة ووزيرالدفاع ورئيس أركان الجيش.وكما تمت الاشارة في البند 25 من التقرير الجزئيللجنة، فإن هذه النشرةتضمنت سلسلة طويلة من الاشارات التي تدل على النواياالهجومية لمصر، ولكنفي نهاية الفصل المتعلق بمصر كتب في البند 40 ما يلي:«على الرغم من انأسلوب وضع تشكيلات الطوارئ في جبهة القناة (السويس) يحملفي طياته اشاراتظاهرية تدل على مبادرة للهجوم، فإنه حسب تقديرنا، لم يحصلأي تغيير فيتقديرات المصريين حول توازن القوى بينهم وبين قوات جيش الدفاعالاسرائيلي.لذا فان احتمال أن يكون المصريون ينوون استئناف القتال هواحتمال ضعيف».
وبالنسبة لسورية جاء في البند 41: «لا يوجد تغيير فيتقديراتنا بأنالخطوات السورية نابعة من الخوف، الذي تضاعف في اليومالأخير، من عملية(حربية) اسرائيلية. احتمال عملية سورية منفردة (من دونالمصريين) يظلمنخفضا».
وأما بالنسبة لإجلاء عائلات الخبراء السوفييت ومغادرة السفن السوفياتية الموانئ المصرية، فقد تم تقديم التقدير التالي:
42.التطور الاستثنائي في اليوم الأخير هو الاستعداد لاجلاء عائلاتالخبراءالسوفيات من سورية (وربما من مصر) ومغادرة الوحدات القتالية فيالأسطولالسوفياتي موانئ مصر. وتشتمل هذه الاستعدادات على وصول 11 طائرةركابسوفياتية بشكل مفاجئ الى الشرق الأوسط.. بعضها عاد الى الاتحادالسوفياتي.
43.ان وصول هذه الطائرات الى كل من سورية ومصر ومغادرة السفن موانئ مصريطرحانامكانية ألا يكون اجلاء العائلات من سورية نابعا من توتر فيالعلاقات بينالسوريين والسوفيات، بل من مخاوف سوفياتية من توقع مبادرةعسكرية مصرية ـسورية ضد اسرائيل. وكما سبق أن قلنا، فإننا نقدر بأناحتمالات القيامبعملية كهذه، هي احتمالات ضعيفة».
والوثيقة الثانية تتضمن تقديرا استخباريا كان قد أرسل في يوم 5 أكتوبر 1973 الى ممثلنا في واشنطن لكي يسلمه الى السلطات الاميركية.
فيالبند الثامن من هذه الوثيقة (وثيقة البينات رقم 269)، كتب(الاقتباسباللغة الانجليزية): «في تقديرنا ان الاستعدادات الحربية المصريةوالسوريةوبضمنها المناورات الحربية (التي تقوم بها مصر) جاءت تعبيرا عنالخوف منهجوم حربي اسرائيلي».
نحن نعتقد ان المبادرة الى حرب منالجيشين (المصري والسوري) ضد اسرائيل هيذات احتمالات منخفضة. امكانيةاجلاء المدنيين السوفييت ومغادرة غالبيةالسفن السوفياتية ميناءيالاسكندرية وبور سعيد، ربما يكونان ناتجين عنأزمة في العلاقات بينالسوفيات ومصر وسورية أو كنتيجة لتقديرات السوفياتبأن أعمالا عدائية ستنشبفي الشرق الأوسط.
50 . تلخيص ما ورد في الاقتباسات المنشورة في البنود الآنف ذكرها هو:
(1)الفرضية التي ذكرت سابقا تحولت الى استنتاج ثابت ومسبق لدىشعبةالاستخبارات العسكرية في موضوع التقديرات حول خطر الحرب. (2) كمافيالفترة ما بين أبريل (نيسان) ومايو (ايار) 1973، كذلك في شهرسبتمبر(أيلول) (على اثر اسقاط 13 طائرة سوريّة) وحتى في الأيام المصيرية ـوهذاهو الأساس ـ في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر، وحتى الخامس منهوعموما،أصبح الاستنتاج المذكور أعلاه قاعدة أساسية في تقديراتها، وقد عبرعنها فيمناسبات مختلفة أمام القيادات العسكرية والسياسية في الدولة، بقولهإناحتمال قيام مصر وسورية بهجوم حربي في نفس الوقت في الجبهتين علىاسرائيل،هو أمر ذو احتمالات ضعيفة. وكان هذا كمن يقول إن هذا الخطر غيرقائمتقريبا. (3) الشكوك التي ساورت رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في يوم5أكتوبر، في أعقاب الأنباء القائلة إن الإجلاء المهرول لعائلاتالخبراءالسوفيات من سورية ومصر، لم تكن كافية لاجتثاث تأثيرات هذه الفرضيةعلىتلك التقديرات من جذورها.
انتقاد الفرضية كعنصر حاسم في تقديراتشعبة الاستخبارات العسكرية 51. إذاأخذنا في الاعتبار الإشكالات التي تواجهرجال الاستخبارات في مجاليالتقدير والتحذير، كما تم وصفها في البند 48سابقا، و(أخذنا بالاعتبار) انتقديرات الاستخبارات لا يمكن أن تكون شأناعلميا بمنتهى الدقة بحيث يمكنالقول بشكل مؤكد إن الدولة الفلانية تخطط لشنحرب في المستقبل القريب (*)،فلا بأس بقيام رجال الاستخبارات باعتماد فرضيةاستراتيجية معينة تستند الىبراهين راسخة من التجارب الماضية. فهذا الأمرلا يبدو لنا غير منطقي.ولكن، متى يكون هذا الطرح مناسبا؟ عندما تستخدم تلكالفرضية كتخمين خاضعللتجربة، يتم فحصها من آن لآخر وإخضاعها للمراقبة فيضوء الواقع المتغيروالأنباء والحقائق الجديدة. فإذا لم يتم استيفاء هذاالشرط، من المُحتم أنيؤدي الالتصاق الزائد بهذه الفرضية، وجعلها مقياساًأساسياً في توجيه رجالالاستخبارات، الى اتجاه تفكير ضيق ومتعنت، بدلا منالتزود بالتفكير المرنالضروري في مجال التقدير. في مثل هذه الوضعية، هناكخطر يواجه أصحاب تلكالطريقة المتقولبة في قالب واحد، بأن يعطوا للأنباءوالوقائع الجديدة التيلا تتماشى مع نظرية الفرضية، تفسيرات متصنعة تفرغالانذار من مضمونه منجهة وتبالغ في اعطاء وزن لتلك الأنباء التي لا تتناقضمع الفرضية والتيتبدو في الظاهر أنباء «مريحة». هذه هي العبرة، التي كمايبدو ان شعبةالاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي، لم تستفد منها، معالعلم بأنتجارب الماضي تعلم الكثير عن فشل الاستخبارات في اعطاء تقديرلأسبابمشابهة. على سبيل المثال (هناك دروس يتعلمونها من) الهجوماليابانيالمفاجئ على بيرل هاربر سنة 1941، والهجمات المفاجئة للكوريينالشماليينوالشيوعيين الصينيين في الحرب الكورية سنة 1950، وأزمةالصواريخالسوفياتية في كوبا سنة 1962.
في مقال في مجلة «foreighaffairs» نشر في شهر يوليو (تموز) 1965 تحتعنوان «كوبا وبيرل هاربر:الإدراك المتأخر والبصيرة» (hindsight andforesight)، كتبت روبرتا وولشتر:«التقرير الأحادي يضلل شريحة أصحابالدراية ويدفعهم الى فلسفة القناعاتالراسخة، وهذا ما قاد الى الخطأالاستراتيجي في تقدير موضوع الصواريخالسوفياتية في كوبا..» (صفحة 701).
وفي هذا السياق، من المجدي أننشير الى الظاهرة التي تحدثت عنها بدايةالمقال (المذكور أعلاه) (صفحة 691)وهي: «تعلم التجربة أن الأنباء التيتحذر من خطر داهم ويجب أن تؤخذبالاعتبار (signals)، انما يجب أن تكونمنافسة في بعض الأحيان للأنباء التيتدل على الاتجاه المعاكس، حتى لو كانتتلك أنباء كاذبة أو غير واقعية(noise). من هنا فإن من شأن هذه (الأنباء)الأخيرة أن تشوش معنى الانذارالكامن في أنباء النوع الأول وتلقي عليهاضبابية. وبنظرة الى الوراء، تقولالكاتبة، يمكن التفريق ما بين«التحذيرات» و«الصخب»، وهو الأمر الذي لايحدث بشكل دائم قبل أن يقع الحدثالخطير.
وهكذا، يجب أن نلاحظ في هذهالظاهرة، بأنه إذا التصقنا بصورة متعنتةبفرضية معينة تتعلق بالتقديرالاستخباري، من دون مراقبة وفحص دائمين، فإنالأمر سيخلق «صخبا من شأنه أنيغطي على التحذيرات».
على أية حال، في نظرنا انه لم تكن مشكلة خاصةفي أن نفهم منذ يوم الخامسمن أكتوبر (وحتى في الأيام التي سبقته)، بأنهازاء الأنباء التحذيريةوالاشارات التي تدل على وجود استعدادات هجوميةميدانية لدى العدو (والتيسنفصلها لاحقا في البند «ب» و«د»)، يحوم خطرحقيقي مفاده ان مصر وسوريةستخرجان الى الحرب الشاملة وفي آن واحد ضداسرائيل. وإذا كانت شعبةالاستخبارات العسكرية قد قدرت، رغم كل شيء، بأنهذا الخطر هو «ذو احتمالاتضعيفة»، فإن ذلك يعود فقط الى الفرضية التيأخلصوا لها والتي أبعدت جانباكل تلك الأنباء والاشارات، لدرجة بدا انهم لايريدون الدخول في مواجهةمعها. من هنا، فإن المعلومات التضليلية وغيرالمجدية (مثل «التدريبات» فيمصر والمخاوف السورية والمصرية من عملياتاسرائيلية هجومية) بالذات، والتيلاءمت أو لم تنقض الفرضية، هي التي احتلتموقع الصدارة في تقديرات شعبةالاستخبارات العسكرية، بالرغم من انه كان منالمفروض ان يكون واضحا بأنالاعتماد عليها ليس مضمونا، كما سيتم التوضيحلاحقا.
صحيح ان الجنرال زعيرا رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية قال فيشهادته أماماللجنة انه في الأسبوع الأخير قبل نشوب الحرب، بحث في الأساسفيما إذاكانت هناك «معلومات عن حرب»، ولكنه لم يجدها، وأن «الفرضية كانتفقطبمثابة نظرة خلفية» (صفحة 1059). بيد انه أراد بأقواله هذه أنيضعفالانطباع بأنه في تلك الأيام كان للفرضية أثر حاسم لتقديراتهالمذكورة.ونحن مقتنعون بأنه في هذا المجال يجدر الاعتماد أكثر على أقوالرئيس شعبةالاستخبارات العسكرية خلال جلسة المشاورات التي عقدت في ظهيرةيوم الخامسمن أكتوبر بين رئيسة الحكومة والوزراء في تل أبيب. فكما نذكر،على الرغممن الشكوك التي ساورته ازاء الأنباء عن اخلاء عائلات الخبراءالسوفيات منسورية ومصر، فقد أعرب عن رأيه بأن السوريين والمصريين «مدركونجدا لحقيقةتدني مستوى سلاح الجو لديهم وطالما انعدم الشعور بأنه بالامكانالتوصل الىوضع مريح في الجو، لن يذهبوا الى الحرب وبالتأكيد ليس لحربكبرى» (انظرخاتمة البند 49 (ط) سابقا).
على مثل هذه الحالات كتبتروبرتا وولشتتر (الكتاب المذكور أعلاه، صفحة393): «واضح ان البشر يتسمونبرابط عنيد مع قناعاتهم القديمة، وبمقدارالعناد نفسه يقاومون المعلوماتالجديدة التي تزعزع قناعاتهم». تفسير لنقضالفرضية المذكورة 52. حتى الآنوجهنا نقدنا باتجاه عملية التقولب (نسبةالى قالب) المتعنتة، التي تميزتبها تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية.وإذا انتبهنا الى نقاط ضعف هذاالتوجه، تعالوا نفسر ما توصلنا اليه فيالبند 11 من التقرير الجزئي، وقلنافيه: حتى لو كانت الفرضية الخاصة، التياحتاجتها شعبة الاستخباراتالعسكرية، فرضية صحيحة في حينه، فإنها في كلالأحوال لم تفحص من جديدبالشكل الملائم، لا في جزئها الأول الحاسم ولا فيأعقاب ضغط الظروفالسياسية المتغيرة. وهذا يصح بشكل خاص اثر المعلوماتالاضافية التي وصلتالى شعبة الاستخبارات العسكرية حول تعزيز قوات العدوبأسلحة اضافية. ولهذافإنها مرفوضة عمليا.
أ. يجب الموافقة على ما جاء في وثيقة «الأساسالمصري» للفرضية من مواد،كما وردت في المواد الاخبارية التي قدمها الجنرالزعيرا الى اللجنة(وثيقتا البينات رقم 3 و4). من هذه المواد، التي يمكناعتبارها ذات طابعموثوق، تتضح الأمور التالية: (1) رغبة مصر القوية منذحرب الأيام الستة(1967) لاستعادة الأراضي التي احتلتها منها اسرائيلوتمسكت بها حتى بعدحرب الاستنزاف. (2) مع الزمن، وبعد ان صعد الرئيسالسادات الى الحكم توصلالى قناعة بأن على مصر ألا تكتفي بالوسائل السلميةفقط، وانه لكي يكسرالجمود في الوضع السياسي، تفتح أمامها (أمام مصر)الطريق للخيار العسكريولو كان ذلك فقط على سبيل اعطاء دفعة للمسار السياسيبالاتجاه الذي تريد.(3) على الرغم من ذلك، اعترف حاكم مصر بعجزه عن شن حربشاملة ضد اسرائيلطالما تتمتع بالتفوق الجوي، آخذا في الاعتبار تجربة الجيشالمصري القاسيةمع سلاح الجو الاسرائيلي في الحربين السابقتين وللأضرارالفادحة التي لحقتبمصر بسبب الضربات في العمق المصري خلال حرب الاستنزاف.(4) وعليه، فقداشترط السادات ان لا تخرج مصر الى حرب شاملة ضد اسرائيل إلاإذا ضمنتلنفسها تفوقا جويا بواسطة امتلاك طائرات تفجيرية مقاتلة، تطيرلمدى بعيد،بحيث تستطيع ضرب المطارات العسكرية في اسرائيل وشل حركةطائراتها عن ضربالعمق المصري أو التمكن من الرد على هذه الضربات في وسطالتجمعات السكانيةالاسرائيلية. لكن من يمعن النظر في هذه المواد يجد انهذه الآراء تبناهاالسادات حتى ربيع 1973. فإذا كانت هذه المواد قادرة علىالبرهنة بأنالمصريين فعلا تمسكوا بهذه الفرضية (أي الامتناع عن الحربطالما لم يضمنواالتفوق الجوي)، فإنه لا يوجد اثبات على انها يمكن أن تشكلأساسا ثابتاللاعتقاد بأنهم استمروا في هذه القناعة لاحقا. ومن هذه الناحيةفإن ماقاله رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بأن من جاء ليضعضع الفرضيةعليه أنيقدم البرهان على انها غير صحيحة (انظر البند 46 سابقا)، هو قول فيغيرمحله. بل بالعكس، فما كان يحتاج الى اثبات ايجابي، هو القول انه علىالرغممن الأنباء الجديدة التي وصلت في حينه الى شعبة الاستخبارات العسكريةكانمن المنطق أن يستنتجوا بأن الفرضية صحيحة بالنسبة لمصر أيضا عشيةنشوبالحرب.
وليس هذا فحسب، ففي شهادته أمام اللجنة، قال الجنرالزعيرا، انه كـ«الحكيمبعد فوات الفرصة»، أدرك بأن «السادات غيّر من وجهةنظره في وقت ما في ربيعأو صيف 1973». واضاف: «متى غيّر؟ ولأي سبب؟ لا أعرفحتى اليوم» ( صفحة 79من البروتوكول). ولكن، من نفس المادة الاخباريةالمذكورة (وثيقة البيناترقم 3)، يمكن الاستنتاج بأنه منذ بداية 1973 بدأتتظهر علامات انعطاف فيموقف السلطات المصرية، (وذلك) عندما توصلت الىالقناعة بأن قواتهاالعسكرية ستحارب اسرائيل بنفس الوسائل القتالية المتاحةلها، حتى ولو لميتوفر شرط الحصول على طائرات قتالية تفجيرية تضمن التفوقالجوي، وهو الأمرالذي يتناقض مع الفرضية (الاسرائيلية).
ب. ينبغيالاشارة الى نقطة ضعف أخرى، مهمة جدا، بنفس أهمية الفرضية. كماتمت الاشارةآنفا، فإن السادات رأى في الحرب ضد اسرائيل وسيلة لا مفر منهالكسر الجمودالسياسي المتعاظم ولدفع المسارات السياسية بالاتجاه الذيتريده مصر (أنظروثيقة البينات رقم 3). كان في صلب تفكيره ان وضعية وقفاطلاق النار هي أسوأوضعية وانه لا يوجد أمام مصر أي خيار سوى القتال، حتىفي شروط عدم التفوقالعسكري. وها نحن نجد هنا ان معلومات كانت بأيدي شعبةالاستخبارات العسكريةيفهم منها انه في موضوع الخيار العسكري، كان حاكممصر مستعدا للاكتفاء ـ فيالمرحلة الأولى ـ بخطة عبور القناة بهدف السيطرةعلى مقطع شرقي قناة السويسفي منطقة المتلي والجدي، وهي الخطة المختلفة عنخطة احتلال سيناء واستعادةالأراضي التي فقدتها مصر في حرب الأيام الستة(أنظر الأنباء التي وصلت منمصدر جيد في أبريل وفي نهاية سبتمبر 1973 ـوثيقة البينات رقم 98 الوثيقتان11 و56). ويتبين ان شعبة الاستخباراتالعسكرية كانت على علم بالخطةالمحدودة المذكورة أعلاه. وها هو الجنرالزعيرا يقول خلال اعطائه تقريراعاديا لهيئة رئاسة الأركان في يوم 14 مايو1973: «السادات يريد الحرب. انهمعني باحتلال كامل سيناء. وفي الحد الأدنىيريد الوصول الى المعابر (المتليوالجدي). لكنه لا يفعل لأنه يخشى منهزيمة» (أنظر التسجيلات في وثيقةالبينات رقم 211 الصفحة الخامسة.والتأكيد جاء منا). بهذه الروح جاءت أيضاشهادته أمام اللجنة: «ما عرفناهعنهم هو ان خطة الحد الأدنى لديهم هي فيالوصول الى المضائق (مضائقتيران)» (بروتوكولات اللجنة صفحة 1052).
ماكان بارزا لدرجة فقء العين، هو ان المصريين كانوا على مقدرة وادراكبأنه فيسبيل تحقيق هذا الانجاز يمكنهم الاعتماد على «المظلة» الكثيفةلشبكةالصواريخ المضادة للطائرات (sa-2, sa-3,sa-6) التي أقاموها قربالقناةوالتي هدفت الى التسبب (مع المدفعية المضادة للطائرات) في خسائرلسلاح الجوالاسرائيلي ولإضعاف قدراته في ضرب العمق المصري ولمساندةالدبابات المصرية،وهذا كله كان على الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية انتعرفه. نريد القولانه كان من المفروض ان يتم الانتباه الى الشعور(المصري) بأنهم قادرون علىعبور القناة والإمساك بمناطق في الضفة الشرقية،طالما ان شبكة صواريخهمعاملة كليا أو جزئيا، وحقيقة ان صواريخ «sa-6»المتنقلة تتيح دفع شبكةالصواريخ هذه على الأقل لمرحلة السيطرة على معابرالمتلى والجدي (مثل هذاالتميز كان لدى السوريين، حيث ان شبكة الصواريخلديهم كانت تغطي كل هضبةالجولان). وارتباطا بهذا، يجب التذكير بصواريخأرض ـ أرض ذات مدى 300كيلومتر (سكاد) وجو أرض (كيلت) التي كانت بحوزة مصربهدف ضرب مراكز السكنالمدنية، والتي ما من شك في انهم رأوا بها وسائل ردعفي مواجهة ضرب العمقالمصري يردون بها على مثل هذا القصف (ومثلها صواريخ«فروج» التي كانت بأيديالسوريين بهدف ضرب العمق في الدولة (الاسرائيلية).
ان هذه الأقوالقادرة على تفنيد الفرضية المذكورة أعلاه بشكل حاد، إذ لونظرنا اليها حتىمن منظار «الرؤية ما قبل الحدث»، فلا بد من الاستنتاجبأنه في الأيام التيسبقت الحرب لم يكن هناك مكان للاعتماد على التقديربأن المصريين رأوا فيامتلاك طائرات قتالية تفجيرية تضمن لهم التفوق الجويوأن هذه الطائرات تشكلشرطا لا تنازل عنه في الحرب ضد اسرائيل. يشار هناالى ان الجنرال زعيرا،عندما سئل في اللجنة، إذا لم تخطر بباله امكانية أنيكون المصريون يرون فيشبكة الصواريخ ما يكفي لتحقيق هدفهم العسكريالمحدود، الذي كان ذكره هوبنفسه، وبغض النظر عن قضية السيطرة الكاملة فيالجو. وقد رد في البدايةقائلا: «ما عرفناه عنهم أن خطة الحد الأدنى لديهمهي الوصول الى المعابر.والوصول الى المعابر غير ممكن من دون وضعية جيدةفي الجو« (بروتوكولاللجنة، صفحة 1052).
ولكن، عندما أضاف أحد أعضاء اللجنة سؤالا قائلا:هذا هو الغرض من(الصاروخ) سام ـ 6» ـ أجاب: «نعم. وسؤالي هو: هل من أحدخطر بباله؟والجواب هو: لا.. أنا لم التقِ أحدا لا في شعبة الاستخباراتالعسكرية ولافي هيئة الأركان العامة، ولا في القيادة السياسية ولا فيالقيادةالعسكرية، يتمتع بحكمة ما قبل العمل» (صفحة 1052 ـ 1053). هذاالجواب غيرمرضٍ بالتأكيد ولا يعزز الفرضية، بل العكس هو الصحيح. (*)نظريةالاستخبارات، هي مثل نظرية الأمن الشمولي، ليست نظرية ذات شبكةقوانينثابتة يمكن اعتمادها في كل وضعية. انها تشكل نظام تفكير مساعدالاستخلاصالنتائج لدى كل من يحسن استخدامها


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرع المصرى

لـــواء
لـــواء
الدرع المصرى



الـبلد : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 Egypt110
التسجيل : 14/06/2010
عدد المساهمات : 5975
معدل النشاط : 6717
التقييم : 438
الدبـــابة : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 B91b7610
المروحية : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 76af2b10

وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 411


وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر   وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 Icon_m10الأربعاء 6 أكتوبر 2010 - 10:05


الوثائق الإسرائيلية ـ رغم مرور 34 سنة على حرب 1973 إسرائيل تمتنع عن كشف أسرار مصادر معلوماتها في ليبيا
فيربيع 1973 وصل إلى إسرائيل نبأ من مصدر مميز جدا بأن السادات سيتجهإلىالحرب * تل أبيب ترصد نقل طائرات ميراج وقطع غيار من ليبيا إلى مصر

وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 News.424818
تل أبيب: نظير مجلي
لأولمرة في تقرير لجنة أغرنات للتحقيق في إخفاقات الجيش الاسرائيلي فيحربأكتوبر 1973، يتم التطرق الى وجود مصادر معلومات للمخابراتالاسرائيلية،تقدم المعلومات عن القدرات العسكرية الليبية، لدرجة انالأنباء عنها وصلتبعد يومين من وقوع الحدث. فتنقل اللجنة على لسان رئيسالاستخبارات أن عددطائرات الميراج الفرنسية التي وصلت الى ليبيا «حتى يومالأول من أمس بلغ 71طائرة».
وتحرص اللجنة الأمنية الخاصة في مكتب رئيس الوزراءالاسرائيلي، المخولةبنشر التقرير او الحذف منه، على منع نشر اية تفاصيل عنمصادر المعلومات،بالرغم عن مرور 34 عاما على الحرب تم خلالها كشف الكثيرمن المعلومات وكشفأسماء عدد من الأشخاص الذين زودوا اسرائيل بالمعلومات عنالحرب وبينهمزعيم إحدى الدول العربية ومقرب من الرئيسين المصريين، جمالعبد الناصروأنور السادات. وتواصل اللجنة في هذه الحلقة تشريح أخطاء شعبةالاستخباراتالعسكرية في الجيش الاسرائيلي ورئيسها الجنرال ايلي زعيرا،بسبب نظرية«الفرضية» التي التصقوا بها واعتبرتها اللجنة بمثابة خطأاستراتيجي تسببفي مفاجأة الحرب. واليكم هذه الحلقة من تقرير لجنة التحقيق:
(ج) بالاضافة الى ذلك، يتضح من المعطيات الواردة في مواد البينات(التي مازالت سرية حتى اليوم)، انه كانت بايدي دائرة البحوث في شعبةالاستخباراتالعسكرية في الجيش الاسرائيلي، قبيل الحرب، معلومات تؤكد أنمجرد الطرحالذي كان حجر الزاوية في الفرضية، مشكوك فيه بدرجة عالية. ولذلكلم تكنهناك مصداقية للاعتماد عليه. فكما نذكر، قالت تلك الفرضية إن مصر لنتخرجالى الحرب الشاملة ضد اسرائيل إلا إذا رأت نفسها قادرة على ضربالمطاراتفي العمق الاسرائيلي بشكل ناجع، وانها من أجل ذلك تحتاج الى خمسةأسرابعلى الأقل من الطائرات القتالية التفجيرية ذات القدرة على الطيرانلمدىبعيد، وهو الأمر الذي ما كان ليتوفر قبل العام 1975. فهل كان هناكأساسلهذه الفرضية لدى شعبة الاستخبارات العسكرية؟ يشار الى ان فحص هذهالمسألةسيتم فقط من الناحية النظرية ووفقا للمعطيات التي كانت متوفرةبأيدي شعبةالاستخبارات العسكرية في ذلك الوقت. ومن الناحية العملية فقداتضح، فيالحساب التراجعي للماضي، أن مصر لم تحاول في حرب الغفران (حربأكتوبر)الهجوم على المطارات في العمق الاسرائيلي. وكما سنرى لاحقا، لاتوجد أدلةعلى ان هناك ما كان يمنعها من ذلك بدعوى انها لا ترى نفسها قادرةعلىالمحاولة. فمن الممكن مثلا ان سبب امتناعها يعود الى الخوف من رداسرائيلبواسطة قصف العمق المصري.
فما الذي رآه المصريون ضروريا لهم،حسب رأي شعبة الاستخبارات العسكرية،لكي يستطيعوا مهاجمة المطارات في العمقالاسرائيلي؟ يقول الجنرال زعيرا فيشهادته (صفحة 938 فصاعدا):
«في شهريناير (كانون الثاني) 1973، أجرينا تقويما شاملا للوضع، وفي هذاالتقويمقلنا انه في العام 1975 ستكون للمصريين خمسة أسراب طيران بمستوىطائراتالميراج. اننا نقدر بأن 5 أسراب طائرات رقم مناسب من ناحية المنطقلتوفيرالشعور لدى المصريين بأنهم قادرون على شل سلاح الجو عندناوالطائرات علىالأرض. فقد حسبوا بأنهم من أجل شل حركة طيراننا توجد حاجةبأسراب الطيران»(كذلك في صفحة 1041). يبدو لنا ان الفرضية بأن هناك حاجةلخمسة أسرابطائرات ميراج بالذات أو طائرات أخرى بمستواها، لكي تهاجمالعمق الاسرائيليبنجاعة، هي صحيحة ربما من الناحية الحسابية المجردة.ولكن ما يستدل منالمواد التي كانت بأيدي شعبة الاستخبارات العسكرية، هوان المصريين فكروابشكل آخر، وقيادة سلاح الجو عندهم كانت مستعدة للاكتفاءبما هو أقل من سربيطيران وربما سرب واحد فقط. وقد أعطي لهذا الهدف تعبيرمحدد (انظر وثيقةالبينات رقم 3).
لقد كانت تقديرات دائرة البحوث في شعبة الاستخباراتالعسكرية ودائرةالاستخبارات في سلاح الجو الاسرائيلي مبنية منذ ربيع 1973على فرضية أنهيوجد في مصر سرب واحد من طائرات الميراج الليبية وأن سرباآخر متوقع وصولهمن ليبيا الى مصر:
(1) في تقرير خاص لشعبةالاستخبارات العسكرية يحمل الرقم 73/43 من يوم14.4.1973 (وثيقة البيناترقم 124 صفحة 15)، ذكر انه من بين الاجراءاتالمتكررة التي تقوم بها مصرويمكن تفسيرها على انها استعدادات لاستئنافالحرب، (نذكر):
«نصب سربمن طائرات الميراج من ليبيا بعد أن كان «قطار جوي» قد أحضر الىمصر الأجهزةالأرضية اللازمة، وجلب سرب طائرات هنتر من العراق. من المعقولأن يكبر عددطائرات الميراج حتى ..(سربين)».
وكان تقدير شعبة الاستخباراتالعسكرية (المصدر نفسه، صفحة 16، البند 31(2) حذرا جدا: «الحصول على سربينمن طائرات ميراج الليبية وطائرات هنترالعراقية وربما سربين آخرين منطائرات لايتننغ من دول عربية اخرى ـ وهيذات مغزى سياسي فقط ـ لا تغير منتوازن القوى بشكل جوهري في المنطقة. ومنالمشكوك فيه أن تؤدي هذه الاضافةالى بث الشعور الخاطئ بأن مصر ستقدر علىمجابهة اسرائيل في الجبهة الجوية.وهذا على الرغم من أن سربي طائرات ميراج(من طراز م ـ 5 كما يعتقد)، وهماأكثر ما يستطيع الليبيون والمصريونتخصيصه من جراء النقص في الطيران،يستطيعان تمكين مصر من اجراء محاولاتلمهاجمة أهداف في العمق الاسرائيلي»(التأكيد من عندنا).
(2) في «عرض خطط سلاح الجو الى وزير الدفاع» فييوم 22.5.1973، يقول ضابطالاستخبارات في سلاح الجو، العقيد ر. هارليف، رداعلى سؤال حول عدد طائراتالميراج بحوزة المصريين (وثيقة البينات رقم 253،صفحة 4) :
«اليوم يوجد لدى المصريين سرب واحد.. طائرات. نحن نعتقدانه مع زيادةالمشتريات الليبية سيتم تحويل سرب آخر الى هناك، أي ما يعادل35 – 40طائرة».
ويقول حول الطيارين لحوالي 30 ـ 35 طائرة،:
«من ناحية التدريب انهم موجودون الآن في مرحلة (التدريبات) الميدانية وسيكون في مقدورهم مهاجمة أهداف صغيرة».
(3)وفي اطار تقديم «معطيات لتقدير هيئة القيادة العامة للأركان ـ مصروسورية»في دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية من يوم 16 أبريل(نيسان)1973 (وثيقة البينات رقم 115) يظهر في باب جدول العمل التنفيذيللجيشالمصري، ما يلي:
«ميراج 5 : 1 ـ 2 سرب، 16 ـ 32 طائرة».
(4) في جلسة الحكومة من يوم 15.4.1973 (في صفحة 8)، قدم الجنرال زعيرا تقريرا للحكومة، (قال فيه) :
«فيمصر توجد عدة اشارات تدل على استعدادات معينة للحرب. الأمر الأول:منذنهاية مارس (آذار) وحتى مطلع أبريل (نيسان) تم تنظيم «قطار جوي» بينليبياومصر.. فجلبت قطع غيار لطائرات ميراج من طرابلس في ليبيا الى مصر.وفيأعقاب جلب هذه الأجهزة، بدأت حركة طائرات ميراج من ليبيا الى مصر،بحيثاصبح الآن في مصر طائرات ميراج».
وفي الصفحة التاسعة من نفس المصدر:
«هذهالاضافة للطائرات القتالية في الجيش المصري، لا تشكل من الناحيةالموضوعيةعلى الأقل اضافة تؤدي الى تغيير حقيقي في توازن القوى في الجو،مع ان هناكاحتمالا بأن يرى المصريون في اضافة طائرات الميراج أمرا ذامغزى وأهميةأكثر جدية مما يظهر لنا، خصوصا انهم كانوا قد ادعوا في الماضيبأنه لا توجدلديهم طائرة تستطيع أن تصل الى وسط اسرائيل وتنفيذ ما يسمونه«تفجيرالعمق»، بينما اليوم توجد لديهم طائرات ميراج ومن الممكن أن تخلقلديهمالشعور بأنها الحل» (التأكيد من عندنا).
وفي الصفحة العاشرة، يجيب (زعيرا) على سؤال لوزير الدفاع حول عدد طائرات الميراج التي نقلت الى مصر، فيقول:
«حتىالآن، نحن نعتقد بأن عددها في مصر سيصل مع الوقت الى.. سرب واحد أوسربين.التعاقد بين ليبيا ومصر يتحدث عن 108 طائرات، في حين قامت فرنسابتحويل 71طائرة (ميراج) الى ليبيا حتى يوم الأول من أمس».
كما يبدو فإن أقواله تعتمد على وثيقة البينات رقم 98 (الوثيقة 26، صفحة 3، «اشارات ذات دلالة» البندان 1 ـ 2).
فيوثيقة البينات رقم 96، الوثيقة 51 (السلسلة الأولى) يقول مصدر (البند5)انه في نهاية أبريل ستظهر علامات تدل على ان طائرات ميراج ستهبط فيمطارمعين في مصر. وفي الوثيقة 48 من المصدر نفسه (جاء انه في) عشية اعلانالحربسينقل من ليبيا الى مصر سرب اضافي من طائرات ميراج. وحسب السلسلةالثانيةمن الوثيقة 35 من يوم 24.4.1973:
«مصر حصلت حتى الآن على سربين من طائرات الميراج».
وفيشهر يوليو (تموز) 1973 عرف (وثيقة البينات رقم 98، وثيقة 43، صفحة 2)انليبيا لن ترسل الى مصر سربا ثانيا من طائرات ميراج وانه حتى ذلك الوقتكانقد وصل سربان من طائرات الميراج الى ليبيا ـ الأولى أنهت للتوتدريباتهاالتنفيذية والثانية ستنهيها بعد شهرين. وسيتم نقلهما فقط عشيةنشوب الحرب.
فيخبر وصل من مصدر جيد: الوثيقة 53 من نفس المصدر من يوم 3.10.1973(تاريخالخبر هو يوليو/ تموز1973)، (يقول): تمت ملاحظة وجود سربين منطائراتالميراج الليبية (30 ـ 35 طائرة) في المطارات المصرية خلال شهرأغسطس (آب).
حول الخبر الأخير شهد المقدم بندمن (صفحة 2530) بأنه غيرصحيح..................(هنا ترك فراغ كبير يملأ سطرا كاملا يبدو أنالرقابةشطبته واضافته الى المواد التي ما زالت تعتبر سرية ولم يفرج عنهافيالتقرير) (كذلك شهد الجنرال زعيرا في صفحة 5458 وصفحة 5692فصاعدا).وبالمقابل علمنا من شاهد خبير في هذا الشأن بأنه لا يمكن لمصدركهذا......................(فراغ آخر).... أن يكون أمينا مئة بالمئة مندونتأكيد من مصادر أخرى (صفحة 5508 ـ 5510).
استنتاجنا من كل ما سبق ذكره حول موضوع طائرات الميراج هو:
(1)لا توجد أية ثقة بأن المصريين كانوا في رأي واحد مع شعبةالاستخباراتالعسكرية بأن المطلوب لهم هو خمسة أسراب بالذات من الطائرات(المقاتلة).حتى شعبة الاستخبارات العسكرية شككت في هذا.
(2) سرب واحدوصل الى مصر في ربيع 1973 وكان يجب أن يؤخذ بالاعتبار، أنهحتى حسب تقديراتشعبة الاستخبارات العسكرية سيصل سرب ثان أو ان السربالثاني سيكون بايديمصر في حالة نشوب الحرب (ووجدت علامات (بعد الحرب) دلتعلى ان السرب الثانيقد يكون وصل قبيل اندلاع الحرب).
(3) بهذا تزعزع «حجر الأساس» فيالفرضية (التي تقول فيها اسرائيل إن مصرلن تحارب لأنها قررت أن تحارب فقطعندما يكون لديها عدد من الطائراتالقتالية ذات المدى البعيد، حتى تستطيعضرب العمق الاسرائيلي)، حيث انه منالمستحيل أن تبني على فرضية بأنالمصريين، حتى في أكتوبر 1973، يرونأنفسهم غير قادرين على المبادرة الىحرب لأنهم لا يستطيعون ضرب العمقالاسرائيلي (وهذا، إذا تجاهلنا قدرات(مصرية) أخرى لضرب مراكز السكنالاسرائيلية تكمن في صواريخ «سكاد»والامتياز المصري الاضافي الكامن فيمظلة الصواريخ المضادة للطائرات فيحوزتهم والتي يواجهون فيها طائرات سلاحالجو الاسرائيلي). د. حسبما أشرناأعلاه (البند 47)، وجد رئيس شعبةالاستخبارات العسكرية تعزيزا للفرضية،بقوله انها صمدت بالامتحان في ثلاثحقب سابقة. كيف؟ أيضا في نهاية «سنةالحسم»، في ديسمبر (كانون الأول) 1972وفي أبريل ـ مايو (نيسان ـ أيار)1973، وصلت أنباء من مصادر جيدة تفيد بانالسادات أعلن، سرّاً وعلناً، عنخيار الحرب وأنباء واشارات ميدانية دلتعلى ان مصر حشدت في منطقة القناةقوات كبيرة لا يقل حجمها عن القوات التيرابطت هناك في مطلع أكتوبر 1973.وعلى الرغم من ذلك، امتنع (السادات) فيكل مرة عن اعلان الحرب، تماما كماتوقعت شعبة الاستخبارات العسكرية فيالجيش الاسرائيلي بناء على نظريةالفرضية. من هنا، فقد أثبتت (الفرضية)نفسها وكان صحيحا اللجوء اليها أيضافي الأيام التي سبقت حرب الغفران.
في نظرنا، واضح أن هذا التوجهلطريقة الوصول الى التقديرات، التي هي فيصلب عمل الاستخبارات العسكرية، هوتوجه خاطئ من أساسه، بل انه يحمل فيطياته أخطارا كبيرة. فهي تنطلق منالفرضية بأن ما جرى في الماضي هو الذيسيجري في الوقت الحاضر. بكلمات أخرى:التاريخ يعيد نفسه. من الطبيعي انهعندما لا يتم فحص ومراقبة الفرضيةالاستراتيجية لما كان يؤمن به العدو فيالماضي، على ضوء الواقع المتغيروالأنباء والوقائع الجديدة، لا يمكن أنتعرف ما إذا كان يواصل الايمان بهافي الحاضر. فقد تكون في هذه الأثناء قدأصبحت قديمة ولم تعد فيها روح. علىسبيل المثال: في المقال المذكور (صفحة701) تشير (روبرتا) وولشتتر الى انهفي مساء يوم أزمة الصواريخ في كوباكان لدى المخابرات الأميريكية تقديرخاطئ بأنه لا توجد في كوبا صواريخسوفياتية متوسطة أو بعيدة المدى وان هذاالخطأ نجم عن «فلسفة الاقتناع»بأن أمرا كهذا لا يتماشى مع سياسة الاتحادالسوفياتي. والدليل ـ هكذافسروا (رؤيتهم) ـ ان الروس لم ينصبوا في أية مرةمثل هذه الصواريخ في دولةتابعة، ولا يعقل أن يفعلوا ذلك في كوبا (بالذات)كونها قريبة من الولاياتالمتحدة، حيث أن مثل هذا الأمر سيؤدي بالضرورة الىرد فعل أميركي قاس:
«خروتشوف لم يضع أية صواريخ متوسطة أو بعيدةالمدى في أية دولة تابعة فيالماضي. من هنا فإنه بالتأكيد لن يضعها فيجزيرة تبعد 9000 ميل عن الاتحادالسوفياتي و90 ميلا عن الولايات المتحدة،وهو يدرك بأن هذا هو استفزازسيجر ردا أميركيا قاسيا».
وأيضا لو لمنكترث للنموذج المذكور اعلاه، فمن السهل البرهنة على ان عدماندلاع الحربفي الفترات السابقة المشار اليها أعلاه، لا يعني ان هذا دليلكاف للقول انالفرضية تصلح على طول الطريق. فأولا، كل ما يمكن استخلاصه منامتناعالسادات عن الانطلاق للحرب في تلك الفرص هو أنه قد يكون متعلقابالفرضيةولكن هذا لم يثبت بشكل قاطع. وهكذا هي القضية: لا يبدو من موادالبينات انالسبب الحقيقي لتراجع الرئيس المصري عن تنفيذ قراره الخروج الىالحرب ضدنا،معروف. على سبيل المثال، فإنه عندما سئل الجنرال زعيرا من أحدأعضاء اللجنةإن كان اندلاع الحرب الهندية الباكستانية هي التي اثرت علىالسادات فينهاية سنة 1971 ليتراجع عن قراره بالحرب، امتنع (زعيرا) عناعطاء رأيه(بروتوكول اللجنة صفحة 91). وأما بالنسبة لامتناع مصر وسوريةعن الخروج الىحرب في فترة أبريل ـ مايو 1973، فقد أكدت الأنباءالمتشابهة............................ (مرة أخرى تترك الرقابة الأمنيةفراغالإبقاء هذه المعلومة سرية) ان حكام البلدين استجابوا لطلب الروسبتأجيلاستئناف الحرب الى ما بعد لقاء القمة بين نيكسون وبرجنيف، لعله يفضيالىحل سياسي يتوافق ورغباتهما (أنظر وثيقة البينات رقم 95، الوثيقة44،ووثيقة البينات رقم 98، الوثيقة 33). لا حاجة الى القول بأنه لا توجدأيةعلاقة ما بين امتناع مصر عن الذهاب الى الحرب في الفترات المشاراليها،وبين الفرضية أبدا.
ثانيا، ان هذه الحقيقة بالذات، ان الساداتامتنع ثلاث مرات متتالية عناصدار أوامر بالحرب، على عكس تصريحاته، وبالرغمعن الاستعدادات المصريةالواسعة في منطقة القناة، كان يجب ان توقظ لدى شعبةالاستخبارات العسكريةفي الأسبوع الأول من أكتوبر، الشعور بان هناك خطراكبيرا بأن لا يرتدع فيهذه المرة. والمبرر لهذا هو انه في أعقاب تصرفاته فيتلك الفترة، التيانتهت من دون أي عمل حربي، تعرضت مصداقيته الى الطعن منالشعب المصريوالعالم العربي بأسره وضعفت مكانته كرئيس للدولة المصرية.وتبعا لذلك، فإنالدكتاتور المصري ـ هكذا كان يجب على شعبة الاستخباراتالعسكرية أن تفكر ـما كان ليخاطر من جديد في تدهور اضافي في مكانته.والبرهان: في ربيع 1973وصل الى اسرائيل نبأ من مصدر مميز جدا، جاء فيه بأنهناك درجة عالية منالثقة بأن السادات سيتجه الى الحرب وانه إذا لم تنشبالحرب حتى بدايةالخريف فإن مكانته ستصبح في خطر (وثيقة البينات رقم 98،الوثيقة 36). كذلكوصل نبأ في أغسطس 1973، من مصدر جيد آخر، يتحدث عن انمصر وسورية اتفقتاعلى مبادئ الخطة المشتركة للمواجهة على اثر تدهور مكانةالسادات (وثيقةالبينات رقم 98، الوثيقة 34).
بيد ان الجنرال زعيراقال في شهادته (صفحة 1006): «الأمر الأول الذيرأيناه كحافز من شأنه أنيدفع بالسادات الى الحرب هو خوفه من مصير حكمهشخصيا. لكنني أريد الاشارةالى ان السادات انطلق الى الحرب في الوقت الذيلم يكن حكمه الشخصي في خطر».ووجدنا ان الخبرية التي وصلت في سبتمبر(أيلول) 1973 والتي جاءت متأخرة عنتلك الأنباء المذكورة أعلاه، قالت انهفي الآونة الأخيرة بدأت تتحسن صورةالسادات داخل مصر وبدأت تتعزز مكانته(وثيقة البينات رقم 92، الوثيقة 219).ولكننا نعتقد بأنه حتى لو كانت هذهالخبرية ملائمة لأقوال رئيس شعبةالاستخبارات العسكرية ويجب أخذهابالاعتبار، يجب أن لا نراها متناقضة مع مانقول. إذ ان كل ما يفهم منها هوان تحسنا جرى على صورة السادات ومكانته فيمصر. وينبغي ان نلفت النظر الىان في الخبر الأخير تمت الاشارة الى ان فيمصر توجد مشكلة جدية من جراءالنقص في المواد الغذائية، فإذا لم يعرفالسادات كيف يعالجها في الوقتالقريب فإنه سيواجه وضعا خطيرا وأن هذه هيأصعب نقطة ضعف في النظام المصريالحالي. ففي مثل هذا الوضع، كان من الممكنالتقدير بأن الطاغية المصريحساس ازاء الخطر الذي قد يسببه أي تحرك من شانهأن يضع حدا للتحسن الطارئعلى صورته وتعزيز مكانته ويؤدي الى التدهور منجديد. من هنا فإنه إن كانخاف من شيء، فإنه الخوف من أن يتزعزع نظام حكمهالشخصي إذا ما امتنع مرةرابعة (عن الحرب)، بعد أن أجرى كل الاستعداداتاللازمة حتى لحظة اعطاءالأمر. ويشار الى اننا توصلنا الى هذا الاستنتاجأيضا من دون الاعتماد علىما هو مكتوب في الخبرين الأولين، لأنه كان واضحامن ناحية المنطق.
وأكثر من ذلك: إذا تذكرنا بأن حشودات القواتالمصرية عشية الحرب في محيطالقناة «بحجم لم نعرفه من قبل» (حسب نشرةالاستخبارات من يوم 5.10.1973وثيقة البينات رقم 111) ـ على عكس ما قالهرئيس شعبة الاستخبارات العسكريةبأن القوات المصرية التي حشدت هناك في كلمرة من المرات الثلاث السابقة لمتكن بأقل حجما (من الحشودات الحالية) ـفلا يكون مفر من الاستنتاج بأنه فيالأسبوع الأول من أكتوبر كان هناك خطرحقيقي بأن لا يقف الرئيس المصري هذهالمرة مكتوف اليدين وسيعلن الحرب (فيهذا السياق أنظر البند 72 لاحقا).يتضح مما سبق، بأن تصرفات حاكم مصر فيالحالات السابقة لم تكن لتصلح أنتصبح دليلا على صحة استمرارية الفرضيةوحيويتها في الأسبوع الأول منأكتوبر، كما اعتقد رئيس شعبة الاستخباراتالعسكرية. وحسب رأينا، فقد وقعحينئذ في خطأ مهني نتيجة للتأثير الزائدلتوجهه «التاريخي» في التقدير بأنالحرب لن تنشب. ويجب أن نضيف بأن الحيرةالتي أصابته وجهازه، لم تكن فيمحلها. فقد قال الجنرال زعيرا في شهادته،بأنه إذا قدم التحذير هباءً وصاح«ذئب..ذئب» في كل مرة يخلق فيها العدوحالة توتر في الجبهة فستضطر الدولةالى استدعاء الاحتياط «سبع مرات فيالسنة» (انظر البند 48 آنفا)، وهذاالقول ليس ملائما لا من الناحيةالمبدئية ولا من ناحية الوقائع. منالناحية المبدئية ـ وسنتطرق اليها بمزيدمن التفاصيل (انظر البندين 71 ـ73 و90 و103 لاحقا) ـ لأنه في وضع اسرائيلالخاص تلزمه وظيفته المهنيةكرئيس لشعبة الاستخبارات في جيش الدفاعالاسرائيلي بان يأتي في كل مرةيطلب منه تقويم الخطر الفعلي بوقوع الحرب أملا، بأن يحدد تقديراتهالجديدة، سلبا أو ايجابا، فقط على أساس وزن الوقائعوالمعلومات العينيةوفحصها بشكل مباشر بما في ذلك المعلومات ذات الطابعالتحذيري. وحاشا له أنيكون قلقا من الخطر الكامن في اعطاء تحذير بأن حرباستقع، بأن التحذيرسيكون وهميا، حتى لو حدث مثل هذا الأمر في الماضي. ومنناحية الوقائع ـونريد أن نجملها هنا ـ رأت شعبة الاستخبارات العسكرية بأنهثبت في المراتالثلاث السابقة بأن المصريين لم يخرجوا الى الحرب الشاملةولذلك فقد امتنععن التحذير بوجود خطر كهذا حتى لا يتم تجنيد شامل لقواتالاحتياط في كلمنها (بالنسبة للفترة ما بين أبريل ومايو 1973 عندما سادالتوتر علىالحدود مع مصر ومع سورية، أنظر شهادة الجنرال العزار (رئيسالأركان) صفحة3821 : «في تلك الواقعة لم يستدع الاحتياط»، كذلك شهادةالجنرال طال (نائبرئيس الأركان) في صفحة 3074: «جندنا بضع عشرات من جنودالدفاع المدني، 38شخصا»). وقد وجدنا ان ظاهرة (الصراخ) «ذئب .. ذئب» لميكن لها أساس ولاأصل في تجارب الماضي وما كان يجب ان تقلق شعبةالاستخبارات العسكرية عندمايعطي تقديراته بخصوص خطر نشوب الحرب في الأسبوعالأول من أكتوبر 1973.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرع المصرى

لـــواء
لـــواء
الدرع المصرى



الـبلد : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 Egypt110
التسجيل : 14/06/2010
عدد المساهمات : 5975
معدل النشاط : 6717
التقييم : 438
الدبـــابة : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 B91b7610
المروحية : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 76af2b10

وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 411


وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر   وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 Icon_m10الأربعاء 6 أكتوبر 2010 - 10:06


الوثائق الإسرائيلية ـ معلومات وصلت إلى الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية من مصدر مهم عن الحشود السورية
طائرات التجسس الإسرائيلية كانت تحصي في كل يوم عدد الضباط الذين يزورون الجبهة

وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 News.424950
تل أبيب: نظير مجلي
تكشفحلقة اليوم من تقرير لجنة أغرنات للتحقيق في اخفاقات حرب أكتوبر1973،جانبا آخر من أساليب الجيش الاسرائيلي، يشير الى مدى أهمية وخطورةأجهزةالمخابرات، وخصوصا جهاز الاستخبارات العسكرية، وما يبذله من جهودخارقة ومايصرفه من أموال طائلة، على رصد تحركات الجيوش العربية. وقد بلغتهذه الجهودحد رصد وتعداد عدد الزيارات التي يقوم بها ضباط الجيش الىالوحدات المحتشدةعلى الجبهة.
ولكن، هذه الجهود، وبقدر ما تكشفه عن ضخامة حجم المؤسسةالعسكريةالإسرائيلية بمختلف أذرعها، كان أيضا مثار غضب لجنة التحقيق. حيثانه لميحقق الهدف الرئيسي الذي صرفت من أجله تلك الأموال وبذلت لأجلهتلكالجهود. فالعنجهية العسكرية تغلبت على كل الإنجازات الاستخبارية.وتواصلاللجنة في هذه الحلقة أيضا مقارعة جهاز الاستخبارات العسكريةوقادتهالكبار والصغار، على أنهم رأوا بعيونهم المتعددة الاتجاهات، كلالتحضيراتالحربية المصرية ـ السورية ولكنهم أصروا على ان هذه ما هي إلاتعبير عنالخوف من الجيش الاسرائيلي ومحاولة للدفاع عن النفس أمام هجومعسكريإسرائيلي يتوقعونه.
يشير التقرير الى ان من بين أسباب فشلالاستخبارات الإسرائيلية في قراءةالنوايا العربية لشن الحرب لاستعادةأراضيهم المحتلة، هو تكرار لفشل شبيهسقطت فيه المخابرات الأميركية إبانالحرب العالمية الثانية، عندما استخفتباليابان وقررت انها لن تجرؤ علىمهاجمة قواتها.
وفي ما يلي ما ورد في التقرير: «(هـ) ينبغي أيضاانتقاد المنطلق الذي كانبمثابة البناء الذي قامت عليه نظرية الفرضية والتيبموجبها ينبغي التفريقبين القدرات العسكرية (capability) وبين نية اعلانالحرب (intention).
ولأقل بكلمات الأخرى [كاتب تقرير اللجنة يستخدمهنا خطابا فرديا] ان الأمرالأول [أي القدرات العسكرية] لا يدل بالضرورةعلى الأمر الثاني [النيةلاعلان الحرب]، وليس من المفروض أن يكون حاسما فيالتقديرات الاستخباريةولا أن يكون المعتمد الأساسي في عمل رجالالاستخبارات. وكما تمت الاشارةآنفا (البند 46)، اعتمدت شعبة الاستخباراتالعسكرية على هذه الفرضية قبيلالحرب، فقررت بأنه توجد قدرة تقنية لدىالقوات البرية المصرية بأن تعبرالقناة ولكن الرغبة في تنفيذ [هذا العبور]لم تتبلور لديهم بعد، وذلكبدافع من شعورهم بأنهم ما زالوا يعانون منانعدام امكانية السيطرة فيالجو. ومن رأينا انه حتى لو كان صحيحا منالناحية النظرية، أن يتم التفريقما بين "القدرات" و"النوايا"، فإنه لم يكنمكان لتطبيق هذا على الوضع الذيسبق حرب يوم الغفران ولم يكن ممكنا أنيساعد الفرضية. ونوضح أقوالنا:
إننا نوافق على انه ليس من الصحيح، فيكل حالة، بأن نخرج باستنتاجات بشأننوايا الدولة الخصم للذهاب أو عدمالذهاب الى الحرب، وفقا لقدراتها أووفقا للقيود التي تكبلها. من هنا، فمنواجب رجال الاستخبارات أن يتبعواالحذر قبل أن يقدموا على «المزج» ما بين«القدرات» و«النوايا». الباحثإتش. إتش. رانسوم (H.H.Ransome) في كتابه عنالمخابرات الأميركية «CentralIntelligence and National Securety» (صفحة57)، يقدم مثلا على هذاالموضوع حول الفترة التي سبقت الهجوم الياباني علىبيرل هاربر في ديسمبر[كانون الأول] 1941 فيقول ان الأميركيين لم يؤمنوابأن اليابان تستطيع أنتهاجم القاعدة العسكرية الموجودة هناك، وهذا لم يكنصحيحا. لهذا، لميؤمنوا بأنه كان في نية اليابان في ذلك الوقت أن تنفذالهجوم. ومع ذلك،فمن المحتمل أن تتطور أحداث خاصة يكون فيها تبرير عادللإعطاء تقديرات[استخبارية] تربط رباطا وثيقا ما بين الأمرين [القدراتوالنوايا]، منالمفهوم القائل بما يلي: [في تلك الأحداث الخاصة]، بالامكانأن تكونالقدرات العسكرية للدولة الخصم سوية مع وصول معلومات تحذيرية أخرىووسطظروف خاصة، يمكن أن تشكل دليلا على ان لديها ما يكفي من النواياللقيامبهجوم. لن يكون زائدا أن نعرض هنا نظرية المخابرات الفرنسية فيهذهالقضية، كما وردت في شهادة الجنرال في الاحتياط، [أهرون] يريف (الذيسبقالجنرال زعيرا في منصبه كرئيس لشعبة الاستخبارات العسكرية)، والتيوضعتالتركيز على جانب «القدرات» بالذات، لكي تتوصل الى الاستنتاجاتبخصوصالنوايا. وهذه أقواله في الصفحة 3262 من بروتوكول اللجنة:
"سؤال: ربما تسمعنا ما يقوله الفرنسيون؟
أ.يريف: قالوا في حينه: يجب اجراء تشريح جيد للقدرات، الممكن(possibilite)وليس النوايا (intention). الممكن هو الذي تستطيع عمله منخلال القدرات. منخلال الممكن، أعط تقديرك حول الأمر المرجح حدوثه. لا تقلبأن هذا هو ماينوي العدو عمله..
سؤال: ماذا تعطي من خلال الممكن؟
أ. يريف: ما هو الأكثر احتمالا والأقل احتمالا.. ».
فيضوء كل هذه الأمور، يجب أن نؤكد انه إذا أخذنا بالاعتبار بأن حاكم مصرقرران اللجوء الى الخيار العسكري هو السبيل الوحيد بالنسبة له كي يخرجمن«الطريق السياسي المسدود»، وانه من أجل ذلك يكتفي في المرحلة الأولى،بوضعهدف عسكري هو الوصول الى المعابر في سيناء ثم يتوقف، فإن من المنطق أنترىالحقيقة ان القوات البرية المصرية كانت مؤهلة (حسب تقدير شعبةالاستخباراتالعسكرية) لعبور القناة. فهذه شهادة مهمة، دلت على ان لدىالعدو نوايامقدرّة لشن الحرب. وقد قلنا «نوايا مقدرة» وليس «مؤكدة» لأنه –وكما قالدي فيرد، من المستحيل أن تعرف بشكل مؤكد ما هي نوايا العدوالحقيقية(intelligence on enemy intention is never clear).
خلاصةالأمر، ان شعبة الاستخبارات العسكرية وباعتمادها – غير الصحيح فيظروف هذاالحدث ـ على التفريق المذكور ما بين القدرات والنوايا، قد تجاهلتعن سبقتعمد وإصرار ذلك الرابط القائم ما بين العنصرين في هذه الحالةوتجاهلتالمعطى القائل إن مصر تملك القدرات التقنية على عبور القناة، مماساهمبالضرورة في اعطاء التقدير الخاطئ بأن هناك احتمالا ضعيفا لأن تذهبسوريةومصر الى حرب شاملة.
د. في الختام، يجب ان نذكر، في غير صالحالفرضية، حقيقة الدمج من الناحيةالزمنية ما بين استعدادات الجيش المصري فيجبهة القناة وبين استعداداتالجيش السوري في جبهة هضبة الجولان. فهي تمتعلى نطاق واسع لم يسبق لهمثيل وبطريقة تمكن من الانتقال الفوري من حالةالدفاع الى حالة الهجوم،وفقا للمذهب الروسي [في القتال]. أريد القول إنمجرد الدمج المتزامنلانتشار الجيش المصري في الجنوب والجيش السوري فيالشمال، عشية الحرب، كانيجب أن يضعف ذلك التمسك بالفرضية (حول قوة سلاحالجو المصري) والإتيانبتقديرات استخبارية جديدة، تفيد بان الحرب قد تنشبآنذاك على الجبهتين. فيهذا المكان، أعطت الاستخبارات العسكرية رأيها فيالأبعاد التقنية لذلكالاستعداد العسكري ووجدت لها تفسيرات أخرى ([ما يجريهو ليس سوى] تدريباتفي مصر، مخاوف سورية ومصرية من عملية هجوم إسرائيلي)،تفسيرات ننتقدها نحنفي فصل آخر من تفسيراتنا [تقريرنا].
وليس هذافحسب، بل في الجزء الثاني من الفرضية (سورية لن تذهب الى الحربمن دونمصر)، يجب القول إن تركيز التشكيلات [الحربية] المصرية حقق الشرطالمطلوب –ليس بشكل كاف – لنشوب الحرب على الجبهتين، الأمر الذي كان منالواجب أنيلزم شعبة الاستخبارات العسكرية بأن تعيد حساباتها، فلعلها فيهذه الظروفالناشئة، قد أخطأت في تقديراتها بالنسبة للجزء الأول منالفرضية. وما نريدتأكيده هنا هو انه بسبب من تأثير الفرضية، لم تتصرفشعبة الاستخباراتالعسكرية بالشكل الملائم ازاء التحذيرات الكامنة في هذهالظاهرة [التنسيقالمصري ـ السوري].
وفي تلخيصنا لهذا الفصل نشير الى انه في الأيامالأولى من أكتوبر، ساد رأيلدى العدو بأنه على الرغم من الأحابيل وعملياتالتضليل التي نفذوها، فإنهمن غير المعقول أن لا تكون الاستخباراتالاسرائيلية متنبهة الى نشاطاتهموتحركاتهم [العسكرية]، كما يتضح مناخبارية موثوقة وصلت الينا عشية الحرب(وثيقة البينات رقم 98، الوثيقة 66).
الى هنا ينتهي تحليل نقاط الضعف وما نجم عنها من مساوئ في الفرضية،وفيهيتضح بأنها [الفرضية] لم تكن صالحة للاستخدام كقاعدة لإعطاء التقديراتحولنوايا العدو، في الأيام التي سبقت حرب يوم الغفران، بل انها قد نقضتبشكلعملي، كما جاء في البند الحادي عشر من التقرير الجزئي.
الفرضيةوالتأمين الثانوي لشعبة الاستخبارات العسكرية 53. رأينا آنفا(البند 46)،انه من أجل الحصول على تحذير حول الحرب، اعتمد رئيس شعبةالاستخباراتالعسكرية، بالأساس، على مصادر معينة ذات باع واصل [يقصدون أنهيتمتعبعلاقات وثيقة في مواقع القرار العربي] ومصداقية عالية. وقد أكد أنهرأى فيتلك المصادر بمثابة «التأمين» الذي يعطيه للفرضية. وقال انه حتىإذا تزعزعتفإن البرهان لذلك أيضا جاء عن طريقها. ولكنهم، بأوامر منالجنرال زعيرا، لميتوجهوا الى هذه المصادر بالشكل المناسب في الأيامالمصيرية (أنظر التقريرالجزئي، نهاية البند 11، صفحة 8).
ونضيف الى هذا الموضوع بعدا آخر،حيث ان التقارب الزمني ما بين القضاياالمطروحة وبين الفرضية، يتيح لنا أننتطرق اليه هنا. ونقصد بذلك ان رئيسشعبة الاستخبارات العسكرية آمن بثقةمبالغ فيها بأنه لو افترضنا انالفرضية قد أكل الدهر عليها وشرب [أصبحتباهتة]، فإن المصادر المذكورةستوفر على الأقل أنباء تتضمن «مؤشرا قاطعا» –كما تفوه ـ بأن العدو ينويالهجوم (بروتوكول اللجنة، صفحة 686). ربما لميتوقع الجنرال – كما قال فيشهادته – (صفحة 1032)، أن «الخبر سيأتي بإعلانواضح ويقول ان الحرب ستنشبفي هذا التاريخ أو تلك الساعة. بل انه قد يكونخبرا نصف التفافي يتعلقبالحرب، ومشاكل العبور وقضية إطلاق الطلقة الأولىوقضايا عديدة أخرى تتعلقبالحرب». وقال: «لا يوجد خبر واحد يمكننا القولعنه انه خبر يتحدث عنالحرب وليس عن تدريبات..» (المصدر نفسه). وأضاف فيصفحة 1033: «في ذلكالوقت افترضت .. بأنه إذا كانت هناك نية للدخول الىحرب، فمن المحتم أنياتي ولو خبر واحد يلمح الى انها حرب وليست تدريبات».وينبغي التأكيد هنابأننا عندما اشرنا الى الشهادة المذكورة أعلاه كبرهانعلى الثقة غيرالمحدودة للجنرال زعيرا بتلك المصادر كما لو انها [بوليصة]تأمين ثانوي[يستخدم] في حالة ضعضعة الفرضية، لم نقصد أن ننتقص بشيء منالأهمية الكبرىلهذه المصادر، حيث انها وفرت لنا معلومات استخبارية ذاتقيمة عليا، بما فيذلك معلومات تحذيرية [عن الاستعدادات للحرب]. ولكن منالواضح ـ وهذا هوالبعد الآخر للموضوع ـ أنه لم يكن مكان لذلك الشعوربالثقة لدى رئيس شعبةالاستخبارات العسكرية، في انه عن طريق هذه المصادرسيصل «بالضرورة» الخبرالذي يتضمن "مؤشرا قاطعا" أو حتى خبرا "التفافيا"بأن الحرب ستنشب. لامكان للتفسير هنا بأن الفرضية، التي فندت وجود هذاالخطر [بالحرب] لا تزالمتحكمة في الساحة [في الموقف الاسرائيلي].
انالتجارب الاستخبارية تعلم ـ وهذا من طبيعة الأمور ـ بأن العدو سيعملبكلقوته لكي يخفي أو يحيط بالضبابية نواياه في الإقدام على هجوم مفاجيء،ولكييمنع تسريب أي نبأ من شأنه أن يكشف عن هذه النوايا. لهذا، فإننا نرىانهكان هناك احتمال فعلا بأن تصل بواسطة تلك المصادر، معلومات موثوقة لاتتركمجالا للشك في ان الحرب ستنشب. ولكن هذا لا يشكل ضمانة لهذا الهدف.ومنالممكن القول بأن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، باعتماده تلكالمصادركورقة تأمين في حالة فشل الفضية، انما كشف عن أجواء بدأت تلوح فيالأفق.نحن لا نقول انه ذهب بعيدا بأفكاره الى هذا الحد. لكنه بدلا منالإركان انهفي حالة فشل الفرضية فإن معلومات ستصل من تلك المصادر تكشفبشكل واضح وحاسمالمؤامرة المصرية في الهجوم أو تلمح اليها بوضوح. لقد كانمن واجب رئيسشعبة الاستخبارات العسكرية ورئيس دائرة البحوث في شعبةالاستخباراتالعسكرية أن يجري الحساب بشكل جيد حول جميع الإخبارياتالتحذيرية التيوصلت، وحول الإشارات التي لوحظت على الأرض ودلت [علىالاستعدادات للحرب]،لعل تراكماتها وملحقاتها تلزم بالتقدير أن خطر الحربداهم. ولكن، بغض النظرعن كل هذا، فإن البارز هو ان الثقة غير المحدودة فيالتأمين الثانويالمذكور [الاعتماد على المصادر المذكورة]، عززت التمسكالمتعنت بالفرضيةحتى النهاية تقريبا.
الفصل الثاني
* المعلومات التي كانت في حوزة شعبة الاستخبارات العسكرية حتى يوم الرابع من أكتوبر وعموما
* ملاحظة: سنخصص بحثا مستقلا حول الإخباريات التي وردت في اليومين الأخيرين [قبل الحرب] في البنود من 75 وحتى 89 لاحقا.
(1)تعاظم قوات العدو 54. لقد سبق وذكرنا آنفا (البندين 7 و8 ) حول تعاظمقوةالجيشين المصري والسوري بالأسلحة الدفاعية والهجومية من مختلف الأنواعفيسنتي 1972 و1973 وحتى نشوب حرب يوم الغفران. هذه الأسلحة وخطة العملالتيتدرب عليها جيشا مصر وسورية عدة مرات، رفعتا من القدرات القتاليةلهذينالجيشين بشكل كبير وعززتا من إرادة الخروج الى الحرب ضد اسرائيل،وهيالإرادة التي كانت قائمة دائما وأبدا. هذه الحقيقة، كان يجب ان تؤثربمدىمتصاعد على تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية باتجاه الفحص الدائممن جديدإذا ما كان صحيحا في فترات التوتر السابقة، ما زال صالحا في خريف1973،عندما وقف جيشا مصر وسورية في مواجهة اسرائيل مدججين بالأسلحةالجديدة بعدتدريبات متواصلة على عبور الجيش المصري القناة. (2) تعزيزإضافي للقواتالسورية والمصرية 55. عنصر تحذير أكثر عينية، كمن في تعزيزالقوات السوريةوالمصرية في الأيام التي سبقت الحرب، بمدى لم يسبق لهمثيل، وهي [القوات]في حال تأهب قصوى وموجهة جميعا نحو الجبهةالإسرائيلية. التفاصيل حول هذهالتعزيزات ذكرناها آنفا (في البندين 11 ـ14)، وأشرنا انه منذ 30 سبتمبر[أيلول]، أعلنت الاستخبارات العسكرية أن«التشكيلات الحربية السورية لميسبق لها مثيل حتى اليوم».
التصوير الجوي من يوم 2 أكتوبر [تشرينالأول] كشف 640 دبابة و16 بطارياتمدفعية (بينها مدافع القيادة العامةللأركان). كذلك فإن كتيبة وصل تابعةلقيادة الأركان قد تركت مواقعهاالثابتة، وفي القطاع الأوسط اكتشفت 13دبابة جسر (شهادة الجنرال [يتسحاق]حوفي، صفحة 1840 فصاعدا، نشرة يوم 3أكتوبر في وثيقة البينات رقم 111، صفحة1 ـ 2، رسالة الجنرال شلو من يوم22.3.1974 في ملف وثيقة البينات رقم 317).وتم دفع طائرات سوخوي الىالأمام نحو مطاري دمير وبلاي، على مقربة منالجبهة مع إسرائيل (نشرة416/73 من يوم 2 أكتوبر صفحة 5، ووثيقة البيناترقم 146 الوثيقة 10،وشهادة الجنرال بيلد صفحة 1954 و 1962).
في اليومنفسه وصلت الى شعبة الاستخبارات العسكرية إخبارية من مصدرمهم..........[الفراغ هنا يدل على شطب آخر من الرقابة الأمنية] تقول إن«الحشوداتالسورية متواصلة منذ عدة أيام في الجبهة بشكل واسع لم يسبق لهمثيل. معظمالوحدات العسكرية السورية نقلت من مكانها العادي الى الجبهةوالجيش يقف فيحالة تأهب هي القصوى. كذلك ورد أن الضباط [السوريين] لايستبعدون انفجارمواجهة قريبة مع اسرائيل» (وثيقة البينات رقم 146،الوثيقة 10أ). وأضافتتقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية بأن «الجهدالسوري متجه نحو الردع بسببالخوف من عملية اسرائيلية» (المصدر نفسه، صفحة5).
في 3 أكتوبر نفذتطلعة جوية للتصوير على جبهة القناة ولكنها فشلت لأسبابتقنية. وفي طلعةثانية ناجحة تمت في 4 أكتوبر، دلت الصور التي تم تحليلهافي الليلة نفسهاعلى أن «المصريين وضعوا تشكيلاتهم الحربية في حالة تأهبكامل في محيطالقناة، أعلى من أية حالة تأهب في اية مرة سابقة» (نشرة شعبةالاستخباراتالعسكرية من يوم 5 أكتوبر الساعة 13:15)، والتفاصيل (المصدرنفسه، صفحة 5):
1. «كمية بطاريات الصواريخ التي اكتشفت تضمنت 194 بطارية (من قاذفاتقطرها120 ملمترا وأكثر)، تشتمل على 1100 مدفع. ويشار الى انه في حالاتتوترسابقة (ديسمبر 1971 وديسمبر 1972 ومايو 1973)، بلغت كمية المدافع فيأقصىحد حوالي 150 لابطارية و850 مدفعا. الاضافة كانت بالأساس منبطارياتالمدفعية الميدانية (52 من مجموع 55 بطارية)..." 2 . «في حين كانهناك عددمحدود من الدبابات على طول القناة، وجدت [في الصور] منصاتللدباباتالقاذفة وأعدادا من الوحدات المدرعة (في كل وحدة منها 2-3 دبابة)على طولالقناة».
3. غالبية ألواح الباطون المعدة كما يبدو من أجلبناء جسور العبور، كانتمخفية. ولكن قسما منها قد ظهر في الصور، حوالي خمسةمراكز، واحد في قطاعديب خير. وتم العثور على عبارات نقل متحركة جي. إس. بي(حوالي 30 عبارة)،ما يعني الدفع بتجهيزت العبور الى مقدمة الجبهة». فيبقية المراكز لمتكتشف التجهيزات.
كل هذه التشكيلات عملات تحت مظلةشبكة صواريخ sa ، بما في ذلك sa ـ 6،التي جرى تقديمها نحو القناة بشكلمكثف (انظر «استعدادات بطاريات صواريخأرض جو التنفيذية»/ اصدار دائرةالتحقيق الاستخباري في سلاح الجو ـ وثيقةالبينات رقم 20، وتقريرالاستخبارات في اللواء الجنوبي/ تحليل باتجاهالتغيير في سلاح المدفعيةوالمدرعات ـ الملحق ك ج /11 من تقرير قدمه طاقمبقيادة الجنرال في الاحتياطيوشع نابو في موضوع الاستخبارات).
من هنا، وحسب المعطيات التي قدمتشعبة الاستخبارات العسكرية وصفا تفصيليالها، فإن التشكيلات الحربيةالمصرية، التي هي بحد ذاتها يجب أن تثير القلقأكثر بكثير مما اثارته فيفترات التوتر السابقة، إن كان ذلك من ناحيةكميات الأسلحة أو من ناحيةتقديم منصات القذف بالدبابات الى الجبهة لتطلعلى القناة مباشرة. وكانتشعبة الاستخبارات العسكرية أعلنت في النشرةالمذكورة (نهاية صفحة 5) عنتحركات ونشاطات تتم في الجهة الجنوبية منالقناة، وهي أيضا لم تشاهد فيالماضي.
* التعبير «تشكيلات طوارئ»
* في هذا المكان نريد أن نقدمملاحظة بأن مجرد استخدام التعبير «تشكيلاتطوارئ»، الذي أصبح تعبيرا عسكريامتداولا في تقديرات شعبة الاستخباراتالعسكرية، كاد يخلق قلة وضوح فيالتفكير والى ضبابية في التقدير.فالتشكيلات يمكن أن تكون دفاعية أو هجوميةأو ـ حسب المذهب الحربيالسوفياتي ـ تشكيلات لكل حالات القتال: دفاعيةهجومية، أي تشكيلات دفاعيةبإمكانها أن تتحول الى هجومية بشكل فوري أوالعكس ـ هجومي دفاعي. بينماالتعبير «تشكيلات طوارئ» تدل أكثر على وضع تأهبوتدل بصورة أقل على شكلالقتال الذي بنيت التشكيلات على أساسها.
(3)معطيات للمقارنة حول تشكيلات العدو 56. لقد ألقت اللجنة على العقيدفيالاحتياط، يهوشع نابو، الذي كانت قد عينته كمسؤول عن جمع الموادحسبالمادة 13 من قانون لجان التحقيق لسنة 1968، مهمة اجراء بحث يجريفيهمقارنة ما بين نشاطات العدو وحجم قواته في فترة «أزرق أبيض» (مايو1973)وبينها في الفترة من 1 الى 5 أكتوبر 1973. وقد أعد العقيد نابو هذاالبحثبمشاركة ضابطين من المخابرات تم فرزهما [لهذه الغاية]، هما المقدمدكتورأ. شموئيلي، والمقدم د. أمبر. ووفقا للأوامر التي اصدرها رئيسشعبةالاستخبارات العسكرية، في حينه، الجنرال زعيرا، والعميد شيلو، قدمتشعبةالاستخبارات العسكرية الى هؤلاء الباحثين كامل المساعدة. والعميدشيلوشخصيا كرس وقتا طويلا لتمحيص المعطيات والتقديرات الواردة فيالتقرير.ولكن هذا لا يعني بأنه يوافق على كل ما جاء في تقرير الضابطين.
نحننقبل اقتراح العقيد نابو نقل هذا البحث الهام الى جيش الدفاعالاسرائيليلكي يشكل عونا في إجراء بحث حول الأحداث (case study)، فيدائرة التوجيه فيجيش الدفاع الاسرائيلي. من جهتنا، سنورد هنا بعضإحصائيات المقارنةالبارزة، كما وردت في التقرير في ضوء الصور التي التقطتمن الجو ومن عملياتالرصد، التي تدل على تغييرات جوهرية في تشكيلات القواتوفي العملياتالمصرية على جبهة القناة خلال سنة 1973:
منذ أبريل ـ مايو [نيسان ـأيار] 1973 وحتى سبتمبر ـ أكتوبر [أيلول ـتشرين الأول] 1973، تم تعزيزالقوات في جبهة القناة بإضافة وحدة مؤللة،لواء دبابات، لواء إنزال، 54بطارية مدفيعة ميدانية (من 141 بطارية ـ 844مدفعا الى 195 بطارية و1114مدفعا)، وأضيفت 57 بطارية مدافع مضادةللطائرات (من 227 بطارية ذات 1168مدفعا وحتى 284 بطارية ذات 1507 مدافع).وكشفت 51 دبابة على المنصات فيأبريل ـ مايو 1973، وأصبحت عشية الحرب 144دبابة (صفحة 10 ـ 11 من البحث).رقم قياسي في زيارات كبار الضباط فيالجبهة (صفحة 2): في 2 مايو قامبالزيارة 68 ضابطا وفي 18 سبتمبر 94، وفي2 أكتوبر 172 ضابطا. ويعتبر هذاالعدد استثنائيا خلال الفترة التي دامت 14شهرا قبيل الحرب. وإذا أجرينامقارنة لمعدل هذه الزيارات الأسبوعي، نجدأنه في الفترة ما بين 1 ـ 5أكتوبر بلغت 400 زيارة وفي الفترة المماثلة منسبتمبر 1973 بلغت 300 زيارة،وفي فترة «أزرق ـ أبيض» ـ معدل 200 زيارة(*). (*) تفاصيل التقارير حول رصدما جرى في جبهة القناة، أنظر البند 237لاحقا وتقريرا إضافيا من عضو اللجنة[لجنة أغرنات] الفريق في جيشالاحتياط، حـ. لسكوف


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرع المصرى

لـــواء
لـــواء
الدرع المصرى



الـبلد : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 Egypt110
التسجيل : 14/06/2010
عدد المساهمات : 5975
معدل النشاط : 6717
التقييم : 438
الدبـــابة : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 B91b7610
المروحية : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 76af2b10

وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 411


وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر   وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 Icon_m10الأربعاء 6 أكتوبر 2010 - 10:07

الوثائق الإسرائيلية إسرائيل تعترف بأن المصريين والسوريين نجحوا في تضليلها بعشرات الأحابيلتل أبيب اقتنعت بأن كل الاستعدادات التي سبقت نشوب حرب 73 مجرد تدريباتتل أبيب: نظير مجليفقط في حالات نادرة، يمكن أن تستمع الى اطراء اسرائيلي لشيء عربي. وفيالماضي، عندما كان ضباط اسرائيليون «يضربون السلام العسكري» لمقاتل عربيبعد قتله، وذلك على طريقة العسكريين وتقديرا لمقاومته الباسلة وادائهالذكي، كان يتعرض للكثير من الانتقادات اللاذعة. ولذلك، أصبحت المدائح، إنقيلت، مقصورة على الجلسات المغلقة.وفي الأبحاث السرية للجنة اغرنات فيض من المدائح لمصر وسورية. ويشتملالتقرير الذي ننشره فيما يلي على القول بكامل الصراحة ان قيادة الجيشيننجحتا في التمويه على نشاطاتهم خلال الاستعدادات للحرب وتضليل قيادة الجيشالاسرائيلي، وخصوصا شعبة الاستخبارات العسكرية، بشكل متقن. وعلى الرغم منوجود مصادر معلومات «جيدة»، غالبيتها مصادر عربية وذات علاقات جيدة وقريبةجدا من موقع صناعة القرار، لدرجة أنهم أوصلوا الى المخابرات الاسرائيليةالخطط التفصيلية للحرب، إلا ان المصريين والسوريين تمكنوا من إعطاء الصورةالتي يريدونها عن نشاطهم وتحركاتهم العسكرية والسياسية. نشروا أخباراتضليلية في الصحف المصرية وهم يعرفون ان الاسرائيليين يقرأونها كلمة كلمة،بثوا الأخبار التي يريدونها عبر اللاسلكي وهم يعرفون ان الأجهزةالاسرائيلية تتنصت عليهم، أجروا تحركات وتنقلات وهم يعرفون بأن طائراتالتجسس الاسرائيلية وغير الاسرائيلية تصورهم، وفوق كل هذا استخدموا فيحالات كثيرة قنوات التجسس الاسرائيلية ليمرروا عبرها كل ما يريدون أن يصلالى اسرائيل لتضليلها وللتمويه على نواياهم الحربية ضدها.* كما يؤكد العديد من القادة المصريين والاسرائيليين، ونشرنا ما قالوه فيبداية هذه الحلقات، فقد نجحت مصر في زرع جاسوس مزدوج هو الذي سميناه«شخصية مقربة جدا من الرئيسين المصريين، جمال عبد الناصر، وأنور السادات»،والذي كان قناة أساسية لنقل المعلومات التي تريد مصر نقلها الى اسرائيل.وما زال الاسرائيليون محتارين في أمره. ورغم مرور 34 سنة على الحرب و32سنة على الانتهاء من خدماته، هناك من يقول انه كان جاسوسا لاسرائيل وعملمن خلال رغبته في الحصول على مال (بلغ مجموع ما تقاضوه 3 ملايين دولارخلال ست سنوات) ومن خلال عدائه للنظام المصري بسبب سياسة التأميم التيأفقدت عائلته أملاكها، وهناك من يحمل رأيا آخر، مثل رئيس شعبة الاستخباراتالعسكرية، ايلي زعيرا، الذي يعتقد بأنه كان جاسوسا مزدوجا استخدمتهالمخابرات المصرية لتوصيل معلومات لاسرائيل معظمها معلومات صحيحة تؤدي الىزرع الثقة به وقسم منها معلومات مبرمجة أرادت مصر أن تصل الى اسرائيل بهدفتضليلها وطمأنتها. وقد حسمت لجنة التحقيق الأمر بقولها ان هذا المصدر كانجاسوسا لاسرائيل فقط وليس مزدوجا. وقبل عدة سنوات، في أعقاب ظهور هذاالجاسوس في احتفال بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر، الى جانب الرئيس المصريالحالي، حسني مبارك، أقيمت لجنة تحقيق استخبارية في اسرائيل لتعيد التحقيقفي شخصية هذا الرجل وهل كان جاسوسا مخلصا لاسرائيل أم انه كان مزدوجا،وتوصلت اللجنة الى القناعة بأنه كان مخلصا لاسرائيل، وإذا كان قد نقلأخبارا مضللة فإنه فعل ذلك من دون قصد وان من المحتمل أن يكون قد انكشف فيمصر فراحوا يستغلونه ويوصلون اليه المعلومات المنقوصة والموجهة بهدفالتضليل. وفي كل الأحوال، وبغض النظر عن طبيعة هذا المصدر، فقد نجحالمصريون والسوريون، من خلاله وغيره، في تحقيق هدفهم لتضليل اسرائيل حتىتطمئن بأن الاستعدادات لحرب التحرير ما هي إلا تدريبات ناجمة عن خوفهممنها. فقد أدرك المصريون والسوريون، كم هم القادة الاسرائيليون مغرورونومتغطرسون ومستهترون بالقدرات العربية على القتال واسترجاع أراضيهمالمحتلة. فجعلوا من هذا الشعور بالقوة بمثابة عنصر ضعف لدى الاسرائيليين.واستغلوه الى أقصى الحدود. فإذا كان الجنرالات الاسرائيليون مطمئنين تماماالى ان الجيش الاسرائيلي متفوق على العرب في كل شيء، فقد عزز القادة العربآنذاك هذا الشعور لديهم وراحوا يبثون الأخبار التي تتحدث عن قرب عدواناسرائيلي عليهم ويجرون على الأرض تدريبات عسكرية واسعة ويتظاهرون بأنهاتدريبات دفاعية لصد هجوم اسرائيلي وليست تدريبات هجومية لتحرير الأرض.ونجحت الخطة العربية، كما نقرأ في هذه الحلقة والحلقات القادمة من هذهالوثائق، فإذا كان العرب هم الذين يتكلمون بعربدة ضد اسرائيل قبل حرب عام1967 واسرائيل تقوم بدور الضحية وتناشد العالم أن ينقذها من العرب الذينيريدون إلقاءها في البحر، فإن اسرائيل هي التي عربدت بعد حرب 1967 وراحتتستخف بالعرب وتخطط لإلحاق هزيمة كبيرة أخرى بهم تجعلهم «يرجون وقف النارويوافقون على السلام»، فيما العرب يقولون ان اسرائيل تهددهم وهم خائفون.والجديد هو ان اسرائيليين كثيرين اعترفوا للعرب بالعديد من النجاحاتوالانجازات في هذه الحرب، بما في ذلك في القتال، ولكن لجنة أغرنات تمتدحبشكل خاص الاداء في موضوع التضليل، كما سيلاحظ لاحقا.واليكم حلقة أخرى من تقرير لجنة أغرنات:* التقرير* 64. لقد واصلت شعبة الاستخبارات العسكرية تحقيقها (حول صحة الخبر القادممن «مصدر أجنبي جيد» حول قرار الحرب المصري السوري المشترك)، وفي 4 أكتوبر(تشرين الأول)، تلقت خبرا آخر كان ملائما لتوجهها منذ بداية القضية. فحسبهذا الخبر، تم الاستنتاج بأن الهجوم على اسرائيل متوقع ليوم 1 أكتوبر(مشطوب من الرقابة)، ففي حالة ما سيوقفون التدريبات (المصرية) بإعطاء كلمةالسر وينتقلون الى حالة العمليات التنفيذية. وتم التفسير بالقول انالتغييرات في تشكيلات القوات في الجبهة الجنوبية أدت هي ايضا الىالاستنتاج بأن هناك هجوما متوقعا على اسرائيل. وبهذا تم انهاء معالجة شعبةالاستخبارات العسكرية لهذه الأخبار.وفي الواقع ان تدريبات حملت نفس «كلمة الرمز»، قد جرت في نهاية أغسطس (آب)1973 (انظر الملحق السابع من الرسالة من يوم 24.12.1973 في وثيقة البيناترقم 140 أ)، ومن هذه الناحية فإن لخبطة ما بين أحداث الماضي وأحداث الحاضرقد وقعت في الخبر الأول على ما يبدو. لكن الخبر عزز الرأي القائل إنالتدريبات ستتحول الى عملية حقيقية، وهناك العلامات والدلائل الأخرى(تغيير في تشكيلات العدو في الجبهة وغيرها..)، وكان على شعبة الاستخباراتالعسكرية ان تعطي رأيها في هذا الجانب المهم من القضية. كما يبدو، فإنشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي رأت تأكيدا لآرائهاالتشكيكية (في قدرة المصريين على الخروج الى الحرب)، مما جاء في الخبرينالأولين، حيث انهما أكدا موعد الحرب في الأول من أكتوبر، بينما هذاالتاريخ مر من دون أن يبادر المصريون الى الهجوم.لكن لا بد من التدقيق في هذا الموضوع: فقد قيل في الخبر انه «في الفاتح منأكتوبر، تبدأ عملية هجوم على اسرائيل»، وفي الخبر الثاني جاء ان «العمليةستبدأ فعلا بتدريب»، في حين ان شعبة الاستخبارات العسكرية تعرف بأن«التدريب» سيستغرق من 1 وحتى 7 أكتوبر (أنظر وثيقة البينات رقم 111، ونشرةالاستخبارات العسكرية رقم 257/73 من يوم 30 سبتمبر(أيلول)، البند (1).كذلك عرفت شعبة الاستخبارات العسكرية ان الاستعدادات لهجوم مصري حقيقي يجبأن تستمر 5 أيام في الأقل (أنظر وثيقة البينات رقم 115 من يوم 16 أبريل(نيسان) 1973: «معطيات لتقدير الوضع لدى قيادة هيئة الأركان العامة ـ مصروسورية» ـ وثيقة أعدت في دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية،البند 5 (د)، صفحة 6).إذن فالخبران الأولان أشارا الى يومي 5 أو 6 أكتوبر كيومين مصيريين احتاجاالى استعدادات خاصة من طرفنا، ويحظر المرور عنهما مر الكرام، لمجرد ان يومالأول من أكتوبر مر بسلام. فقد كان في الخبرين ما يكفي لأن يفند فرضيةشعبة الاستخبارات العسكرية بأن «التدريبات» هي فعلا تدريبات فقط. والمعروفان دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية، رمت جانبا هذين الخبرينبدافع الافتراض الخاطئ، والذي تعود جذوره الى نظريته حول «الفرضية»، بأنمصر لا تنوي الهجوم لأنها لا تستطيع ذلك.وكانت هناك فضيحة ثانية في هذه القضية المؤسفة، تتعلق برئيس الفرع الخامس(المتخصص في الموضوع السوري في شعبة الاستخبارات العسكرية) سنعالجها فيمابعد (البند 110).65. لقد كانت بأيدي شعبة الاستخبارات العسكرية أخبار من مصدر آخر تلزمبوضع عدة علامات استفهام أمام الطرح بأن الحديث جار فقط عن تدريبات. أحدهذه الأخبار قال: القيادة العامة (المصرية) اتخذت اجراءات عاجلة، بينهاارسال وحدة مدرعة من قاعدتها في القاهرة الى الجبهة، تسيير قافلة طويلةتضم أجهزة لعبور الحواجز المائية قبل أربعة أيام (؟) باتجاه الاسماعيلية،الغاء كل الدورات العسكرية، انضمام كل الناس (يقصدون أناس الجيش، أيالضباط والجنود) الموجودين في عطلة الى وحداتهم العسكرية، تأجيلالامتحانات المقررة للمرشحين للترقية بدرجة، استدعاء وحدتين من (قوات)الاحتياط ورفع درجة التأهب والردع (وثيقة البينات رقم 145، الوثيقةالأولى).المؤكد هنا هو ان الحديث في تلك الأخبار كان يجري عن استعدادات لعمليات(حربية) حقيقية. فقد كان من الواجب أن يساورهم الشك في أن المسألة ليستمجرد تدريبات (خصوصا بعد نقل أجهزة العبور، وهي التي لم تشاهد في أوجمراحل التوتر في نهاية سنة 1972 ـ شهادة زعيرا في صفحة 676).... (رقابة).مثل هذا الخوف لم يخطر ببال دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية،فقاموا بقذف الخبر عن جدول الاهتمام ولم يضموها الى النشرة ولم يبلغوا بهارئيس أركان الجيش (شهادة رئيس الأركان في صفحة 3877). العميد شيلو أرسللنا كتاب تفسير طويلا في هذا الموضوع، أعده المقدم بندمن، وهو الذي اشغلفي حينه منصب رئيس الفرع السادس (المسؤول عن الموضوع المصري في الدائرة)(وثيقة البينات رقم 120 أ، الملف الرابع). ويحلل المقدم بندمن تفاصيلالخبر ويلخص أقواله (في نهاية الصفحة الثانية):«.. لم يكن فيه أي عنصر لم نعرفه من قبل، فقد حصلنا (على المعلومات) منمادة (أخرى) وصلت الينا حتى تلقي الخبر. اضافة الى ذلك، فإن الصورة التيارتسمت لدينا من المادة (الأخرى)، هي انه مجرد تدريب. ومن هذا المنظاررأينا أيضا التفسير «الصحيح» لبقية المركبات الموجودة في الخبر».ان هذا التفسير يخطئ الهدف الأساس: ففي أعقاب هذا الخبر، كانت هناك حاجةلأن يعيد فحص الأمر بكل جوانبه، وإن كان ذلك مجرد تدريب أم انه غطاءللتمويه على النوايا الهجومية.66. لقد تجمعت هناك أخبار (أخرى) (تم تركيزها في وثيقة البينات 145 وكذلك146 و147)، كان من المفروض ان تثير شكوكا خطيرة ازاء نوايا العدو، مثلالمكالمة بين ضباط الاتصال (المصريين) في يوم 3 أكتوبر حول «العبور» الذيسيتم. وهكذا جرت المحادثات (وثيقة البينات رقم 145 الوثيقة 5): (هنا تشطبالرقابة كل الفقرة التي تتضمن تلك المكالمة).لقد ألغت شعبة الاستخبارات العسكرية الأخبار من هذا النوع باعتبار انهامجرد ثرثرات تافهة سمع مثلها أيضا في الماضي، من دون أن تسفر عن شيء.الفصل الثالث الخداع المصري ـ تمويه، تضليل وتغطية 67. شعبة الاستخباراتالعسكرية في الجيش الاسرائيلي رأت في كل الأخبار البالغة الوضوح، التيفصلناها آنفا، والتي كان يجب النظر اليها من خلال التحركات المشبوهة للجيشالمصري باتجاه القناة، من خلال تعزيزاته الحربية، رأتها منسجمة مع فرضيتهاالقائلة إن ما نشهده هو تدريب كبير يحمل الكلمة السرية «تحرير 41». وكلمابدت تلك الظواهر أكثر خطورة، كانوا في شعبة الاستخبارات العسكرية يفسرونبأن التدريبات أكثر شمولية وأكثر تأكيدا على انها مجرد تدريبات، وذلك علىالرغم من انها ـ حسب نوايا منفذيها ـ أقرب شبها الى استعدادات الخروج الىهجوم حقيقي. وقد تعززت هذه القناعة لدى شعبة الاستخبارات العسكرية، ازاءوسائل التمويه والتضليل وأساليب التغطية التي اتبعها القادة المصريون حتىمع قواتهم، وبنجاح كبير. فقد انجرفت شعبة الاستخبارات العسكرية وراء هذهالوسائل ووقعت في الفخ الذي نصبه لها العدو. ومن بين هذه الوسائل نذكر مايلي:* التمويه والتضليل* 68. (أ) نقل تفاصيل عديدة عن «التدريبات» (المصرية الى اسرائيل) وايضاعن تدريب «تحرير 41» المزمع تنفيذه، بواسطة الاتصالات اللاسلكية المصرية.(ب) اعطاء تعليمات ونشر خبر حول ذلك في الصفحة الأولى من صحيفة «الاهرام»،من يوم 4.10.1973، يقول ان وزير الدفاع (المصري) قرر السماح لمن يرغب منالضباط والجنود بأن يسافر الى الحج في مكة (يقصدون اداء العمرة، حيث أنهفي تلك الفترة لم يكن موسم الحج، بل كان شهر رمضان المبارك)، و(الاعلان)ان يوم 11 أكتوبر سيكون آخر يوم تقبل فيه طلبات المعنيين (أنظر ملف وثيقةالبينات رقم 82). لقد قدرت شعبة الاستخبارات العسكرية بأن هذا الخبر يدلعلى استمرار «الحياة الروتينية الرتيبة» في الجيش المصري (نشرةالاستخبارات من يوم 2 أكتوبر، ملف وثيقة البينات رقم 82).(ج) نشر أخبار علنية بواسطة وسائل الاعلام المصرية والسورية حول مخاوفهممن هجوم اسرائيلي في الأيام القريبة (المصدر نفسه، في ملف وثيقة البيناترقم 82).(د) في نهاية شهر سبتمبر 1973 تم تسريب تلميحات الينا من السوريين، بواسطةضابط في الأمم المتحدة، بأنه حان الوقت للعودة الى إجراء لقاءات (لضباطسوريين) مع اسرائيليين، كتلك التي أقيمت قبل سنوات عديدة في روش بينا(بلدة اسرائيلية قريبة من الحدود الدولية بين سورية واسرائيل، وهذه البلدةتقوم مكان بلدة فلسطينية تدعى الجاعونة، وقد هدمت وشرد سكانها عام 1948)وفي جسر بنات يعقوب (في منطقة الجولان السورية المحتلة) (المصدر نفسه، فيملف وثيقة البينات رقم 82).(هـ) ابلاغ لرجال جيش الاحتياط (المصريين) الذين تم استدعاؤهم للخدمة مابين 28 و30 سبتمبر «لغاية التدرب على عملية الامتثال والتدريب والتنشط»،سيتم تسريحهم في العاشر من أكتوبر. وقد جاء تقدير شعبة الاستخباراتالعسكري في الجيش الاسرائيلي حول ذلك بأنه تدريب (عادي) مندمج مع تدريبللقيادات (نشرة الاستخبارات رقم 257/73، من يوم 30 أكتوبر ـ في وثيقةالبينات رقم 111).(و) (اصدار) أوامر لوقف كل الدورات للضباط «لكي يجنوا ثمار التدريباتالتكتيكية»، مع التأكيد في الوقت نفسه على ان الدراسة في الكلية العسكريةوالقيادة وكذلك كل دورات التدريب ستستأنف ابتداء من الساعة 8:30 من صباحالتاسع من شهر أكتوبر (بعد انتهاء التدريبات) (المصدر نفسه، في ملف وثيقةالبينات رقم 82). (ز) الاسم الذي اعطي لهذا التدريب الصوري كان «تحرير41». في حرب يوم الغفران وقعت في أيدينا عدة وثائق كغنائم (وثيقة البيناترقم 299) التي تحتوي بين ما تحتوي عليه «تعليمات تنظيمية للتدريب التابعللمركزين التابعين للقيادة الاستراتيجية التنفيذية من ذوي درجتين في وسائلالاتصال ـ تحرير 41». في البند التاسع من (تلك التعليمات) جاء انه يجباستخدام الهواتف السلكية وأجهزة الارسال بالصورة وضباط اتصال متحركينبوسائل النقل، ويحظر استخدام الاتصالات اللاسلكية إلا بإذن خاص من قائدالتدريبات. ربما تكون القيادة المصرية قد نجحت بهذه الوسائل في اخفاءالحقيقة عنا حول الأوامر الحقيقية.(ح) كان بايدينا خبر...... (رقابة) يقول انه في حالة الحرب سوف يخبو اللهبمن فوهة الغاز في حقل النفط «مرجان»، على الطرف الغربي من القناة، لأن عملالحقل سيتوقف. لكن هذا اللهب لم يخب لا عشية الحرب ولا حتى خلال الحرب(شهادة الجنرال زعيرا، صفحة 666 فصاعدا). ربما يكون المصريون قد امتنعواعن اطفاء اللهيب لكي يخدعونا.(طـ) حتى ما قبل اللحظة الأخيرة من بدء الهجوم، شوهد جنود مصريون يتسكعونقرب القناة وهم بلا أحزمة ولا خوذ، يتصرفون بشكل عادي بل يصطادون السمك فيالقناة (مع ذلك تجدر الاشارة الى انه في يوم 4 أكتوبر شوهد جنود مصريونعلى القناة أيضا وهم محزمون ويتزنرون بأحزمة الانقاذ، وآخرون يضعون كماماتالغاز على وجوههم) ـ تقرير العمليات ووثيقة البينات رقم 80).* الإخفاء* 69. قال الجنرال زعيرا في شهادته أمامنا (صفحة 5740 فصاعدا)، ان عمليةالخداع المصرية نجحت بشكل كبير لدرجة انه باستثناء بعض كبار القادةالمصريين من أعلى الدرجات، فقد تمكنوا من اخفاء حقيقة النوايا الحربيةالهجومية الحقيقية حتى عن القوات المصرية نفسها، الى ما قبل ساعات قليلةمن بدء الحرب. وسنفحص الآن كم يوجد من الصدق في ادعاءات شعبة الاستخباراتالعسكرية بأنه لم يكن بمقدوره اختراق ستار الخداع الذي فرشه المصريون.وثيقة البينات رقم 218 (يوجد أيضا في وثيقتي البينات رقم 299 و300) وكذلكوثائق أخرى، تضمنت أوامر تتعلق بعملية هجوم حربي مصري ينفذها الجيش الثالثفي سيناء، تحت اسم «غرانيت 2 مصحح». وهناك سلسلة أوامر تستند الى أوامرعمليات كانت قد صدرت حتى النصف الأول من شهر سبتمبر 1973. في أمر العملياترقم 73/40 الذي أصدرته قيادة الجيش الثالث، في يوم 27.9.1973، جاء : «تقررالسماح بتنظيم المعركة في الدرجات التالية وحسب المواعيد المسجلة في كلمنها:1. حتى درجة كتيبة مشاة أو ما يعادلها ـ حتى 30 سبتمبر 1973.2. حتى درجة سرية او أقل ـ حتى 1-2 أكتوبر 1973.3. يجب الحفاظ بشدة على السرية المطلقة في التخطيط والتنفيذ.4. ..(الوثيقة نفسها موجودة في وثيقة البينات رقم 299، ص 14) في ضوء هذاالأمر التنفيذي، اصدر قائد قسم العمليات في قيادة الوحدة 19 (للجيشالمصري)، أمرا حربيا رقم 73/28، فجاء فيه:«تقرر السماح بالاعداد للمعركة بالمستويات المسجلة وبالتواريخ المرافقة(وهنا تنشر المواعيد المذكورة أعلاه في الأمر رقم 73/40 – التأكيد (بوضعالخط تحت الكلمات، هو( من طرفنا)».أمر العمليات رقم 73/41 (وثيقة البينات رقم 299) ـ وهو بمثابة وثيقة ترميالى تنظيم السيطرة على القوات خلال ادارة المعركة الهجومية (الذراعالتنفيذية، الجيش الثالث، قيادة الوحدة 19)، يحدد بأن الاستعداداتالهجومية للقوات يجب أن ينتهي حتى الساعة 06:00 من يوم 5 أكتوبر 1973. بعدذلك، يفصل الأمر أوامر اطلاق العمليات، حسب طريقة «ساعة الناقص (أي الحدالأدنى) وساعة الزائد (الحد الأعلى)، ولكنها لا تحدد ساعة الصفر».أوامر رئيس طاقم قيادة الجيش الثالث الميداني 73/43، من يوم 3 أكتوبر 1973(وثيقة البينات رقم 218)، تحدد الساعة 5:00 ـ 6:00 موعدا يجب أن يسجل الىجانب العمليات التي يراد تنفيذها في كل فرع – لأنه «موعد إتمامالاستعدادات للقوات المسلحة في عملية «غرانيت 2 مصحح». وهبط هذا الأمر الىدرجات مهزوزة (يقصدون الى مستوى الوحدات المحلية التي يكون اختراقها أسهلمن الدرجات العليا)، حسبما دلت الوثائق المصادرة (من الجيش المصري خلالالحرب)، وبضمن ذلك لواء المدرعات 25. والأوامر التنفيذية «غرانيت 2 مصحح»هي خطة الهجوم مع الاشارة الى ان الموعد النهائي لساعة الصفر يتقرر بعدإتمام الاستعدادات الحقيقة (وليس فقط الاستعدادات في «التدريب») ويكون(حاليا( 5:00 ـ 6:00.70. أعرب الجنرال زاعيرا في شهادته عن الاعتقاد بأنه من خلال استجوابالأسرى (المصريين)، فهم ان الأمر الحربي 73/40 لم يعط إلا لكي يتم تدريبالقوات المصرية بصورة مشابهة بأكبر قدر ممكن للعملية الحربية الحقيقية(صفحة 5741). وفي هذا الاطار قدم لنا، فيما قدم، إفادة أسير (عقيد كانرئيس قسم العمليات في الجيش الثالث). قال هذا الأسير (وثيقة البينات رقم301، صفحة 4)، إنه لم يكن يعرف بأن الحرب شتنشب الى حين تلقي الأمر منقائد الجيش الثالث، في ساعة مبكرة من صباح السادس من أكتوبر. كل الوقتقالوا لهم ذاهبون الى الحرب، ولكن وبما انه لم لم يحدث أي شيء في المراتالسابقة فإنه لم يقتنع بإنها ستنفذ هذه المرة. إذن، حسب التعليماتالنظامية لـ«تحرير 41» (وثيقة البينات رقم 299)، اتضح ان القيادة المصريةتمكنت من التمويه على نواياها في (الخطة الحربية) «غرانيت 2 مصحح» مظهرةاياها وكأنها تدريبات عادية. ومن الواضح انها، وفقا للتعليمات التي ذكرنابعضا منها، فقد كانت تمويهات بسيطة ومن المشكوك فيه أن تكون نجحت في تمويهكل درجات القيادة المصرية. من المحتمل أن يكون قسم من الضباط المصريين قداعتقدوا بأنه في ضوء تجارب الماضي، لن تنشب الحرب أيضا هذه المرة. لكنضباطا آخرين، بالمقابل، تعاملوا مع الاستعدادات بكل جدية. وتدل على ذلكوصية كان قد كتبها ضابط مصري في الأول من اكتوبر 1973 (وثيقة البينات رقم218)، بعدما تلقى الأمر حول العملية، كما يبدو في اليوم نفسه.لقد كانت أوامر العملية، التي ذكرناها، أوامر ملائمة لحالة الخروج الىعملية حقيقية، باستثناء مسألة تحديد ساعة الصفر الحقيقية. الاستعداداتكانت استعدادات حقيقية وأوامر العملية كانت أوامر لعملية حقيقية. فقط أمرواحد كان ناقصا لتتحول الاستعدادات الحقيقية الى هجوم حقيقي: الأمر الذيتذكر فيه ساعة الصفر، وذلك بعد أن ذكروا الساعة 5:00 ـ 6:00.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرع المصرى

لـــواء
لـــواء
الدرع المصرى



الـبلد : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 Egypt110
التسجيل : 14/06/2010
عدد المساهمات : 5975
معدل النشاط : 6717
التقييم : 438
الدبـــابة : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 B91b7610
المروحية : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 76af2b10

وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 411


وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر   وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 Icon_m10الأربعاء 6 أكتوبر 2010 - 10:08


الوثائق الإسرائيلية ـ البحرية الإسرائيلية استشعرت الخطر لكن الاستخبارات هدأت من روعها
إبحار بارجتين مصريتين إلى بورتسودان واستعدادات أخريين في عدن أعطت انطباعا بإمكانية الحرب

وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 News.425376
تل أبيب: نظير مجلي
نواصلفي هذه الحلقة من تقرير «لجنة أغرنات» للتحقيق في إخفاقات اسرائيلفي حربأكتوبر 1973، نشر الفصول التي تتركز على الأفكار المستهترة فيقيادة الجيشالاسرائيلي بالقدرات العربية، وخصوصا لدى شعبة الاستخباراتالعسكرية فيالجيش.
وبعد أن كانت لجنة التحقيق قد أشادت بالقدرات المصرية ـالسورية على خداعوتضليل اسرائيل بمعلومات مدسوسة بشكل مقصود وأوقعتها فيالفخ عدة مراتوعلى مدى فترة طويلة، تحاول اللجنة في هذه الحلقة الادعاءبأن النجاحاتالعربية في تضليل اسرائيل، كانت عن شطارة، ولكن ليس عنعبقرية. فالأحداثتطورت بطريقة كان يجب على الاستخبارات العسكريةالاسرائيلية ان ترصدهاوتكتشف معالمها. ولكن اهمالها واستهتارها حتىبالمعلومات المؤكدة التيوصلت اليها، جعلاها تضيع البوصلة وتستنتج انالسوريين كانوا في حالة طوارئدفاعية فقط والمصريين كانوا في تدريباتعسكرية شاملة، لكنهم لن يحاربوااسرائيل لأنهم يخافون من الهزيمة والفشل.
71.على أية حال، كانت مطلوبة يقظة خاصة لدى شعبة الاستخبارات العسكرية فيفترةالتدريبات الشاملة [في مصر]، لأن شعبة الاستخبارات العسكرية عرفتجيدا انمن هذه التدريبات التي جرت تحت عنوان عبور القناة، كان في مقدورالعدو أنينتقل الى هجوم فعلي وأن التدريبات يمكن أن تتحول دائما الى غطاءللنواياالهجومية.
وسنرى لاحقا (البند 106)، انه في سنة 1972 أعربت شعبةالاستخباراتالعسكرية عن تقديرها بأن خطرا كهذا غير قائم، وأضافت في مجالالحديث عنقدراتها في اعطاء التقديرات انها «في كل حالة سيكون واضحا لنا ماهيالعملية العينية [التي يريد المصريون أو السوريون تنفيذها]، وفي الأساسفيحالة تنفيذ العملية على خلفية توتر عام.. أو على خلفية تدريبات شاملةفيالجيش المصري تشمل تحركات لقوات على نطاق واسع». لقد كانت قناعةشاملسائدة في صفوف ضباط شعبة الاستخبارات العسكرية بأنه عندما يقيمالعدوتدريبات على نطاق واسع فإن ذلك يشكل علامة واضحة على وضع قد يتطورالىحرب. الجنرال الذي قاد شعبة الاستخبارات العسكرية قبل الجنرالزعيرا،أهرون يريف، عمم في ديسمبر [كانون الأول] سنة 1971 أمرا على ضباطالشعبة،جاء فيه انه من ناحية استخبارية يجب النظر الى كل تدريبات على نطاقواسععلى انها أمر يحتوي في طياته على احتمالات الحرب، مما يوجب تعزيزشبكةالردع (شهادة يريف، البروتوكول، صفحة 3258). وفي الاستخباراتالتابعةللواء الجنوبي تم في 18 أبريل [نيسان] 1972 اعداد مسودة لوثيقة(موجودة فيملف ـ«وثيقة العلامة الجيدة» الذي جمعه العقيد في الاحتياط،نابو)، تمفيها تحديد العلامات الدالة [على خطر الحرب]. وفي البند الثانيمنها ذكرتعدة علامات دالة، منها: «العمليات الهجومية التي تتم وسط غطاءتدريباتتكون [في حالة]: 1. ابقاء العملية سرية حتى تنفيذها (التغطيةعليهابالتدريبات). 2. استغلال الحشودات وتنظيم القوات» (شهادة المقدمغداليا،البروتوكول، صفحة 6028 فصاعدا، تفاصيل أخرى عن هذه الوثيقة أنظر فيالجزءالثالث من الفصل السادس). كذلك، من رد الاستخبارات العسكرية فيالجيشالاسرائيلي على استفسارات عناصر المخابرات الأجنبية، لاحظنا انشعبةالاستخبارات مدركة الخطر في تدريبات تحمل في طياتها خطر الهجوم(أنظرالبند 59، آنفا: «المصريون يقيمون الآن تدريبات على نطاق واسع تشملالقواتالبرية والجوية والبحرية، وهذه تستطيع بالطبع أن تشكل غطاءللنواياالهجومية»).
كان محظورا على شعبة الاستخبارات العسكرية أنتتراخى في شكوكها المطلوبةازاء كل تدريب كبير، مهما زادت أعداد الأخبارالقائلة انه [مجرد] تدريب(وبالفعل كانت هناك أعداد كبيرة من الأخبار)، إلاانه كان من واجبها انتزن بحذر شديد ما إذا كانت هذه الأخبار متقاطعة مععملية خداع محسوبة.
إن الفرق بين المظهر العرضي للمناورة، التي كانتفي مضمونها «التدرب علىعبور السويس»، وبين «المناورة» التي كانت فيمضمونها استكمال حقيقيللاستعدادات للعبور حتى ما قبل موعده الدقيقيوم/ساعة، هو في «العلاماتالدالة» التي ترافق الاستعدادات الحقيقية. وهذه«العلامات الدالة» بالذاتهي التي اعتبرتها شعبة الاستخبارات العسكرية"استثناءات" وليس "علاماتدالة" (أنظر البند 73 لاحقا)، والسبب في ذلك يعودلأنها رأت فيها استثناءللفرضية [القائلة] بأنه بسبب توازن القوى في الجو[لصالح اسرائيل]، فإنمصر لن تخرج الى الحرب. لهذا السبب وليس بسبب«العبقرية» المصرية بلعتشعبة الاستخبارات العسكرية «الطعم» بأن الحديث جارعن تدريب.
لو تعاملت قيادة شعبة الاستخبارات العسكرية في قيادة هيئةالأركان بانفتاحتجاه «العلامات الدالة»، لكانت استطاعت أن تحدد تفكيروأحاسيس رجالالاستخبارات وتجبرهم بذلك على اعطاء جواب موزون ومسنودللسؤال: ما هينوايا مصر أن تفعل، حينما تكون قواتها – سوية مع قوات الجيشالسوري – فيحالة تأهب بكامل قوتها وفي حالة استعداد تامة واتجاه معركتهماسرائيل.
لهذا، فإننا نعتقد بأن دائرة البحوث في شعبة الاستخباراتالعسكرية لاتستطيع تبرير فشلها بالتذرع في نجاح العدو في عمليات الخداع،إذ انه وعلىالرغم من الجهود [للعمل] بسرية وإخفاء نوايا العدو، فقد كانلدى شعبةالاستخبارات العسكرية، في حينه، الكثير من المعلومات التي تلزمهابالخروجباستنتاجات تفيد بأن العدو ينوي الهجوم. ففي نهاية المطاف، هذا هوالهدفالأول لكل جهاز مخابرات، أن يخترق شاشة الخداع التي يفردها العدو.وفي هذهالحالة، كانت الشاشة شفافة للغاية.
تدريبات سابقة 72. لقد أكدالجنرال زعيرا [رئيس شعبة الاستخبارات العسكريةفي الجيش الاسرائيلي]أمامنا الحقيقة بأنه في ثلاث مرات في الماضي نفذالجيش المصري تدريباتكبيرة من دون أن تنفجر الحرب، وحاول كثيرا أن يساويما بين حجم التشكيلاتالمصرية ومركباتها لكي يظهر انه في هذه المرة أيضالم يكن ما هو استثنائيبالمقارنة مع المرات السابقة (صفحة 673 فصاعدا).حول هذا الادعاء يجب أننقول:
(أ) من شهادة الجنرال زعيرا نفسه (في نهاية صفحة 676)، تتضحعلامة دالةواحدة كانت غائبة. فقد حرك [الجيش المصري] وحدات الجسر[الكباري]، وهذهالخطوة لم تكن في المرات السابقة، ولا حتى في أيام التوترفي نهاية سنة1972 أو على الأقل لم تكتشف.
(ب) حتى لو رأينا«التدريبات» هذه المرة شبيهة للتدريبات في المرات الثلاثالسابقة، فإن ذلكلا يشكل أي دليل حول مضمون التدريب الرابع، خصوصا إذاتذكرنا بأن كل تدريبكهذا يمكن أن يتحول الى هجوم. بكلمات أخرى: إذا لميكن التدريب علامة تنفيالنوايا الهجومية، فإن تكرار التدريب مرة ومرتينوثلاثا، لا يعزز بشيءالفرضية بأنه في المرة الرابعة لا ينوي العدو أنيهاجم. لا بل كان على شعبةالاستخبارات العسكرية ان تأخذ بالاعتبار أنهأيضا في المرات السابقة كانتالتدريبات مجرد غطاء لنوايا هجوم حقيقيةولكنها لم تتحقق لسبب ما، أو أنتأخذ بالاعتبار ان التدريبات على عبورالقناة في اطار هجوم شامل، جاءت [علىأساس] انه مع كل تدريب أضافي تصبحقوات العدو أكثر استعدادا للهجوم فيعملية [حربية] حقيقية.
علامات لا تلائم الادعاء حول «التدريب» 73.ليس هذا وحسب، بل انه في هذهالمرة اكتشفت الكثير من العلامات التحذيرية،بالأساس من الرصد الميدانيوأيضا من مصادر أخرى، لم تلائم أبدا الادعاء بأن[النشاطات العسكريةالعربية] اقتصرت على التدريب، وذلك حتى قبل الصور التيالتقطت في 4 أكتوبر[تشرين الأول]. ففي 2 أكتوبر تم رصد حركة غير عادية فيمنطقة القناةلسيارات حربية مصفحة وأجهزة عبور. وخلال الأسبوع كله، نفذتأعمال كثيرةلتحسين طرق النزول الى الماء، بما في ذلك فتح الجدران الرمليةالتياستهدفت إغلاق الطرق أمام النزول الى الماء وإعادة إغلاقها من جديد،فيالمنطقة الجنوبية (شهادة المقدم غداليا، صفحة 2265). ورصدت زياراتمكثفةللضباط في المواقع المحاذية للقناة بواسطة سيارات حربية وتم تعزيزالتسلح.الدبابات كانت على أهبة الاستعداد للصعود الى المنصات. شوهدتتفجيرات فيمياه القناة، ربما لإزالة الألغام (نشرة الاستخبارات رقم 423/73من يوم 5أكتوبر في وثيقة البينات رقم 111 البند 25، وكذلك التفاصيلالواردة فيتقارير المخابرات في اللواء الجنوبي، وثيقة البينات رقم 80،والتفاصيل فيالبند 237 لاحقا، وتقرير المخابرات في الكتيبة 252 المقدمةالى مخابراتاللواء – وثيقة البينات رقم 190 وتقارير المخابرات اليومية فيالكتيبة،وكلها من جمع الجنرال في الاحتياط، موشيه غورن. كذلك تمعن فيالوثائق التياشار اليها الملازم أول سيمن طوف، في مسودة وثيقة البينات رقم318 والتيقدمها الى المقدم غداليا في يوم 3 أكتوبر، البند 268 لاحقا).
فيالتلخيص الأسبوعي الذي أجرته شعبة الاستخبارات العسكرية ويحمل الرقم40/73وقد تم الانتهاء من إعداده في 4 أكتوبر، جاء في الصفحة 17 منه انهناك«عددا من الخطوات التي اتخذت في اطار هذه التدريبات تبدو في تقديرناشاذة»،بينها التفتيشات الخاصة [في الحواجز التي أقيمت على الطرقات]وتحركاتالقوات في المطارات المصرية. وعندما استخدمت دائرة البحوث فيشعبةالاستخبارات العسكرية هذا التعبير «خطوات شاذة»، بدا وكأنها تحررنفسها منالواجب في اعطاء هذه الخطوات كامل الأهمية بصفتها ذات معانتحذيرية.
قيادة سلاح البحرية كانت قلقة من التحركات غير العادية فيالأسطول المصري.في 28 سبتمبر [أيلول] وصل خبر يتحدث عن إبحار بارجتين منسفاجة في البحرالأحمر الى بورسودان، خلال استدعاء الطواقم العودة الىالبارجتين (شهادةالعقيد لونتس، رئيس دائرة الاستخبارات في سلاح البحرية،صفحة 1318 و1329،وثيقة البينات رقم 141 ونشرة شعبة الاستخبارات العسكريةمن يوم 1 أكتوبر،صفحة 3). لقد أثر هذا الخبر على العقيد لونتس لدرجة انهقال لقائد سلاحالبحرية ان لديه شعورا بأن سلاح البحرية المصري قد ينتقلالى الحرب. لكنهلم يقترح اعطاء انذار للسفن المدنية (شهادته في صفحة 1331- 1332). ونتيجةلذلك، تم في يوم 3 أكتوبر، رفع مستوى الاستعداد في سلاحالبحريةالاسرائيلي. لقد أجرى المصريون استعدادات لتجنيد 20 قارب صيدمدني،والباخرتان الحربيتان المصريتان الراسيتان في ميناء عدن وضعتا فيحالةاستعداد للإبحار في غضون 6 ساعات. وأشارت شعبة الاستخبارات العسكريةفيالجيش الاسرائيلي في نشرتها من يوم 1 أكتوبر (البند 12) الى ان «هذههيالمرة الأولى منذ وقف اطلاق النار، التي يجري فيها الجيش المصريتدريباتشاملة في جبهتين في آن واحد»، لكن ـ تواصل تقديراتها ـ «يبدو انهذهالتدريبات تندمج مع التدريبات التي تتم بمشاركة الأذرع العسكريةالمختلفةوربما سيتم فيه التدرب على كيفية انخراط سلاح البحرية في تشيلاتالطوارئ،بما فيه الاستعداد لإخراج السفن الى البحر». وفي يوم 4 أكتوبر هدأقائدسلاح الجو من روعه على اثر الأنباء المطمئنة التي تلقاها منشعبةالاستخبارات العسكرية وأعاد سلاح البحرية الى حالة الاستعدادالعادية(شهادة الجنرال تيلم، صفحة 2016 فصاعدا).
نوعية التدريبات 74.يجب أن نذكر عنصرا اضافيا كان من المفروض أن يثيرالشكوك في صحة الادعاءبأنها كانت مجرد «تدريبات». فقد بدأت الأخبارتتوارد حول التدريبات في 25سبتمبر (ملحق لرسالة العميد شيلو، في وثيقةالبينات رقم 170 أ، ملف 4).فعلى ما يبدو أن هذه الأخبار لم تعط صورةواضحة، لأن شعبة الاستخباراتالعسكرية لم تستخدم معنى واحدا ومثابرالماهية التدريبات. في يوم 29سبتمبر، أعربت شعبة الاستخبارات عن تقديرهابأن الحديث يجري عن «استعداداتلتدريب على استدعاء الاحتياط للجنودالسابقين الذين تم تسريحهم في الأول منيوليو [تموز] 1973. ويشمل التدريبالامتثال في الوحدات والإنعاش، وكان منالمفروض ان ينتهي قبيل منتصف شهرأكتوبر 1973" (نشرة 410 في وثيقة البيناترقم 111). ولكن في 30 سبتمبركانت تقديراتها تقول انه كان من المفروض أنتتم في 1 وحتى 8 أكتوبر"تدريبات واسعة النطاق للقيادة العامة في موضوعاحتلال سيناء"، وانه ليسمن المستبعد ان يجري في اطار هذه التدريبات، ضمالألوية والوحدات مع تجنيدالاحتياط (نشرة 257/73، المصدر نفسه، وفي نفساليوم في نشرة 413/73): «رغموجود تأهب في حالة قصوى في الجيش المصري، فإنالأمر على حد علمنا لا يتعلقبمبادرة حربية بل بمخاوف من مبادرة اسرائيليةوتدريبات شاملة للقيادةالعامة في الجيش المصري».
في مشاورات عسكرية ـسياسية لدى رئيسة الوزراء [غولدا مئير] في يوم 3أكتوبر، قال العميد شيلوان التدريبات بدأت في الأول من أكتوبر ويتوقعانتهاؤه في 7 أكتوبر، وانه«في اطار هذه التدريبات تمت كما يبدو، مرحلةتنفيذ الاستعدادات فقط، والتيشملت الدفع بقوات من الجبهة الداخلية الىجبهة المواجهة، والسيطرة علىالمواقع الإدارية». في تقديرنا يتوقع المزيدمن المراحل، مثلا تدريب تكتيكيمن دون قوات وربما تدريبات مع قوات».
وفي صبيحة يوم 5 أكتوبر قدم الجنرال زعيرا تقريرا الى وزير الدفاع قال فيه:
«أناحائر أيضا في موضوع التدريبات. فهناك تدريبات من دون قوات وهناكتدريباتبالهواتف وهناك تدريبات للقيادة العامة. وتوجد تدريبات مع جميعالقوات. حتىالآن، لا توجد لدي مؤشرات أية تدريبات هي هذه. ربما هيتدريبات للقيادةالعامة، بحيث تكون جميع الوحدات على شبكة الاتصالاتاللاسلكية» (وثيقةالبينات رقم 242 صفحة 5).
ويفسر العميد شيلو في شهادته (صفحة 2195):
«حسبناان هذه التدريبات ستكون مثل التدريبات السابقة، بحيث تشمل ثلاثةأجزاء،الأول يكون في الاستعدادات.. ويشمل أيضا تحريك القوات والثانيتدريب علىالشبكة وهو الذي رأينا امكانية لأن يدار بطريقة تمكننا منالمعرفة حوله،وربما [شبكة اتصال] سلكية، وقسم ثالث مع القوات...».
وفي صفحة 7/ 2196 يقول انه حتى يوم 4 أكتوبر لم تكن شعبة الاستخبارات العسكرية قد شعرت بالمرحلة الثانية من التدريبات:
«نحنفي حالة تفكير، احترنا وتلبكنا في هذه القضية على ما أذكر ورأينامنالمحتمل أن تكون التدريبات تدار بالطريقة التي نراها أو بطريقة أخرىغيرمعروفة لنا. هذا يعني ان مضمونها ليس بأيدينا».
ويقول الجنرال زعيرا في شهادته أمام وزير الدفاع [موشيه ديان] في 5 أكتوبر (صفحة 5394):
«كانلدينا شك في أمرين، الأول صغير استطعت أن أجد عليه جوابا (يتعلق فينوعيةالتدريبات)، والثاني كبير جدا ويتعلق في موضوع الروس (الذي سنتحدثعنهلاحقا). في الموضوع الأول الصغير كان كل الخبراء يقولون لي: لماذاتتأثر،فاليوم هو الخامس من أكتوبر، والأخبار التي وصلت الينا هي منالرابع منأكتوبر، وما زال أمامنا الخامس والسادس والسابع من الشهر. فيالأيامالثلاثة الأخيرة سيتم التدرب مع القوات».
ويتضح في النهاية (أ) بأنالتحركات الكبيرة للقوات في الميدان بدأت في 23من سبتمبر، بينما الخبرالأول عن التدريبات «تحرير 41» وصل في 29 منه. هذهالتحركات لم تلائمالصورة التي نقلتها شعبة الاستخبارات العسكرية:«تدريبات للقيادة العامة».(ب) حتى يوم 4 أكتوبر لم تعرف شعبة الاستخباراتالعسكرية كيف تحدد ماهيةالمرحلة الثانية من التدريبات (تدريبات على شبكةالاتصالات) و(ج) حتىالخامس من أكتوبر لم نسمع شيئا عن بداية المرحلةالثالثة بمشاركة القوات.ومقابل ذلك، اكتشفت الصور الملتقطة من الجو في 4أكتوبر تحركات كثيفةللقوات في الميدان، مثل تقدم الكثير من المدافع ـ وهوالأمر الذي لم يلائمايضا تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية ـ وكذلكأجهزة العبور. هذا العجزفي تقدير نوعية التدريبات يثير الاستغراب والشكوكفي قلوب رجال الاستخباراتالعسكرية. حيث أن كل شيء لديهم كان مبنيا علىالفرضية أنه «مجرد تدريبات فيمصر». لكن هذه الشكوك (التلبك حسب أقوالالجنرال زعيرا) كان يجب أن تؤديالى اعادة فحص فرضية التدريبات من أساسها،حتى قبل أن وصول الأخبار عن خروج[الخبراء ] الروس في 5 أكتوبر. لكن حتىذلك الوقت، لم تتزعزع ثقة شعبةالاستخبارات العسكرية في فرضية التدريبات.
الفصل الرابع
*المعلومات في يومي 5 و6 أكتوبر والتقديرات بشأنها في شعبةالاستخباراتالعسكرية 75. ننتقل الآن الى المعلومات التي وصلت الى شعبةالاستخباراتالعسكرية في اليومين الأخيرين [قبيل الحرب]، 5 ـ 6 أكتوبر،والى تقديراتشعبة الاستخبارات العسكرية بشأنها.
خروج عائلات [الخبراء] الروس
*علينا أولا أن نبحث في الأنباء حول خروج عائلات الخبراء الروس من سوريةومنمصر، الأنباء التي زعزعت ثقة شعبة الاستخبارات العسكرية بأقوالها انالحديثجار عن تشكيلات دفاعية في سورية وعن مجرد تدريبات في مصر. الخبرالأول حولذلك وصل في 4 أكتوبر قبيل المساء (وثيقة البينات رقم 146، و17،18، 22، 29،30). في منتصف الليل وفجر 5 أكتوبر، تم تحديد الأنباء علىأنها موثوقة(شهادة العميد بن فورات في صفحة 1621). وقد دلت الأنباء علىإعطاء الأوامرلإجلاء العائلات بشكل مهرول من سورية. فقد وصلت 5 طائرات«ايرفلوت»السوفياتية الى سورية لكي تحمل عائلات الخبراء الى بيوتها.وبالمقابل وصلتالى القاهرة 6 طائرات، مما يشير الى ان اخلاء العائلات يتمايضا من مصر(وثيقة البينات رقم 111، نشرة الاستخبارات من يوم 5 أكتوبر ـعاجل جدا،الساعة 2:40، نشرة 423/73 من ظهيرة يوم 5 أكتوبر الساعة 13:15،البنود 13 –17، 35، 36، 42، 43، أقوال الجنرال زعيرا في رئاسة هيئة أركانالجيش في ظهريوم 5 أكتوبر، صفحة 2).
هذه الأخبار أشعلت الضوء الأحمر أمام شعبةالاستخبارات العسكرية حسب أقوالالجنرال زعيرا. وبالفعل، في النشرةالمذكورة أعلاه في يوم 5 أكتوبر الساعة2:40، نقرأ عن احتمالين أساسيين:
«أ.قرار سوري بإخراج المستشارين والخبراء السوفييت كما فعلت مصر. ب.إخلاءمتعجل للنساء والأولاد من سورية إزاء التقدير/الأنباء الواردة منالاتحادالسوفياتي والتي تقول إن من المتوقع أن تنشب الحرب بين سوريةوربما مصرأيضا وبين إسرائيل. هذا الاحتمال يتلقى تعزيزا من الخبر (الذيلم يتأكد بعدبشكل نهائي) عن سرب من 5 طائرات «إيرفلوت» الى مصر مقابلالطائرات التيذهبت الى سورية».


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرع المصرى

لـــواء
لـــواء
الدرع المصرى



الـبلد : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 Egypt110
التسجيل : 14/06/2010
عدد المساهمات : 5975
معدل النشاط : 6717
التقييم : 438
الدبـــابة : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 B91b7610
المروحية : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 76af2b10

وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 411


وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر   وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 Icon_m10الأربعاء 6 أكتوبر 2010 - 10:09


الوثائق الإسرائيلية ـ جنرال سوري نقل خطة الحرب الى الأردن.. وإسرائيل حصلت عليها
نقاش حول قضية «إحراق» المصدر الذي أبلغ عن الإخلاء المهرول لعائلات الخبراء الروس

وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 News.425486
تل أبيب : نظير مجلي
فيهذه الحلقة تواصل «لجنة أغرنات» التحقيق في إخفاقات الجيش الاسرائيليفيحرب أكتوبر 1973، من خلال استمرار البرهنة على ان جهاز شعبةالاستخباراتالعسكرية تصرف بإهمال واستخف بعدد من الظواهر والمعلومات التيوصلت اليهوتؤكد ان مصر وسورية تعدان للحرب. وكنا في حلقة سابقة نشرنا أنخطة الحربالتي أعدها الجيش السوري قد وصلت الى اسرائيل قبل ستة شهور منالحرب[والخطة المصرية وصلت قبل حوالي سنتين من الحرب]، وانه حسب لجنةالتحقيقفإن هذه الخطة نفذت بالكامل تقريبا عند نشوب الحرب. وعلى اثر ذلكاتصل بناأحد الخبراء السابقين في التأريخ العسكري، وهو بنفسه كان قد شاركفي الحربكضابط في قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية،وعمل فيمابعد في الأبحاث التاريخية، ليلفت نظرنا الى أقوال ايلي زعيرا،رئيس شعبةالاستخبارات في فترة الحرب، حيث يروي قصة تسريب الخطة السورية.فيقول انجنرالا في الجيش السوري كان يعمل لخدمة المخابرات الأردنية هوالذي نقلالخطة الى الأردن. ووصلت الخطة الى المخابرات الأميريكية فيواشنطن. ويقولزعيرا في مذكرتاه [صفحة 96] انه لا يذكر كيف وصلت الخطة الىاسرائيل، هلمباشرة من الأردن أو من الولايات المتحدة.
تخصص هذه الحلقة منالتقرير الى موضوع اخلاء عائلات الخبراء الروس منسورية ومصر، وكيف بدتالاستخبارات العسكرية عاجزة عن فهم هذه الخطوة، وهلهي تدل على وجود نواياحربية ام خلافات عربية سوفياتية. ويرددون أكثر منمرة انها دليل على انالاتحاد السوفيايتي، الدولة العظمى الثانية في حينه،هي أيضا تخاف من ردفعل قاس من اسرائيل على هجوم عربي.
الجنرال زعيرا أبلغ رئيس«الموساد» [جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية]هاتفيا وفي ساعات مبكرةمن يوم 5 أكتوبر، حول الإخلاء المهرول [لعائلاتالخبراء السوفييت] (البند38 آنفا). ولكن دائرة البحوث في شعبةالاستخبارات العسكرية ظل مستغربا ماهو سر هذه الظاهرة. وقد جرى التعبيرعن هذا الاستغراب في أقوال الجنرالزعيرا، خلال البحث الذي جرى في الساعةالتاسعة من صبيحة يوم 5 أكتوبرباشتراك وزير الدفاع [موشيه ديان] ورئيسالأركان [دافيد العزار] (وثيقةالبينات رقم 242، صفحة 3، وقد ذكرت هذهالأقوال آنفا في البند 49(ب) فيسياق آخر):
«الموضوع الروسي هو بالتأكيد أمر جديد. السطر الأخير فيه،انني لا أعرفلماذا أخلوا النساء والأطفال. أنا أستطيع أن أعطي تخمينات.التخمين الأولأن الروس عرفوا ان المصريين والسوريين ينوون تنفيذ هجوم، وهميقدرون بأنهجومنا المضاد سينجح وسيضرب في العمق [المصري والسوري] وفيالعائلات، لذلكيريدون اخلاء رجالهم. أو ربما هم يريدون المجيء الىالمصريين والسوريينويقولون لهم: أنظروا، نحن نعرف أنكم تتجهون للهجوم،ونحن سنخرج العائلات،واعلموا أننا في هذا لسنا معكم.
«امكانية ثانيةهي ان الروس يخشون فعلا من هجومنا والأمر الأول الذيسيفعلونه هو أنيتوجهوا الى الأميركيين ويقولوا للأميركيين، قولوا شيئاللاسرائيليين. وكانالأميريكيون [في هذه الحالة] ياتون الينا راكضينوفرحين لكي يؤدوا لهم هذهالخدمة. الأميركيون لم يفعلوا ذلك بعد.
"الامكانية الثالثة مرتبطةبكل الأحوال متعلقة بالشؤون الداخلية – فيالعلاقات ما بين الروس وبينالسوريين، أنا لا أعرف، فربما يوجد أي احتكاكحول أمر لا نعرفه. ..ربمايكونون قد فرضوا عليهم بعض القيود.
«ما الذي يضايقني في هذا الموضوع؟
«يضايقنيان هذا [الاخلاء] يتم أيضا في مصر. أنا استطيع أن آتي وأقول أنهربما يوجدشيء لا نعرفه أيضا في مصر، ربما يقول الروس: إذا أنهينا هذاالعمل فيسورية، تعالوا ننهيه في مصر ايضا، لأن المصريين سيسيرون وراءالسوريينبالتأكيد.
«في المحصلة النهائية، كل هذه تخمينات. والسطر الأخير هو انه لا يوجد عندي تفسير لماذا فعل الروس هذا».
ويقدم رئيس الأركان ملاحظة صائبة على هذا الكلام (المصدر نفسه، صفحة 4):
«الهرولةفي اخلائهم (قالوا لهم خذوا حمولة 30 كيلوغراما واركضوا) لاتلائم لحالةالنزاع – يقولون لهم أخرجوا العائلات خلال ثلاثة أيام، ولكنليس بمثل هذاالاستعجال».
وكان وزير الدفاع قال (في راس الصفحة) [وفي نفس البحث]:«الروس ليس سياسيا[يقصد ان اخلاء الروس لا يمكن أن يكون لدوافع سياسية]».فيعلق رئيسالأركان ملاحظا: «توجد لدي دلالة أخرى على انه ليس سياسيا،فالأمر تم سويةمع سورية ومع مصر» (في التسجيل سقطت كلمة «لا» بالخطأ).
ويضيف وزير الدفاع: «النزاع السياسي لا [يكون مع] نساء وأولاد، بل معالرجال. من الممكن أن يكون [الاخلاء ناجم] عن خوف من هجوم لنا».
76.من كل تحليلات الجنرال زعيرا في ذاك المقام، ليس واضحا لماذا يفضلتخمينهالأول على التفضيلين التاليين. فهو يذكر تفسيرات تنقضالأفضليتينالثانيتين، لكنه لا يذكر تفسيرا ينقض الأفضلية الأولى [القائلةان سببالاخلاء هو هجوم مصري سوري]، والتي لقيت مساندة من عدة علامات دالةوأخبارتحذيرية أخرى. والسبب في ذلك هو أنه كان من الصعب عليه أن يتركنظريته[القائلة بأن الاستعدادات الحربية المصرية ما هي إلا]«تدريب[والاستعدادات السورية هي] تشكيلات دفاعية»، والسبب أيضا انهيتمسكبالفرضية المضللة القائلة بأن العدو لا يرى في نفسه القدرة علىالمبادرةالى حرب شاملة. ليس هذا وحسب، ففي نفس اليوم، 5 أكتوبر [تشرينالأول]،وصلت أخبار اضافية كانت لتلزم برجحان كفة الميزان لصالح التقديراتالعاليةبأن الحرب على الباب. ولكن قبل أن نتحدث عن هذه الأخبار، لا بد أننتوقفعند طريقة العلاج التي اتبعتها شعبة الاستخبارات العسكرية لموضوعاخلاءعائلات الخبراء الروس.
في جلسة القيادة العامة للجيشالاسرائيلي، التي عقدت في الساعة 12:30 منيوم الخامس من أكتوبر [تشرينالأول] (تحديد الساعة جاء في شهادة الفريقاليزر، صفحة 3914)، عاد الجنرالزعيرا لتكرار تخميناته الثلاث (يمكن أنتكون هناك مخاوف روسية من هجوم[اسرائيلي]، يمكن أن يكون الروس خائفين وفيالوقت نفسه يمكن أن يكون هناكسبب آخر، خلافات داخلية في العلاقات ما بينالاتحاد السوفياتي وبين مصروسورية). وبعدما يتحدث عن مشكلة مقلقة أخرى(خروج السفن الحربية من ميناءالاسكندرية ـ أنظر لاحقا)، تأتي كلماتهالملتوية (في نهاية صفحة 2 منالبروتوكول):
«كل ما قلته لكم لا يغير من التقدير الأساسي لشعبةالاستخبارات العسكريةان الاحتمالات بأن تشن مصر وسورية حربا، ما زالتضعيفة. ويعقل أن يكون كلما يجرى اليوم، باستثناء الموضوع الروسي الذي مازلنا عاجزين عن معرفةأسبابه، ناتجا عن مخاوف السوريين ومخاوف المصريين منهجوم لنا. في احتمالضعيف يمكن أن يتم هجوم سوري ـ مصري منسق، وأنا اقول إناحتمالات هذاضعيفة، بل ضعيفة جدا. وقد يكون هدف سورية هو عملية خاطفة فيهضبة الجولانوإذا نجحوا يندفعوا أعمق أكثر. وبالنسبة لمصر، هناك احتمالبفتح النار أومهمة ما بالطائرات المروحية أو العبور. والاحتمال الأضعف هوتدريب كبيرعلى عبور القناة بهدف احتلال معبري القناة ومحاولة التقدم نحوالمضائق»(التأكيد منا).
وهذا هو رأي رئيس الأركان، الذي عبر عنه في نفس المقام:
«أناأقبل مبدئيا تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية وأرى أن الحرب هيالأقلاحتمالا الآن عما... بكلمات أخرى، إنني أرى خطر نشوب حرب اليوم أوغدا أقلاحتمالا من أن لا تنشب الحرب».
ومع ذلك، وكما نحن نعرف، التشكيلاتالدفاعية هذه هي بالتأكيد تشكيلاتهجومية أيضا. ففي هذه التشكيلات توجد كلالإمكانيات لأن تتحول، نظرياوعمليا، الى الهجوم. ويجب أن آخذ بالاعتبارأمرين: الأول – إذا أرادوايستطيعون الهجوم في وقت قصير. والثاني – لا يوجدبرهان ايجابي على انهم لنيهاجموا. بكلمات أخرى، لا يوجد لدينا أية معلوماتاستخبارية يمكننا علىأساسها أن نقول: يوجد لنا مكان (مصدر) غير عادي يقوللنا إنهم لا ينوونالهجوم، انما هناك أمور أخرى. ولهذا، فإن هذين الأمرين،انعدام البرهانالايجابي وقدرتهم على على التحول الى هجوم، يجب أن تكونقاعدة لتقديراتالوضع واتخاذ الاجراءات [الاسرائيلية] تجاهها».
أنظر لاحقا البند 221 (4).
أيضافي النشرة رقم 423/73، التي أصدرتها شعبة الاستخبارات العسكرية فيالساعة13:15 من نفس اليوم نجدها ما زالت تصر على التقديرات المطمئنة فيموضوعالعائلات الروسية (المصدر نفسه، البند 43):
«وصول هذه الطائرات الىكل من مصر وسورية ومغادرة السفن موانئ مصر تطرحامكانية أن يكون اخلاءالعائلات الروسية غير نابع من توتر بين سوريةوالسوفيات، بل من مخاوفالسوفيات من مبادرة عسكرية مصرية – سورية ضداسرائيل. كما هو واضح، نحننقدر بأن هناك احتمالا ضعيفا لمثل هذهالمبادرة».
77. كما رأينا، فقدأكد الجنرال زعيرا في البحث لدى وزير الدفاع في الساعةالتاسعة من صبيحةيوم 5 أكتوبر، على ان الاستعجال في اخلاء العائلاتالروسية هو عنصر خاصلعجزها عن ايجاد تفسير واضح لهذه الظاهرة (لولا موضوعالهرولة لكان هناكأساس أكثر واقعية للتفسير بأنه الصراع السياسي، كمالاحظ رئيس الأركان).لكن الجنرال زعيرا، ويا للعجب، لم يذكر هذه الحقيقةالهامة خلال جلسةالوزراء التي عقدت في وقت لاحق، في الساعة 11:30. وحسبشهادته، فإنه لم تكنلديه نية لاخفاء هذه الحقيقة (البروتوكول، صفحة 5417فصاعدا). هذا الأمر لميتضح لنا حتى نهايته. ونضيف انه بحسب بروتوكولالمشاورات السياسية العسكريةالتي عقدت لدى رئيسة الوزراء في يوم 18.4.73(وثيقة البينات رقم 57 صفحة18)، سبق أن أعطي الجنرال زعيرا أمرا بأن لايعرض أمام الحكومة كلالمعلومات المتوفرة لديه. ونحن لا ننفي التوجهالقائل انه ليس ممكنا دائماان تكشف حتى أمام الحكومة معلومات تصل الىدوائر المخابرات، بسبب الخطر فيالتسريب أو من احراق مصدر. خطر التسريب منجلسات الحكومة
* من واجبناأن نعود وننوه الى خطورة مشكلة تسريب معلومات سرية من جلساتالحكومة، والتيتطرقنا اليها في البند 20 من التقرير الجزئي. لقد استمعناالى شكاوى مريرةعن هذا الموضوع من رئيسة الوزراء في حينه، غولدا مئير(صفحة 4537 فصاعدا)،والذي بات يتسم بـ «خطورة كارثية لا مثيل لها، أكانذلك من الناحية الأمنيةأو من ناحية طهارة [المسؤولية] الجماهيرية».
وفعلا، انها ضربةللدولة، يمكن لكل من يقرأ الصحافة اليومية لدينا أنيلاحظها – وبالطبع فإنخدمات المخابرات التابعة للعدو تعتبر أيضا من قراءصحفنا الثابتينوبواسطتها يحصلون مجانا على انجازات ما كانوا ليحصلواعليها بأساليبالمخابرات المعروفة. أحد أسباب هذه التسريبات، حسب شهادةاستمعنا اليها(صفحة 4982، صفحة 5838 ـ 5842)، يكمن في وجود وزراء يعتقدونأن واجبهمالحزبي يحتم عليهم أن يقدموا الى مؤسسات الحزب تقارير أيضا فيقضايا أمنيةسرية أو انهم رأوا من الضرورة بمكان أن يستشيروا شخصيات منخارج الحكومةأيضا في قضايا تحتاج الى سرية شديدة. لا حاجة بنا الى القولان هذا التوجهمرفوض قطعيا وانه يشكل خطرا أيضا من ناحية فتح الباب لغيرهممن حملةالأسرار أن يهدروها.
في تقريرنا الجزئي، البند 20، قلنا رأينا بأنه«يجب التغلب على هذهالظاهرة بواسطة تشكيل لجنة وزارية لقضايا الأمن يكونعدد أعضائها قليلافعلا – ويجب أن يكون هذا المعيار [الحفاظ على السرية]حاسما لدى تركيباللجنة ويجب التشدد في تطبيق أنظمة القانون التي تم سنهامن أجل ضمانالسرية في الأبحاث المتعلقة بالأمن».
وها نحن نكرر توصيتنا بهذا الشأن مرة أخرى.
78.بعد تلقي الأخبار عن الخروج المهرول لعائلات [الخبراء] الروس، توجهتشعبةالاستخبارات العسكرية في 5 أكتوبر الى جهاز مخابرات أجنبي وطلبت منهعدةطلبات منها اعطاء تقدير حول هذه المسألة. لكن هذا التوجه (حسبوثيقةالبينات رقم 298)، «كشف القليل واخفى الكثير» [مثل عبري قديم يدل علىخيبةالأمل]، لأنه أجاب بما يتعلق فقط بالطائرات الروسية التي وصلت الى كلمنالقاهرة ودمشق. فوصف [مجيئها] بأنه «غير عادي»، ولم يشر حتى الىالعجلةالزائدة في إخلاء العائلات. وكان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية قدصاغطلبه بطريقة حذرة حتى لا «يحرق» مصدره (شهادة الجنرال زعيرا في صفحة5422فصاعدا وصفحة 5714 فصاعدا). وقد وصل هذا الجواب في الساعة 20:30 منمساءنفس اليوم وكانت مطمئنة، لأن الرحلات الجوية [السوفياتية] الىالقاهرةودمشق لم تكن غير عادية قبيل مغادرة السوفيات مصر وكانت تتم من أجلنقلأجهزة عسكرية وأيضا طلابا جامعيين، وكان التقدير أن هذا هو الغرضمنالرحلات أيضا في هذه المرة (الوثيقة قبل الأخيرة في وثيقة البينات رقم103وكذلك أنظر الى جواب نفس الجهاز [يقصد جهاز المخابرات الأجنبي] فياليومذاته ـ وثيقة البينات رقم 263 ـ التي تدل على الشكوك في صحةالتقديراتبإمكانية أن يشن السوريون الحرب في القريب، لأن الأسد والساداتغير معنيينبعمليات عسكرية في هذا الوقت). لقد كانت هذه تقديرات خاطئةلدرجة انه حتىفي شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي لميعتمدوها كتقديرصحيح. وليس من المستبعد أنه لو كنا قد أوضحنا للمخابراتالأجنبية المذكورةأن الإخلاء يتم بهرولة، لكان من الصعب عليه أن يتوصل الىهذه النتيجة.ويتضح لاحقا بأن جهاز المخابرات الأجنبية يؤمن [مثلالاستخبارات العسكريةالاسرائيلية] بأن ما يجري في مصر هو تدريب والتشكيلاتالسورية دفاعيةناجمة عن خوف من هجوم إسرائيلي. ومن الواضح انه لم تكن لهذاالتقدير أيةقيمة لأن عنصرا أساسيا في المعطيات قد غاب عنها.
في صبيحةنفس اليوم جرى بحث مفصل وممحص لدى وزير الدفاع حول قضية "احراق"المصدرالذي أبلغ عن الإخلاء المهرول لعائلات الخبراء الروس. وقد أبلغالجنرالزعيرا عن توجهه الى المخابرات الأجنبية (وثيقة البينات رقم 242صفحة 12).فاقترح وزير الدفاع أن تنقل رسالة الى العرب والروس عبر جهازالمخابراتالمذكور يقال فيها انه إذا كانت التحركات العسكرية السوريةوالمصرية ناجمةعن تخوفات من هجوم اسرائيلي فإننا نعلن أنه لا توجد لدينااية نواياهجومية. وقد أمل وزير الدفاع بهذه الطريقة أن يحصل على معلوماتإضافية منذلك الجهاز (المصدر نفسه، صفحة 13). وتم طرح هذا الاقتراح علىرئيسةالحكومة في صبيحة اليوم نفسه (أنظر الى وثيقة البينات رقم 57 ، صفحة4)وعلى اثر البحث لديها تمت صياغة الرسالة الى [ذلك] الجهاز الأجنبي(وثيقةالبينات رقم 267) وأرفقت بتقرير مفصل من المخابرات (وثيقة البيناترقم 269،وشهادة وزير الدفاع في صفحة 4387 فصاعدا، وشهادة رئيسة الحكومةفي صفحة4496 فصاعدا).
وفي هذا التقرير الاستخباري أيضا (وثيقة البينات رقم269)، لم تعطالمعلومات عن العجلة الزائدة في الإخلاء وبالإضافة لذكرالطائرات المدنيةالروسية التي وصلتـ قالوا فقط (البند 5): «حسب تقرير ماوصل الينا، شوهدتعائلات الروس (نساء وأولاد) مجمعة في مطار دمشق – كمايبدو بغية اخلائهامن سورية»، أي انه [في هذه الرسالة أيضا] بدا ان الخوفمن احراق المصدرتغلب على الحاجة في الحصول على اجابة كاملة مقابلالمعلومات الكاملة. (حولنشاط سفاراتنا ووزير خارجيتنا في الخارج في يوم 5أكتوبر، أنظر الىالبندين 41 – 42 آنفا).
خبر آخر في 5 أكتوبر 79. فيالساعة 17:30 من يوم 5 أكتوبر تلقينا خبراـــــــــــــــــ [رقابة] يستدلمنه ــــــــــــــــــ [رقابة مرةثانية] أن سورية أبعدت الخبراء السوفياتوكذلك نساء الدبلوماسيين السوفياتــــــــــــــــــــ [رقابة]. السوريونفسروا تصرفهم بهذا الإبعاد بالقولإنهم ينوون ومصر إعلان حرب على اسرائيل.
لقدأبلغ العميد شيلو بهذا الخبر مسبقا في الساعة 17:00 (وثيقة البيناترقم292). وحسبما يذكر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية فإن هذا الخبر لميبلغهإلا في الساعة 22:30 مساء، فيما النشرة الاستخبارية العاجلة التيصدرت حولهوحملت الرقم 427/73، وزعت فقط في يوم 6 أكتوبر. وحتى الساعة7:15 من صباح 6أكتوبر لم تكن قد وصلت الى رئيس الأركان (شهادة الفريق د.العزار صفحة2/4071). هذا التأخير صارخ. وقد حققنا مع الجنرال زعيرا حولهذا الموضوعفأعطى التفسيرات التالية: (أ) التأخير في وصول الخبر اليه نبعكما يبدو منعمليات توضيح وتنسيق ما بين فروع دائرة البحوث في شعبةالاستخباراتالعسكرية (ب) الخبر نفسه لم يكن يبدو موثوقا، لأن هذا المصدرأثبت فيالماضي بأنه غير دقيق والخبر نفسه ـــــــــــــــــــ [رقابة]غير دقيق(لأنه تحدث عن اخلاء الخبراء السوفييت أنفسهم، فيما أخلي فيالواقع أفرادعائلاتهم فقط) (جـ) حتى قبل تلقي الخبر، أخذت شعبةالاستخبارات العسكرية فيالاعتبار ان يكون احتمال رابط بين الإخلاء وبينالنوايا الهجومية لسوريةومصر (البروتوكول صفحة 5447 ـ 5446). وبالنسبةللتأخير الإضافي في إصدارنشرة الاستخبارات، تبين ان النشرة أعدت في 5أكتوبر، لكنه جرى تأخيراصدارها الى الساعة 6:30 من يوم 6 أكتوبر. ونحن لايوجد في مقدورنا أن نقررمن هو الذي قام بهذا التأخير ولأي هدف. العميدشيلو أبلغنا (برسالة من يوم14 مارس [آذار] 1974 الى سكرتير اللجنة) بأنهحسب أقوال الرائد تهيلا (رئيسفرقة المداومة في دائرة الرصد في شعبةالاستخبارات العسكرية في تلك الليلة،لم يدل بشهادة أمامنا)، فإن الجنرالزعيرا هو الذي أمر بتأخير اصدارالنشرة. بينما الجنرال زعيرا يقول انه لايذكر ذلك ولا يعتقد أنه معقول(رسالة جوابية من يوم 21 مارس). ونحن لم نرحاجة في توضيح هذه المعضلة.ربما يكون أحد الأسباب لهذه المعالجة في قضيةهامة كهذه، يعود الى حقيقة انذلك المساء كان عشية يوم الغفران. ولكنباعتقادنا انه لن يكون صحيحا تفسيرهذا فقط بهذا الشكل. والصحيح ان الخبرلم يكن دقيقا أبدا، ولكنه احتوىتأكيدا ــــــــــــــــــــ [رقابة]للأخبار المقلقة حول مغادرة العائلاتالروسية، مع الإشارة الى أسباب هذاالاخلاء ــــــــــــــــ [رقابة]. لقدكانت أهمية لهذا الخبر في وضع حدلتلبك شعبة الاستخبارات العسكرية في صبيحةيوم 5 أكتوبر حول سبب هذاالإخلاء. لا مجال أن نفهم أبدا هذا الاستخفافبالخبر لدى دائرة البحوث فيشعبة الاستخبارات العسكرية، إلا إذا خمنا أنشعبة الاستحبارات العسكرية لمتتخل ولو للحظة الحقيقة هذه، عن تلك الفرضية،التي تمسكت بها الى آخردقيقة. لقد كان من الواجب أن يوزع هذا الخبر عشيةيوم الغفران، مع ان منالصعب أن نعرف ما إذا كان رئيس اركان الجيش أوالقيادة السياسية العلياكانا سيستخلصان منه النتائج الصحيحة في نفسالليلة.
رأينا في التقديرات لهذا الخبر هو انه: (أ) المعالجة التقنيةفي دائرةالبحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية كانت فاشلة (ب) لقد كان هناكاستخفافبأهمية هذا الخبر بسبب تمسك دائرة البحوث في شعبة الاستخباراتالعسكريةبالفرضية (ج) كان هناك نقص آخر في التقدير، حيث انه حتى لو لم يكنهذاالمصدر دقيقا في تقديراته، ففي هذه المرة ــــــــــــــــ [رقابة] لميكنهناك أساس لإلقاء الشك فيه. مغادرة السفن الروسية الموانئ المصرية 80.الىجانب اخلاء عائلات الخبراء الروس، اضيفت حقيقة أخرى كان يجب أن تثيرقلقاخطيرا. ففي صبيحة يوم 5 اكتوبر، أبحرت تقريبا كل السفن الحربيةالسوفياتيةمن الموانئ المصرية. وفي نشرة خاصة (رقم 86/73) حول الموضوع،صدرت فيالساعة 12:10 من نفس اليوم، اشارت شعبة الاستخبارات العسكرية الىهذهالحقيقة على خلفية الأنباء حول اجلاء عائلات الخبراء الروس من سوريةووصولالطائرات الى القاهرة ودمشق لهذه الغاية.
وتطرح شعبةالاستخبارات العسكرية امكانيتين، فإما ان يكون سبب الإخلاء هوالأنباء أوالتقديرات السوفييتية بأن هناك خطر اشتعال نيران حرب فيالمنطقة، وعلى هذهالخلفية يريد الروس تحذير المصريين من مغبة الانجرارالى مغامرة عسكرية، أوهناك قرار مصري ـ ربما يكون بالتنسيق مع السوريين ـللتخلص من آخر وجودعسكري [أجنبي] على الأراضي المصرية. ولكن ـ كتب فيالنشرة ـ لا نرى ان هناكسببا حقيقيا يدفع مصر الآن الى إجلاء الخبراءالروس والسفن الحربيةالروسية. ويسأل السؤال: إذا كان الأمر كذلك، فلماذالم تر شعبة الاستخباراتالعسكرية ان التفسير المنطقي هو ان الروس عرفوابأمر الحرب الداهمة، ولماذالم تغير شعبة الاستخبارات العسكرية موقفها منجذوره، لكي تحذر في ظهيرة يوم5 أكتوبر على الأقل، من خطر الحرب الفورية؟إن شعبة الاستخبارات العسكريةوبدلا من ذلك اكتفت، حتى في الساعة 13:10 مننفس اليوم، باستعراض عام حول«الاستعدادات والنشاطات في سورية ومصر، صحيحليوم 5 أكتوبر» ([نشرةالمخابرات] رقم 423/73، البند 37)، وذلك على الرغممن انها أشارت الىالحقيقة بأن ابحار جميع السفن الحربية السوفياتيةتقريبا من الموانئالمصرية هو «أمر غير عادي قطعيا»، ثم في البند 40 منالنشرة نفسها، والتيتطرقنا اليها في البند 25 من التقرير الجزئي، انه«على الرغم من ان مجرداتخاذ وضعية الطوارئ في جبهة القناة يحمل في طياتهمبادرة هجومية، فإنه علىحد علمنا لم يحصل تغيير في التقديرات المصريةتوازن القوى بينهم وبين قواتجيش الدفاع الاسرائيلي. لهذا، فإن الاحتمالاتبأن يكون المصريون ينووناستئناف الحرب هي احتمالات ضعيفة». وفي جلسةالقيادة العامة لهيئة الأركانفي ظهيرة اليوم نفسه، لا يزال الجنرال زعيرايتكلم عن الاحتمالات الأضعف منضعيفة، والإرشاد الذي قدمه الى قادة الجيشالاسرائيلي في هذا المقام يكونمطمئنا للغاية (انظر البند 76 آنفا).



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرع المصرى

لـــواء
لـــواء
الدرع المصرى



الـبلد : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 Egypt110
التسجيل : 14/06/2010
عدد المساهمات : 5975
معدل النشاط : 6717
التقييم : 438
الدبـــابة : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 B91b7610
المروحية : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 76af2b10

وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 411


وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر   وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 Icon_m10الأربعاء 6 أكتوبر 2010 - 10:11


لوثائق الإسرائيلية رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلي: «لو كانت لجنة أغرنات نزيهة، لحاكمت غولدا وديان»
أمرللجنود المصريين بكسر الصيام في رمضان يحير إسرائيل * قائد سربالطائراتالمصري أخذ طفله معه إلى التدريب وعرف بأنه متجه الى الحرب قبلدقائق منالإقلاعوثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 News.425783
تل أبيب: نظير مجلي
«التدريباتعلى خطة «تحرير 41»، كانت واحدة من تدريبات سنوية تقام في كلخريف، منذ عدةسنوات. وفي هذه المرة، أخذت معي، ابني الطفل ابن العاشرة،وأمضينا معاأياما ممتعة. فنحن الطيارين لا نبقى كثيرا في بيوتنا، وقدكانت هذه فرصةلأن يتمتع الولد مع أبيه. وقد سعد كثيرا في الرحلة. وفيصباح السادس منأكتوبر أبلغتنا قيادة التدريب أننا سننطلق الى طيرانتدريبي في نفس اليوم.فاتصلت بزوجتي وأخبرتها بأنني أنوي أخذ الطفل معي فيهذه الرحلة التدريبية.لكنها راحت ترجوني ألا أفعل. فرضخت لها، ولم آخذهمعي. لو كنت أخذته لكنتوإياه الآن هنا، في أسركم. فعندما توجهنا للإقلاع،وقبل لحظات من الإقلاع،أبلغنا بأنها حرب حقيقية وليس مجرد تدريب. وقد تماسقاط طائرتي ونزلتبالمظلة، حيث وقعت في الأسر الاسرائيلي». هذا مقطع منشهادة قائد سربطائرات مصري، أدلى بها أمام ضابط تحقيق من شعبةالاستخبارات العسكريةالاسرائيلية بعد أسره، وكان الهدف من هذا التحقيق فيذلك الوقت، في أوجالمعارك الأولى من حرب أكتوبر 1973، هو أن تجمع اسرائيلأكبر قدر منالمعلومات عن حقيقة أهداف الحرب والإعداد لها وأساليب القتال.ولم يكدالإسرائيليون يصدقون ان هذا الأسير، والأسرى الآخرين من بعده، لميكونوايعرفون بالفعل شيئا عن الحرب. فقد فوجئوا بها مثلما فوجئت اسرائيل.لكنالأهم هو ليس هذه الوقائع، بل الشخص الذي عرفنا عليها. فهذه الشهادةوغيرهاالكثير وردت في الكتاب الذي اصدره الجنرال ايلي زعيرا، الذي شغلمنصب رئيسشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي خلال الحرب. فهوكما لاحظنافي الحلقات السابقة من تقرير لجنة اغرنات [للتحقيق في إخفاقاتالجيشالاسرائيلي في حرب أكتوبر]، كان عنوانا للغالبية العظمى من اتهاماتاللجنة.وهو كان قد طرد من منصبه، على اثر قرار تلك اللجنة، تحميلهمسؤولية اساسيةعن الفشل.
فالمعروف ان اللجنة، مثل معظم قادة اسرائيل، خرجوابالاستنتاج من حربأكتوبر بأن القضية لم تكن قدرات عربية جيدة، هذه المرة،في التخطيط وفيبداية التنفيذ، انما هي فشل إسرائيلي في استقصاء المعلومات.فلو لم يكنهذا الخطأ لكانت اسرائيل انتصرت. لم تتهم القيادة السياسية التيأفشلت كلالمبادرات للتسوية السلمية. ولم تتهم رئيسة الحكومة وكبارالوزراءوالجنرالات بالغطرسة وبالغرور والاستخفاف بالقدرات العربية. ولمتقررمعاقبة رئيسة الوزراء، غولدا مئير، أو وزير دفاعها، موشيه ديان،علىمسؤوليتهما في قمة سدة الحكم. بل وجهت الاتهامات الأساسية الى رئيساركانالجيش، دافيد العازار، والى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، ايليزعيرا،بالأساس وبشكل شخصي.
وقد هب زعيرا للدفاع عن نفسه بعد عشرينسنة من صدور التقرير، ناشرا كتابه«اسطورة أمام الواقع ـ حرب يوم الغفران:الاخفاقات والعبر» [دار النشرالتابعة لصحيفة «يديعوت أحرونوت» - 2004].وفي الكتاب يتهم زعيرا اللجنةبالبعد عن النزاهة ويدعي انها برأت غولداوديان وانها لو كانت نزيهة لأمرتبإقالتهما من رئاسة الحكومة ووزارةالدفاع، لأنهما يتحملان المسؤوليةالساسية عن الحرب، فإن لم يكن مثله فأكثرمنه.
وهكذا يكتب زعيرا: «الحصول على معلومات بخصوص الاستعداداتالحربية تتعلقبالأساس بمستوى جامع المعلومات، أي المخابرات. أما النوايافإنها مسألةأخرى تماما. بشكل عام يتم اخفاء المعلومات حول النيو للحرب كسرأمني كبيريقتصر على عدد محدود من القادة، وفي الدول الدكتاتورية يمكن أنيعرف هذاالسر فقط شخص واحد، هو الرئيس الذي يكون ايضا القائد العام للجيش.لقداجريت دراسة حول الحروب التي تمت في 53 سنة ماضية، من 1939 وحتى سنة1992،فوجدتها 13 حربا تمكن خلالها المهاجمون بشكل دائم تحقيق مفاجأةعلىأعدائهم. ففي سنة 1940 اجتاحت ألمانيا النرويج بشكل مفاجئ، وفي 1941فاجأتألمانيا بالهجوم الحربي على روسيا، وفي السنة نفسها فاجأت اليابانبالهجومعلى بيرل هاربر، وبعد سنة فاجأت اليابان باحتلالها سنغافورة، وفي1950هاجمت كورية الشمالية كوريا الجنوبية أيضا بشكل مفاجئ، وفي السنةنفسهافاجأت الصين باجتياح كوريا الشمالية ومهاجمة قوات الأمم المتحدةهناك، وفي1956 تفاجِئ اسرائيل بمهاجمة مصر والأمر نفسه يتكرر في سنة 1967عندماهاجمنا مصر وسورية، وفي 1968 فاجأ الاتحاد السوفياتيباجتياحهتشيكوسلوفاكيا، وفي 1973 فاجأت سورية ومصر بمهاجمة اسرائيل، وفيسنة 1980فاجأ العراق بالهجوم على ايران، وفي سنة 1982 احتلت الأرجنتينجزرفولكلاند من بريطانيا، وفي سنة 1990 فاجأ العراق بغزو الكويت».
ويستخلصزعيرا من ذلك: «ازاء هذه الوقائع التاريخية، هل يعقل أن تكوناسرائيل هيفريدة عصرها وخلال السنوات الخمسين لوجودها لا ينجح أحد فيمفاجأتها؟!».ويذهب زعيرا الى ما هو أبعد من ذلك ليقول ان مثل هذاالاستنتاج بأن اسرائيلما كان يجب أن تفاجأ في الحرب، ينطوي ليس فقط علىموقف مشبوه من لجنةالتحقيق يفيد بأنها قصدت تبرئة القادة السياسيين فحسب،بل انه ينطوي علىأمر خطير في الثقافة الأمنية. فمثل هذا الرأي باناسرائيل يجب ألا تفاجأيدل على غطرسة من جهة ويهدد بعلاج خاطيء للمشكلةيؤدي الى تكرار الماساة.فاللجنة تظهر الجيش والحكومة على انهما تصرفابشكل سليم، وان شعبةالاستخبارات العسكرية هي صاحبة الخطأ الأساس، لأنهالم تحذر من حرب مقررةويجري التحضير لتنفيذها. وهذا يعني انه في حالةتكرار المشهد، فإن الجيش لنيحاسب إلا في شعبة الاستخبارات التابعة لهوالحكومة كذلك، مع العلم بأنالقيادة السياسية هي التي تملك القرار بالحربوهي لم تتخذ قرارا كهذا فيحرب أكتوبر لأنها استخفت بالعرب. ويتهم زعيرارئيسة الحكومة، غولدا مئير،بإخفاء معلومات مهمة للغاية عن لجنة التحقيق،لو كانت وضعت على طاولتهالكانت نتائج التحقيق مختلفة. ويكشف ان ما أخفتههو اجتماعها المهم جدا معالزعيم العربي الذي وصل الى تل أبيب في 25سبتمبر [أيلول] 1973 بطائرةمروحية تابعة للجيش الاسرائيلي وأخبرها عنالحرب القادمة بشكل مؤكد. ويقتبسزعيرا من أقوال ذلك الزعيم، حسبما دون فيبروتوكول اللقاء، فيكتب: «قال لها[الزعيم العربي]: «.. من جهة أخرى،تلقينا معلومات من مصدر حساس جدا جدا فيسورية، كنا قد حصلنا على معلوماتسابقة منه حول الاستعدادات والخطط ونقلناهفي ما بعد، يقول [هذه المرة] انجميع الوحدات ستكون مشاركة في التدريباتباستثناء اللواء الثالث [السوري]الذي سيكون جاهزا لصد هجوم إسرائيلي ممكن.جميع القوات يعني الطائراتوالمدرعات والصواريخ، وهي كلها على أهبةالاستعداد الآن في الجبهة...».وتسأله غولدا مئير: وهل يعقل ان يحاربالسوريون من دون مشاركة مصريةكاملة؟ فيجيب: «لا أعتقد ذلك. أعتقد انهميتعاونون».
ويقول زعيرا انه فوجئ بأن تقرير لجنة التحقيق الأول لميتضمن شيئا عن هذااللقاء، وتبين له في ما بعد ان غولدا وديان قامابإخفائه. فتوجه زعيرابرسالة الى اللجنة يخبرها عن اللقاء ويزودها ببعض ماجاء فيه، إلا اناللجنة لم ترد عليه ولم تتطرق الى اللقاء ايضا في تقريريهاالثاني والثالثأيضا. ونعود في ما يلي الى تقرير لجنة أغرنات الأصلي، فيحلقة أخرى تواصلفيها توجيه الاتهامات الى شعبة الاستخبارات العسكرية فيالجيش الاسرائيليورئيسها ايلي زعيرا بشكل خاص. التقرير:
المعلوماتالمسبقة 81. الخبر عن الإجلاء المهرول لعائلات الروس ورد قبيلمساء الرابعمن أكتوبر، كان من المفروض أن يستحوذ على اهتمام خاص أيضا فيضوء المعلوماتــــــــــــ [شطب من الرقابة] التي حصلت عليها شعبةالاستخبارات العسكريةـــــــــــــــــ [رقابة]، لأنه في حالة انالطيارين السوفياتــــــــــــ [رقابة]، لم يرغبوا في الطيران خلالالحرب، يحارب المصريون مندونهم. لقد عرف الطيارون السوفيات فقط عنالاستعدادات للحرب بشكل عام،و[المخطط هو] أن يدخلوهم في سر الحرب فقط علىشفا ساعة نشوبها (وثيقةالبينات رقم 95، الوثيقة 35 في نهاية صفحة 1 –والتأكيد هو منا). لا نعرفإذا كان هذا الخبر مطروحا أمام شعبةالاستخبارات العسكرية، عندما أعطواتقديرهم حول خروج العائلات الروسية.
كسر صوم رمضان 82. خبر آخر كانينبغي أن يثير الشكوك، عندما يندرج معسلسلة الأخبار والمعلومات المتوفرةبأيدي شعبة الاستخبارات العسكرية، كانيتعلق بالتوجيه الذي أعطي للجنود فيالجيش المصري بأن يكسروا صوم رمضان.لقد وصل هذا الخبر ما بين الساعة 6 و8من صباح يوم الخامس من أكتوبر.ويتضح منها ان قائد أحد الألوية (كما يبدوفي سلاح الجو) أمر جنوده بتناولالطعام، والشخص الذي أبلغ الخبر [الىاسرائيل] لم يستطع معرفة ما إذا كانالأمر اعطي بسبب التدريبات [هنا تضعاللجنة ملاحظة بين القوسين فتقول:](بالعربية: مشروع) أو لا [ونعتقد انالأمر اختلط على كاتب التقرير فياللجنة وان المقصود بكلمة «مشروع» هنا ليسترجمة كلمة «تدريبات»، كما يفهممن الصياغة، بل المقصود هو: هل كسر الصومفي التدريبات مشروع أم غيرمشروع]. وفي نشرة شعبة الاستخبارات العسكرية رقم423/73 من اليوم نفسه(صفحة 6)، يظهر الخبر: «تم السماح للجنود بأن لايصوموا في عيد رمضان، ضمنالاجراءات التي اتخذت في سلاح الجو بسبب مخاوفهمواستعدادهم العالي» [هناأيضا اختلطت الأمور على اللجنة لدى تفسيرها مايقال في مصر باللغة العربيةفتحدثت عن الصوم ليس في رمضان، بل في عيدرمضان، علما بأن عيد رمضان هوعيد الفطر، وعيد الفطر هو الذي يكسر فيهالصيام]. وقصد معدو النشرةبحديثهم عن «المخاوف» ان «المصريين يتخوفون منالنوايا الاسرائيليةاستغلال التدريبات واستغلال عيد رمضان [مرة أخرىيستخدمون كلمة عيد في غيرمحلها]، لتنفيذ هجوم جوي (المصدر نفسه، البند 20، صفحة 4)». بكلمات أخرى،شعبة الاستخبارات العسكرية في هذا الخبر تحذير مننوايا هجومية. ويقول عددمن رؤساء البحوث في شعبة الاستخبارات العسكريةبأنه تم في الماضي السماحفي الجيش المصري بأن يتناولوا الطعام في أثناءالتدريبات، ولكنهم لميستطيعوا العثور على الأخبار التي تتحدث عن ذلك بسببتراكم كميات ضخمة منالملفات والأخبار لديهم (رسالة العميد شيلو من يوم 10يناير [كانونالثاني] 1974، وثيقة البينات رقم 70 أ، ملف 3، وشهادة الجنرالزعيرا –صفحة 627 فصاعدا). من ناحية الديانة الإسلامية يسمح، كما يبدو،بكسر الصومفي حالة بذل جهد جسدي كبير، مثل المشاركة في تدريب عسكري (حسباستشارة مند. يوئل كريمر، من جامعة تل أبيب، وثيقة البينات رقم 170 أ،المصدر نفسه).ولكن يجب ان نذكر هنا انه حتى صبيحة يوم الخامس من أكتوبر،لم تكن شعبةالاستخبارات العسكرية قد حددت بعد ما هو نوع هذه «التدريبات»ولم يكنواضحا أبدا إذا كانت تشمل القوات العسكرية.
ألبرت سودائي،رئيس الدائرة السياسية في الفرع المصري في شعبة الاستخباراتالعسكرية فيالجيش الاسرائيلي، الذي كان قلقا من أخبار أخرى كانت قد وردتمسبقا، انتبهبشكل خاص الى هذا الخبر واعتبره خطيرا (بوصفه من مواليدالعراق، وهاجر منهناك [الى اسرائيل] وهو في الثامنة عشرة من العمر، فإنهيعرف تعاليمالإسلام). ولكن عندما صرح بقلقه أمام قادته، وبينهم العميدشيلو، تخلصوامنه بالقول انهم ادخلوا هذا العنصر في تقريرهم اليومي.
وخبر آخر كانيشتمل على دليل آخر على نوايا العدو، تم ترويجه في مصر يوم 5أكتوبر. وقالالخبر ان العدو الاسرائيلي قام بتجنيد (؟) أعداد كبيرة منأتباعه في البلاد[يقصدون مصر] لكي ينفذوا عمليات تخريب وتجسس عندما تبدأمعارك القتال(وثيقة البينات رقم 145 الوثيقة 8). هذا الخبر أيضا لم يؤثرعلى شعبةالاستخبارات العسكرية حتى تعطي تحذيرا فوريا لجيش الدفاعالاسرائيلي.
خبرتحذيري آخر 83. الى جميع تلك الأخبار حول نوايا العدو، يجب ان نضيفحقيقةانه في صبيحة اليوم نفسه استقبل خبر موثوق كان فيه تحذير، وقال انهفي وقتلاحق من اليوم نفسه سيرسل أخبارا أكثر دقة.
حول معالجة هذا الخبر منطرف الجهة التي تسلمته في وكالة التجميع لدينا،بحثنا في البند 38 أعلاه.وبودنا هنا أن نتوقف عند مجرد وجود هذا الخبر،والذي يفهم منه بوضوح انمعلومات عاجلة خطيرة ستأتي لاحقا (انظر اقوالالجنرال زعيرا في المشاوراتالتي تمت لدى رئيسة الوزراء قبيل ظهر يوم 5أكتوبر، وثيقة البينات رقم 57،وفي رأس الصفحة الثالثة من البروتوكول).
من ذلك المصدر نفسه، وصلت فيصيف 1973 عدة أخبار تحذيرية أخرى، كلها تحدثتعن مبادرة مصرية لإعلان الحربفي نهاية سبتمبر [أيلول] – بداية أكتوبر[تشرين الأول] 1973 (وثيقة البينات98، الوثائق 42، 43، 44، 47).ـــــــــــــــــــــــــــــ [الرقابة شطبتهنا جملة طويلة]، لكن وكمالاحظنا آنفا (البند 11 (1))، يجب التفريق ما بينمصداقية المعلومات التييعطيها المصدر وبين تقديراته الشخصية. فمنذ الصيفوحتى ليلة 5 أكتوبر، لمتأت اية اخبارية جديدة من هذا المصدر نفسه. وعلىالرغم من التناقضات فيأخبار سابقة أرسلها، فقد كان على الجنرال زعيرا انيرى في مجرد الخبرالعاجل هذه المرة، علامة تحذير واضحة (على الرغم من انالخبر الذي ارسلهفي الخامس من أكتوبر لم يتضمن موعدا محددا لفتح النار.
عندماجرى التحقيق مع الجنرال زعيرا حول هذا (صفحة 1021)، أجاب: «لم ينقلالىشعبة الاستخبارات العسكرية الشعور بأن هناك إنذارا خطيرا واستثنائيافيالخبر الذي ارسله (المصدر)». هذه الحجة لا تروق لنا، لأنه حتى بحسبالتقريرغير المتكامل الذي قدمه اليه رئيس الموساد في صبيحة 5 أكتوبر، فإنالأمورالتي أعطيت له كان يجب أن تشكل عنصرا بالغ الأهمية في وزنه الأمورفي ذلكاليوم. عمليا، فإنه لم يعره أية أهمية تقريبا، بل ان رئيس شعبةالاستخباراتالعسكرية انتظر حتى يحصل على أخبار أكثر تفصيلا من المصدرنفسه، وهذهالتفاصيل ما كانت لتأتي إلا في مساء اليوم نفسه.
6 أكتوبر، يوم حاسم84. لقد كان هناك عنصر آخر ذكرناه في تقريرنا الجزئي(البند 31) في الفصلعن وزير الدفاع، لكنه ينطبق بشكل أكبر على رئيس شعبةالاستخبارات العسكريةومساعديه: يوم السبت، 6 أكتوبر، كان يوما حاسما بشكلخاص كونه يوم عطلةشاملة يستطيع فيه العدو أن يفاجئ اسرائيل. وكان معروفالشعبة الاستخباراتالعسكرية انه في ايام الأعياد والمواعيد [أي أيامالذكرى]، هناك حاجة دائماللحذر واليقظة الشديدين بشكل خاص (وثيقة البيناترقم 17 ورقم 48، الوثيقة25).
سبق وقيل آنفا انه من غير الواضح لماذا لم تنشب الحرب في أحدتلك التواريخالماضية، فإذا كانت تلك أخبارا وهمية من البداية أو أنالسادات ارتدع عنالقيام بجولات حاسمة فيها. ولكن تحديد المواعيد حسبتواريخ التقويموالمؤامرة لبدء الحرب في يوم عيد في اسرائيل بالذات، كانمقبولا حتى لو انذلك المصدر لم يبلغ رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية علىهذا الخطر.
ماهية هجوم العدو في نظر شعبة الاستخبارات العسكرية 85.رأينا انه حتى في5 أكتوبر، لم يتخل رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، ومعهدائرة البحوث فيشعبة الاستخبارات العسكرية، عن الفرضية. صحيح انه ثرتلديهم شكوك في أعقابإجلاء عائلات الخبراء الروس، ولكن احتمالات الحرب ظلتفي نظرهم ضعيفة جدا.ولكنهم اتخذوا خط دفاع ثانيا في انسحابهم من الفرضية.فقد رفضوا رؤيةماهية الهجوم الشامل المتربص بنا، إذا ما تم تنفيذه. وفيجلسة هيئةالأركان العامة، في الساعة 12:30، يعرب الجنرال زعيرا عن رأيهبأناحتمالات الهجوم المصري السوري المنسق، وبأنه في أسوأ الأحوال سيكونذلك«عملية خاطفة في هضبة الجولان، فإذا نجحت يركضون أكثر عمقا»، وفقطفياحتمال ضعيف جدا، يكون تدريب كبير على عبور القناة بهدف احتلالضفتيالقناة ومحاولة الوصول الى المضائق (تم اقتباس الكلمات في البند76أعلاه).
وهكذا سأل نفسه الجنرال زعيرا، في جلسة الوزراء في ظهيرة ذلك اليوم (صفحة 5 من البروتوكول):
«ما هي البدائل والخطط المصرية في حالة البدء بفتح النار؟» وجوابه:
«توجدلهم بشكل أساسي ثلاث امكانيات: أ. عبور القناة. ان لديهم خطة لعبورالقناةوالوصول الى المضائق. ب. القيام باجتياحات في سيناء وعلى طولالقناة. جـ.البدء بقصف. واضح ان هناك أيضا طريق رابع، هو خليط منالتفجيراتوالاجتياحات. في كل هذا، فإن الاحتمال الأضعف هو العبوروالاحتمال الأكبرهو الاجتياحات وربما اطلاق النار هنا وهناك. لكن، لايوجد تفاؤل كبير لدىالمصريين أو السوريين ازاء النجاح في هذه الامكانيات،خصوصا إذا حاولوا[الهجوم] على نطاق واسع، وذلك بشكل أساسي بسبب وعيهمالكبير بأن مستواهمالجوي منخفض بالمقارنة معنا. وطالما لم يتوفر لديهمالشعور بأن بإمكانهماحراز وضع مريح أكثر في الجو، لن يتجهوا الى حربوبالتأكيد ليس لحرب كبيرة.ربما في حالة متطرفة يذهبون الى عملية صغيرة منخلال الأمل في أن تتطور الىشيء كبير».
إذا أخذنا في الاعتبار مجموعة الأخبار المتراكمة لدى شعبةالاستخباراتالعسكرية حتى ذلك الموعد، فإنه لم يكن لدى شعبة الاستخبارات أيأساس لرؤيةالأمر على انه هجوم معاد على أهبة الانفجار، خصوصا ان الأخبارالوحيدةالتي كانت بأيدي شعبة الاستخبارات العسكرية، تحدثت عن حرب شاملةوليس حرباستنزاف. ولكن حتى في هذه اللحظة المصيرية، برز التمسك الكامل فيالفرضية،التي قضت على قدرة شعبة الاستخبارات العسكرية على تقديرالمعلوماتالمتوفرة بين ايديه، بشكل واع وموضوعي. ومن الممكن ان تكون هذهالرؤيةالمشوشة لماهية هجوم العدو، ساهمت بقسطها في التشويش على استعداداتجيشالدفاع الاسرائيلي ونشر قواته في جبهة القناة.
الصور من الجو:تغيير مواقف شعبة الاستخبارات العسكرية 86. من أجل اكمالالصورة التي ظهرتمن مجمل المعلومات الواردة الى شعبة الاستخباراتالعسكرية حتى يوم 5أكتوبر، يجب أن نعود ونذكر الصور التي التقطت من الجوفي منطقة القناة فييوم 4 أكتوبر وتم تحليلها في الليل، عشية 5 أكتوبر،والتي كشفت كما ذكرنا(البند 55 آنفا): تشكيلات طوارئ كاملة على نطاق لمنعهده من قبل، تبين منهأنه جرى تعزيز القوات بـ5 ـ 6 ألوية مدفعيةمتوسطة، ما أدى الى رفع عددبطاريات المدفعية في خط الدفاع الأول وخلفيتهالى 130 بطارية، وعددالدبابات الى 760 (شهادة الجنرال حوفي في صفحة1846). وتم تقديم 8 ألويةمدفعية متوسطة الى ما يبعد 6 ـ 7 كيلومترات عنخط وقف اطلاق النار (نشرةرقم 426/73 من يوم 6 أكتوبر، الساعة 3:40). كذلكفي الجبهة السورية كانتعلامات واضحة حول التشكيلات الدفاعية الهجومية،وهذه لم تؤد الى تغيير فوريفي مواقف شعبة الاستخبارات العسكرية عما كانتعليه قبل الخامس من أكتوبر.وقد جاء التغيير فقط مع تلقي الخبر من المصدرالمذكور آنفا، حوالي الساعةالثالثة فجرا (وثيقة البينات رقم 98، الوثيقة64). في ضوء هذا الخبر، غيرتشعبة الاستخبارات العسكرية رأيها، أخيرا، حولإجلاء السوفيات من مصر وسوريةوفي النشرة 427/73 من يوم 6 أكتوبر الساعة6:35 (أو 7:30)، ورد العنوان:«من المحتمل أن يكون هذا الإجلاء مرتبطاباستعدادات العرب للحرب».
تقريرمتفق عليه 87. في موضوع المعلومات التي توفرت لشعبة الاستخباراتالعسكريةحتى نشوب الحرب، بقيت لنا قضيتان، الأولى تتعلق بالخبر الإضافيالذيتلقيناه في يوم السبت [6 أكتوبر] نفسه الساعة 11:56، وكان ذلكخبراــــــــــــــــــ [جملة طويلة شطبتها الرقابة]، من تجربة حربالاستنزافــــــــــــــــ [رقابة مرة أخرى] لكي تحذر من صخب المدفعية منالطرفالمقابل. وقد أعطي الخبر لقائد اللواء الجنوبي وهو في قيادةالأركانالعامة بين الساعة 12:00 و13:00، فأعطي أمر فوري باستعدادللامتصاص، أيالاستعداد لمواجهة ضربات المدفعية (شهادته في صفحة 1928،وكذلك في شهادةالمقدم غداليا لاحقا في صفحة 2279 فصاعدا، وشهادة العميدباروخ هرئيل فيصفحة 3379 فصاعدا).
كما يبدو انه ونتيجة لذلك، أعطيأمر فوري للوحدة 252 في الساعة 13:00تقريبا. وبعد عشر دقائق فقط غيرتالوحدة الأمر بخصوص الكتيبة 275، بأمرآخر أعطي لقائدها بألا يحرك الآنالدبابات الى الأمام (شهادة العقيد نوي،قائد الكتيبة 275 في صفحة 1821).على اية حال، لم يفهم الشعار المتفق عليهوالذي يدل على الاستعداد المصريلعبور القناة، وعلى أساس تجارب الماضي، لميكن ممكنا أن يفهم الشعار بحدذاته. ولكن، لو كان قد جرى تحليل لهذا الخبرالمتوفر حول البدء بحرب شاملةفي اليوم نفسه، في دائرة البحوث في شعبةالاستخبارات العسكرية، على الفور،لكان من الممكن ان يستخلص منه أن العدوقرر تبكير ساعة الحرب الشاملة. لمنسمع من الشهود ان تحليلا كهذا تم فيدائرة البحوث في شعبة الاستخباراتالعسكرية (شهادة العميد شيلو، صفحة 2204فصاعدا، شهادة المقدم بندمن صفحة2561).


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرع المصرى

لـــواء
لـــواء
الدرع المصرى



الـبلد : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 Egypt110
التسجيل : 14/06/2010
عدد المساهمات : 5975
معدل النشاط : 6717
التقييم : 438
الدبـــابة : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 B91b7610
المروحية : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 76af2b10

وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 411


وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر   وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 Icon_m10الأربعاء 6 أكتوبر 2010 - 10:12

[center][center]الوثائق الإسرائيلية ـ ساعة الصفر للحرب استخدمت لتضليل إسرائيلرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية يصر على أن العميل المصري لم يكن مخلصا لإسرائيل ويعتقد أن السادات شخصيا قام باستخدامهتل أبيب : نظير مجليتحديد ساعة الصفر لبدء حرب أكتوبر 1973 يأخذ حيزا كبيرا من تقرير لجنةأغرنات للتحقيق في إخفاقات الجيش الإسرائيلي، حيث تعتبرها الفشل الأكبرللاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي ورئيسه ايلي زعيرا. وعليه فإنزعيرا أيضا يفرد حيزا كبيرا لهذه القضية في كتابه المذكور آنفا، ويكشف منخلال ذلك العديد من المعلومات اللافتة للنظر، والتي اعتمد فيها بشكل أساسيعلى منشورات عربية علنية حول الحرب، مثل كتب: أنور السادات وسعد الدينالشاذلي، ومحمد الجمصي، و محمد حسنين هيكل، وكذلك على كتاب المؤرخالأميركي، جيفري روبنسون، وغيرهم.وقد قصد زعيرا القول إن مصر وسورية لم يخططا لإطلاق شعلة الحرب إلا في شهرأكتوبر 1973. وكل التواريخ التي أعلنت في الماضي، إن كان اعلان السادات عن«سنة الحسم» في العام 1971، أو الأخبار التي وصلت الى اسرائيل عن نهايةالعام 1972 أو عن الربع الأول من سنة 1973، ما هي إلا أخبار تضليليةاستخدمها المصريون بشكل مقصود لإرباك اسرائيل، ونجحوا في ذلك أيما نجاح،وحفظوا سر الحرب ليس فقط بعيدا عن اسرائيل بل أخفوا موعد الحرب والنيةالحقيقية لها حتى عن جنودهم وجنرالاتهم. ويقول زعيرا إن موعد الحرب الدقيقحدده السادات لنفسه واحتفظ به لنفسه، وفقا لاقتراح من الجمصي، الذي كان فيتلك الفترة رئيسا لقسم العمليات في الجيش المصري. وقد اختار هذا يوم 6أكتوبر لعدة أسباب، أحدها انه يوم الغفران، الذي يعتبر يوم صوم لدى اليهوديمضونه في الصلاة وطلب المغفرة عن الذنوب وتتعطل فيه الحياة في اسرائيل،فلا سفر ولا اتصالات هاتفية ولا اذاعة أو تلفزيون. وقد هاجمت اسرائيلالعرب على اختيار هذا اليوم واعتبرته «تصرفا غير إنساني لا يأخذ بالاعتبارالمشاعر الدينية»، إلا انها في الواقع أفادت كثيرا من اختياره، حيث ان كلالجنود والضباط كانوا في بيوتهم وكان سهلا تجنيدهم للاحتياط، وكانتالشوارع فارغة بحيث تم نقل الجنود من البيوت الى القواعد ثم الى الجبهةبسهولة أكبر من نقلهم في الأيام العادية.ولكن المصريين والسوريين اختاروا الموعد (6 أكتوبر) لكون ليلته أطول ليلةفي السنة والبدر يكون فيها منيرا وحالة المد والجزر في البحر تساعد علىانخفاض مستوى المياه في قناة السويس مما يساعد على العبور.ويقول زعيرا ان الحديث عن هذا الموعد أو ما يقرب منه تم في لقاء القمةالسري بين الرئيس المصري أنور السادات، والرئيس السوري حافظ الأسد، في مصرفي شهر أبريل [نيسان] 1973. وقد اتفق على اقامة مجلس أعلى للحرب من قيادةالجيشين، المصري والسوري. وضم المجلس ثمانية مصريين بقيادة وزير الحربيةالجنرال اسماعيل وستة سوريين بقيادة وزر الدفاع الجنرال مصطفى طلاس.واجتمع هذا المجلس أيضا بشكل سري في نادي الضباط في الاسكندرية وفي قاعدىسلاح البحرية المصري في المدينة نفسها طيلة أيام 21 – 23 أغسطس [آب] 1973واتفق فيه على موعدين تقريبيين للحرب الأول ما بين 7 – 11 سبتمبر [أيلول]والثاني ما بين 5 – 10 أكتوبر. وترك قرار الموعد النهائي للرئيسين،السادات والأسد. وكان أول من عرف من السادات عن موعد الحرب الدقيق، الملكفيصل، عاهل المملكة العربية السعودية، الذي زاره في الرياض قبل شهر ونصفالشهر من الحرب وكان يثق به ثقة كبيرة ونسق معه القرار العربي بحظر النفط.ويتحدث زعيرا عن عملية الخداع الأكبر في تاريخ الحروب العصرية، حيث ان مصرأرسلت – حسب قناعته – عميلا مزدوجا يظهر كما لو انه عميل إسرائيلي وهو فيالواقع عميل مصري لا هدف له إلا تضليل اسرائيل. ويصر زعيرا على موقفه هذامع ان ثلاث لجان تحقيق شكلت في اسرائيل لدراسة هذه المسألة خرجت جميعهابقرار انه كان عميلا مخلصا، آخرها أصدرت قرارها فقط قبل أسبوعين. وقالت انموقف زعيرا هذا غير صائب وتتهمه بأنه تعمد الكشف عن اسم هذا العميلوتفاصيله الى الصحافة الإسرائيلية والأجنبية في سنة 2004 وانه منذ ذلكالحين وهذا العميل يعيش في قلق، والصحافيون الاسرائيليون يمارسون الضغوطعليه لكي يجري المقابلات معهم ويتحدث حول الموضوع.ويقول زعيرا ان هذا العميل ضلل اسرائيل في نفس فترة الاجتماع السري للمجلسالعسكري السوري ـ المصري المشترك، في الثلث الأخير من شهر أغسطس، عندماأبلغها بأن السادات قرر تأجيل الحرب الى نهاية السنة. ويشهد زعيرا بان هذاالخبر زرع الاطمئنان في نفوس الاسرائيليين، فخلدوا الى النوم. وضللها مرةثانية عندما أبلغ بنشوب الحرب في 6 أكتوبر فقط قبل 40 ساعة من وقوعها،عندما استدعى رئيس جهاز «الموساد» الاسرائيلي، تسفي زمير، الى لقاء عاجلفي العاصمة البريطانية لندن. وهو ومن أرسلوه من مصر يعرفون بأن اسرائيلتحتاج الى وقت أكبر، على الأقل 48 ساعة، حتى تنظم أمورها وتواجه هجوماعسكريا كما يجب. وحدد لها موعدا نهائيا ضبابيا قال فيه ان الحرب ستنشبقبيل المساء، وبدأت اسرائيل تستعد للمواجهة فعلا قبيل المساء، في حين انهانشبت في الساعة الثانية بعد الظهر. ويتساءل زعيرا، كيف يمكن أن يسمحالسادات لمساعده (ذلك العميل) ان يسافر الى لندن قبيل يومين من الحرب، لولم يكن يعرف انه عميل مزدوج هدفه تضليل اسرائيل كجزء من ألاعيب الحرب؟أليس من المنطق أكثر ان يكون السادات هو الذي أرسل هذا العميل ليلتقي رئيسالموساد؟ ويذهب زعيرا أبعد من ذلك فيقول ان السادات هو الذي امر ذلكالعميل بأن يبلغ اسرائيل عن نية خلية مسلحين فلسطينية تنفيذ عملية تفجيركبرى في مطار روما، ففي مثل هذه الإخبارية قصد السادات أمرين، الأول تعزيزالثقة الاسرائيلية بذلك العميل من جهة، ومنع العملية حتى لا تشوش علىالحرب، من جهة ثانية (هناك رأي آخر في الموضوع يقول إن عملية روما كانت منتدبير سوري والمسلحون الذين ارسلوا لتنفيذها هم من تنظيم «العاصفة»،المعروف بارتباطه بسورية).ويقول زعيرا ان مذكرات الشاذلي والجمصي عززتا قناعاته بموقفه ازاء هذاالعميل وازاء كل مجريات الحرب. ساعة الصفر لدى العدو 88. الموضوع الثاني[الذي بقي لما أسمته لجنة أغرنات «لاستكمال الصورة الناشئة عن حشدالمعلومات المتوفرة لدى شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية»]، يتعلقبالساعة التي يقدرون بأن الحرب ستنشب فيها. كما ذكر، قيل في الخبر الأخيرالذي وصل من المصدر الموثوق، ان الحرب ستندلع«قبيل مساء السبت 6. 10.1973»(وثيقة البينات رقم 98، الوثيقة 67). نحن لا نعرف ما الذي أدى الىتقديم الموعد الى الساعة الثانية تقريبا. ربما يكون الأمر قد تم وفقاللتنسيق في اللحظة الأخيرة، حيث انه لم يكن مريحا للسوريين أن يبدأواالهجوم باتجاه الغرب في ساعة غروب الشمس. وهنا سنبحث في قضية أخرى: كيفحصل انه في قيادة جيش الدفاع الاسرائيلي، تحول الخبر القائل بأن الحربستنشب قبيل المساء، الى خبر يقول ان الحرب ستنشب في الساعة السادسة مساءبالذات. يشار الى ان غروب الشمس في يوم السبت في اسرائيل تم في الساعة17:20، أي أن «قبيل المساء» أو «في الضوء الأخير» يعني انه سيحل في ضواحيالساعة الرابعة بعد الظهر. لم ننجح في التوضيح كيف ولدى أية جهة جرى هذا«التصحيح» [للموعد]. يمكن التخمين فقط بأن الأمر حصل بسبب أخبار قديمةتحدثت عن فتح النار في ساعات المساء أو بسبب الحسابات التي تقول انالمصريين سيبدأون الحرب فقط مع حلول الظلام، لكي يمنعوا مهاجمة القواتالتي تعبر القناة بطائرات سلاح الجو الاسرائيلي. وبالفعل، فإن قائد سلاحالجو لم يقبل هذه الفرضية وفي مجموعة الأوامر التي أصدرها في الصباح،اعتمد على الافتراض بأن المصريين سيهاجمون من الجو في الساعة الثالثة بعدالظهر على أكثر تعديل، وذلك في ضوء الحسابات التي اجراها على أساسالتدريبات التي جرت عندنا في الماضي (صفحة 1971). إلا ان حسب شهادة قائداللواء الجنوبي فقد خطط تحركات اللواء وفقا للافتراض بان الحرب ستبدأ فيالساعة 18:00، ولكنه قرر، حسب قوله، ان يتخذ احتياطا أمنيا فخطط تحركاتقواته للساعة 16:00، حسب اقتراح الجنرال مندلر، (لكن أنظر لاحقا حول هذاالموضوع، في البنود 258 ـ 265).89. في نشرة الاستخبارات رقم 429/73 في الساعة 7:30 من يوم 6 أكتوبر، التينشرت فيها تفاصيل خطة الهجوم، جاء ان في نية المصريين استئناف القتال «عندالضوء الأخير [من النهار]». وفي النشرة رقم 434/73 في اليوم نفسه (تفاصيلعن الخطة): «ساعة الصفر هي في ساعات المساء». وفي الخبر الذي استقبل فيالساعة 2:40 فجرا، قيل: «قبيل مساء هذا اليوم». هذا الخبر أعطي بالهاتفالى السكرتير العسكري لرئيسة الحكومة في الساعة 2:45، والى رئيس شعبةالاستخبارات العسكرية في الساعة 3:10 تقريبا. الجنرال زعيرا ادعى فيشهادته (صفحة 5454 فصاعدا) ان رجل الموساد أبلغ بالهاتف انها الساعةالسادسة ومن هنا مصدر الخطأ. لمفاجأتنا، قال الجنرال زعيرا في شهادته(صفحة 5455 فصاعدا) انه لم يشاهد النص الكامل لذلك الخبر إلا بعد انتهاءالحرب، لأنه في يوم 6 أكتوبر، كان مشغولا جدا ولذلك اكتفى بما أبلغ به عنمضمون الخبر. رجل الموساد من جهته قال في شهادته (في صفحة 1085) انه قرأنص الخبر الذي في حوزته بالهاتف الى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، وجاءفيه: «قبيل المساء» أو «قبيل حلول الظلام» (البروتوكول، صفحة 808 فصاعدا،وثيقة البينات رقم 98، الوثيقة 64) ولم تذكر فيه الساعة 18:00. ونحن نفضلشهادة رجل الموساد في هذا الموضوع، المسنودة أيضا مما جاء في النشراتاللاحقة من صبيحة السبت، والتي تلائم أقوال الجنرال زعيرا في الساعة 7:15من نفس الصباح (انظر لاحقا)، وكذلك أقوال الشاهد في احدى الجلسات الأولىللجنة (صفحة 143)، والتي أكد فيها ان الخبر الذي وصل اليه صباح يوم السبتقال ان الجيش المصري والجيش السوري ينويان فتح نار الحرب قبيل مساء السادسمن أكتوبر. وذكر رجل الموساد أيضا (صفحة 1088)، انه في أعقاب الحصول علىالخبر اتصل به وزير الدفاع وسأله عن النص الدقيق للخبر، لأن رئيس شعبةالاستخبارات العسكرية اعتقد بان نص الدعوة يختلف قليلا عن الخطة الأصليةكما كانت معروفة لنا، وفيها قيل ان المصريين سينهون الانزال [على الضفةالشرقية من القناة] حتى نهاية الظلام (لم نجد خطة تشمل ساعة محددة بينالوثائق التي أرسلها ذلك المصدر وتم اعطاؤها لنا)، ولكن في خطة التدريباتالمصرية التي جرت في نهاية سنة 1971، وجدنا ان ساعة الصفر (لبدء العبور)حددت باسم «على شفا الضوء الأخير» (وثيقة البينات رقم 1، صفحة 15). وقدكان جواب رجل الموساد بأنه حسب رأيه، لا يوجد فرق بين الخبرين.أيضا البروتوكولات حول اللقاءات التي تمت في اليوم نفسه لا تمكن مناستخلاص نتائج واضحة حول مصدر الخطأ. وفي تدوين من الساعة 5:45 (وثيقةالبينات رقم 265، صفحة 1): «الوزير يعلن عن الفتح في المساء». وفي المصدرنفسه، الساعة 6:00 قال السكرتير العسكري لوزير الدفاع: «العملية المخططةستبدأ هذا المساء». وفي اثناء ذلك يتصل الوزير مع رجل الموساد (أنظر آنفا)وهذا يبلغه بأن الحديث يجري «عن المساء»وعن «يوم غد قبيل حلول الظلام».ويقول رئيس أركان الجيش في شهادته، ان «العرب أنجزوا مفاجأة كبرى، نسبيا،إذا كانوا سيهاجمون هذا المساء»، ويقول بشأن الهجوم الرادع: «.. أو انهمسيهاجمون في الساعة الخامسة ويكون لي عندها ساعة ضوء» (وهذه هي المرةالأولى التي تظهر فيها ساعة دقيقة). في الساعة 7:15 لدى رئيس الأركان(وثيقة البينات رقم 285، صفحة 6 ـ 7):رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية: «خطة هجومية ـ قبيل المساء».رئيس الأركان: «.. ننطلق من الفرضية بأنهم ينوون الهجوم في الساعة 18:00..ربما يخطئوا وفي الساعة 17:00 يفردون الشباك ويبدأون التحرك. وربما نحظىبالهجوم (هجوم رادع) في الساعة 17:00 أو 16:00. لنكن جاهزين من ساعاتالظهر».في مشارورات لدى رئيسة الوزراء، في الساعة 8:05 (وثيقة البينات 57، صفحة 8 فصاعدا):رئيس الأركان: «إذا كانوا ينوون الهجوم في الساعة 17:00، فإن سلاح الجوسيعمل بحرية ضد الجيش السوري (في حالة توجيه ضربة رادعة). وإذا هاجموا فيالمساء، فإن هذا سيكون إنجازا لهم في تحقيق المفاجأة. كل الاستعدادات تشيرالى ان الحرب ستبدأ في الساعة 18:00».في الساعة العاشرة صباحا، مرة أخرى لدى رئيس الأركان (وثيقة البينات رقم 285):«رئيس قسم العمليات: ربما يكون شيء اليوم في الساعة الخامسة أو السادسة مساء».في الساعة 11:00 لدى وزير الدفاع (وثيقة البينات رقم 285):رئيس الأركان: «نحن سنكون مستعدين اليوم في الساعة 17:00/18:00 للصد، بحيثيمكن أن يبدأ من الساعة إذا أرادوا أن يفتتحوا [الحرب] مع سلاح الجو،ويمكن أن يكون بعد الساعة 17:00 إذا قرروا أن يفتحوا النار قبل البدايةالجوية».الساعة 13:30 (وثيقة البينات 285):رئيس أركان الجيش يرشد قائد اللواء الشمالي: «السوريون يباشرون الهجوم في المساء».كما سبق وقيل، فإنه أيضا بعد التمعن في هذه الأمور، لا نعرف كيف وبيد منتم تشويش الخبر وتحويله الى «الساعة 18:00». ان قسما من المسؤولية عن ذلك،على الأقل، يقع على ريئس شعبة الاستخبارات العسكرية الذي لم يتأكد منالمضمون الدقيق للخبر. وفي المشاورات في الصباح نفسه لم يوضح لرئيسالأركان بأن الخبر لا يحدد ساعة دقيقة. فلو لم يتم تشويش الخبر على هذاالنحو، ربما كان أصحاب القرار بشأن الاستعدادات، يقررون خطوات بشكل عاجلأكثر لنشر القوات، من خلال الشعور بأن ساعة اندلاع الحرب غير محددة (قارنفيما بعد، البند 258 فصاعدا).تلخيص قضية المعلومات والتقديرات بشأنها 90. بهذا، تم استعراض المعلوماتالمتوفرة بأيدي شعبة الاستخبارات العسكرية والتقديرات التي أعدت حولها فيدائرة البحوث فيها. النتيجة التي نستخلصها هي، كما كتبنا في التقريرالجزئي، البند 11:«... في الأيام التي سبقت حرب يوم الغفران، كانت بأيدي شعبة الاستخباراتالعسكرية (بحوث) إخباريات تحذيرية صارخة، تزودت بها من دائرة التجميع فيشعبة الاستخبارات العسكرية وفي دوائر أخرى في الدولة».إننا نعتقد أن هذه الأخبار كان يجب ان تدفع شعبة الاستخبارات العسكرية لأنتجري تقديرا يشير الى خطورتها، باعتبارها ذات احتمالات كبرى للتدليل علىنشوب الحرب، من بداية الأسبوع الأول قبيل الحرب. وبكل الأحوال كان يجب علىشعبة الاستخبارات العسكرية ان تحذر على أساسها في صبيحة الخامس من أكتوبر،بان الحرب ستنشب.وينبغي التأكيد انه في دولة مثل دولة اسرائيل، فيها يكون كل خطأ فيالتقديرات عن نوايا العدو واستعداداته من شأنه ان يولد نتائج خطيرة جدا،من واجب الاستخبارات أن تحذر ليس فقط عندما يتحول هجوم العدو الى شيء مؤكدفحسب، بل أيضا في كل مرة توجد فيها علامات دالة على تهديد بهجوم للعدو.فالاستخبارات هي خط الدفاع الأول للدولة.(13) حول شبكات التجميع 91. بودنا أن نقول هنا ان دائرة التجميع في شعبةالاستخبارات العسكرية وغيرها من شبكات التجميع في الدولة، التي ذكرناها،قامت بواجباتها المسؤولة والمعقدة على أحسن وجه ممكن واستحقت السمعةالممتازة التي تحظى بها. ولكننا نشير بإضعاف أضعاف هذا التقدير، الى خيبةالأمل من دائرة البحوث، وهي الجسم الذي يقوم بغربلة ثمار هذا الجهدالعظيم، لم تعرف كيف تستغلها بالشكل المجدي المناسب.ونسجل هنا على هامش أقوالنا، ذلك القلق الذي أبداه المسؤول عن دائرةالتجميع في شعبة الاستخبارات العسكرية، بسبب تزايد مصاعب الدائرة في تجنيدجنود وموظفين الى صفوفه ممن يملكون المعرفة الكافية باللغة العربية(بروتوكول، صفحة 1572 فصاعدا). برأينا، يجب بذل جهود خاصة واعطاء المحفزاتلجذب شباب مقتدرين الى هذه الخدمة الحيوية. فمعرفة لغة المخاطبة [العامية]العربية [بمستوى] لغة الأم، بين يهود دولة اسرائيل، ضرورية جدا ـ كما يبدولنا ـ بل انها أمر مطلوب تحقيقه لملء النقص. والمفروض مضاعفة تعليم اللغةالعربية في اطار الجيش للشباب ذوي المستوى الثقافي الرفيع المستعدين لأنيأخذوا على عاتقهم عبء هذا التعليم من خلال الاقتناع بأهميته.الفصل الخامس عدم قيام شعبة الاستخبارات العسكرية باتخاذ الإجراءات 93.لقد كانت هناك فضيحة أخرى في مجال الامتناع عن استغلال الامكانيات للحصولعلى معلومات.الحديث هو عن رفض الجنرال زعيرا الاستجابة الى طلب رئيس احدى الوحداتالعسكرية التابعة اليه، في تجنيد 100 جندي في الاحتياط بهدف تعزيز نشاطاتتلك الوحدة. لقد تم توجيه الطلب الى الجنرال زعيرا في بداية الأسبوعالأخير قبيل الحرب، وقدمه رئيس تلك الوحدة، الذي كان يساوره القلق ازاءالأخبار عن التدريبات المصرية والتشكيلات السورية المعززة (صفحة 1613فصاعدا). حول التفسيرات لهذا الرفض توجد عدة تناقضات في الشهادات. قائدالوحدة المذكورة يدعي بأن الجنرال زعيرا قال له ان وظيفة الاستخباراتالعسكرية هي الحفاظ على أعصاب الدولة وليس زعزعة المجتمع والاقتصاد،واضاف: «أنا لا أسمح لك بأن تفكر حتى في تجنيد ربع انسان، ربع جندي فيالاحتياط (صفحة 1617)». لكن الجنرال زعيرا نفى بشدة انه قال هذا الكلام أوانه كان من الممكن أن يقوله، لأنه لا يعتقد بأن وظيفة شعبة الاستخباراتالعسكرية هي الحفاظ على أعصاب الدولة (صفحة 4510). وقال ان جوابه لقائدتلك الوحدة كان قصيرا، وتلخص في القول انه لا يصادق على تجنيد رجالالاحتياط لأنه لا يرى ذلك ضروريا (صفحة 4510)، وفسر أمامنا انه في حالاتتوتر سابقة أيضا، لم يتم تجنيد احتياط اضافي وانه كان بالإمكان تحقيق نفسالنتائج وفقا للقوى الحالية بواسطة الغاء العطل وزيادة ساعات العمل للجنودالذين خدموا في تلك الوحدة.نحن مستعدون للافتراض بأن جواب الجنرال زعيرا كان كما قال في شهادته ومندون أن نضيف اية كلمة مما قالها قائد الوحدة. ولكننا لم نقتنع بأن التجنيدالمطلوب لرجال الاحتياط لم يكن ليحسن نشاط تلك الوحدة. ففي الظروف التيسادت في ذلك الأسبوع والتي اتسمت بالقلق، كما قال الجنرال زعيرا نفسه، كانمن الضروري ان يستجيب لطلب قائد الوحدة لكي لا يضيع اية فرصة لتحسيننشاطها. ورفضه عمل ذلك يدل على تلك الثقة الزائدة في النفس بأن كل شيءسيتم بالتمام، وهو الأمر الذي تجلى في النهاية ضد منطق شعبة الاستخباراتالعسكرية.بالطبع، لم يكن ممكنا أن نعرف إذا ما كان التجاوب في القضيتين المذكورتينأعلاه، كان سيؤدي الى وصول شعبة الاستخبارات العسكرية الى القناعة بضرورةالقيام بالتحذير الواضح [بأن حربا شاملة ستنشب ضد اسرائيل]، والتي مندونها لم يكن مستعدا لأن يتزحزح عن تقديراته المتفائلة حتى الساعاتالأخيرة تماما. ولكن امكانية كهذه كانت قائمة وتوجه شعبة الاستخباراتالعسكرية في القضيتين كان عديم الصحة وعديم المثابرة. مصاعب في «استلال»المعلومات 94. ما زال علينا ان نشير الى نقص عضوي في عمل دائرة البحوث فيشعبة الاستخبارات العسكرية يمس بنجاعتها: عدم القدرة على "استلال" أخبارقديمة في موضوع معين لكي يقارنها مع المعلومات الجارية. من النماذج علىذلك نذكر قضية كسر الصوم في رمضان، التي اعتمدت شعبة الاستخبارات العسكريةفيها على ذاكرة اثنين من ضباط دائرة البحوث (البند 82 آنفا)، والخبرــــــــــــــــــ [شطب من الرقابة] (البند 81 آنفا)، وهي قضية كان منالمفروض أن يتم «استلال» المعلومة بشأنها عندما وصل الخبر عن اخلاء عائلاتالروس. لم نسمع ان هذا حصل. [ففي هذه الدائرة] توجد بطاقات يتم تدوينالمعلومات القديمة عليها، ولكن إذا أخذنا بالاعتبار ان هناك كمية هائلة منالأخبار فإن هذه الطريقة ليست ناجعة بالشكل الكافي. ونفترض بأنه بالإمكانالتوصل الى أساليب أكثر نجاعة في هذا الموضوع
[/center][/center]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرع المصرى

لـــواء
لـــواء
الدرع المصرى



الـبلد : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 Egypt110
التسجيل : 14/06/2010
عدد المساهمات : 5975
معدل النشاط : 6717
التقييم : 438
الدبـــابة : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 B91b7610
المروحية : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 76af2b10

وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 411


وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر   وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 Icon_m10الأربعاء 6 أكتوبر 2010 - 10:14

الوثائق الإسرائيلية إسرائيل أدارت حربا نفسية ضد العرب حتى لا يحاربوها وفشلتجدل بين الأجهزة الإسرائيلية حول إحراق المصادرتل أبيب: نظير مجليمع استمرار تحقيقات لجنة أغرنات في الإخفاقات الإسرائيلية في حرب اكتوبر1973، والاعتراف بأن العرب أداروا إحدى أنجح خطط التضليل لتحقيق المفاجأة،والتي قال عنها رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية، الجنرال ايليزعيرا، انها تسجل كأنجح عمليات التضليل في تاريخ الحروب الحديثة، يكشفالصحافيان المؤرخان، رونين برجمن، [المحاضر في جامعة كامبريدج البريطانيةفي موضوع التاريخ] وجيل ملتسر، (متخصص في التحقيقات العسكرية وكان مديرالدائرة العملاء في الشرطة العسكرية)، ان اسرائيل أيضا حاولت ادارة حربنفسية ضد العرب، لكي لا يجرؤوا على محاربتها، ولكنها فشلت.من هذه الحملات النفسية كانت قصة التهديد بإحراق الجنود المصريين إذا ماحاولوا عبور القناة. ويقول المؤرخان، في كتابهما «حرب يوم الغفران: زمنالحقيقة» [دار النشر التابعة لصحيفة «يديعوت أحرونوت»]، ان اسرائيل اهتمتبإبلاغ المصريين رسالة يفهم منها ان هناك خطة عسكرية تم الإعداد لها بدقةلدلق كميات من الوقود الى قناة السويس حال نزول القوات المصرية الىالقناة، في حالة قرار العبور، واشعاال النار في الوقود.وهذه قصة نشرت في حينه، ونشر أيضا ان المصريين أخذوها في اعتبارهم لدىاعداد خطة العبور. فقبل أن يعبر الجنود المصريون القناة قاموا بسد فوهاتالأنابيب التي عثروا عليها في الجدار الشرقي للقناة بمادة اسمنتية لاصقة،أعدت خصيصا لمجابهة ضغط المضخات الاسرائيلية التي ستضخ الوقود.بيد ان الأمر الذي لم يكن معروفا حتى الآن، هو ان هذه الخطة الاسرائيليةانطوت على اهمال فظيع من الجهاز العسكري الذي أنيطت به مهمة تفعيل هذاالوقود. وهكذا يكتب برجمن وملتسر، في بداية الفصل الأول من الكتاب: «قبلشهور من الحرب، جلس يغئال كوحلاني، ضابط الاتصالات في موقع «متسماد» [علىضفة القناة الشرقية المحتلة] وهو في حالة ملل، يرفع قدميه الى الطاولةويركن ظهره الى الوراء، ويضع يديه على قفا رقبته. وبحركة بسيطة خاطئة منه،سقطت نظرية الأمن الاسرائيلية مرة واحدة على الأرض». اجهزة خطة «ضوءعزيز»، كانت المفاجأة السرية التي أعدها العميد دافيد لسكوف، للقواتالمصرية في حالة تجرئها على عبور قناة السويس. خزانات تحوي كميات ضخمة منالبنزين أعدت للتدفق الى مياه القناة بواسطة مضخات عملاقة، ومن ثم اشعالالنار فيها، حتى تحترق ويحترق معهم المصريون المساكين [من هنا جاء الاسمالساخر للعملية: «ضوء عزيز»]. قبل سنة من الحرب [في فترة التوتر العسكري]،أقر قادة الجيش أن يكشفوا هذه الخطة أمام المصريين وأجروا تدريبا علنياعليها. وقد ارتعد المصريون خوفا في البداية، لكنهم ما فتئوا يعدون خطةمضادة ويتدربون علنا على سد الأنابيب. ولكن يتضح ان الطرفين بذلوا جهداهباء».ويكشف الكاتبان ان الاسرائيليين، وعلى الرغم من المبالغ الطائلة التيصرفوها على الخطة والجهود الكبيرة التي بذلوها لاعدادها، إلا انهم تعاملوافي الموضوع بإهمال لافت للنظر. فعندما تحرك كوحلاني في غرفته في الاستحكامالمذكور، ارتطمت يده بعلبة المفاتيح الكهربائية من خلفه، والتي تحتوي علىالزرين الخطيرين، أحدهما أحمر والكبسة عليه تؤدي الى فتح الأنابيب وتدفقالبنزين والثاني أخضر، والكبسة عليه تؤدي الى ارسال اشعاع حراري يشعلالنار في الوقود.ما حصل هو ان العلبة كلها سقطت على الأرض، فحسب الجندي كوحلاني انه تسببفي كارثة. فركض الى قائده وأخبره بما جرى. فراح هذا يضحك بقهقهة عالية.فالعلبة كانت مركبة على الجدار من دون أن تكون مربوطة بأجهزة تفعيل الخطة.لم يكن من خلفها سوى فراغ. وأخبره قائده بأن القيادة كانت قد بنت غرفةالمراقبة لهذا الجهاز في مكان آخر، ولكنها قررت قبل شهور أن تنقله الى هذهالغرفة. ونقلت العلبة فقط، فيما الجهاز الحقيقي بقي مكانه. ثم تبين انالجيش الاسرائيلي لم يحافظ على الصيانة السليمة للجهاز والأنابيبوالقنوات، بحيث لو انهم أرادوا فعلا تفعيل الخطة، لما كانوا يقدرون.ولماذا هذا الاهمال؟«لأن كوحلاني، مثله مثل جميع جنود وضباط الجيش الاسرائيلي، من رئيسالأركان الى أصغر جندي، لم يؤمنوا بأن المصريين سيحاربون أو سيحاولون عبورالقناة».هذه القصة، لم ترد في تحقيقات لجنة أغرنات. وهي واحدة من آلاف القصص التيغابت عنها. ونجدها تعمل بشكل معمق، ولكن في اتجاه واحد اساسي حتى الآن، هوالبرهنة على ان شعبة الاستخبارات العسكرية هي المتهم الساسي في إخفاقاتالحرب.وإليكم حلقة أخرى من تقرير هذه اللجنة:الفصل السادس* مصاعب وتلبكات لدى شعبة الاستخبارات العسكرية 95. لقد عدد الجنرال زعيراوالعميد شيلو وصفا في شهادتيهما المصاعب والتلبكات التي واجهت شعبةالاستخبارات العسكرية باستمرار، وهي: ضرورة عدم التحذير هباء 96. هناكضرورة في ألا تعطى التحذيرات هباء للجيش الذي يكمن أساس قوته في تشكيلاتجيش الاحتياط، الى جانب جيش نظامي صغير، في حين يقابله جيش العدو الذييعتمد بالأساس على جيش نظامي كبير منتشر بشكل دائم على طول الحدود، أوتوجد امكانية لنشره بسهولة، عندما يواجه قوات العدو في الجبهة.* ضرورة عدم «احراق» المصادر 97. هناك ضرورة لأن لا يتم «احراق» المصادر.نموذج على ذلك: تلبك شعبة الاستخبارات العسكرية في قضية الأخبار عن اخلاءالعائلات الروسية والتي لم تنقل بالكامل، كما سبق واشرنا (البدان 77 و78).فيض في المعلومات 98. الفيض الهائل من المعلومات المتوفرة لدى شعبةالاستخبارات العسكرية تحولت الى «ثروة محفوظة تسيء لأصحابها» [مثل عبري]،حسب أقوال الجنرال زعيرا (في صفحة 626):«.. من الممكن أن تكون إحدى أشد حالات الظلم التي نتسبب بها الآن، اننانأخذ موضوعا ونبالغ فيه لدرجة عشرة آلاف مرة، اننا.. نتعاطى مع ألوف كثيرةمن البرقيات، وهذه البرقيات تترجم وتفحص كلها.. والضغط هائل».وفي صفحة 5445:«لو استطعت أن أفعل في ذلك الوقت، ما أفعله اليوم، أي أن أفرز الأخبارالصحيحة في جهة والأخبار غير الصحيحة في جهة أخرى، لكانت هناك أخبار.ولكن، بما أنني لم أكن أستطيع الفرز ما بين الأخبار الصحيحة وبين الأخبارغير الصحيحة، فإنني لا استطيع أن أقول انه لا يوجد عندي ما يكفي منالأخبار. واليوم أعتبر نفسي كطبيب التشريح، ويسهل علي الأمر أكثر، لأننيأصبحت أعرف ما هو الصحيح وما هو غير الصحيح. في حينه لم أكن [أعمل] كطبيبالتشريح..والمشكلة هي.. كيف أحسن التمييز ما بين الحقيقة والكذب، بين المعلومة الصحيحة والمعلومة غير الصحيحة».مصاعب التمييز 99. إضافة الى ذلك، توجد صعوبة خاصة في التمييز ما بينالتدريب الحقيقي وبين التدريب الذي يتم للتغطية على نوايا هجومية، وصعوبةمشابهة للانتقال من التشكيلات الدفاعية الى تشكيلات للهجوم الكاملوالشامل. حقيقة هي ان تقديرات الموقف عشية حرب يوم الغفران قد فشلت، وكذلكأجهزة مخابرات عالمية وذات قدرات وتجارب كبيرة فشلت في تحليل نواياالمصريين والسوريين.* انتقادات على تلك الادعاءات* 100. نبدأ البحث أولا في المصاعب والتلبكات الأخيرة. لقد سبق وأن تطرقناآنفا (البند 67 فصاعدا) الى مصاعب التمييز المذكورة في الفقرة الرابعةوكذلك الى المقارنة ما بين وضع قوات العدو في المرة الأخيرة عشية الحربوبينها في فترات التوتر الثلاث السابقة (البند 72). وقررنا بأن هناك مصاعبفعلا، ولكن كان على شعبة الاستخبارات العسكرية أن تكون مدركة، وفي الواقعانها كانت مدركة، للحاجة في اليقظة الخاصة ازاء كل تدريب كبير وكل تشكيلاتدفاعية كبيرة، وذلك لأن هناك خطر خديعة حربية وتستر.صحيح انه حتى في أجهزة مخابرات أجنبية فشلوا هذه المرة مثلما فشلت شعبةالاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي. فحتى نهاية سبتمبر [أيلول]،تلقينا أخبارا مطمئنة كثيرة من تلك المصادر (شهادة الجنرال زعيرا في صفحة168 فصاعدا). على سبيل المثال تلقينا خبرا في 24.9.1973 من مصدر يعتبرجيدا جدا، يقول إن سورية غيرت موقفها من الطريق الى تسوية الصراعالاسرائيلي وانها مستعدة سوية مع الأردن ومصر، أن تحاول تحقيق حل سلمي(المصدر نفسه، صفحة 175). بعد ذلك توجه مصدر أجنبي في 30 سبتمبر، فأجبناهبإجابة مطمئنة، كما فصلنا في البند 59 آنفا، وتوجهنا نحن بمبادرتنا الىهذا المصدر نفسه في 5 أكتوبر (تشرين الأول) نسأله عن خروج الروس من مصروسورية، وتلقينا نحن هذه المرة منه جوابا مطمئنا، لا اساس له من الصحة.وكما سبق وفسرنا في البند 78 آنفا، فقد انطوى توجهنا من البداية على نقصأساسي لأنه لم يشمل كل ما توفر لدينا من معلومات. وبالاضافة الى ذلك، ربمايكون جواب شعبة الاستخبارات العسكرية المطمئن الى ذلك المصدر، في أولأكتوبر، ترك أثره بطريقة «التغذية المتبادلة»، أيضا على المصدر الأجنبي فيجوابه من يوم 5 أكتوبر، لأنهم احترموا الخبرات الخاصة لشعبة الاستخباراتالعسكرية لكل ما يجري في منطقتنا. وعلى اية حال، فإن فشل الآخرين لا يبررفشل شعبة الاستخبارات العسكرية. نحن لا نعرف ما إذا كانت المعلومات التيوصلت الى شعبة الاستخبارات العسكرية [الاسرائيلية] من مصادر مختلفة وخاصة،قد وصلت نفسها الى تلك المصادر الأجنبية. ونحن كان من واجبنا ان نفحص إذاكانت المعلومات المتوفرة لدى شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيشالاسرائيلي تجعلها تصل الى تقدير آخر للأمور. 101. بالنسبة لفيض المعلوماتالذي من شأنه أن يتوّه شعبة الاستخبارات العسكرية عن الأخبار الصحيحة،فإنها الخطر الذي يتربص بكل جهاز مخابرات يتعاطى مع كم هائل كهذا يوميا منالأخبار. لقد تحدث الجنرال زعيرا عن المصاعب التي تواجه شعبة الاستخباراتالعسكرية وذكرناها آنفا (البند 48، والبند 92). ولكن هذه لم تكن سبب فشلشعبة الاستخبارات العسكرية عشية حرب يوم الغفران. فقد كان رأى جيداالعلامات الدالة على نوايا العدو الهجومية، ورأى استعدادات العدو جيدا علىخط الجبهة وانها تتم في الوقت نفسه على الجبهتين. إلا ان الفرضية بأن مصروسورية لا تريان نفسيهما قادرتين على الهجوم المشترك، هي التي خذلته. وحسبالبينات التي جمعناها، لا يوجد لدينا أدنى شك بأنه لولا تلك الفرضية لكانرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ورئيس دائرة البحوث فيها، سيستخلصان منالمعلومات الكثيرة المتوفرة لديهم النتائج الصحيحة.وحسب تعبير رئيس الدائرة 6 [في دائرة البحوث التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية]، الذي اقتبس في التقرير الجزئي، في البند 25:«كان تقديري بأنه من الناحية العسكرية المجردة، توجد لديك كل الدلائلالصارخة على وجود نوايا هجومية. ومن ناحية النوايا، يظل تقديري في مكانهبأنهم [العرب] لا يرون في نفسهم القدرة على تنفيذ هجوم».ويبدو لنا بأن هذا [الكلام المقتبس أعلاه]، يشكل التلخيص الأكثر دقةللموقف الخاطئ الذي اتخذته دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية،والذي ما انفك الجنرال زعيرا يردده باستمرار في شهادته، قائلا انه يرى انهمن ناحية القدرات، فإن العدو يستطيع تنفيذ هجوم، ولكن مسألة النواياالهجومية، فلا يمكن تحديدها إلا على اساس معلومة تحذيرية واضحة، ومعلومةكهذه لم تصل الى شعبة الاستخبارات العسكرية قبيل فجر يوم 6 اكتوبر. 102.الحاجة الى عدم «احراق» المصادر، هي بالتأكيد اعتبار مهم للغاية في نشاطاتشعبة الاستخبارات العسكرية، مثله كمثل أي جهاز مخابرات آخر. ولكن في نهايةالمطاف، يجب على مصدر المعلومات ان يخدم الهدف في تزويد المعلوماتالمطلوبة وقت الحاجة، والحفاظ على المصدر لا ينبغي أن يكون هدفا بحد ذاته.من هنا، يجب أن يتم وزن الأمور دائما على اساس وضع مسالة الخطر في احراقالمصدر في مقابل مدى حيوية الحاجة بتحصيل المعلومة المطلوبة، التي يمكن انتأتي من مصادر أخرى. وفي حالات متطرفة، لا مفر من الاستسلام للضرر الخطيرالناجم عن احراق المصدر، لكي تحصل معلومات قيمة لأمن الدولة. حسب راينا،في الأيام التي سبقت نشوب الحرب، كانت لنا حاجة حيوية كهذه، ازاء عدماليقين من نوايا العدو، بأن نقوم بتجنيد المصادر التي استخدمت لمثل هذهالحالات بالذات، ولو حتى بثمن خسارة مصدر.103. في قضية الحاجة الى ألا يكون التحذير هباء، هذه معضلة صعبة بالنسبةللوضع الخاص الذي تعيشه اسرائيل بشكل دائم. وقد تطرقنا الى هذه المعضلةآنفا (البند 48) واقتبسنا أقوال الجنرال زعيرا (صفحة 1051)، ومنها:«إذا كانت الاستخبارات تريد في نهاية المطاف أن تكون حريصة بشدة ومخلصةفقط للمعلومات التي تصل اليها والتقديرات التي بلورتها، بحيث تأتي الىرئيس الأركان ووزير الدفاع والحكومة وتقول: «ستنشب الحرب»، فعليها أن تعرضأدلة ثابتة».الى هنا لا يعترض أحد على أقواله. ولكن يجب الاعتراض على بقية أقواله:«لم تكن لدي أية معلومات عشية الحرب، أستطيع أن أعرضها كدليل اثبات. كانبمقدوري أن أعرض المعلومات على انها أخبار عن تدريبات. كان بمقدوري أنأقدم اثباتات حول موعد انتهاء التدريبات [المصرية] أو نظام نشر قواتالاحتياط أو ترتيبات ارسال الضباط الى مكة [لأداء العمرة]».نحن لا نقبل هذه الحجة لتبرير الوضع. فهو يطرحه كأمر لا بد منه،التراجيديا اليونانية. فعلى شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيشالاسرائيلي أن تقع في المصيدة التي نصبها لها العدو. ومن هذا التذرع،يستنتج بأنه لا مفر أمام شعبة الاستخبارات العسكرية من الوقوع في مطبالعدو مرة أخرى في المستقبل. وأما بالنسبة للصراخ «ذئب» [الجنرال زعيراكان قد صرح أمام لجنة التحقيق بأنه لا يستطيع الصراخ «ذئب.. ذئب..» في كلمرة يرى فيها تحركا لقوات العدو، فإذا فعل فإن على الجيش الاسرائيلي أنيستدعي الاحتياط خمس مرات في السنة]، فمن المفضل أن تصرخ شعبة الاستخباراتالعسكرية «ذئب.. ذئب..»، كلما وجدت بين أيديها معلومات تشير الى شيء فعليحول خطر الحرب، حتى لو لم تكن تلك معلومات صارمة. فهذا أفضل من تفيض مستوىاليقظة الدائمة في جيش الدفاع الإسرائيلي، التي تعتبر أكسيد الحياةبالنسبة للدولة.* الفصل السابع* التخوف من التدهور 104. إن تشويش تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية،الذي جعلها ترى فيما يجري في مصر مجرد تدريبات وفي سورية تشكيلات دفاعية،أدى الى تشويش آخر وأثر بشكل سلبي على استعدادات قواتنا لدى بدء الحرب.فبما اننا افترضنا بأن نوايا العدو كانت دفاعية، فقد نشأت مخاوف من إثارةأعصاب العدو، حتى لا يتدهور الوضع بفتح النار بشكل منفلت. لقد ساد هذاالشعور لدى قائد اللواء الجنوبي، الذي لم يعرف كيف يفسر من اين وصل اليه.ونضيف ان رئيس أركان الجيش قال في شهادته بأنه لم يكن هذا الشعور مرافقاله عندما أصدر توجيهاته الى قائد اللواء الجنوبي في ذلك اليوم. وفي نشرةشعبة الاستخبارات العسكرية [فرع 3 ـ الدول العظمى] من الساعة 9:40 من يوم6 أكتوبر نقرأ انه «على خلفية التقديرات الأميريكية المرسلة الى اسرائيلمن جهة، وعلى أساس التقديرات الاسرائيلية الجارفة الموجودة بين أيديهم منجهة ثانية، فمن المعقول ان تتطور لديهم [أي لدى العرب] تقديرات قد تدفعباتجاه التدهور العسكري المنفلت في الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، منالمعقول أن يقدروا بأن هناك خطرا ماثلا بأن توجه اسرائيل ضربة رادعة».نحن نشك في أن من واجب الاستخبارات التابعة لجيش الدفاع الاسرائيلي انتنشغل في اعطاء تقديرات سياسية على هذا النحو في يوم كهذا. ولكن الأجواءالتي تتحدث عنها هذه النشرة، من شأنها أن تبني في قلب كل قائد الانطباعبأن عليه أن يكون حذرا من أي تصرف يمكن أن يتسبب في التدهور على الجبهة.يجب التفريق بين هذه التخوفات من التدهور، و[هي تخوفات] نابعة منالتقديرات الخاطئة لدى شعبة الاستخبارات العسكرية، وبين تخوفات أولئكالذين رأوا في 5 ـ 6 أكتوبر خطرا حقيقيا لهجوم العدو وتحسبوا من اتخاذاجراءات تعزز الاتهامات الكاذبة بخصوص هجوم اسرائيلي، وهي الاتهامات التيرافقت خطاب العدو لدى الهجوم في يوم الغفران (أنظر، على سبيل المثال، بياناذاعة القاهرة في الساعة 14:20 من يوم السبت، بأن قوات سلاح الجوالاسرائيلي هاجمت زعفرونة في الساعة 13:30 ـ نشرة رقم 436 من يوم 6أكتوبر)، وهكذا فإنه كان من الممكن أن يتم تشويه الحقيقة أيضا في نظرالمراقب الحيادي. حول تخوفات كهذه لدى وزير الدفاع، عندما طرحت قضية تجنيدالاحتياط في يوم السبت، اقرأ البند 32. جدير بالذكر، ان الرأي الذي قبلتهرئيسة الحكومة في هذا الموضوع، هو رأي رئيس أركان الجيش (تفاصيل هذا الرأيفي البند 32). ولكن، وكما قلنا في التقرير الجزئي، البند 31(هـ)، فقد كانتتفسيرات وزير الدفاع سياسية صرف، يمكن الموافقة عليها أو الاعتراض عليها،ولكن لا يمكن الغاؤها بتفسيرات نافية.الفصل الثامن* تعهد شعبة الاستخبارات العسكرية بإعطاء التحذير* 105. لقد عللنا حتى الآن استنتاجاتنا من البند العاشر في التقريرالجزئي، بأنه «يجب القاء المسؤولية عن الأخطاء في تقديرات نوايا العدو،أولا على رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية وعلى مساعده الشخصي المسؤول عندائرة البحوث في الاستخبارات العسكرية». في البند 11 (المصدر نفسه) عددناثلاثة أسباب لفشل شعبة الاستخبارات العسكرية: (أ) تمسكه العنيد بما كانيسمى لديها ب «الفرضية» (ب) تعهد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بأن يعطيالجيش تحذيرا كافيا حول نوايا العدو شن حرب شاملة و(جـ) عدم الاكتراثبالمعلومات الكثيفة الموجودة بايدي شعبة الاستخبارات العسكرية وعدماستغلال وسائل أخرى للحصول على المعلومات. حول (أ) و(جـ) سبق وأن وتحدثنابشكل واسع آنفا، وبقي علينا ان نفسر أقوالنا حول السبب (ب)، بخصوص التعهدبإعطاء تحذير كاف.لقد قلنا عن هذا [الموضوع] في التقرير الجزئي [ما يلي]:«لقد تعهد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الى جيش الدفاع الاسرائيلي بأنيعطيه تحذيرا مسبقا حول نوايا العدو شن حرب شاملة، [خلال وقت] يكفي لاجراءتجنيد لقوات الاحتياط بشكل منظم. هذا التعهد كان بمثابة اساس صلب للخططالدفاعية في جيش الدفاع الاسرائيلي. وقد توصلنا الى الاستنتاج بأنه لم يكنهناك أساس لاعطاء تعهد صارم كهذا».تفسيراتنا لهذا هي:(1) خلال مشاورات عسكرية سياسية لدى رئيسة الوزراء في يوم 18.4.1973، وفيأعقاب تلقي الأخبار عن الاستعدادات الهجومية المصرية في تلك الفترة، قالالجنرال زعيرا بحضور رئيسة الحكومة والويرين غليلي وديان ورئيس اركانالجيش ورئيس الموساد، ان «هناك بشكل أساسي ثلاث امكانيات للحرب المصريةضدنا» (وثيقة البينات رقم 57، بروتوكول المشاورات، في رأس الصفحة 2)،واضاف لاحقا في صفحة 3:«بالنسبة للطريق الثالث ـ العبور الفعلي للقناة، أنا واثق بأننا سنعرفمسبقا عن ذلك وسنستطيع ان نعطي تحذيرا ليس فقط تكتيكيا، بل أيضا عمليا. أيمسبقا، قبل عدة أيام».وعلى سؤال رئيسة الحكومة: «كيف نعرف، عندما نعرف؟ هل بحسب الاستعدادات؟»، أجاب:«سنعرف عن الاستعدادات، سنعرف إذا كانت هناك زيارات ضباط وتحريك قوات الىالأمام، إذا كانت هناك تشكيلات دفاع جوي معززة ومزيد من بطاريات الصواريخوسنراهم ينظفون الاستحكامات المهملة على طول القناة. وبشكل عام، عندمايدخل كل الجيش المصري الى العمل، سنكون قد عرفنا».(لا نستطيع هنا ألا نذكر ان كل هذه الدلالات قد كانت قائمة في الميدانعشية الحرب، مع ان هذا لا يمت الى موضوعنا بشكل مباشر). (2) بعدئذ، فيجلسة لجنة الخارجية والأمن [في البرلمان الاسرائيلي، الكنيست]، في يوم18.5.1973 (البروتوكول ـ صفحة 31)، يعود الجنرال زعيرا ليقول، بحضور رئيسأركان الجيش:«.. لا توجد عندي ثقة ابدا بأننا نستطيع معرفة الخطة المصرية بالتفصيل،الموعد والمكان والطريقة. أنا اقدر ان احتمالات ذلك ضعيفة. ومع ذلك، أقدربأن هناك احتمال جيد وبتقدير عال أن العلامات الدالة ستصل الينا. هذايعني، انه في حالة استعداد الجيش المصري لعبور القناة، فإننا سنعرف. لننعرف الخطط، ولكن ستكون هناك علامات تدل على التحضيرات: حشد قوات وكل مايتبع ذلك، أنا لا أعتقد بأن من الممكن أن يكون عبور القناة مفاجئا.. بلاستطيع أن اتعهد بإعطاء انذار حول موضوع العبور. ولكن، بالنسبة لفتح النارأو الاجتياح أو نصب كمين أو عبور القناة بفرقة بسيطة وزرع الغام، هذه كلهايمكن ان تنفذ من دون أن [يكون في مقدورنا] إعطاء إنذار..» (التأكيد منعندنا).(3) في يوم 9.5.1973، خلال عرض الخطة العسكرية «أزرق ـ أبيض» أمام رئيسةالحكومة، قال رئيس أركان الجيش، بحضور رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية(وثيقة البينات رقم 57، البروتكول صفحة 8)، وهو يستعرض الخطط العملية:«نحن نسعى لتنفيذها لتتجاوب مع ثلاثة شروط: 1. أن يكون لدينا استعداد كاف.فإذا توصل (العدو) الى قرار كهذا (شن الحرب)، ينبغي أن نعرف ذلك بتحذيرقصير. والتحذير القصير عندي هو 48 ساعة مسبقا، وأنا اشدد بشكل مقصود، لكينكون مستعدين حتى لو جاء الانذار قبل 48 ساعة، أن نكون جاهزين للحرب كمايجب». رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية لم يطلب في تلك الجلسة السماح لهبأن يتحفظ من أقوال رئيس الأركان، التي قيلت من خلال المبادئ الاساسيةلخطط الحرب العملية. لقد عرف أو كان عليه أن يعرف بأن كل الخطط العمليةلجيش الدفاع الاسرائيلي، بدءا بخطة الأمن الجاري وحتى خطة «سيلع»، كانتمبنية على التحذير، حتى لو قبل 48 ساعة فقط (أنظر لاحقا، البند 142فصاعدا، والبند 168 فصاعدا). (4) في المشاورات العسكرية ـ السياسية في يوم3 أكتوبر 1973 يقول رئيس الركان (وثيقة البينات رقم 57، صفحة 8 ـ 9):«أنا أفترض بأنه سيكون لدينا تحذير، إذا اتجهت سورية نحو أمر ذي طموحاتأكبر [شطب من الرقابة]. أنا أقدر بأنهم لن يذهبوا الى عملية صغيرة أكثر.سيكون هجوم هنا وهناك. لكن عندما يفعلون ماكينة كبيرة ويديرون معارككبيرة، يكونون ملزمين إعداد مئات الأشياء، وهذا سيسرب ونحن سنعرف عنه».في المشاورات نفسها، كان العميد شيلو ممثلا لشعبة الاستخبارات العسكرية،وهو لم يتحفظ من هذه الأقوال، التي تدل على مدى اعتماد رئيس الأركان علىالحصول على انذار مسبق.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرع المصرى

لـــواء
لـــواء
الدرع المصرى



الـبلد : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 Egypt110
التسجيل : 14/06/2010
عدد المساهمات : 5975
معدل النشاط : 6717
التقييم : 438
الدبـــابة : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 B91b7610
المروحية : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 76af2b10

وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 411


وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر   وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 Icon_m10الأربعاء 6 أكتوبر 2010 - 10:16

لوثائق الإسرائيلية ـ أحد الضباط الذين أعربوا عن قلقهم من الاستعدادات العربية للحرب، استدعي للتحقيق
الإسرائيليون كانوا مقتنعين بأن العقلية العربية لا تستوعب الأسلحة المتطورة


وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 News.426188
تل أبيب: نظير مجلي
فيهذه الحلقة من تقرير لجنة أغرنات للتحقيق في إخفاقات الجيش الاسرائيليفيحرب أكتوبر، نلاحظ ان لجنة التحقيق تجرؤ على الحديث عن غطرسةاسرائيليةشاملة في القيادتين السياسية والعسكرية، ولكنها لا تتوسع فيالكلام عنالسياسيين وتعود لتصب جام غضبها وكل حساباتها ضد هذه الدائرة فيالجيشالاسرائيلي. بيد ان الباحثين الإسرائيليين والجمهور العام لم يقبضواهذاالموقف، بل انتقدوا اللجنة، وأكدوا ان الغطرسة هي أيضا في الحكومةولدىالسياسيين بشكل عام، ولدى السياسيين القادمين من الجيش ويحملون رتبةجنرالبشكل خاص، هم أول المتغطرسين وكان على اللجنة أن تعاقبهم مثلما عاقبتشعبةالاستخبارات العسكرية. ولنترك المؤرخ الاسرائيلي، بيني موريس، يقدم فيمايلي مجموعة من النماذج عن هذه الغطرسة في كتابه بعنوان: «ضحايا ـتاريخالصراع الصهيوني العربي 1881 ـ 2001» [من إصدار: عام عوبيد للنشر ـتلأبيب 2006]:في هذه الحلقة من تقرير لجنة أغرنات للتحقيق في إخفاقاتالجيشالاسرائيلي في حرب أكتوبر، نلاحظ ان لجنة التحقيق تجرؤ على الحديثعنغطرسة اسرائيلية شاملة في القيادتين السياسية والعسكرية، ولكنها لاتتوسعفي الكلام عن السياسيين وتعود لتصب جام غضبها وكل حساباتها ضد هذهالدائرةفي الجيش الاسرائيلي. بيد ان الباحثين الإسرائيليين والجمهور العاملميقبضوا هذا الموقف، بل انتقدوا اللجنة، وأكدوا ان الغطرسة هي أيضافيالحكومة ولدى السياسيين بشكل عام، ولدى السياسيين القادمين منالجيشويحملون رتبة جنرال بشكل خاص، هم أول المتغطرسين وكان على اللجنةأنتعاقبهم مثلما عاقبت شعبة الاستخبارات العسكرية. ولنتركالمؤرخالاسرائيلي، بيني موريس، يقدم في ما يلي مجموعة من النماذج عن هذهالغطرسةفي كتابه بعنوان: «ضحايا ـ تاريخ الصراع الصهيوني العربي 1881 ـ2001» منإصدار عام عوبيد للنشر ـ تل أبيب 2006.
ـ الاسرائيليوناعتبروا العرب عاجزين بطبيعتهم عن القتال العصري, ـ تسفيزمير، رئيس جهازالموساد ابان حرب أكتوبر، يتحدث عن المواقف الاسرائيليةفي تلك الفترةفيقول: "ببساطة، لم نؤمن بأنهم قادرون. كنا نستخف بهم. احدالضباط قال لي:"ضع كل المظليين عندهم على راس جبل وأعطهم صواريخ "ساجر"وأعطني دبابتين،وأنا اقضي لك عليهم".
ـ عندما وصلت المعلومات عن وجود خراطيم مياهخاصة بأيدي المصريين [اقتنوهامن ألمانيا]، سيستخدمونها لإزالة كثبانالرمال التي أقامتها اسرائيل علىطول القناة، وفتح الثغرات فيها لما بعدالعبور، رفض أحد الجنرالات سماعشيء عن ذلك وتساءل مستخفا: «أية خراطيممياه، يا رجل!!».
ـ رئيس أركان الجيش الاسرائيلي قبيل حرب أكتوبر،الذي كان وزيرا في حكومةغولدا مئير، حايم بار ليف، وهو الذي سمي باسمه خطالدفاع الأول للجيشالاسرائيلي على طزول القناة، قال في سنة 1970: «ينقصالجندي العربيالطاقات اللازمة للجندي العصري. ان وسائل القتال المتطورةوالتقدمالتكنولوجي يحتمان مستوى حضاريا وقدرة على الانسجام. فالحقيقة حتىولوكانت صعبة فيجب أن تقال».
ـ وزير الدفاع، موشيه ديان، ورئيس أركانالجيش، دافيد العزار، كانامقتنعين تماما انه بـ300 دبابة في الجنوب و180دبابة في الشمال يمكن هزمالعدو في الجبهتين.
ـ كل القيادةالاسرائيلية، ومعها وزير الخارجية الأميركية، هنري كسينجر،استخفوا بالرئيسالمصري أنور السادات، طول الوقت وزاد الاستخفاف خلالالسنوات الثلاث التيكان يهدد فيها بالحرب ولم يفعل. وهناك أمثلة كثيرةاخرى سنأتي على ذكرهالاحقا. وفي ما يلي حلقة أخرى من تقرير اللجنةالمذكورة:
التقرير (5) لقد جرى التحقيق في اللجنة مع الجنرال زعيرا حول موضوع التحذير (صفحة 599 فصاعدا)، على النحو التالي:
«السؤالالثاني الذي سئلت.. [المتكلم هو ايلي زعيرا، رئيس شعبةالاستخباراتالعسكرية في الجيش الاسرائيلي] كان: هل قمت بتحديد ماهيةالتحذير المطلوبمن شعبة الاستخبارات العسكرية؟ والجواب هو: لا توجد لديأية وثيقة معروفةلدي، ولم يقل لي احد حتى شفهيا، ما هو التحذير المطلوبمن شعبة الاستخباراتالعسكرية. واضح أنني اعرف انه كلما تمكنت من الحصولعلى المعلوماتالتحذيرية اسرع، يكون افضل. ولكن لا توجد وثيقة تحدد ماهيةالتحذير».
سؤال: أليس متفقا على ان تجنيد قوات الجيش الاحتياطي يحتاج الى 48 ساعة للتحذير؟
جواب:متفق عليه ان المطلوب لتجنيد الاحتياط وتحريك القوات في الشمال [علىالجبهةالسورية] مطلوب 24 ساعة على الأقل، وفي الجنوب مطلوب ثلاثة أضعافذلك، معتحريك القوات بشكل منتظم. لكن هذا ليس مقدسا.
سؤال: كم من الوقت يحتاج تجنيد الاحتياط في الشمال؟
جواب: من 24 الى 48 ساعة. ولكن في الجنوب يحتاج الأمر الى وقت مضاعف أكثر من مرة.
سؤال:أنا أقصد الجلسة التشاورية التي عقدت في أحد أيام شهر أبريل[نيسان]. عندماقلت هذه الأمور بشكل عام، اعتمادا على أي شيء قلته؟ فأنتتقول في الشمال 24ـ 48 ساعة؟
جواب: أنا أقول هذا بوصفي عضوا في هيئة رئاسة أركان الجيش.
سؤالكأنا أقصد الجلسة من شهر أبريل 1973، حيث كانت فترة تحذير، وأنت قلتبأنكتستطيع في كل الأحوال اعطاء تحذير [بنشوب الحرب] قبل 48 ساعة منوقوعها. هلتذكر الأمر؟
جواب: لا أذكر، ولكن إذا كان هذا مكتوبا في أي مكان...
سؤال:في الجلسة التي عقدت في 14.4.1973 [الصحيح هو 18.4.1973]، ومما جاءفيبروتوكول الجلسة من يوم 18.4.1973 حسب الفقرة (أ) آنفا، يجيبالشاهد(المصدر نفسه، صفحة 600):
«جوابي في هذا الموضوع هو، ان المصريين أثقلوا علينا وفعلوا كل هذه الأمور بصورة تدريبات».
سؤال: انت، لم تأخذ هذا بالاعتبار؟
جواب:صحيح. أنا لم آخذ هذا بالاعتبار لأنه كان لدي شعور بأنني سأتمكن منالتمييزما بين التدريب وبين الاستعدادات لحرب حقيقية. حول هذه النقطة،المتعلقةبعمليات الخداع المصرية سآتي لاحقا. اذا لخصنا هذه النقطة، أريدأن أفسرقضيتين: كل الوقت كان تقديري اننا نستطيع أن نعرف حول حشد القوات،وثبت انهذا صحيح. وبالنسبة لهذه الحالة فقد عرفنا عن حشد القوات قبلأسبوع. لقدضللنا، حتى رأينا ما جرى تدريبات عسكرية وليس حربا هجومية. هذايعني، أنالتقدير كان صحيحا من ناحية جمع المعلومات، أما من ناحيةالتفسيراتللأخبار، فإننا لن نعرف. ضللونا بواسطة التقرير.
سؤال: بنظرة الىالوراء، ما الذي كان من الممكن أن يوضح لكم الفرق ما بينالتدريبات وبينالشيء الحقيقي، باستثناء الخبر المباشر كامل المصداقية؟
جواب: لو كانالرئيس المصري والقيادة العليا يدحرجان الأمور بطريقة اخرى،ولم يكتما السربشكل جعل أيا من أفراد الجيش المصري تقريبا يعرف إذا كانتهذه تدريبات أمحربا حقيقية، لكنا في هذه الحالة سنعرف.
في صفحة 1044، جرى التحقيق معه مرة أخرى حول الموضوع:
سؤال: لقد كنتم واثقين من انه بفضل التحذير، كنتم ستعطون إنذارا في غضون ايام قليلة؟
جواب: لا أعتقد أنني قلت هذا.
سؤال: قلته في أبريل على ما أعتقد.
جواب: إذا قلت ذلك، فهذا يعني بأنني هكذا فكرت.
منهذه الأقوال يتضح ان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية قال فعلا انهسيكون فيمقدوره أن يعطي تحذيرا مسبقا، ولكنه خلال الادلاء بشهادته يتذرعبالقول انالتقدير كان صحيحا من ناحية جمع المعلومات، ولكن ليس من ناحيةتفسيرالأخبار [التي وصلت اليه]. ولكنه عندما عرض الأمور في حينه (فييوم18.4.1973 ومرة اخرى في يوم 9.5.1973)، لم يقصر اقواله على جمعالمعلوماتالتحذيرية، بل كان هدف أقواله التوصل الى استنتاج نهائي، أياعطاء تقديراستخباري للأخبار.
وتوضح أقوال الجنرال زعيرا حتى من ايناستقى هذه الثقة بأنه يستطيع اعطاءجيش الدفاع الاسرائيلي انذارا قبل 48ساعة على القل. انه يتحدث عن مصدرمعلومات كان لديه. وفي رد على سؤال حولطول فترة التحذير التي يأمل فياحرازها، أجاب (صفحة 637): «انا اعتقدتيومين. لم أقدر بان بالامكان خوضحرب من دون يومين مسبقين [يحصل فيهما علىالخبر من المصدر المذكور]، بأنحربا ستنشب».
حول هذا المصدر أقرا آنفا (البند 53 ).
106.في قضية حيوية كهذه مثل التحذير، فشلت دائرة البحوث في شعبةالاستخباراتالعسكرية، بسبب قيام [المصريين] بتمثيل وجود تدريبات. ولكنكان عليه أنيأخذ هذا الخطر بعين الاعتبار، عندما أعطى تعهده. وبالفعل،فقد اخذت فيالاعتبار في التقديرات التفصيلية حول قدرات شعبة الاستخباراتالعسكريةلاعطاء التحذير، كما وضعها سابقه في منصب رئيس شعبة الاستخباراتالعسكرية،الجنرال يريف في يوم 16.6.1972، بناء على طلب رئيس القيادةالعامة، الجنرالطال (ضمن وثيقة البينات رقم 210). ولكن قيل هناك، فيالبند الثالث: «نقطةالانطلاق في اعطاء تقدير للوضع تكمن في القناعة بأنهمن أجل أن ينفذالمصريون عملية عسكرية محدودة، وأكثر من ذلك في حالة انهاعملية كبيرة، يجبعلى الجيش المصري أن ينتظم في استعدادات تنفيذيةولوجستية يكون إلزاميااعطاء تعبير فيها عن الانذار بما لا يقل عن 24 ساعةفي العملية المحدودة و5ـ 6 أيام قبيل تنفيذ عملية حربية كبيرة». ولكنه فيالبند 11 يلخص: «فيعملية حربية هجومية كبيرة، هناك احتمالات كبيرة فياعطاء التحذير. ولكن:
أـ ... ب ـ ليس في كل حالة، يكون واضحا ما هي تلك العملية العينية،خصوصاإذا نفذت العملية على خلفية التوتر العام الذي يترافق واستعداداتلوجستيةمتواصلة وتحركات أو على خلفية تديبات شاملة في الجيش المصري تتضمنتحركاتللقوات على نطاق كبير».
هذا التحفظ المهم، والذي فرضه الحذر فيضوء التجارب التاريخية (مثل هجومهتلر على الاتحاد السوفياتي سنة 1941واحتلال جيوش دول حلف وارسولتشيكوسلوفاكيا في سنة 1968)، لم يضفه رئيسشعبة الاستخبارات العسكرية الىقدراته على اعطاء انذار للجيش.
107. الرقابة تشطب هنا فقرة كاملة من 4 سطور.
هذهالرسالة (وثيقة البينات رقم 287)، أرسلها الجنرال زعيرا الى اللجنةبعدالانتهاء من الإدلاء بالأمور الجوهرية من شهادته، خلال اجاباتهعلىالقضايا، التي بسببها، قامت اللجنة بتفعيل المادة 15 من قانونلجانالتحقيق لسنة 1968. ان الامتناع عن عرض هذه الرسالة خلال تقديمشهادتهالأساسية، وهو خاضع للتحقيق حول الموضوع، يعني ان زعيرا نفسه لم يرفيالرسالة شطبا لتصريحاته من أبريل ومايو [نيسان وايار] 1973 بشأن قدرتهعلىاعطاء التحذير [للجيش ازاء خطر هجوم حربي عربي]ـــــــــــــــــ[رقابة]،ولم يتراجع ولم يلغ هذه التصريحات. لو أراد رئيسشعبة الاستخبارات ان يعلنتغييرا أساسيا كهذا في موقفه المعلن، والذي تحولكما يعلم، الى فرضيةاساسية في التخطيطات العملية للجيش الاسرائيلي، لكانعليه أن يعلن ذلك فيحينه وبمنتهى الوضوح.
الفصل التاسع: خلفية فشلشعبة الاستخبارات العسكرية (1) الثقة الزائدة فيالنفس 108. قلنا ان هناكثلاثة اسباب لفشل شعبة الاستخبارات العسكرية. وقدكانت لهذه الأسباب خلفيةنفسية نمت وترعرعت عليها. ونقصد بذلك الثقةالزائدة في النفس، التي اتصفبها الجميع، سواء في مستوى القيادة العسكريةأو السياسية، ومفاد [هذه الثقةالمفرطة] انه في حالة قيام العدو بالهجوم –على عكس المتوقع – فإن الجيشالنظامي [سوية مع جنود الاحتياط المجندين]سيصد الهجوم بسهولة في كل الظروفوسيستطيع التحول بسرعة الى حالة هجوممضاد. وقد عبر وزير الخارجية عن هذهالأجواء في شهادته (صفحة 735):
«الجواب الذي حصلنا عليه دائما منالذراع العسكرية هو انه حتى إذا حاول(السادات) مهاجمتنا فسيكون مصيره قدحسم بهزيمة سريعة وساحقة».
وعلى الرغم من ان واجب شعبة الاستخباراتالعسكرية هو الانشغال فقط بإعطاءتقدير حول قوات العدو وأهدافه، وليس قدراتالجيش الاسرائيلي وخططته ـ وهوالأمر الواضح أيضا لرؤساء شعبة الاستخباراتالعسكرية ـ فإن هذه الثقةتغلغلت، في الواقع، ايضا الى تقديرات شعبةالاستخبارات العسكرية. هذهالظاهرة بدت في أقوال الجنرال زعيرا خلال شهادته(صفحة 1046):
«في ضوء ما فهمته من الضباط الكبار في جيش الدفاعالاسرائيلي، فإن شعوريالذاتي انه إذا كانت في الجنوب 300 دبابة، لن تكونلنا مشكلة جدية.
أنا واثق من أنه كان لهذا تأثير، وأنا أتحدث عنشعوري. لكنني لا أعتقد انهأثر على القدرة في تشريح المعلومات. بيد أننيكضابط في الجيش وليس كرئيسشعبة الاستخبارات العسكرية، شعرت بأنه مع 300دبابة نستطيع منع عبورالقناة.
سؤال: تقصد أننا نستطيع القذف بهم [المصريين الذين سيعبرون القناة] الى الوراء؟
جواب: على الأقل لن نتيح لهم العبور، أكان ذلك بالصد الفوري لهم أو بالهجوم المضاد».
ولكنفي صفحة 5446، عندما جرى التحقيق معه حول الامتناع عن تسليم الخبر،الذيوصل [الى شعبة الاستخبارات العسكرية] في 5 أكتوبر، الى رئيس أركانالجيش فيالوقت المناسب (أنظر البند 79 آنفا)، قال ـ وهذه المرة بالذاتبوصفه رئيسالشعبة الاستخبارات العسكرية:
«.. لم أجد ضرورة أن أستنفر رئيسالأركان في الساعة 11:00 ليلا لأقول لهان هناك خبرا من هذا النوع ثم اضيفله ما كتبناه في حينه بأن المصدر ليسذلك المصدر الموثوق وبأن هناك أخطاء[في تقاريره السابقة] وأننا نفكر بشيءمشابه [أي ان المصدر غير موثوق].ويجب ان نذكر انني كنت أعرف في ذلك الوقتوكان رئيس الأركان يعرف أيضا أنكل جيش الدفاع الاسرائيلي كان في حالةتأهب قصوى، و300 دبابة جاهزة فيالجنوب و180 دبابة في الشمال، وكلناواقفون والإصبع على الزناد. وهذا كانشعور رئيس الأركان في تلك الليلة علىحد علمي وأنا كذلك. لم يكن هذا وضعout of the blue [غير متوقع] بحيث عادالجميع الى بيوتهم، كما لو انه يومغفران عادي ويجب استنفار [القادة منبيوتهم]. ففي حالة كهذه كان رئيسالأركان سيقول لي، حسب اعتقادي: حسنا،لكن عند غوردوش [يقصد الجنرال شموئيلغونين، قائد اللواء الجنوبي في الجيشالاسرائيلي ذلك الوقت]، توجد 300دبابة وبيني بيلد [قائد سلاح الجو] وضعالطائرات في القواعد [يقصد انهيضعها على أهبة الاستعداد] ولاحكا (أيالجنرال حوفي) [قائد اللواء الشمالي]لديه 180 دبابة، جميعهم يقفونوالإصبع على الزناد. حسنا؟» (2) في شعبةالاستخبارات العسكرية اعتادوا علىالإجماع 109. عنصر آخر ساهم إسهامه فيولادة أسباب الفشل، هو التعصبالزائد الذي تميزت به تقديرات ضباط دائرةالبحوث في شعبة الاستخباراتالعسكرية. ونحن نعتمد على شهادة العميد شيلو،مساعد رئيس شعبة الاستخباراتالعسكرية لشؤون الأبحاث، حول هذا الموضوع.وهذه كانت اقواله (صفحة 1182):
«بشكل عام توجد آراء مختلفة، وليس فقطتوجد آراء مختلفة، بل لدينا تقليدحديدي في الأبحاث هو الديمقراطية المطلقةفي كل ما يتعلق بالتعبير عنالرأي. هذه ليست ديمقراطية فحسب، إذ ان كل ضابطمهما كان صغيرا، يعرف انهفي الأبحاث التي تتم عندي، مثلا، يكون حرا ويطلبمنه أن يقول رأيه.. ».
ولكنه في صفحة 1183 يضيف مفسرا: «في قضيةالاجماع.. يوجد بحث وتوجد آراءمختلفة. في حالات كثيرة، ومن خلال مجابهةالآراء المختلفة ببعضها البعض،ننجح في التوصل الى ما هو مشترك ومقبول علىالجميع. ربما يحصل ان تأتيحالة مختلفة، بحيث يكون هناك واحد أو اثنان لايقبلان الرأي. عندها، منيدير النقاش يلخص الأمور الأساسية. وفي كل مرةيكون فيها رأي آخر معارضللتلخيص، أنا أسأل، أيضا بعد تلخيصي النقاش، لمنيوجد رأي اخر أو تحفظ.أنا أستمع الى هذا الرأي وإذا اقتنعت به كاملا أوجزئيا، أقوم بتغييرالتلخيص حتى لو كنت قد أتممت تلخيصه. ولنفترض انني لمأقتنع، فإنني لاأضمن هذا الرأي في التلخيص، ولكننا نتابع هذا الرأي ونفحصأنفسنا من جديد،فالحياة لا تنتهي مع انتهاء النقاش والتلخيص. هذه هيطريقتنا.. نزنالأمور. وأعتقد ان طريقتنا هذه تعطي الحد الأقصى من الحظوظللبشر أنيحسنوا الأمور ويداوموا على فحصها ويعبروا عن الآراء المختلفةويتناقشواحول مختلف الآراء ويحاول كل واحد أن يقنع برأيه وفي بعض الأحيانيصرخ، لكينصل بالتالي الى القاسم المشترك وبشكل عام ننجح. لا أقول أن هذايتمدائما».
في الظاهر هناك أفضلية للتوصل الى استنتاجات مشتركة فينهاية كل نقاش،لأنها تبدو كما لو انها توفر لـ«زبائن» شعبة الاستخباراتالعسكرية الثقةبأن هناك أساسا متينا لقراراتها. ولكن هذه الثقة وهمية، لأنمن وراء«الرأي الموحد لشعبة الاستخبارات العسكرية» يمكن أن تختبئ خلافاتجوهريةفيما بين مقدمي التقديرات، تختفي عن عيون «الزبائن». ويضاف الىذلكالصعوبة الطبيعية التي ليس من السهل التغلب عليها، في كل جهاز مبنيعلىالمركزية والطاعة. ان القول «آمين» بعد رأي المسؤولين يعتبر لدىالكثيرينمن الخصائص الجيدة للحياة السهلة وللحصول على درجة أعلى.
إننانعتقد أنه لا يوجد مانع في أن يتم التعبير ايضا عن الاختلاف معالرأيالسائد، حتى خطيا. ومثل هذا التعبير عن اختلاف الرأي من شأنه ان يجعلقراءالموضوع يدركون بأن هذا الرأي ليس مغلقا على الرأي السائد، مما يؤديالىالمزيد من الحذر في اتخاذ الاجراءات التنفيذية.
في اطار هذاالنظام المتبع في دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكريةفي السنة التيسبقت حرب يوم الغفران، ضاعت الآراء المخالفة في خضم قرارات«الإجماع»، الذيانتهى به كل بحث. ويصف ذلك الشاهد ألبرت سوداي، رئيسالقسم السياسي فرع 6[داخل دائرة البحوث المذكورة، والمختص في الشأنالمصري]، والذي كنا قدذكرناه أعلاه (البند 82)، وهو الذي أعرب عن قلقه منالأخبار التي وصلت فيالأيام السابقة للحرب، فقال في شهادته أمام اللجنة:
«في النقاشاتتوجد حرية رأي، ولكن على الورق يوجد اجماع.. القباطنة، كمانسمي قادتنا،يجب أن يحملوا آراء المؤسسة كلها. لذلك فإنني لا استطيع أنأكتب رأيا آخرفي هذه الوثيقة. ولم تكن هناك وسيلة أمامي أو أمام أي رئيسدائرة أو الضابطالصغير أن يعبر فيها عن رأيه».
سؤال: أنت أعددت مسودة الجزء السياسي المتعلق بمصر؟
جواب:نحن رجال دائرة البحوث نسمى رجال تسويق، علينا أن نبيع هذه البضاعةلكيتكون مقبولة. ولا نستطيع بيعها إذا لم تكن مغلفة بغلاف غير مقبول.قضيةالمقدم يعري 110. المقدم أبيعيزر يعري، رئيس فرع 5 في دائرة البحوثفي شعبةالاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي (وهو القسم المسؤول عنسوريةولبنان والعراق والكويت)، كان يتمتع بمدى معين من الاستقلاليةالفكرية. لقدرأى أكثر من غيره العلاقة ما بين الاستعدادات في الجبهةالسورية وبين مايجري في الجبهة المصرية. لذلك فقد أقدم على تصرف خارج عنالمألوف في دائرةالبحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية.
في ليلة الأول من أكتوبر،عندما سلمه رئيس القسم 6 [المسؤول عن مصر]،المقدم بندمن، الخبر عن عمليةالهجوم المصري الذي سيبدأ في 1 أكتوبر (أنظرالبند 63 آنفا)، ومعه اضافةباسمه وباسم العميد شيلو بانه في تقديرهما انالخبر غير جدي، تجاهل المقدميعري الملاحظة ووأبلغ ضابط الاستخبارات فياللواء الشمالي بان هناك ضرورةملحة لاستدعاء القيادة العليا للواءالشمالي.
وبالفعل، أبلغ ضابطالاستخبارات قائد اللواء، فاتخذ هذا الاجراءاتاللازمة. وقبيل الصباح، تلقىقائد اللواء الخبر المطمئن من دائرة البحوثفي شعبة الاستخبارات العسكرية.فاشتكى لدى رئيس شعبة الاستخبارات العسكريةبأن المقدم يعري تسبب في حالةاستنفار في اللواء من دون حاجة. ولذا، فقداستدعي المقدم يعري الى توضيحلدى العميد شيلو، الذي راح يقارعه بسببخروجه عن التعليمات بألا يرسلالأخبار التي تصل اليه إلا الى دائرةالاستخبارات، وإلا فيجب أن تذيلبتقديرات شعبة الاستخبارات (شهادة يعري فيصفحة 2037 فصاعدا).
لقدتركت هذه الحادثة اثرها البالغ على المقدم يعري وغيره ليكونوا أكثرحذرا فيالتعبير عن رأي مستقل ومخالف لرأي شعبة الاستخبارات العسكرية. ومعذلك، ظليعبر عن رأيه المخالف، وعبر عنه بالنسب المئوية: تشكيلات الطواريءفيالجبهة السورية تدل على 50 في المائة أهداف دفاعية، 25 في المائةاستجابةللضغوط الداخلية السورية لتسخين الحدود و25 في المائة من دونتفسير. وحسباعتقاده، فإنه من الواجب البحث عن النقص في الجبهة المصرية(صفحة 2049).ولصالحه يمكن القول انه بحسب الرأي العام السائد في شعبةالاستخباراتالعسكرية، والتي يوجد لها اساس تعتمد عليه، كان يجب التفتيشعن مفتاح لفهمما يجري في الجبهتين، وأولهما في الجبهة المصرية. وفي هذاالموضوع، كانتتقديرات الفرع السادس المطمئنة على طاولته وكان يستطيعاعتمادها بوصفها ذاتصلاحية. وينبغي ان نذكر الفارق الهام ما بين رأيهوبين راي رئيس الفرعالسادس، المقدم بندمن، الذي اشرنا اليه في البند 25من التقرير الجزئي. وفيشهادته التي نقبلها لأنها صحيحة، قال المقدم يعريانه لم يكن الوحيد فيالدائرة الذي عبر عن هذا الرأي وانه في الأسبوعالأخير قبيل الحرب، زاد ضغطالنقاش في الأبحاث داخل الدائرة. ولكن النتيجةانتهت دائما برأي موحد فيالظاهر هو «راي دائرة البحوث» أو «رأي شعبةالاستخبارات العسكرية الموحد».صحيح انه سادت حرية رأي في النقاش، ولكنعندما تم نقل "راي شعبةالاستخبارات العسكرية الموحد» الى الجهات الأعلى،لم يكن فيه ذكر لي رأيآخر. وبشكل متاخر، يعرب المقدم يعري عن ندمه اليومويقول ان ضميره يعذبهوأنه كان يجب أن يخرج على المألوف مرة اخرى ويوصلصرخته الى السماء (صفحة2059). وتعتبر هذه القضية نموذجا جيدا للتعبير عنالحاجة الى المزيد منالتعبير عن حرية الرأي ليس فقط داخل أبحاث الدائرة،بل أيضا خارجها. فكماقلنا في التقرير الجزئي (البند 22 (د)(4))» «يجباجرا ءتغييرات جوهريةوأساسية في بنيوية شعبة الاستخبارات العسكرية وسلاحالمخابرات لكي تعطيتعبيرا ملائما بل تشجع على اسماع آراء أخرى مخالفة فيدائرة البحوث وفي وضعالتقديرات التي توزع على جهات مختلفة». ربما، لو كانالأمر على هذا النحوقبيل الحروب، وكانت الآراء أكثر شكوكا، حتى لو كانتآراء الأقلية، لكانتوصلت الى وعي وادراك أصحاب القرار، وما سيطر الرأيالمتغطرس الذي ميز مواقفشعبة الاستخبارات العسكرية وبسببه جاءت تقديراتهمطمئنة



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرع المصرى

لـــواء
لـــواء
الدرع المصرى



الـبلد : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 Egypt110
التسجيل : 14/06/2010
عدد المساهمات : 5975
معدل النشاط : 6717
التقييم : 438
الدبـــابة : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 B91b7610
المروحية : وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 76af2b10

وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 411


وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر   وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر - صفحة 2 Icon_m10الأربعاء 6 أكتوبر 2010 - 10:19

الوثائق الإسرائيلية المعلومات عن إعداد المصريين للنزول إلى القناة تمهيدا للعبور .. ضاعت في دوائر الاستخبارات الإسرائيليةشارون يأمر بإخفاء وثائق قيمة عن تاريخ الحرب ومساعدوه ينقلونها إلى مزرعتهتل أبيب: نظير مجليفي هذه الحلقة من استعراض تقرير لجنة أغرنات للتحقيق في إخفاقات الجيشالاسرائيلي إبان حرب أكتوبر، تتطرق اللجنة الى ظاهرة لافتة للنظر في الجيشالاسرائيلي في تلك الفترة، هي ظاهرة اختفاء وثائق مهمة، بضمنها معلوماتسرية ومعلومات حيوية تتعلق بنشاطات عسكرية خطيرة. وعلى سبيل المثال يتضحان تقارير من المخابرات الميدانية تحدثت عن قيام الجيش المصري بفتح ممراتللنزول الى المياه في قناة السويس تمهيدا للعبور، لكن هذه التقارير لا تصلالى قائد اللواء الجنوبي، شموئيل غونين (الذي عرف باسم غوردوش). ومن وثيقةأخرى نجد ان غوردوش هذا لم يدرك قط ان حربا ستنشب، وعندما وصل الخبر بأنهاستنشب في مساء اليوم المقبل (6 أكتوبر)، فتشوا عليه فوجدوه في الطرفالآخر، الشمالي من اسرائيل، مدينة حيفا، حيث أمضى ليلة حمراء مع عشيقته.ونقرأ في وثيقة أخرى عن اختفاء كل السجلات التي تم فيها تدوين وقائع الحربفي الفترة ما بين 9 و15 اكتوبر، وهي ايام مصيرية في الحرب. وقد اختفت منارشيف الجيش الاسرائيلي. فأين ذهبت؟ حتى الآن لا يعرف احد بالضبط. ولكنالمؤرخين، رونين بيرغمن وجيل ملتسر يصممان على ان أرييل شارون هو الذيصادرها. فعندما اصبح رئيسا للحكومة أمر نائب رئيس دائرة التأريخ في الجيشالاسرائيلي، وهو صديق له وكان من مرؤوسيه في الجيش، ان يخفي تلك الوثائق.فقام ذلك برزمها في صناديق حديدية وحملها الى مزرعة شارون. ويقولالمؤرخان، ان شارون فعل ذلك لأنه لا يريد ان يسجل اسمه في التاريخ كضابطمتمرد على الأوامر. فهو تمرد على قائد اللواء الجنوبي خلال حرب أكتوبر،حسب كل المؤرخين الموضوعيين بمن في ذلك مؤرخو الجيش. ففي حينه قاد لواءالمدرعات الذي عبر قناة السويس الى الضفة الغربية ليلتف على الجيوشالمصرية التي تعبر القناة ويأتيها من الخلف، ثم راح يهدد بدخول السويس ثمالقاهرة. وخلال كل ذلك كان قادته يعترضون خوفا على وقوع عدد كبير منالقتلى، قدره غوردوش بـ15 ـ 20 ألف قتيل إسرائيلي. وكان يتجاهلهم ويكذبعليهم ويشتمهم أيضا. ورغم كل محاولاته التأثير على المؤرخين بتقديم روايةأخرى للأحداث، فإنهم ظلوا متمسكين بموقفهم. فما كان منه إلا ان يستغلصلاحياته كرئيس حكومة ويصادر التاريخ. ويكرس تقرير لجنة التحقيق هذهالحلقة لموضوع ضياع آخر هام في نهج الجيش الاسرائيلي عشية الحرب، وهو«القوانين والأنظمة والتعليمات» التي تحدد دور المخابرات الميدانية وضرورةأن يكون لها نشاط مستقل. ويبين التقرير ان شعبة الاستخبارات العسكرية فيالجيش الاسرائيلي قد استخفت بالمخابرات الميدانية ولم تعطها ما تستحق منأهمية، وان المخابرات الميدانية تقبلت هذا الوضع لأنه يريحها من مسؤوليةاعطاء تقديرات مستقلة لما يجري على ارض العدو وفي ساحته. وضياع هذهالتعليمات، تسبب في ضياع فرصة الاستفادة من المعلومات الحيوية التي قامبجمعها ضباط المخابرات الميدانيين على الجبهتين، السورية والمصرية. علمابأن العديدين من هؤلاء الضباط كانوا قد توصلوا الى قناعة بأن الحرب علىالأبواب، ولكن قادتهم قمعوا هذه التقديرات وشطبوها. وإليكم الحلقة الجديدةمن التقرير:(3) عناصر أمن خارج دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية 111. منالصعب على عناصر المخابرات من خارج نطاق دائرة البحوث في شعبة الاستخباراتالعسكرية أن تجادلها أو تجادل رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية حول صحةتقديراتها، كما جاء في البند 12 من التقرير الجزئي. فهم [شعبةالاستخبارات] يعتبرون المركز الوحيد للتقديرات الاستخبارية العسكرية فيالدولة. وهم يحفظون لديهم جميع المواد والمعلومات التي يتم تجميعها منالأذرع التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية ومن الموساد ومن دوائر التجميعالأخرى، ثم يوزعونها بعد أن تتم غربلتها وتحريرها وتضاف اليها تقديراتشعبة الاستخبارات العسكرية ودوائرها. وهم يقررون لمن توزع المادة الأصليةولمن توزع المادة المحررة (باستثناء المواد الخاصة التي تصل من مصادر مهمةخصوصا بواسطة الموساد، والتي اعتاد الموساد نفسه ان يوزعها وفق «التوزيعالعالي»، أي لرئيسة الحكومة ووزير الدفاع ولسلاح المخابرات ـ شهادةالجنرال زعيرا صفحة 19 من بروتوكول اللجنة، صفحة 202). كذلك فقد سيطر «رأيشعبة الاستخبارات العسكرية» ودائرة البحوث فيها على جميع اذرع المخابرات.على سبيل المثال، فقد سبق وذكرنا (البند 73) بأن رئيس دائرة الاستخباراتفي سلاح البحرية، العقيد لونتس، قلق من التحركات غير التقليدية في سلاحالبحرية المصري في البحر الأحمر. ولكن شيئا لم ينتج عن هذا القلق، لأنمخاوفه لم تصل الى دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية.112. ضابط المخابرات في اللواء الشمالي، المقدم حجاي مان، كان أكثراستقلالية في تقديراته. فقد تباحث مع قائد اللواء حول المعلومات المقلقة،مما دفع القائد الى تعزيز القوات في هضبة الجولان (صفحة 1379)، كما اختلفمع تقديرات دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية في قضية سيطرة سلاحالمدرعات [السوري ] على المنطقة الدفاعية الثانية، ولكنه هو أيضا يفسر(صفحة 1419):"... أنا أتقبل رسميا تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية لأنني أدركمشكلتي، فأنا لا أملك كل المواد. مع ذلك فإنني رغم الشكوك وتقاطعالمعلومات، طرحت أمام الجنرال قائد اللواءن مثلما فعلت مع التقديرات حولطلعات التصوير العينية (فيقضية السيطرة على تلك الرقعة).سؤال: ولكنك تملك حق اعطاء تقديرات مختلفة عن تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية، في النشرات التي تصدرونها أنتم؟جواب: بالتأكيد انني حر. حر بأن أفعل ذلك، ومع ذلك فإنني أتاثر من تلكالمصادر التي بين يدي. ففي نشرات شعبة الاستخبارات هناك نغمة وهناك خطتفكير وهناك الاقناع، فيما المعلومات المتوفرة بين يدي كاملة أو جزئية.أنا اعتقد باتن هناك أمور أكثر أهمية أو أكثر تأثيرا، ليست بيدي". كماقلنا، لقد كان ناقصا وجود مواجهة على مستوى الندية بين رأي دائرة البحوثفي شعبة الاستخبارات العسكرية وبين رأي المخابرات الميدانية. لذلك أوصينافي التقرير الجزئي (البند 22(د) (4))، بإعادة تنظيم المخابرات الميدانيةواعطائها تمثيلا لائقا في مستوى هيئة رئاسة الأركان.(4) المخابرات القتالية 113. ذلك النهج من الاجماع وأجواء الانسجام تسببتفي خفض وزن المخابرات القتالية ايضا، التي تعمل في مجالات المخابرات فيالميدان مثل الرصد والدوريات والتحقيق مع الأسرى. أهمية هذا الجهاز الخاصةتكمن في كونه قريب من الحدث ويحضر معلومات طازجة وفورية وجديدة، أكان ذلكمن المراقبة والرصد أو من الاحتكاك الحربي المباشر، والتعرف على نواياالعدو وقواته العسكرية.واتضح لنا بأن المخابرات الميدانية عزلت جانبا في شعبة الاستخباراتالعسكرية العامة ولم تجر مواجهة معلوماتها وتقديراتها مع معلومات وتقديراتشعبة الاستخبارات. حتى من الناحية المؤسسية، فإن المخابرات القتاليةبوصفها مصفاة للمعلومات «الساخنة» ومصدر لانتاج المعلومات حول «اعرفعدوك»، ليس ممثلا في القيادة العامة للأركان. 114. لقد ذكر رئيس شعبةالاستخبارات العسكرية خلال شهادته (صفحة 8) بأن دوائر المخابرات العسكريةفي الألوية تابعة لسلاح المخابرات ولكن قائدها المباشر هو قائد اللواء.شعبة الاستخبارات العسكرية هي التي تقوم بتدريب جنودها مهنيا، مثل كيفيةاعداد ملف أهداف أو سبل تحليل الصور الجوية (صفحة 12). وتأتي اليهمتعليمات شعبة الاستخبارات العسكرية بطريقتين: أ) بواسطة فرع المخابراتالقتالية في دائرة التنظيم والارشاد. وبـ) معسكر التدريب 15، وهو قاعدةيتم فيها ارشاد الجنود وتأهيلهم في مواضيع استخبارية قتالية على جميعالمستويات والدرجات في سلاح المخابرات. ولكن في دائرة البحوث لم تؤخذبالاعتبار المخابرات القتالية ولم تحضر معلوماتها لمجابهتها بالمعلوماتالمتوفرة لدى شعبة الاستخبارات العسكرية، علما بأن هذه المجابهة تعنيبالتالي تدقيق المعلومات. والمخابرات القتالية غير ممثلة بمساواة في دائرةالبحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية. ولا يوجد له مكان لائق في طاقمالبحث الذي يصوغ القرار «رأي شعبة الاستخبارات العسكرية». والاتصالات مابين قادة سلاح المخابرات وبين شعبة الاستخبارات العسكرية تتم عادة علىمستوى شخصي بين رؤساء الفروع في القيادة. في دائرة البحوث في شعبةالاستخبارات العسكرية تم التأكيد على الاستخبارات التقنية والسياسيةوالاستراتيجية. الاستخبارات الميدانية العملية، لم تعد تشكل بالنسبة لهامصدرا يتساوى في أهميته مع المعلومات القادمة من مصادر أخرى. في الحياةاليومية لم يتم تدريب المخابرات اللوائية على ذلك. وهكذا، وبسبب هذهالطريقة، حصل ان تجمعت عشية الحرب معلومات مهمة من الرصد الميداني، ولكنهلم يصل الى طاولة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية. وهو يقول في شهادته(صفحة 657 - 658):«.. بعد الحرب، على اثر التحقيق مع الرجال الذين كانوا في مواقع الرصد،اتضح لي أن التحركات الاستثنائية [للجيش المصري] رصدت [في سلاح المخابراتالميدانية]، ولكنها لم تلق الاهتمام اللازم بها عندما وصلت الي قبلالحرب».«سؤال: من الذي لم يعطها الاهتمام اللازم؟جواب: في مكان ما على الطريق ما بين ضابط المخابرات في مستوى الكتيبة أوالوحدة وحتى اللواء. لماذا؟ لقد استدعيت جنديين من سلاح المخابرات اللذينعادا لتوهما من الأسر في مصر. لقد وقعا في الأسر وهما في موقع الرصد. حققتمعهما فاتضح أنهما شاهدا تحركات استثنائية، ولكن هذا لم يصل اليّ».115. رئيس أركان الجيش قال في شهادته بأن هناك تفاصيل مهمة جمعت في المخابرات الميدانية، لكنها لم تصل اليه (صفحة 3998 ـ 3997):«قسم كبير من هذه الأمور (معلومات من المخابرات الميدانية) لم أعرف به.وقسم من هذه الأمور، قسم كبير، أحصل عليه من التحليلات: حسنا، يوجد هناتدريب. أنا أعرف اليوم أمورا كثيرة من المخابرات الميدانية التي لم تصلاليّ. الكثير من المخابرات القتالية أكتشفها الآن.... كنت في وضع، لم تصل اليّ فيه [المعلومات] الهائلة الموجودة لدىالمخابرات القتالية. تصل اليّ مادة عبرت عملية تصفية. يصل اليّ [انالتحركات المصرية هي] جزء من التدريبات، فلا يضاء عندي الضوء الأحمر الذييلزمني بالبدء بإجراء فحص داخلي وفحص [المعلومات] في الدرجات الأكثرانخفاضا».116. علينا ان نقدم ملاحظة هنا حول استخدام التعبير «نشرة الاستخباراتالعسكرية ـ التقنية»، بخصوص المعلومات ذات الطابع التحذيري الصرف، فهيكانت بعيدة عن كونها تقنية فقط. ان المعنى البسيط لـ«الاستخبارات التقنية»هو مخابرات الأجهزة والوسائل القتالية، واستخدام هذا التعبير لهدف آخر، منشأنه أن يحرف صاحب العنوان عن مضمونه. ونقصد بذلك نشرة الاستخباراتالعسكرية التقنية رقم 299/73 من يوم 3.10.1973 (وثيقة البينات رقم 306)التي تضمنت [معلومات] مهمة [من] الاستخبارات الميدانية حول عمليات [قامبها المصريون] لتحسين طرق النزول الى القناة في القطاع الخاضع لسيطرةالجيش الثالث [المصري]، منذ اواسط سبتمبر [أيلول] 1973 (المصدر نفسه، صفحة3). وقد كان تقدير شعبي الاستخبارات العسكرية (المصدر نفسه، صفحة 6):«من المحتمل أن تكون «اليقظة» في موضوع التمهيد للعبور في قطاع الجيشالثالث (بموازاة عمليات التمهيد الواسعة التي سبق وان نفذها الجيش الثانيوتضمنت زيادة منصات [للدبابات] والنزول الى مياه القناة وشق طرق جديدة)،هي جزء من النشاط [الذي يتم] في اطار التدريبات المتعددة الذرع التي تنفذحاليا فس الجيش المصري».(وأيضا في هذه النشرة، لم تطرح امكانية أخرى، حيث من المحتمل أن تكون هذهالاستعدادات دليلا على النوايا الهجومية). بيد ان هذه المعلومات المهمة«ضاعت» بتأثير من ذلك العنوان «عسكري ـ تقني» ومن تقديرات دائرة البحوث فيشعبة الاستخبارات العسكرية القائلة بأن هذه النشاطات تتم في اطار«التدريبات» (حول موقف رئيس الأركان من هذه النشرة أنظر البند 200فصاعدا).117. لم يكن هنالك شك في انه على مستوى الألوية، شعر رجال نقاط الرصد فيالاستحكامات والمواقع بأنه لا يتم التعامل مع تقاريرهم وفقا لقيمتهاالحقيقية وان هناك استهتارا بها. ويدل الأمر على التعفن الذي حصل في مكانةالمخابرات الميدانية لدى قائد اللواء والقيادة العليا وبداخل شعبةالاستخبارات العسكرية نفسها. إذ ان كل جندي، بغض النظر عن انتمائه ليةوحدة، يستطيع بعد تأهيل مناسب أن يكون وكيلا للمخابرات الميدانية، مثلمايستطيع أن يكون وكيلا للأمن الميداني أو الأمن في الاتصالات. ولكن، لكييعبئ هذه الوظيفة، توجد هناك حاجة بنظام يضمن التثقيف حول الأهمية العمليةللمخابرات الميدانية والانتباه لتفاصيل المعلومات الواردة في عملياتالرصد، التي قد تبدو في الظاهر تافهة. فالمخابرات الميدانية هي ليستموضوعا مقصورا على الأسلحة المختلفة، انما هي موضوع فوق السلحة وفوقالذرع، وفقا لكل نظريات القتال وكل نظريات الادارة العسكرية. من المناسبأن نطرح فيما يلي عنوانا لهذه الفكرة من الأقوال الصائبة للجنرال أدان فياجتماع لوائي عقد بعد الحرب (وثيقة البينات رقم 283 أ، صفحة 4):«مع استمرار الحرب، تعلمت للأسف الشديد أنه يجب التأكد من الأمور جيداجدا، ليس من أعلى الى تحت، بل من تحت الى أعلى. هناك أخبار «ميني» [يقصدأخبار صغيرة جدا]، وأنا لا أستخف بها. «انها أخبار جدية للغاية، تنزل الىاللوية ومنها الى الوحدات وهكذا. صحيح ان هناك مصادر. ولكن يجب دائمااعطاء الأفضلية لما يقوله [الجنود في ] خط التماس، الفرق والاحتكاكبالميدان».118. في الأيام التي سبقت حرب يوم الغفران، منذ ان انتشرت قوات الجيشالمصري في تشكيلات طوارئ و[اعلنت فيه] حالة التأهب القصوى، زادت أكثرأهمية المخابرات الميدانية. لقد اصبحت أكثر اهمية بشكل خاص، لسبب الصعوباتفي اجراء تصوير جوي: شبكة صواريخ العدو المضادة للطائرات اضطرت طائراتناالى التصوير من بعيد وبشكل مائل، مما يجعل تحليل الصور أقل سهولة (هذهالصعوبة تجلت في النقاش الذي جرى حول تفسير وضعية الخط الدفاعي الثاني فيسورية، وهل تم تحريكه أم لا ـ أنظر البند 12 آنفا). لهذا السبب وللحساسيةمن رد فعل الصواريخ المصرية المضادة للطائرات، لم تجر عمليات تصوري منالجو في الجبهة المصرية من 24 سبتمبر وحتى 3 أكتوبر (شهادة العميد هارليف،رئيس الاستخبارات في سلاح الجو، صفحة 1299). لقد كان في مقدور المخابراتالميدانية أن تحصل على معلومات دقيقة ومعدلة حتى اللحظة الأخيرة حولتحركات قوات العدو والتغيرات في تشكيلاته وانتشاره واستعداداته على خطالجبهة ومنحها الى القادة والمساهمة بذلك في اعطاء تحذير تقني حول نواياالعدو. 119. يتولى أمر قيادة المخابرات القتالية أولا وقبل كل شيء ضابطالاستخبارات اللواء. توجد له مهمة مثلثة، كقائد دائرة الاستخبارات فياللواء، الضابط المهني لجميع وحدات الاستخبارات في الألوية والوحداتوالفرق وكضابط الاستخبارات لقائد اللواء وطاقمه. (حول هذا انظر لاحقا فيالبند 271). باستطاعته أن يزود قائده القائد بما يطلب من معلومات وفي بعضالحيان يقدم بمبادرته المعلومات التي يخمن أن قائده يحتاج اليها. لكن فيشعبة الاستخبارات العسكرية تم تقليص هذا الدور لدى ضابط الاستخبارات فياللواء.نظريا، كان ضابط الاستخبارات في اللواء حرا ومن حقه أن يتوصل الى تقديراتمستقلة خاصة به وغير متعلقة بدائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية،على اساس المعلومات التي جمعت لديه أو التي وصلت اليه من مصادر تجميعأخرى، وأن يعرض هذه المعلومات أمام قائد اللواء وأمام شعبة الاستخباراتالعسكرية. لكن الترتيب القائم أثقل عمليا على امكانية التفكير المستقل منهذه الناحية، وكان هذا مريحا لضابط الاستخبارات. فهو لم ير في ذلك تجاهلالصلاحياته حسب تعليمات القيادة العليا، وبات من السهل عليه أن يقبل بلاجدال تقديرات دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية، بدعوى انها تملكجميع المعلومات وتستطيع ان تقمع وتزيح جانبا الاستعداد لإعطاء تقدير حولالمعلومات والتقديرات المستقلة. وبرزت هذه الظاهرة بشكل خاص عشية الحربلدى ضابط الاستخبارات فس اللواء الجنوبي، المقدم غداليا، كما فسرنا فيالبند 26 آنفا من التقرير الجزئي (تفاصيل اخرى في البنود 274 ـ 276).120. لقد سمعنا كيف ينظر ضباط الاستخبارات باستخفاف الى ما يسمى «طريقةالمظلة»، التي بموجبها يحمي ضابط المخابرات نفسه من الانتقاد فيما بعد،بحيث يعرض أمام قادته كل الإمكانيات المفتوحة، وذلك لكي يقرر قائده بنفسهما هي الإمكانية الأكثر معقولية. وحسب موجهي الانتقاد لـ«طريقة المظلة» لايتصرف على هذا النحو ضابط الاستخبارات الذي يقوم بواجبه كما يجب، انما هوملزم بأن يختار بنفسه الامكانية التي يراها ملائمة، ويعرضها وحدها أمامقادته. لقد رأينا ان هذه الطريقة سادت في شعبة الاستخبارات العسكرية وفيهيئة القيادة العامة، وهي التي تسببت في خلق ذلك النهج الذي تم بموجبه عرض«رأي شعبة الاستخبارات العسكرية» أو «رأي دائرة البحوث» فقط على القياداتالعليا، وذلك بعد أن تتم بلورة الإمكانيات المختلفة، أولا داخل شعبةالاستخبارات العسكرية. وتفشت هذه الظاهرة ايضا في صفوف ضباط الاستخباراتفي الألوية، وخير دليل على ذلك هو تصرف ضابط الاستخبارات في اللواءالجنوبي: فهو أيضا عرض أمام قائد اللواء تقديرا واحدا فقط، وليس تقديرهالمستقل بالذات، انما تقدير شعبة الاستخبارات العسكرية بعد أن تبناه مندون نقاش (أنظر البند 274، لاحقا). وبهذه الطريقة ضرب مضمون وأهدافتقديرات الاستخبارات الميدانية وضرب كمالها، وفقدت قيمتها المعلومات التيوصلت الى ضابط الاستخبارات في اللواء. ايضا عندما كان ضابط الاستخبارات فياللواء قادرا على التفسير وعلى التأشير نحو واحدة من الإمكانيات المتوفرة،أراح نفسه من ذلك عندما قبل بتقديرات دائرة البحوث في شعبة الاستخباراتالعسكرية (رأي البحوث). وبهذا تعظم الخطر في أن لا تصل العلامات الدالةالى قائد اللواء بواسطة مصفاة ضابط الاستخبارات في اللواء، الذي عرض عليهنفس تقديرات دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية (حول واجب قائداللواء في تقدير المعلومات، أنظر الى البند 239 لاحقا).يبدو لنا انه من كثرة التحفظات من «طريقة المظلة»، انتقل بعض ضباطالاستخبارات الى تطرف معاكس. فالمفروض انه عندما يتوصل ضابط الاستخباراتالى بلورة رأي، بناء على المعلومات المتوفرة لديه، يقول فيه ان احدىالامكانيات المفتوحة أكثر احتمالا من غيرها،عليه ان يقدمها أمام المسؤولينعنه بصفتها تقديره الشخصي. ولكنه، في هذه الحالة أيضا، يجب ان يعرض صلبالمعلومات المتوفرة لديه وأن يذكر أيضا الامكانيات الأخرى، حتى لو رأىأنها بعيدة الاحتمال.هكذا يستطيع قائده بلورة رأي خاص به، وفقا للمعلومات التي عرضت عليه ووفقاللتجربة الغنية التي يكون قد مر بها وشعوره كقائد، حتى لو كان مخالفالتقديرات ضابط الاستخبارات عنده. بيد انه في حالة عدم وجود امكانية لدىضابط المخابرات اللوائي للوصول الى تقدير خاص به، واضح ومنمق (وليس مجردتخمين)، فمن واجبه ان يعرض أمام قائده ما يمتلك من معلومات مرفقا إياهابتقدير مختصر حول جودة المصادر التي أحضرت المعلومات، والقائد يعطي عندئذتقديره الشخصي من دون أن تكون بين يديه تقديرات ضابط المخابرات اللوائيالتي تشير الى هذه الإمكانية أو تلك على أنها الأفضل.فإذا كانت هذه هي الظروف، فإن أية أقاويل عن «طريقة المظلة» لا تقوى علىإجبار ضابط الاستخبارات على أن يعرض تقديرا خاصا به، على عكس الحالة التييكون فيها مجبرا من الناحية المهنية على إعطاء ما يمكن إعطاؤه من تقديرجيد للمعلومات.121. سبق وقلنا ان المخابرات الميدانية لم تكن الوزن الملائم في تقديراتدائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية أو رئيس شعبة الاستخباراتالعسكرية أو رئيس أركان الجيش، ونضيف هنا انها لم تصل الى المستوى القياديالعسكري بواسطة قنوات أخرى كانت تستطيع ومن الضروري أن تستخدم لنقل هذهالمعلومات الحيوية، على سبيل المثال: من قائد اللواء الى رئيس الأركان أومن ضباط القيادة في اللواء الى ضباط القيادة العامة للأركان. في هذهالموضوع، رأينا شيئا استثنائيا في تصرف قائد اللواء الشمالي، الذي استنفرقيادة الأركان العامة، اثر الصور الجوية من يوم 24 سبتمبر، عندما علم انهلا يستطيع الحصول على امكانية التحذير(انظر البند 199 لاحقا). واتضح لناأيضا أن وقتا طويلا قد فات، منذ وصول فيلم التصوير من قاعدة سلاح الجو الىطاقم قيادة دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية والى ضابطالاستخبارات اللوائي لكي يبدأوا في تحليل الصور. أجل، لقد عبر وقت طويلأكثر من الحد، منذ أن انتهوا من تحليل الصور في سلاح الجو وحتى تمكنت شعبةالاستخبارات العسكرية من توصيل تحليلاتها الى القيادة، بل في بعض الأحيانوصلت التحليلات في خضم القتال.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2

 مواضيع مماثلة

-
» اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر وثائق حرب أكتوبر: اللواء ع
» واشنطن وصفت هجوم أكتوبر بـ"الانتحارى".. فشل CIA >>> وملك الاردن ابلغ اسرائيل بموعد الحرب
» جيهان السادات: عرفت بموعد الحرب حين طلب زوجي حقيبة المبيت خارج المنزل جيهان السادات: عرفت بموعد الحر
» تغطية أحداث خطف الجنود المصريين "موضوع موحد "
» عندما علمت إسرائيل بموعد الحرب وضلّلتها مباراة كرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الأقســـام العسكريـــة :: التاريخ العسكري - Military History :: الشرق الأوسط-
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة الموقع ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر

Powered by Arab Army. Copyright © 2019